تأليف

الإمام أبي عثمان اسماعيل بن عبدالرحمن الصابوني 737هـ-449هـ

للدكتورة /قذلة القحطاني

إعداد:فايزة الصيعري

   

  بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين...

نبذة عن الإمام إسماعيل الصابوني- رحمة الله-

فنسبه -رحمه الله- هو أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عامر بن عابد الصابوني النيسابوري الحافظ المحدث المفسر الفقيه الواعظ الملقب بشيخ الإسلام،

ولد في بوشنج من نواحي هَرَاة373هـ

*تتلمذ عند عدد من المشايخ منهم الحكم ابو عبد الله الحافظ النيسابوري ,ومنهم ابو طاهر محمد بن الفضل بن حمد محمد بن اسحاق بن خزيمة ,وابو محمد الحسن بن احمد بن محمد المخلدي الشيباني ,وابو بكر محمد بن عبدالله بن زكريا الجوزقي الشيباني وتخرج على يديه عدد من التلاميذ منهم ابي بكر احمد بن الحسين البيهقي ,وابو القاسم علي بن محمد بن علي ابي العلا السلمي .ابوبكر عبدالغافر الشيروبي.وابو عبدالله محمد بن الفضل الصاعدي .

 

*له عدة مؤلفات اذكر منها :عقيدة السلف وأصحاب الحديث ,الانتصار,الدعوات,وله وصيه طويلة تبلغ قريبا من خمس صفحات وذكر فيها عقيدته ومنهجه الصحيح وتلفظ فيه بكلمة التوحيد .اثنى عليه كثير من العلماء واقروا اله بالإمامة والحفظ .توفي 449هـ

سبب تأليف الكتاب

بين المؤلف  رحمه الله سبب تأليفه للكتاب بقوله (فإني لما وردت آمدطبرستان وبلادجيلان متوجها الى بيت الله الحرام...)

قال المؤلف رحمه الله:

قوله(يشهدون لله تعالى بالوحدانية وللرسول-صلى الله علية وسلم- بالرسالة والنبوة)

هذه أول عقيدة عند أهل السنة والجماعة يشهدون بوحدانية الله ورسالة رسوله وهي أول ما يؤمر به العبد عند إسلامه لحديث معاذ بن جبل-رضي الله عنه-عندما أرسله النبي-صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن

(أنك تقدم على قوم أهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله...

وأول ما يعتقده العبد للنجاة هو الاعتقاد بوحدانية الله:

العقيدة لغة: مأخوذة من عقد يعقد عقدا إذا شد الحبل وأوثقه لأن القلب ينعقد على العقيدة ولا يمكن أن يزول عنها.

التوحيد لغة: مأخوذ من وحد يوحد توحيدا . والمراد إفراد الله بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات. 

تقسيم العلماء للتوحيد:

أ- منهم من قسمه إلى قسمين(وهو بحسب الاعتقاد):

1.   التوحيد العلمي الاعتقادي الخبري ويتضمن توحيد الربوبية والأسماء والصفات.

2.   التوحيد الطلبي-العملي-الإنشائي ويتضمن توحيد الألوهية.

ب- ومنهم من قسمه إلى ثلاثة أقسام:

     1- توحيد الربوبية

2- توحيد الألوهية

 3- توحيد الأسماء والصفات.

توحيد الربوبية : ومعناه (إفراد الرب سبحانه وتعالى بالخلق والملك والتدبير)

: لم يختلف فيه أحد ولم ينكره أحد إلا طوائف جحدت بألسنتهم وهم مستيقنون به.

فالإيمان بالربوبية مرتكز في الفطرة وقد اعترف به المشركون قال تعالى"قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون "يونس:31

"ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله..."

توحيد الألوهية:

الالوهية مأخوذة من اله إلاه وألوهة,وهي العبادة والجمع الهه,والإله :كل ما عبد بحق وهو الله عزوجل وحده .أو بغير حق كالأصنام وكل ماعبد من دون الله .

ومعناه في الشرع :

إخلاص العباده لله تعالى وحده لا شريك له .

والعبادة هي: (اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الباطنة والظاهرة)كما عرفها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله .

فلا يدعي إلا الله تعالى ولا يستغاث إلا به  ولا يتوكل إلا عليه ولا يذبح ألا له  ولا يطاع  إلا هو ولا يرجى إلا هو ومن اجله بعث الرسل مبشرين ومنذرين فكل نبي أرسل في قومه دعاهم الى توحيد الله جل وعلا وعدم الإشراك به قال تعالى"وما أرسلنا من قبلك رسول إلا نوحي إليه انه لا اله إلا أنا فاعبدون"الانبياء25

معنى لا اله إلا الله: شهادة أن لا إله إلا الله تقتضي أن لا معبود بحق إلا الله

يستلزم للإيمان بها ركنين الإثبات والنفي فلا تصح الشهادة إلا بالكفر بكل ما يعبد من دون الله

لا إله: نفي لجميع المعبودات , إلا الله: إثبات العبادة لله.

 

 

المحاضرة الثانية 8/2/1431هـ

من قوله تعالى(ويعرفون ربهم عز وجل بصفاته التي نطق بها ........

من قوله-رحمه الله-:(ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه...) إلى قول:(...ويقرون بان تأويله لا يعلمه إلا الله كما اخبر الله عن الراسخين في العلم أنهم يقولونه في قوله تعالى:"والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلى أولوا الألباب")

1-   المعتزلة أنكروا الصفات وجعلوا لله أسماء مجردة عن الصفات

2-   الجهمية أنكروا الأسماء والصفات وهم اشد من المعتزلة .

 

توحيد الأسماء والصفات :

معناه (الإيمان بكل ما وصف الله به نفسه في كتابه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه على الحقيقة من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف  ولاتعطيل ولاتحريف .

وأسماء الله تعالى كلها حسنى قال تعالى "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون "

ومعنى كونها حسنى يعني(ان كل اسم دال على صفة كمال وبذلك كانت حسنى فإنها لو لم تدل على صفة لكانت علما محض وكذلك لو دلت على صفة ليست صفة كمال او صفة منقسمة بين المدح والقدح لم تكن حسنى

الإلحاد في أسماء الله عزوجل ينقسم إلى عدة أقسام

تسمية الأصنام بأسماء الله عزوجل مثل اللات من الإله , و العزى من العزيز.

تسمية المخلوق باسم لا يليق به كتسمية عيسى بأنه اله أو ابن الله.

تسمية الله بأسماء لا تليق به كتسمية النصارى له أبا والفلاسفة له بالعلة الموجب بذاته أو واجب الوجود.

وصف الله بالنقائص كقول اليهود انه فقير.

1-   تعطيل الأسماء عن معانيها وجحد حقائقها كما يقول الجهمية أنها مجردة لا تحتوي على معان فيقولون سميع بلا سمع بصير بلا بصر وهذا منكر شرعا وعقلا وفطرة.

2-   تشبيه صفات الله بصفات خلقه.

هنا المؤلف ذكر صفة اليد للرد عليهم واستدل بقولة تعالى:(لما خلقت بيدي) وقوله:(بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء)

فهم تأولوا اليد بالقوة في الآية الأولى وبالنعمة في الآية الثانية فيرد عليهم بان القوة لا يصح إن تثنى فيقال قوتاه هذا خطا لا يصح أيضا النعمة كذلك لا تثنى فلا يقال نعمتاه.

وأيضا استدل المؤلف بقول موسى لآدم "خلقك الله بيد" فإذا قلنا أن اليد هي القوة فلن يكون لآدم ميزة على بقية الخلق لان كل شيء خلقه الله بقوته وصفات الله لا تشبه صفات المخلوقين .

ذكر ابن تيميه-رحمة الله-في التدمرية مثلان وهما: الروح والجنة, فذكر أن للروح صفات تخرج وتذهب وتصعد ولا يمكن أن ننكر صفاتها ولكنا لا نراها ولا نعرف شكلها ومع ذلك نؤمن بها وهي مخلوقة والله -سبحانه وتعالى- خالق رازق له صفات تليق بجلاله وعظمته ولا تشبه صفات خلقة.

وذكر أن في الجنة نعيم يسعد به الصالحون ومن نعيمها الفاكهة مثل الرمان والعنب وغيرة وليس الرمان كالرمان ولا العنب كالعنب شتان بين عنب الدنيا وعنب الآخرة ورمان الدنيا ورمان الآخرة

ليس هناك شبه إلا في الأسماء ولله المثل الاعلى.

والرب تبارك وتعالى له صفات مثل صفات المخلوقين في الأسماء فقط.

قوله:(من غير زيادة عليه) أي:لا يوصف الله إلا بصفات وصف بها نفسه ووردت في الكتاب والسنة.

