رحيل ما بعد الحج: موسم التقوى والبركات ..وزمن السباق والمرابحة مع الله تعالى.

قال صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني الأيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء ).

لقد جعل الله سبحانه وتعالى هذه الشعائر روافد للعقيدة ودعائم للتقوى ... وجعل أعظم عبادة تؤدي في هذه العشر وفريضة الحج ..قال تعالى(الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن فلا رفث ولا فسوق ولاجدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب) فكيف تحقيق التقوى للحاج وهل كل من هل ولبى حج؟!!

قيل لأحد السلف :الحاج كثير قال:الداج كثير والحاج قليل .

إذن فكيف تتحقق هذه العبادة القلبية العظيمة ؟! لاشك إن تحقيقها عظيم وليس كل ينالها وأعظم مانتال به:

 أولا:الإخلاص لله تعالى ولهذا تأمل قوله تعالى"وأتموا الحج والعمرة لله "أي خالصة لوجهه لارياء.

قال الشيخ –عبدا لرحمن الدوسري –رحمه الله :" وقد أكثرا لله في آيات الحج على قلتها من وصيته لعباده بالتقوى ,لأنه يحصل في الحج من أسباب التقوى مالا يحصل لغيره .."أ.هـ.

ثانيا:المتابعة في أعمال الحج كلها لنبيك ورسولك الذي قال عليه الصلاة والسلام (خذوا عني مناسككم ).

وليتقيد الحاج بذلك دون تتبع برخص ومحاولة التفلت من النص..والتماس المعاذير والفتاوى البعيدة عن الدليل .

 ثالثا: التقوى بحفظ الجوارح من غض البصر وحفظ اللسان ورحمة الضعيف والشيخ والصغير وتوقير الكبير.

رابعا:التقوى بالانقطاع لله تعالى وتفريغ القلب عن الشواغل وتربية النفس وإلجامها عن الكسل والدعة ولاشتغال بذكر الله وقراءة القران. أمثلة لبعض أحوال السلف:

خامسا: تأمل دروس التوحيد في كل عبادة وكل منسك يقوم به خلال موسم الحج. فهي خمسة أيام عظيمة ينجز الحاج فيها من الإعمال العظام والدروس الجسام فيتعلم درس الحفظ على الوقت واستغلاله . وهل أدرك حقيقة التقوى من سافر لأدائه وهو متلطخ بالذنوب والمعاصي في ظاهره وباطنه فنسمعه يلبي (لبيك اللهم لبيك)والله تعالى يجيبه (لالبيك ولا سعديك ) -المطعم حرام. -والمشرب حرام. -والملبس حرام.

من الدروس : الاقتداء بأبي الأنبياء إبراهيم فعندما يقف الحاج عند مقام إبراهيم ويرى أثار هذه الإقدام التي ترمز إلى عبد من عباد الله هو نبي كان امة حنيفا ..ولم يكن من المشركين. فنحقق بهذه الرؤية:الإخلاص والولاء والبراء والحب في الله والبغض في الله .

وتقديم مايحبه الله على الهوى والشهوات التي تريدها النفس .

عند صعود الصفاء والمروة وانت تتذكر ماجرى لأمنا هاجر وكيف امتثل سيدنا إبراهيم عليه السلام لامر ربه وتركها ابنها إسماعيل في هذا الوادي وكيف امتثلت لامرالله .

 ومن دروس التوحيد العظيمة وهو يقف على صعيد عرفات ويرى حوله الحجاج شعثا غبرا بلباسهم الأبيض كل يسال ربه ويرجو رحمته تدفق عليها الألوف لايرجون الا رحمة الله ليس هناك دافع مادي مايدفعهم.