رسالة لطالبات العلم وعموم المسلمات في مشارق الأرض ومغاربها بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهنئ أصحابه بقدوم شهر رمضان المبارك كما في الحديث  

عن أبي هريرة  قال : ( كان رسول الله  يُبَشِّر أصحابه بقدوم رمضان يقول : قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك ، كتب الله عليكم صيامه ، فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر ، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِم )  / [1]

فأهنئكم بما هنأ به عليه الصلاة والسلام  ،وأذكر نفسي أخواتي في الله بكلمة من القلب إلى القلب .أوصي بها نفسي وأخواتي المسلمات في مشارق الأرض ومغاربها سميتها  .

 

" درة الوصايا في شهر العطايا "

 

 ـ وأولها  الاحتساب في هذا الشهر المبارك والعزم الأكيد على صيامه وقيامه بإيمان واحتساب .

هذا الشهر العظيم الذي تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم ؟ ! عن أبي سهيل عن أبيه عن أبي هريرة

رضي الله عنه أن رسول الله قال : إذا جاء رمضان  فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين (  / [2]

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "[3]

ـ  ومن أعظم ما تتقربين إلى الله في هذا الشهر  ـ

ـ  أولاً  تحقيق التوحيد .

وتحقيق كلمة التوحيد لا إله إلا الله بصدق وإخلاص , وهي كلمة التوحيد التي من أجلها أرسل الله الرسل . قال تعالى :  ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ ([4]) .   

من أجلها وضعت الموازين ، وجرّدت سيوف الجهاد، وحقّت الحاقّة، ووقعت الواقعة، وصار النّاس فريقين: فريق في الجنّة، وفريق في السّعير، وبها يعصم الدم والمال وذلك لحديث أبي هريرة  قال: قال رسول الله : « أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه، وحسابه على الله  »  ([5]).

ثانيا :الإخلاص في العبادة ومعناه إرادة العمل وجه الله .

وهو شرط  قبول العمل وحقيقة الدين، و مضمون دعوة الرسل قال تعالى :

﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء([6])

ثالثا :الإعتصام بالكتاب والسنة

فمن شروط قبول العمل :

1 ـ الإخلاص .

2 ـ المتابعة ، ومعناها اتباع السنة .

رابعاً : ـ إقامة الصلاة ..

فالصلاة قرة عيون المحبين، ولذة أرواح الموحدين، ومحك أحوال الصادقين، وميزان أحوال السالكين، وهي رحمته المهداة إلى عبيده هداهم إليها وعرفهم بها رحمة بهم وإكرامًا لهم؛ لينالوا بها شرف كرامته، والفوز بقربه، لا حاجة منه إليهم، بل منه منًا وفضلاً منه عليهم، وتعبد بها القلب والجوارح جميعًا، وجعل حظ القلب منها أكمل الحظين وأعظمهما وهو إقباله على ربه سبحانه وفرحه وتلذذه بقربه وتنعمه بحبه وابتهاجه بالقيام بين يديه وانصرافه حال القيام بالعبودية عن الالتفات إلى غير معبوده، وتكميل حقوق عبوديته حتى تقع على الوجه الذي يرضاه.  / [7]

 معالم رمضان عند السلف   : ـ

*      ـ قال محمد بن المنكدر رحمه الله : "كابدت نفسي أربعين عاماً حتى استقامت لي !!

   *  ـ كان ثابت البناني " يقول كابدت نفسي على القيام عشرين سنة !! وتلذذت به عشرين سنة .

                                         ولنساء السلف في القيام والعبادة حظاً وافراً

عائشة رضي الله عنها   قال القاسم بن محمد: كنت إذا غدوت بدأت ببيت عائشة فأسلم عليها، يقول: فدخلت عليها يوماً

وهي تصلي وتقرأ قول  الله عزَّ وجلَّ وتبكي: "فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ "  [الطور:27] قال: فنظرت إليها وانتظرت، فأعادت الآية:" فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ" [8] قال: فانتظرت مرة ومرتين، فإذا بها تردد الآية وتبكي، قال: فطال عليّ المقام، فذهبت إلى السوق لأقضي حاجة لي، قال: فرجعت فإذا هي قائمة كما هي تبكي وتصلي وتقرأ القرآن. تقول عائشة رضي الله عنها: ( إنكم لن تلقوا الله عزَّ وجلَّ بشيء خير لكم من قلة الذنوب (  / [9]

                                               ومن سيدات المحراب

" أم سلمة رضي الله عنها "

عن أنس رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا حبل ممدود بين الساريتين فقال: ما هذا الحبل؟ قالوا: هذا حبل

لزينب فإذا فترت تعلقت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا حلوه ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد ..