قوله:(ولا تكييف له) كقولهم يد كيد الله فيقال أن صفات الله معناها معروف ولكن الكيفية لا نعلمها مثل الاستواء معناه العلو والارتفاع ولكن كيفية الاستواء لا نعلمها.

 

المحاضرة الثالثة(13/ 3/ 1431هـ)

من قوله:(ويشهد أهل الحديث ويعتقدون أن القران كلام الله...)إلى قوله:(...من كفر بحرف من القران فقد كفر بالقران ومن قال لا أؤمن بهذه اللام فقد كفر).

# مسألة خلق القرآن:

- القرآن الكريم:

تعريفه: أما في اللغة: هو مصدر قرأ يقرأ قراءة وقرآناً ومعناه الجمع والضم، وسمي القرآن بذلك، لأنها جمعت سوره، وضُم بعضها إلى بعض ([1]) "ومنه قولهم: ما قرأت هذه الناقة سَلىً قطُّ وما قَرأَتْ جنيناً قط، أي لم يضم رحمها على ولد" ([2]) .

وقد يطلق لفظ القرآن على القراءة والتلاوة "يقال قرأ قراءةً وقرآناً"([3]) .

أما في الاصطلاح:

فالقرآن اسم لكلام الله تعالى، المنزل على نبيه محمد e الذي عجز الجن والإنس أن يأتوا بمثله، وهو كلام الله حقيقة لا مجازاً، ليس بمخلوق، منه بدأ وإليه يعود، المسموع بالآذان، المتلو بالألسنة، المحفوظ في الصدور، المكتوب في المصاحف، وهذا ما دل عليه الكتاب والسنة، واتفق عليه السلف ([4]) .

وقد وصف الله تعالى القرآن في هذه السورة بأنه حكيم في قوله تعالى:

"الر تلك آيات الكتاب الحكيم"[يونس:1] أي "المحكم المبين" ([5]) وبأنه موعظة، وشفاء، وهدى ورحمة كما في قوله تعالى ( يأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين)   [يونس:57] وزعمت الجهمية، والمعتزلة ومن وافقهم أن القرآن مخلوق، قال القاضي عبد الجبار: "وأما مذهبنا في ذلك، فهو أن القرآن كلام الله تعالى ووحيه، وهو مخلوق محدث، أنزله الله على نبيه ليكون علماً ودالاً على نبوته .." ا.هـ ([6]) واستدلوا بقوله تعالى:: (الله خالق كل شي)[الزمر:62].

وقالوا القرآن شيء، فهو مخلوق، واستدلوا أيضاً بقولـه: (إنا جعلنه قرءنا عربيا)  [الزخرف:3] وقالوا جعل خلق، ولهم أدلة أخرى ([7]) وأما الأشاعرة ومن وافقهم فقالوا: إن القرآن "هو القول القائم بالنفس الذي تدل عليه العبارات وما يصطلح عليه من الإشارات" ([8]) وهناك فرقة الواقفة، وهم الذين يقولون لا نقول مخلوقاً ولا غير مخلوق وهم فرقتان:

الأولى: تقول: لا نقول إنه مخلوق ولا غير مخلوق وهم الشاكة.

الثانية: تقول: لا نقول هو مخلوق ولا غير مخلوق مع إيمانهم بأنه كلام الله. وقالوا ذلك تورعاً ([9]) وجميع هذه الأقوال خالف أصحابها إجماع الأئمة، كما نصَّ على ذلك عدد منهم كما روى البخاري – رحمه الله – في خلق أفعال العباد – عن سفيان بن عيينة قال: "أدركت مشايخنا منذ سبعين سنة منهم عمرو بن دينار يقولون: القرآن كلام الله، وليس بمخلوق" ([10]) وقال القاسم الأصبهاني – رحمه الله : "أجمع المسلمون أن القرآن كلام الله،و إذا صح أنه كلام الله صح أنه صفة تعالى، وأنه عز وجل موصوف به، وهذه الصفة لازمة لذاته" ا.هـ ([11]) .

وروى عبدالله بن أحمد بن حنبل عن أبيه أنه سمع عبد الرحمن بن مهدي يقول "من زعم أن الله يكلم موسى يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه" ([12]) .

والسلف – رحمهم الله تعالى – قالوا: "من بدأ" أي بمعنى أن الله تعالى هو المتكلم به فلم يخلقه في غيره، فيكون بدأ من هذا المخلوق وفي هذا رد على من قال بخلق القرآن، إذ لو كان بدأ من ذلك المحل لكان صفة له، وليس صفة للرب تعالى ([13]) وأما أصوات العباد، وحركاتهم فهي مخلوقة، قال البخاري – رحمه الله: "حركاتهم [أي العباد] وأصواتهم، واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصحف المسطور المكتوب، الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بخلق .." ا.هـ ([14]) وقال أبو حنيفة – رحمه الله – : "والقرآن كلام الله في المصاحف مكتوب وفي القلوب محفوظ، وعلى الألسن مقروء، وعلى النبي e منزل، ولفظنا بالقرآن مخلوق، والقرآن غير مخلوق" ا.هـ ([15]) وتفصيل ذلك أن اللفظ يطلق على المعنيين: الأول: الملفوظ وهو غير مخلوق قطعاً ولا استطاعة للعبد عليه. الثاني: التلفظ والتلاوة وهو فعل العبد، وهذا مقدور عليه وهو مخلوق ([16]) ودليل ذلك من سورة يونس في قولـه تعالى" قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به"  [يونس:16] الآية وقوله تعالى:( و ما تكون في شأن وما تتلوا منه من قران)[يونس:61] الآية فأضاف التلاوة للعبد، وجعلها فعلاً له، ولاشك أن فعل العبد (التلاوة) مخلوق، وأما (المتلو) فليس بمخلوق فإن المبلغ لكلام غيره بلفظ صاحب الكلام، إنـما بلغ غيره كما يقول: روى الحديث بلفظه وإنما يبلغه بصوت نفسه لا بصوت صاحب الكلام" ا.هـ ([17]) ومن الآيات الكريمة في سورة يونس التي تثبت أن القرآن كلام الله قوله تعالى:(وما كان هذا القرءان أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين" [يونس:37].

فقولـه:"من رب العالمين:دليل على أنه كلام الله. وقوله تعالى:
فإن كنت في شك مما نزلنا إليك فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) [يونس:94] فأضاف إنزال القرآن إليه – تعالى – مما يدل على أنه كلامه كما في قوله تعالى(هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات) [آل عمران:7] الآية.

كقوله تعالى (فلذالك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل أمنت بما أنزل الله من كتاب) [الشورى:15] الآية، وليس هذا الإنزال كالإنزال المقيد بالسماء كقوله تعالى: إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلنه من السماء فاختلط به نبات الارض)[يونس:24] الآية فهذا بمعنى العلو، وهو بمعنى نزول الماء من السحاب، وليس كالإنزال المطلق الذي قد يشمل إنزال ذكور الأنعام الماء في أرحام الإناث وإنزال الحديد والسكينة وغير ذلك ولهذا قال تعالى(قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين ءامنوا وهدى وبشرى للمسلمين ) [النحل:102] وروح القدس هنا جبريل – عليه السلام – وهو الذي أنزل القرآن الكريم على نبينا محمد e ([18]) ومن الآيات في الرد على من قال إن القرآن مخلوق قوله تعالى(أم يقولون افترئه قل فاتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين) [يونس:38] .

ولو كان مخلوقاً لأمكن مضاهاته، والإتيان بمثله، كيف، وقد جاء في معرض التحدي لأقوام برزوا في الفصاحة والبلاغة، مع شدة الحرص على تكذيبه؟: ومع ذلك لم يحاولوا ذلك، فدلَّ على أنه كلام الخالق جل وعلا، ثم إن القائل إن كلام الله تعالى مخلوق إما أن يقول: إنه خلقه في ذاته أو منفصلاً عنه، أو قائماً بغيره.

والأول: باطل لأنه يستلزم أن يكون الرب تعالى محلاً للحوادث، فليس في ذاته شيء من خلقه، ولا في خلقه شيء من ذاته، بل هو سبحانه بائن من خلقه.

والثاني: باطل شرعاً وعقلاً فالصفة لا تقوم بغير الموصوف، ومحال أن تقوم الأعراض بذاتها وهذا مما يعلم في بداهة العقول.

والثالث: يلزم منه أن يكون كل كلام في الوجود كلامه الشعر والنثر والسب والشتم، ومن قال بالتفريق فعليه الدليل، وهذا من أبطل الباطل ومن مؤدى قول الحلولية ([19]) كما يلزم منه أن يكون قوله تعالى: |(إنني أنا الله لا اله إلا أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى)[طه:14] هو قول الشجرة وهذا كفر، ولو جاز أن تقوم الصفة بغير الموصوف لجاز أن يسمى الأعمى بصيراً لأن البصر قد قام بغيره، ولجاز أن يسمى البصير أعمى لأن العمي قد قام بغيره وهذا واضح البطلان ولا يقول به عاقل ([20]) .

ومما يبطل زعمهم هذا قوله تعالى: (إنما يقولون لشيء إذا أردنه أن نقول له كن فيكون) [النحل:40] فلو كان القرآن مخلوقاً لوجب أن يكون مقولاً له: "كن فيكون" ولو كان الله عز وجل قائلاً للقول (كن) لكان للقول قولاً، وهذا يوجب أمرين: إما أن يؤول الأمر إلى قول الله غير مخلوق، أو يكون كل قول واقع بقول لا إلى غاية، وذلك محال، وإذا استحال ذلك صح وثبت أن لله عز وجل قولاً غير مخلوق" ([21]) .

وأما استدلالهم بقولـه تعالى(الله خالق كل شي) [الزمر:62] فهو استدلال باطل فقد قال الله تعالى في الريح التي أُرسلت على عاد: (تدمر كل شي بأمر ربها)[الأحقاف:25] ثم أعقبها بقولـه تعالى:(فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم)
[الأحقاف:25]  وقولـه تعالى في قصة بلقيس ملكة سبأ (وأوتيت من كل شي)[النمل:23] ومعلوم أنها لم تؤت كل شيء، بل ملك سليمان يفوق أضعاف ملكها، وإنما المراد من كل شيء يصلح للملوك.

ثم هؤلاء المعتزلة قد أخرجوا أفعال العباد من هذا العموم وجعلوها من خلق العباد كما سيأتي إن شاء الله ([22]) فما دليلهم على هذا التفريق والمراد بكل شيء كل شيء مخلوق فيدخل في هذا أفعال العباد جزماً وقطعاً، ومعلوم أن الكلام صفة للرب تعالى، ولا يكون شيء من صفاته مخلوقاً بل هو تعالى – بذاته وصفاته الخالق للخلق أجمعين ([23]) وكذلك استدلالهم بقوله تعالى:((إنا جعلنه قرانا عربيا) [الزخرف:3] .

استدلال باطل وجهل باللغة العربية وكلام العرب لأن (جعل) لها عدة معان منها: صار وأوجد وخلق .. وإذا كانت بمعنى الإيجاد والخلق تعدت إلى مفعول واحد كقولـه تعالى(وجعل الظلمات والنور) [الأنعام:1] أي بمعنى خلق، وأما إذا كانت بمعنى صير فهي تتعدى إلى مفعولين كقولـه(إنا جعلنه قرانا عربيا) ولا يصح أن يقال: إنه بمعنى خلق وإلا لجاز أن نقول في معنى قولـه تعالى(وأوفوا بعهد الله إذا عهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا) [النحل:91] أي خلقتم الله - تعالى الله علواً كبيراً – وهذا من أشنع الكفر ([24]) ومسألة خلق القرآن إنما تفرعت من القول بنفي الكلام عن الله تعالى، ولم تظهر هذه البدعة إلا بعد ظهور الجعد بن درهم ([25]) .

ثم ظهور الجهم صفوان ([26]) من بعده سنة 124هـ ولما رأت الأشاعرة فساد هذا القول عدلوا إلى قول وسط جمعوا فيه بين رأي أهل السنة، ورأي مخالفيهم فجعلوا القرآن قديماً قائماً بذات الرب تعالى، وما في المصحف عبارة عنه فشابهوا النصارى في مسألة اللاهوت والناسوت وقولهم هذا باطل ومما يبين بطلانه من سورة يونس قوله تعالى:( وإذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت يقرءان غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم)[يونس:15]

وقولـه: (أم يقولون افترئه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين )[يونس:38] فالإشارة في قوله تعالى: (ائت بقرءان غير هذا)[يونس:15]  بلا شك إلى القرآن الذي بين أيدينا، والرب جل وعلا يطالبهم بأن يأتوا بسورة من مثله فلو كان التحدي واقعاً على المعنى القائم بالنفس لقال المشركون، ومن يعلم بما في نفس الرب جل وعلا، وهذا تكليف بما لا يطاق، وما بالنفس لا يصح أن يشار إليه ثم لما طالبوا الرسول e أن يبدله لو كان من عنده – لقال ممكن لي أن أبدله من تلقاء نفسي، ولكن رد عليهم (قل ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى إن أتبع إلا ما يوحى إلى) [يونس:15] وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال النبي e : "إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها، ما لم تعمل أو تتكلم" ([27]) ففي الحديث تفريق بين حديث النفس وبين الكلام وأخبر أنه لا يؤاخذ به حتى يتكلم به، والمراد حتى ينطق به اللسان باتفاق العلماء، فعلم أن هذا الكلام في اللغة لأن الشارع إنما خاطبنا بلغة العرب" ([28]) . ويقال لهم موسى عندما سمع كلام الله عز وجل هل سمعه كله، أو بعضه، فإن قالوا كله لزم ذلك أن يكون موسى عليه السلام قد اطلع على جميع علم الله، وإن قالوا بعضه، بطل مذهبهم، ويقال لهم أيضاً إن كان حقيقة الخبر هي الأمر، والنهي والاستفهام .. كان معنى قوله تعالى: (وأقيموا الصلاة)[البقرة:43] هو معنى: (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا)[الإسراء:32] الآية وهذا ظاهر بطلانه، ويلزم أيضاً من قولهم أن تكون آية الدين هي معنى آية الكرسي، ومعنى سورة اللهب لأن النوع عندهم واحد ([29]) .

ويقول تعالى: (ولقد خلقنكم ثم صورنكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لأدم)[الأعراف:11] الآية والترتيب (بثم) التي تقتضي الترتيب مع التراخي، تفيد أن الكلام مع الملائكة كان بعد خلق آدم عليه السلام، وقولهم هذا يلزم منه أن يكون قال الله عز وجل هذا قبل خلقه لآدم والملائكة، كذلك قوله تعالى: (يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد)[ق:30] فهل قال الله تعالى للنار "هل امتلأت" قبل أن يخلقها، وهل قالت: "هل من مزيدٍ" قبل أن يخلقها؟ وهذا من فساد هذا القول وشناعته ([30]) والنصوص متواترة في بيان فساد هذا القول من جميع الوجوه، ويكفي في ذلك أحاديث الشفاعة وأحاديث الرؤية والحساب وأحاديث تكليم الله لملائكته وأنبيائه ورسله، كما بين ذلك ابن القيم رحمه الله ([31]) وأما بدعة الوقف في القرآن فقد أنكرها السلف وشددوا في النكير على من اعتقدها وكفروا الفرقة التي لا تقول: إن القرآن كلام الله، وبدعوا الثانية التي تثبت ذلك لأن المسألة ظاهرة لا خفاء فيها ([32]) قال الآجري – رحمه الله – : "وأما الذين قالوا: القرآن كلام الله عز وجل ووقفوا وقالوا لا نقول غير مخلوق، فهؤلاء عند كثير من العلماء .. مثل من قال: القرآن مخلوق وأشر، لأنهم شكوا في دينهم .." ا.هـ ([33]) وقال أيضاً: "القرآن كلام الله عز وجل، غير مخلوق ومن قال: مخلوق فقد كفر ومن قال: القرآن كلام الله عز وجل ووقف فهو جهمي ([34]) ، ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوق جهمي كذا قال أحمد بن حنبل" ا.هـ([35]) .

 

عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن:

القران كلام الله و كتابة و وحية و تنزيله غير مخلوق ومن قال بخلقه واعتقده فهو كافر.

القرآن لغة: مصدر قرأ يقرأ قراءة وسمي قرآنا لأنه سور ضمت وجمع بعضها إلى بعض والقرآن اسم لكلام الله المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم.

وصف الله القرآن بأنه حكيم في قوله تعالى:{الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2)} [لقمان : 1 ، 2]

وذكر بأنه شفاء في آيات أخرى

قال القاسم الأصفهاني "أن القران كلام الله ..."

السلف رحمهم الله يقولون:" والقران كلام الله منه بدا واليه يعود" وهذا رد على من يقول بخلق القران.

قال البخاري:حركات الناس وصفاتهم مخلوقه أما القران المكتوب والمتلو فهذا كلام الله "

سبب قولهم بان القران مخلوق:لما نفوا صفة الكلام وغيرها من الصفات نفوا أن يكون القران كلام الله.