 لم يؤيدها رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الفعل رضي الله عنها وأرضاها وما كانت تريد من هذا القيام إلا القرب من الله

 والخشوع والقنوت قال تعالى:{تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ . فَلَا

تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }


                        وقد جمعت في سير سيدات المحراب محاضرة :وهذا رابط المحاضرة

http://www.islaamlight.com/gazlah/index.php?option=content&task=view&id=24327

 

القرآن : ـ  ...   رمضـان شهر القرآن:

قال الله تعالى:(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ

فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ

وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (

 

حال السلف مع القرآن : ـ

قال الإمام النووي رحمه الله :

 وأما الذي يختم في ركعة فلا يحصون لكثرتهم فمن المتقدمين عثمان بن عفان وتميم الداري وسعيد بن جبير رضي

الله عنهم ختمة في كل ركعة في الكعبة قلت:   ولايستغرب ذلك فهذه من كرامات الأولياء .."  / [10]

 

 

 

حفظ الوقت: ـ

 ـ من الأمور المهمة أن يكون لك منهجية لاستغلال هذا الشهر ،فهذا الشهر ليس كالشهور الاخرى فأوقاته

  وساعاته أغلى من الذهب ونفيس الجواهر  .

تربية الأولاد والأسرة

اعقدي العزم أنت وأهل بيتك وأولادك وبناتك على حسن استقبال هذا الشهر  اجعلي بيتك بيت عامر بذكر الله والعبادة  

،ودور الوالدين مهم وضروري في تثبيت الأبناء لاسيما مع كثرة الفتن و الهجمة الشيطانية على الجيل المسلم .  

 

ـ تابعي أولادك في استعمال وسائل التواصل واجعلي لها وقتاً محدداً , ولا يكون الباب مفتوحاً ,فكم من جاهل خدعوه ؟

وكم من فتاة ضاعت بين شباكها وحبائلها ؟ !

 

رابط مقال "  أبناؤنا و المخدرات الإلكترونية  "

http://www.d-gathla.com/artic/2437-2017-11-01-16-24-42

 

 

ليلة القدر خير من ألف شهر ..  

قال تعالى " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ  وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ  لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ  تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ

فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ  سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ  "

 

وهي  في العشر الأواخر من رمضان؛

وعنها رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره"   / [11]

سألت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - النبي: ماذا أقول إنْ وافقت ليلة القدر؟ قال لها النبي: ((قولي: اللهم إنك

 عفوٌّ تُحب العفو فاعف عني      (

 ـ   مما يستقبل به رمضان

 ـ ا طعام الطعام

ـ  الدعوة إلى الله : ـ

وختاما أقول استقبلي الشهر بصلاح القلب وصلاح النية وصلاح العمل . وكثرة الاستغفار  .  

 

                  وفق الله الجميع لما يحب ويرضاه وجعلنا جميعا ووالدينا من عتقاء هذا الشهر المبارك

                                     وصلى الله وسلم على نبينا من محمد وعلى اله وصحبه

                                                                                                          

                                                                                                      قالته وكتبته

                                                                               أختكم في الله  الفقيرة إلى عفو ربها القدير

                                                                                   قذلة بنت محمد آل حواش القحطاني

                                                                                  يوم الأثنين الموافق 27/ 8 / 1439هـ

رابط المقال كامل

http://d-gathla.com/artic/2776-2018-05-17-19-32-46

 

 

رابط  موقع  الدكتورة / قذلة محمد القحطاني

http://www.d-gathla.com

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



[1] / رواه الإمام أحمد في المسند (2/386)ح(8979) ، والنسائي في سننه (4/129)ح(2106) ، قال الشيخ الألباني : صحيح 4/129 ، وهو في صحيح الترغيب 1/490 ./

[2] /  ( رواه مسلم (1079)

[3] / رواه مسلم(759)

([4])  الأنبياء : 25

([5])  رواه البخاري ( 25 )  ومسلم ( 138 ) كم حديث ابن عمر.

([6])  البينة : 5

[7] / ذوق الصلاة عند ابن القيم رحمه الله تعالى ( ص : 11 ) عادل عبد الشكور الرزقي .

[8] / السنن الكبرى وفي ذيله الجوهر النقي، ج4/301.و مسند ابن راهويه،ج2/39.

[9] /  صفة الصفوة ، ج2/31.

[10] / التباين في آداب حملة القرآن   للإمام  " أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ) رحمه الله تعالى .

[11] /  (  مسلم، برقم 1175 )