من قوله:( ويعتقد أصحاب الحديث ويشهدون أن الله سبحانه فوق سبع سماواته...) إلى قوله:(... سبحانه وتعالى عما يقول الجعد علوا كبيرا ونزل عن المنبر فذبحه بيده وامر بصلبه).

مسألة الاستواء:

1- الاستواء:

قوله تعالى(إن الله ربكم الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر مامن شفيع من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون )[يونس:3].

ففي هذه الآية الكريمة رد على طائفتين، الأولى الملاحدة الذين يقولون بقدم العالم ([36]) .

وفيها أيضاً رد على نفاة الاستواء من المعتزلة والجهمية والأشاعرة وغيرهم .. فقالوا "الاستواء هاهنا الاستيلاء والغلبة" ([37]) .

وفسروا العرش بأنه الملك ([38]) .

وهذا باطل وقد رد أهل السنة عليهم، وأطالوا، وصنفوا المصنفات الكثيرة في ذلك ([39]) .

واستدلوا بقول الشاعر:

قد استوى بشر على العراق      من غير سيف ودم مهراق

وقد رد عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – قولهم هذا من اثني عشر وجهاً منها:

إن هذا التفسير مخالف لما فسره سلف الأمة – رحمهم الله – كما سلف وأول من أحدثه هم الجهمية والمعتزلة.

ومنها: إن معنى الاستواء مشهور ومعلوم عند العلماء من السلف،و لو لم يكن معلوماً ما قال الإمام مالك – رحمه الله – "الكيف مجهول" فنفي الكيف دلالة على العلم بالأصل.

ومنها: لو جاز تفسير الاستواء بالاستيلاء لجاز أن نقول: إنه مستو على السماء والأرض، ولجاز أن يقال: إنه مستوٍ على الهواء والبحار .. ولمّا مُنِع ذلك دلَّ على اختصاص الاستواء بالعرش.

ومنها: إن تفسير الاستواء بالاستيلاء يفهم منه أن الرب جل وعلا، لم يكن مستوياً على العرش حتى خلق السماوات والأرض وهذا باطل.

إن هذا التفسير لم يثبت في اللغة، وعمدتهم في ذلك بيت من الشعر وهو بيت مصنوع مختلق لا يعرف في اللغة.

إن قيل: إنه روي من جماعة من علماء اللغة، قيل: إن الاستيلاء يقال لمن كان عاجزاً ثم غلب، كما أنه يأتي بمعنى المنازعة والمغالبة، فمن نازع الرب جل وعلا في العرش حتى غلبه – تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً - وهو جل شأنه لا يعجز شيء في الأرض ولا في السماء.

إن الاستواء لو حمل على هذا المعنى لكان يحمل على معنى ينزه عنه الله – جل وعلا – ويُنزه رسوله e أن يفسر القرآن بهذا المعنى.

إن لفظ الاستواء تكرر في جميع المواطن التي ذكر فيها بهذا اللفظ، ولو كان بمعنى الاستيلاء لذكر بهذا اللفظ ولو في موضع واحد، فلمّا لم يذكر وجب تفسيره بما دل عليه القرآن والسنة واللغة.

إن معنى الاستواء معلوم لدى الصحابة والتابعين ومن تبعهم، ولم يختلفوا في ذلك فكل تفسير حدث بعد ذلك لا يلتفت إليه ([40]) .

كما أبطل ابن القيم – رحمه الله – هذا القول من اثنين وأربعين وجهاً في الصواعق المرسلة أوجز بعضها فيما يلي:

إن لفظ الاستواء يأتي مطلقاً ويأتي مقيداً، والمطلق من أمثال قوله تعالى:((ولما بلغ أشده واستوى) [القصص:14]، ومعناه كمل وتمَّ، والمبتدأ يأتي مقيداً (بإلى) أو (على) أو (مقروناً بالواو) وفي الأولى يكون معناه العلو والارتفاع كما في قولـه تعالى: (ثم استوى إلى السماء)[البقرة:29] والثاني أيضاً معناه العلو والارتفاع والاعتدال، كما في قولـه (فاستوى على سوقه)[الفتح:29]، وقولـه: (لتستوا على ظهورها)[الزخرف:13] والثالث في مثل نحو استوى الماء والخشبة بمعنى سواها، وهذه معاني الاستواء في اللغة ولم يرد فيها الاستيلاء البتة.

إنه لو كان الاستواء على العرش بمعنى الاستيلاء لم يكن لذكر الاستواء على العرش فائدة أصلاً لأن الله عز وجل مستولٍ على كل شيء.

أنه أتى بلفظ (ثم) التي معناها الترتيب مع التراخي، ولو كان معنى الاستواء الاستيلاء لكان يعني أن الرب جل وعلا لم يستول على العرش إلا بعد خلق السماوات والأرض، ومعلوم بطلانه.

إن الإجماع منعقد على أن الله عز وجل مستوٍ على عرشه حقيقة. وقد نقل هذا الإجماع عدد من أئمة أهل السنة.

إن البيت الذي استدلوا به محرف والصحيح أنه هكذا:

بشرٌ قد استولى على العراق ..

وهذا لو كان له قائل معروف، فكيف وهو غير معروف في دواوين العرب وأشعارهم، وعلى فرض صحته فلا دليل فيه، لأن معناه الاستواء حقيقة على سرير الملك حيث إن بشراً نائب لعبد الملك بن مروان على العراق، ولم يكن مستولياً على العراق، وإنما الذي استولى عليها هو عبد الملك بن مروان، ولم يكن بشر منازعاً لأخيه ملكه.

كما أنه لو أراد ذلك اللفظ المجازي البعيد لذكر في اللفظ قرينة دالة على ذلك، فلما لم يكن، بل دل اللفظ على بطلانه لم يجز حمله عليه!!.

إن الرب جل شأنه عبر بالفوقية على العرش وهذا معنى الاستواء على العرش، وقالت الجهمية: إن معنى ذلك أن الرب خير من العرش وأفضل منه، وهذا يلزم منه معنى مستهجن جداً، ولم يأت في كلام العرب مدحاً، بل هو ذم وهو من جنس قول القائل السماء فوق الأرض، والثلج بارد، والشمس أضوأ من السراج، وفي المثل السائر نظماً:

ألم تر أن السيــف ينقــص قدره * إذا قيل إن السيف أمضى من العصا

بخلاف ما إذا كان الأمر احتجاجاً على مبطل أو مشرك كما في قوله تعالى(آالله خير أما يشركون) [النمل:59].

إن حقيقة قولهم هذا إخلاء العرش من الله سبحانه وتعالى ([41]) .

"وقال بعض أصحاب ابن كلاب ([42]) : إن الاستواء صفة ذات، ومعناه نفي الاعوجاج" ([43]) وهذا باطل فالأمة قد أجمعت على أن الاستواء من الصفات الفعلية وأنه مستو على العرش حقيقة وأنه لا يجوز أن يتسمى الرب بالاستواء فلا يقال "يا مستوي ارحمني" كما إنه يلزم من ذلك أن يكون العرش لم يزل مع الله عز وجل، لأنه متعلق بالاستواء وهذا كفر ([44]) .

ويقول البغدادي ([45]) "واختلف أصحابنا في هذا، فمنهم من قال: إن آية الاستواء من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله، وهذا قول مالك بن أنس وفقهاء المدينة والأصمعي وروي أن مالكاً سئل عن الاستواء فقال: الاستواء معقول وكيفيته مجهولة، والسؤال عنه بدعة، والإيمان به واجب، ومنهم من قال: إن استواءه على العرش فعل أحدثه في العرش سماه استواء .. ثم ساق الأقوال إلى أن قال: والصحيح عندنا تأويل العرش في هذه الآية على معنى الملك كأنه أراد أن الملك ما استوى لأحد غيره .. ا.هـ ([46]) .

والواقع أن نسبة القول: إن الاستواء من المتشابه إلى الإمام مالك وفقهاء المدينة فهو افتراء عليهم، وقد علمنا مذهبهم فيما سبق، وقول مالك هذا دليل على أنه يرى رأي أهل السنة في الاستواء، فالكيف مجهول ولا نعلمه، وأما المعنى من حيث اللغة فهو معلوم لدينا، وأما تفسير الاستواء بأن معناه: "أن الملك ما استوى لأحد غيره" فهو ظاهر البطلان ويقتضي أن يكون الرب جل وعلا ملك العرش بعد أن لم يكن له ملك غيره، كما إن تخصيص العرش بذلك أمر لا فائدة منه لأن الرب جل وعلا مالك كل شيء، كما نرد عليهم بما سبق من أقوال شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم – رحمهما الله تعالى – .

ومعلوم منافاة قياس صفات الخالق على صفات المخلوق، فللرب صفات تليق بجلاله وعظمته، وللمخلوق الضعيف صفات تليق بضعفه وعجزه، وكذلك استواؤه على عرشه استواء يليق به، ولا يشبه استواء المخلوق على الدابة أو نحوها، لأن المخلوق يكون محتاجاً إليها لتحمله، أما الله جل شأنه فهو خالق الكون، وهو الذي يمسكه، وكذلك العرش وحملة العرش، فلا يكون محتاجاً لشيء من خلقه.

كما أن البشر جميعاً يرفعون أيديهم عند الدعاء إلى السماء، لعلمهم أن ربهم وخالقهم على عرشه فوق سماواته، وهؤلاء الجهمية والمعتزلة يريدون أن يقولوا ليس في العرش أحد.

نقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن أبي حنيفة قوله فيمن قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض قال: "قد كفر، لأن الله يقول: وعرشه فوق سبع سماوات" ([47]) .

ويقول الإمام الدارمي – رحمه الله – : وما ظننا أن نضطر إلى الاحتجاج على أحد ممن يدعي الإسلام في إثبات العرش والإيمان به، حتى ابتلينا بهذه العصابة الملحدة في آيات الله، فشغلونا بالاحتجاج لما لم تختلف فيه الأمم قبلنا. ا.هـ ([48]) .


 

- الرؤيـة:

خالف في إثبات الرؤية طوائف من المبتدعة من المعتزلة، والزيدية([49])، والخوارج ([50]) ، وأكثر المرجئة ([51]) .

قال القاضي عبد الجبار ([52]) : "اختلف الناس في ذلك: فأما أهل العدل بأسرهم ([53]) ، والزيدية، والخوارج، وأكثر المرجئة. فإنهم قالوا لا يجوز أن يرى الله تعالى بالبصر، ولا يدرك به على وجه، لا لحجاب ومانع لكن ذلك يستحيل" ا.هـ ([54]) .

واستدلوا بأدلة من السمع والعقل، فمن أدلة السمع: قوله تعالى: (قال رب أرنى أنظر إليك قال لن تراني ولكن أنظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف ترانى)[الأعراف:143].

وقولـه: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)الآية [الأنعام:103].

"ووجه الدلالة في الآية، هو ما قد ثبت من أن الإدراك إذا قرن بالبصر لا يحتمل إلا الرؤية وثبت أنه تعالى نفى عن نفسه إدراك البصر، ونجد في ذلك تمدحاً راجعاً إلى ذاته. وما كان في نفيه تمدحاً راجعاً إلى ذاته كان إثباته نقصاً، والنقائص غير جائزة على الله تعالى في حال من الأحوال" ([55]) .

أما استدلالهم بالعقل فقالوا: "إنه يستحيل أن يرى في ذاته، فيجب أن يدل على أنه لا يصح أن يرى بالأبصار، ولا يدرك بها، لأنها لا يصح أن يرى بالبصر ما يستحيل أن يرى نفسه، كما لا يصح أن نعلم بالقلب ما يستحيل أن يكون معلوماً في نفسه" ([56]) وقالوا: "ومما يدل على أنه لا يصح أن يرى بالأبصار أن البصر لا يصح أن يرى به إلا ما كان مقابلاً له، أو في حكم المقابل له" ([57]) .

وقالت الأشاعرة ومن وافقهم ([58]) : إن الله تعالى يُرى لا في جهة، فهم أثبتوا الرؤية، ولكن لا في جهة، وقالوا: إنه يرى خلقه من غير جهة، فجاز أن يُرى في غير جهة، وذلك انطلاقاً من نفيهم الجسمية والعلو لله تعالى ([59]) .

وقد سبق بيان بعض أدلة أهل السنة والجماعة ([60]) .

فأما استدلال منكري الرؤية بقوله:( (قال رب أرنى أنظر إليك قال لن تراني ولكن أنظر إلى الجبل فإن استقرمكانه فسوف ترانى [الأعراف:143] الآية.

فهي دليل عليهم لا لهم من وجوه:

الأول: إن السائل للرؤية موسى – عليه السلام – وهو من الرسل ومحال أن يسأل ما لا يجوز ولو سأل ما لا يجوز لجاء بيان ذلك كما جاء في شأن نوح – عليه السلام – في قوله تعالى(إنى أعظك إن تكون من الجاهلين) [هود:46] .

الثاني: إن الرب تعالى قال: "لن تراني" ولم يقل لست بمرئي، أو لا تجوز رؤيتي.

الثالث: إن الجبل مع قوته وصلابته لم يحتمل ذلك، فكيف بقوى البشر الضعيفة؟! وهذا في الدنيا، وأما في الآخرة فينشئهم الله نشأة أخرى ليست  كحالهم في الدنيا.

الرابع: إن الله تعالى علق رؤيته باستقرار الجبل مع إمكان ذلك، ولم يعلقه بمحال.

الخامس: إن الله تعالى تجلى للجبل وهو جماد لا يعقل، فكيف يمنع من ذلك أولياءه وأهل كرامته.

السادس: إن الله تعالى كلّم موسى وناجاه، ومن جاز له ذلك، جازت له الرؤية من باب أولى.

السابع: إن (لن) ليست لتأبيد النفي، فقد جاءت مطلقة في الآية، ولو جاءت مقيدة بالتأبيد لم تقتضه كما في قولـه تعالى: (ولن يتمنوه ابدا)[البقرة:95] مع قوله تعالى(ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك)

[

كما إن كون (لن) للتأبيد مردود بكثير من الآيات كما في قولـه تعالى:(لن تتبعونا)

( لن يؤمن من قومك إلا من قد ءامن)[الفتح:15]

[هود:36] وقوله: قال تعالى (لن تخرجوا معي أبدا)[التوبة:83] فهذه كلها جائزة عقلاً، لولا إن الخبر منع من وقوعها.

وقوله تعالى: "لن تراني" المراد به في الدنيا دون الآخرة كما هو ظاهر من سياق الآية.

الثامن: إن البشر يعجزون عن رؤية ملك من الملائكة في الدنيا إلا من أيده الله من الأنبياء، فكيف برؤية الله تعالى ([61]) .

وأما قوله تعالى: (لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار).الأنعام 103

فهي دليل عليهم أيضاً لأن الإدراك هو الإحاطة، ليس كل مرئي مدرك وكل مدرك مرئي، والله تبارك وتعالى – يُرى ولكن لا يدرك، كما نرى السماء ولا ندركها – ولله المثل الأعلى.

كما إن الآية سيقت في مجال المدح، فدلَّ على تضمنها صفة كمال، لأن العدم ليس مدحاً وليس هو من صفات الله تعالى، فلا يوصف الرب تعالى بأنه لا يُرى لأن هذا لا يعد مدحاً، بل هو سلب للكمال، والله تعالى له صفات الكمال المطلق وهذا الحق الذي اتفق عليه السلف.

كما إن تمام الآية الكريمة دليل عليهم إذ يقول تعالى(وهو يدرك الأبصار) فهذا دليل على إدراكه الأبصار، والمعتزلة ينفون ذلك ([62]) .

وأما إبطال أدلتهم العقلية فأقول:

إن نفيهم الرؤية بناء على أن إثباتها يؤدي إلى كون الرب تعالى في جهة، ولو كان في جهة لكان جسماً، والأجسام متماثلة، فإثبات الجسم يقتضي الحدوث فكل جسم حادث – على حد – زعمهم –  ([63]) .

والجهة هذه التي ينفونها من الألفاظ المجملة التي تحتاج إلى تفصيل، فإن أريد بالجهة أمراً وجودياً أي بمعنى أن الله تعالى داخل في خلقه، أو تحويه بعض مخلوقاته،فلاشك في بطلان هذا القول.

وإن أُريد بالجهة أمراً عدمياً وهو ما فوق العالم، وأنه تعالى بائن من خلقه فوق سماواته، مستو على عرشه، فهذا بلا شك معنى حق ([64]) .

والله جل وعلا له صفات تليق بجلاله وعظمته، لا تشبه صفات المخلوقين فلا يجوز قياس صفاته – تعالى – بصفاته، كما لا يجوز قياس ذاته بذواتهم.

والخلاف مع هؤلاء خلاف منهج، إذ إنهم في اعتمادهم على العقل وتقديمه على السمع، جانبوا النصوص، وأدخلوا في دين الله ما ليس فيه، وأعرضوا عن الحق ففساد مذهبهم في مسألة ما يعود إلى فساد المنهج العقلي الذي سلكوه.

ثم أليس الذي قال: "سترون ربكم عياناً" ([65]) هو الذي أُنزل عليه القرآن، وبلغه لأمته؟ فهل يظن ظان أن هؤلاء المبتدعة علموا من القرآن، وفهموا من أشد وأوضح مما فهمه نبي الأمة – عليه صلوات الله وسلامه – ؟!!.

وأما قول الأشاعرة بإثبات الرؤية، ونفي الجهة، فهذا ممتنع في بداهة العقول، والرسول e قد شبه رؤية الله تعالى يوم القيامة برؤية الشمس والقمر، وهما من أشد الأشياء وضوحاً، وهم يرونها فوقهم عيانا فدلَّ ذلك على إثبات رؤية الرب تعالى عياناً مواجهةً وقولهم هذا لضعفه، واستحالته، كان سبباً لتطاول منكري الرؤية عليهم وإظهار تناقضهم([66]).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : "هؤلاء المثبتة الذين وافقوا عامة المؤمنين على إمكان رؤيته وانفردوا عن الجماعة بأنه يرى لا فوق الرائي ولا عن يمينه ولا عن شماله، ولا في شيء من جهاته هم قد وافقوا أولئك الجهمية في وجود موجود يكون كذلك ا.هـ ([67]) .

وإثبات العلو مما اتفق عليه أهل السنة، وتواتر نقله،وشهدت به الفطر السليمة ونفيهم العلو والاستواء هو الذي دفعهم لسلوك هذا الرأي الباطل الذي جمعوا فيه بين الحق والباطل، الذي يعلم فساده بالضرورة ([68]) .

وقد عقد ابن القيم – رحمه الله – فصلاً في حادي الأرواح بعنوان: وعيد منكري الرؤية، ثم ساق الآيات والأحاديث ثم قال: "فاجمع بين قولـه: فإنكم سترون ربكم" وقوله: لمن ظن أنه غير ملاقيه فإني أنساك كما نسيتني، وإجماع أهل اللغة ([69]) على أن اللقاء المعاينة بالأبصار، ويحصل لك العلم بأن منكري الرؤية أحق بهذا الوعيد .. ا.هـ ([70]) .

 

الأيمان بالملائكة:

الإيمان بالملائكة هو الركن الثاني من أركان الإيمان، وقدم على الإيمان بالكتب، والرسل لعدة أسباب:

1- لتقدم الملائكة في الخلق على الأنبياء.

2- لتقديمهم في القرآن كما في قولـه تعالى(ءامن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون كل ءامن بالله وملائكته وكتبه ورسله ) [البقرة:285]

وقوله(ولكن البر من ءامن بالله واليوم الأخر والملائكة والكتب والنبيين) [البقرة:177] إلى غير ذلك من الآيات.

3- لأنهم مبلغون لوحي ربهم إلى من أرسله الله تعالى من رسله.

4- لأن في الإيمان بهم، إيمان بالغيب، وهو مقدم ([71]) .

تعريفهم:

الملائكة أصلها "مألكٌ بتقديم الهمزة، من الألوك، وهي الرسالة، ثم قلبت وقدَّمت اللام فقيل مَلاك .. ثم تركت همزته لكثرة الاستعمال، فقيل ملَكٌ، فلما جمعوها ردوها إليه فقالوا ملائكة وملائك .." ([72]) وقيل أصله: ألك ([73]) ، قيل أصله: "ل أ ك" ([74]) وكلها مشتقة من الرسالة.

والملائكة في اصطلاح الشرع مخلوقات نورانية، وهم عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، لهم قدرة على التشكل بأشكال مختلفة – كما سيأتي – وهم من عالم الغيب الذي أمرنا بالإيمان به، ولهم صفات عظيمة ووظائف جسيمة ([75]) - سيأتي بيانها إن
شاء الله -.

الأدلة على وجوب الإيمان بالملائكة ومقتضاه:

والأدلة على وجوب الإيمان بهم في قوله تعالى(ءامن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون كل ءامن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير)[البقرة:285].

وقولـه تعالى: (ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الأخر والملائكة والكتب والنبيين)[البقرة:177] الآية. ومن ينكرهم فهو كافر بنص القرآن قال تعالى(يأيها الذين ءامنوا ءامنوا بالله ورسوله والكتاب الذى نزل على رسوله والكتاب الذى نزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخرفقدضل ضلال بعيدا) [النساء:136].

والملائكة عباد الله المكرمون، خلقهم الله من نور – كما سبق – وأسكنهم السماء، لا يوصفون بذكورة، ولا أنوثة، وليسوا بنات الله ولا أولاد الله جل وعلا، والإيمان بهم يقتضي:

أولاً: الإيمان بوجودهم.

ثانياً: الإيمان بأنهم عباد الله المكرمون، لا يسبقونه بالقول، وهم بأمره يعملون، وهذا ينفي اعتقاد أنهم متولدون عن الله عز وجل، أو إنهم عقول فعالة، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.

ثالثاً: الإيمان بهم على سبيل الإجمال والتفصيل، فالإجمال بهم جميعاً، والتفصيل فيمن ذكرهم الله جل وعلا في كتابه، أو ذكره لنا رسوله e في سنته مما ثبت وصح عنه كجبريل، وميكائيل، وإسرافيل، ورضوان خازن الجنة، ومالك خازن النار وحملة العرش، والكربيون، وملك الموت ([76]) .

رابعاً: الإيمان بما جاء من صفاتهم، ومن ذلك أنهم خلقوا من النور، وأن لهم أجساماً عظيمة، وأن لهم أجنحة قال تعالى:(الحمد الله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شىء قدير).[فاطر:1].

وفي الحديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله e : "إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقولـه، كأنه سلسلة على صفوان ([77]) قال عليُّ ([78]): وقال غيره: صفوان ينفذهم ذلك – فإذا: فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربُكم قالوا الحقَّ وهو العلي الكبير" ([79]) .

 

المحاضرة الرابعة20/3/1431هـ

قولة تعالى(ويثبت أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة الى السماء الدنيا من غير تشبية له بنزول المخلوقين ولاتمثيل ولاتكييف ..)

مسألة النزول:

مذهب أهل السنة والجماعة في نزول الرب جل وعلا:

يثبتون نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة الى السماء الدنيا من غير تشبية ولاتمثيل ولاتكيف .

قوله :(يمرون )أي الكيف اماالمعنى فهو معلوم ولا نكون كالمفوضة الذين يفوضون المعنى الى علم الله.

متى ينزل سبحانه وتعالى :

1-   ثلث الليل وهذا فيه احاديث كثيرة متواترة لاخلافافيه.

2-   يوم عرفة وقد ثبت نزوله عشية عرفة العصر.

3-   ليلة النصف من شعبان وهذا فيه خلاف فالصوفية عندهم اعتقاد فيها ويقيمون فيها الاحتفالات .فنقول اذاثبت ان الله ينزل فيها فهذا ليس له دخل في الاحتفالات فإذا كنتم ستحتفلون كل سنة لان الله ينزل كل ليلة.

 

تعيين وقت النزول :

القول الأول:حين يبقى الثلث الاخير.

القول الثاني:حين يبقى الثلث الأول.

القول الثالث:ينزل الثلث الأول أوالنصف وفي رواية اذامضى نصف الليل وفي رواية الثلث أوالنصف.

القول الرابع:ينزل النصف .

القول الخامس:ينزل في الصف أوالثلث الأخير .

ترجيح شيخ الإسلام :الراجح هو الثلث الأخير.

 

مسألة المجيء والإتيان :

 

مذهب اهل السنة والجماعة في الإتيان والمجيء:

يثبت أهل السنة والجماعة ماانزل الله في كتابه من ذكر المجيء والإتيان المذكورين في قوله عزوجل(هل ينظرون إلاأن يأتيهم الله في ضلل من الغمام والملائكة ..)وقوله :(وجاء ربك والملك صفا صفا)

ويجادلون كثيرا في مسألة المجيء والإتيان فنقول بما انك أيها المخالف تقول بان الله يجيء يوم القيامة في قوله:(وجاء ربك والملك صفا صفا)فهذا دليل على أن ينزل متى شاء.

قوله :(كيف ينزل ؟ومتى ينزل؟)إذا تدخل الشخص فيها فانه يثبت ان نزول الخالق مثل نزول المخلوق وهذا خطا عظيم فليس من شان المخلوقين ان يتدخلوا في هذا بل عليهم ان يؤمنوا بنزوله من غير كيف وقد علق بعض الناس على حديث النزول فقال ان هذا الحديث فيه خلاف بين أهل السنة و(الاشعرية)وطوائف اخرى وان هذا الحديث ليس له دخل في مسألة الاستواء والنزول لان الله في الحديث يخبر بأنه ينزل فقط.

 

 

 

المحاضرة الخامسة27/3/1433هـ

من قول المؤلف رحمة الله تعالى :(وروى يزيد بن هارون في مجلسه حديث اسماعيل بن ابي خالد عن قيس بن حازم عن جرير بن عبد الله في الرؤية وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنكم تنظرون الى ربكم كما تنظرون الى القمر ليلة البدر "فقال له رجل في مجلسه :ياابامحمدمامعنى الحديث ؟...)

الى قوله (...أن عيسى عليه السلام قام في قومه فقال :يابني اسرائيل لاتكلموا بالحكمة عندالجهال فتظلموها ولا تمنعوها اهلها فتظلموها ولاتظلمواولاتكافئواظالما فيبطل فضلكم عند ربكم الأمر ثلاثة :امربين رشده فاتبعوه وأمر بين غيه فاجتنبوه وأمر اختلف فيه فكلوه الى الله عزوجل)

مسألة لزوم السنة وترك الجماعة:

منهج أهل السنة والجماعة لزوم وترك البدعة وقد ذكر المؤلف قصة صبيغ الذي كان يجلس في مجالسهم ويثير الشبه فرفع الصحابة امره الى الوالي وهو في ذلك الوقت عمربن الخطاب رضي الله عنه فأمر به وضرب ومنع مجالسة الناس .

ثم أورد كلام العلماء في التحذير من البدع فقال أنس بن مالك إياكم والبدع قيل ياأباعبدالله وما البدع قال:أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته لايسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون.

وقال عمر بن عبدالعزيز عندما سئل عن شي من الأهواء فقال(ألزم دين الصبي في الكتاب والأعرابي واله عما سوى ذلك)

 

قوله صلى الله عليه وسلم (إنكم تنظرون الى ربكم كما تنظرون الى القمر ليلة البدر)هنا النبي صلى الله عليه وسلم شبه الرؤية بالرؤية وليس تشبية الله بالقمر.

والرؤية ثابتة ويدل عليها الكتاب والسنة قال تعالى .(للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولاذلة )وفسرت الزيادة بالنظرالى الله عزوجل .

وقوله :(وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة)

وقوله:(ولدينا مزيد)

وقوله صلى الله عليه وسلم (ان ادنى اهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه الفي سنة وان أفضلهم منزلة لمن ينظر في وجه الله عزوجل في كل يوم مرتين ثم تلا"وجوه يومئذ ناظرة "قال :البياض والصفاء "الى ربها ناظرة "قال :ينظر كل يوم الى وجه الله عزوجل.

وقوله عزوجل "لا تدركه الأبصار"أي لا تحيط به فنفي الاحاطه ولم ينفي الرؤية.

قوله :(سالت الاوزاعي وسفيان ومالك بن انس عن هذه الاحاديث في الصفات والرؤية فقالوا:امروها كما جاءت بلا كيف "امروها كما جاءت"هذا ردعلى المعطلة فهو يقضي ابقاء دلالتها على ماجاءت "بلاكيف "ردعلى الممثلة.

قال اباعبيد القاسم بن سلام (المتبع للسنة كالقابض على الجمر وهو عندي افضل من ضرب السيف في سبيل الله )يعني ان هذا الامر اصبح اشد وأعظم من الجهاد .

قال هذا الكلام في زمانه ولاشك ان فيه فتن عظيمة فكيف لو رأى زماننا.

قوله (ومن احب ان يكون اقوى الناس فليتوكل على الله )قوة التوكل قوة عجيبة ومن يتوكل على الله لا يغلبه احد .معجزة هود التوكل تحدى امة كاملة بالتوكل على الله وكذلك موسى عندما امرها الله ان ترميه في اليم فوصلت اعلى مراتب التوكل ومن عقيدة التوكل انك تتوكل على الله حتى في الرزق .

 

المحاضرة السادسة 10/4/133هـ

من قول المؤلف رحمة الله تعالى (ويؤمن اهل الدين والسنة  بالبعث بعد الموت يوم القيامة وبكل مااخبر الله سبحانه من اهوال ذلك اليوم الحق .)الى قوله تعالى :(...وان المنادي ينادي يومئذ(يأهل الجنة خلود ولاموت ويأهل النار خلود ولاموت)على ماورد به الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم )

مسألة اليوم الأخر والبعث بعد الموت:

يؤمن اهل السنة والجماعة بالبعث بعد الموت يوم القيامة وبكل مااخبر الله سبحانه من اهوال ذلك اليوم الحق.

*بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم جاءا لفلاسفة وأنكروا بعث الاجساد وهذا مثل من قال انه ليس هناك بعث وعقيدة اهل السنة ان الله يبعث الارواح والأجساد .الارواح عندما يموت الشخص تصعد الى عليين اذا كان مؤمنا واذاكان كافر تكون في سجين والأرواح لها علاقة بالجسد بدليل انك ترى الاموات بالمنام وما يقوله لك الميت حق لأنه دار حق.

منهج القران في تقرير عقيدة البعث:

القران الكريم في تقريره لقضية البعث يركز على ثلاثة اصول:

الأول:تقريركما العلم قال تعالى (وما تكون في شأن وماتتلوامن قراءن ولا تعملون من عمل الاكناعليكم شهودا اذتفيضون فيه عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولافي السماءولاأصغر من ذلك ولاأكبر الافي كتاب مبين)يونس61وهذه الاية جاءت بعد الايات التي فيه اثبات البعث.

ومن ذلك ايضا قوله تعالى(وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم .قل يحييها الذي انشاها اول مرة وهو بكل خلق عليم)يس82-81

الثاني:تقرير كمال القدرة كما في قوله تعالى(اوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر  على ان يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم .انما امره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)

الثالث: تقريركمال الحكمة قال تعالى (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وإنكم الينا لاترجعون )

 

مسألة الشفاعة:

ويؤمن اهل الدين والسنة بشفاعة الرسول صلى الله عله وسلم –لمذنبي اهل التوحيد ومرتكبي الكبائر كما ورد به الخبر الصحيح عن رسول الله عليه وسلم.

*قوله "مرتكبي الكبائر"ذكرها هنا لان هناك كثيرانكروا شفاعته صلى الله عليه وسلم لمرتكبي الكبائر.

في هذا اليوم تأتي شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فصل القضاء كل واحد من الانبياء يعتذر ويذكر ذنبه فلا يبقى الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم فيخر تحت العرش ساجداويستاذن ربه فيؤذن له .

 

الشفاعات الثابتة:

1- شفاعته لآهل الكبائر.

2- شفاعته لفصل القضاء.

3- شفاعته للمؤمنين أن يدخلوا الجنة.

          4-شفاعته لمن كانت منزلته متدنية ان يرفعه الله .

مسألة خلود الجنة والنار:

وقع فيها خلاف ولكن اقتصر على ماذهب اليه اهل السنة والجماعة وسلف الامة وهو القول وهو القول بخلود الجنة والنار وابد يتهما ان نعيم الجنة دائم لاينقطع وكذا عذاب النار دائم وان اهل النار من الكفار والمشركين خالدون فيها ابدا امااهل الكبائر من عصاة المؤمنين ممن دخلها فهم يخرجون اذا شاء الله ويدخلون الجنة برحمة ارحم الراحمين .

*قوله (..وان المنادي ينادي يأهل الجنة خلود ولاموت ويأهل النار خلود ولاموت ...)يدل عليه حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش املح فيوقف بين الجنة والنار فيقال :ياهل الجنة هل تعرفون هذا ؟فيشرئبون وينظرون ويقولون :نعم هذالموت قال:فيؤمل ربه فيذبح قال:ثم يقال :ياهل الجنة خلودفلاموت وياهل النار خلودفلاموت قال:ثم قرارسول الله صلى الله عليه وسلم (وانذرهم يوم الحسرة اذقضي الامر وهم في غفلة وهم لايومنون )واشاربيده الى الدنيا.

 

 

المحاضرة السابعة 4/6/1433هـ

من قوله رحمة الله تعالى(ومن مذهب اهل الحديث ان الايمان قول وعمل ومعرفة يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ...)الى قوله رحمة الله تعالى :(واماالمؤمنون فلا ينقطع طمعهم من رحمة الله في كل حال وعاقبة المؤمنين كلهم الجنة خلقوا لها وخلقت لهم فضلا من الله ومنه)

مسألة الإيمان:

اجماع اهل السنة والحديث :الايمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

يقول شيخ الاسلام ابن تيمية :ان من قال من السلف الايمان قول وعمل اراد القلب واللسان وعمل القلب والجوارح ومن اراد الاعتقاد رأى ان  لفظ القول يتناول الاعتقاد وقول اللسان وأما العمل فقد لايفهم منه النية فزاد ذلك ومن زاد اتباع اهل السنة فلان ذلك كله لايكون محبوبا لله الاباتباع السنة.

خالف في هذا المرجئه وهم على ثلاثة اقوال:

1-   القول الاول :الايمان مجرد ما في القلب ولا يدخلون القول ولا العمل وهؤلاء هم الغلاة.

2-   القول الثاني :ان الايمان قول اللسان وهوقول الكرامية من الاشاعرة.

3-   القول الثالث:تصديق القلب واللسان وهذا والمشهور عن اهل الفقه والعبادة.

القول الاول باطل ويستلزم من هذا القول انه اذافعل الجرائم فانه لايضره,والقول الثاني كذلك ضال ,والقول الثالث قال به بعض اهل الفقه وهوقول غير صحيح وهم لايريدون خروج العمل بل يجعلونها تابعه .اما اهل السنة فإنهم يجعلونها كلها تدخل في الايمان قول وعمل واعتقاد ,اماالزيادة فانها ذكرت في القران في قوله:"ايكم زادته  هذه ايمانا "وقوله صلى الله عليه وسلم "مارايت منكن ناقصات عقل ودين..."

صاحب الكبيرة:

يعتقدها اهل السنة ان المؤمن ان اذنب ذنوبا كثيرة صغائر وكبائر فانه لايكفر بها وان مات وهو لم يتب منها وهو على التوحيد فان امره الى الله ان شاء الله عفا عنه وان شاء عاقبه وعذبه وإذا عذبه لم يخلده.

اماالخوارج والمعتزلة يخرجون صاحب الكبيرة من مسمى الايمان فالخوارج يقولون انه كافر والمعتزلة يقولون انه في منزله بين المنزلتين وهذا الذي جعل المرجئة تخرج وتقول لايضر مع الايمان ذنب .وكلها اقوال باطلة .والأدلة على ان صاحب الكبيرة لايكفر كثيرة جدا.

المحاضرة الثامنة11/4/1433هـ

من قوله رحمة الله تعالى(واختلف اهل الحديث في ترك المسلم صلاة الفرض متعمدا..)(..وان الرجل ليعمل بعمل اهل النار وانه لمكتوب في الكتاب انه من اهل الجنة فاذا كان قبل موته عمل بعمل اهل الجنة فمات فدخل الجنة)

مسألة ترك الصلاةعمدا:

مناسبتها لما قبلها :ان جميع الكبائر الاخرى يكفر صاحبها بالجحود مثل تارك الصيام والحج ...وغيرها فان جاحدها يكفر,اماالصلاة فاختلف العلماء فيها فهي مختلفة فجاحد الصلاة لإخلاف بين العلماء في كفره اماتاركها تهاونا وكسلا فاختلف فيه العلماء على قولين:

الأول: يكفر وهو قول احمد وجماعة من علماء السلف- رحمهم الله واستدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم "بين العبد والشرك ترك الصلاة فمن ترك الصلاة فقد كفر"

الثاني: لايكفر مادام معتقدا لوجوبها وإنما يستوجب القتل كما يستوجبه المرتد وهوقول الشافعي وأصحابه وجماعة من علماء السلف –رحمهم الله – وتأولوا الحديث-من ترك الصلاة جاحد لها كما اخبر الخبر عن يوسف عليه السلام انه قال "اني تركت ملة قوم لايؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون "ولم يكن تلبس بكفر ففارقه ولكن تركه جاحدا له.

نلاحظ ان من لم يقل بكفر تارك الصلاة قال انه يقتل على انه حد ومن قال بكفره قال يقتل على انه كافر .والتهاون في الصلاة يعد كبيرة من اكبر الكبائر بإجماع المسلمين وقد رجح جميع العلماء المتأخرين ابن عثيمين وابن باز-رحمهم الله- ان تارك الصلاة كافر.

مسألة الهداية والضلال :

ويشهد اهل السنة والجماعة ان الله تعالى يهدي من يشاء عنه الحجة لمن اضله الله عليه ولاعذرله لديه.

سمى ابن القيم الهداية والإضلال قلب ابواب القدر لان اعظم نعمة هي الهداية وأعظم مصيبة هي مصيبة الضلال .

والهداية مراتب :

الأولى :

:الهداية العامة :وهي هداية كل مخلوق وهي شاملة لجميع المخلوقات ودليلها قوله تعالى(قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى"

الثانية:

:هداية الارشاد والدعوة والبيان وهي مختصة بالمكلفين من الخلق وهي حجة الله على عبادة ومن اجلها ارسل الرسل وانزل الكتب لقوله(رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما ) بين الله للعبد طريق للجنة والنار وقال له اختار وقوله(والله يدعوا الى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم"

الثالثة :

هداية التوفيق والإلهام وهذه لايقدرعليها الاالله سبحانه وتعالى فمن شاء هدايته اهتدى ومن شاء ضلالة ضل وهي اخص مما قبلها اذهي خاصة للمهتدين من المكلفين وهذه هي التي نفاها الله عن الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى(انك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين)

الرابعة:

الهداية الى طريق الجنة اوالنار وهذه تكون في الاخرة بعد الحساب والجزاء لقوله(ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم )

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال (حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم –ان خلق احدكم يجمع في بطن امه اربعين يوما ثم يكون علقه ثم يكون مضغه مثل ذلك ثم يبعث الله اليه الملك اربع كلمات:رزقه وعمله واجله وشقي اوسعيد فوالذي نفسي بيده ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى يكون بينه وبينها الاذراع ثم يدركه ماسبق من الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى مايكون بينه وبينهاالاذراع ثم يدركه ماسبق له من الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها ) .

كيف نجمع بين قوله تعالى"انك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء..."وقوله تعالى"وانك لتهدي الى صراط مستقيم

الآية الأولى تتعلق بهداية التوفيق والإلهام التي لايملكها  سوى الله عزوجل –اماالاية الثانية تتعلق بهداية الدلالة والإرشاد وهي للدعة والأنبياء

 

المحاضرة التاسعة 22/6/1433هـ

من قوله تعالى-رحمه الله تعالى(ويشهد اهل السنة ويعتقدون ان الخير والشر والنفع والضر بقضاء الله وقدره...) إلى قوله رحمه الله (....ومن مات –والعياذ بالله –على الكفر فمرده الى النار لا ينجو منها ولا يكون لمقامه فيها منتهى)

مسألة القضاء والقدر:

الايمان بالقضاء والقدر الركن السادس من اركان الايمان ولا ينفع الانسان ايمانه مالم يؤمن بالقضاء والقدر كما قال ابن عمر رضي الله عنه ولوجاء بمثل جبل احد لايؤمن بالقضاء والقدر لردت.

مراتب القدر:

1-اثبات علم الله السابق قال تعالى(ان الله عنده علم الساعة ونزل الغيث ويعلم مافي الارحام...)ومن انكرها كفر,يقول الشافعي –رحمه الله-جادلوا القدرية بالعلم فان انكروا وان اثبتوه فقد خصموا.

2-الكتابة : وهي إن الله كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ قال تعالى(وكل شيء احصيناه في امام مبين)وقوله (مافرطنا في الكتاب من شي )والله عزوجل خلق القلم وقال له اكتب كل شي الى قيام الساعة.

3-المشيئة: وهي إثبات قدرة الله النافذة وقدرته الشاملة قال تعالى(وماارسلنا من رسول إلا بلسان قومه...)وقوله:(وربك يخلق ما يشاء ويختار..)وقوله :(وما تشاءون الاان يشاء الله)

القدرية انكرواالمشيئة ويناقشون بالعلم.

4-الخلق :خلق الله لكل شي وتكوينه وايجادة قال تعالى(الله خالق كل شيء وهو على كل شيء قدير)

انكرت القدرية الخلق وقالوا ان العبد يخلق فعله فجعلوه خالقا مع الله.

مسألة الارادة:

اهل السنة يقولون ان الله عزوجل مريد لجميع اعمال العباد خيرها وشرها .

الارادة قسمان :

1-الارادة الكونية القدرية.

2-الارادةالدينية الشرعية.

فالإرادة الكونية القدرية: مرادفة للمشيئة ومستلزمه لوقوع المراد وشاملة لجميع الخلق وهي ليست مستلزمه لوقوع للمحبة والإرادة فقد يبغض الله شيئا ويشاء وقوعه كما خلق ابليس والشياطين مع بغضه لهم.

الارادة الشرعية الدينية فهي موافقة للأمر والنهي ومتضمنة للمحبة والرضا فما اراده الله شرعا فقد احبه ورضيه وهي لا تستلزم وقوع المراد بل قد يحب الله امرا ولا يشاؤه فلا يقع لعدم المشيئة وهي المذكورة في قوله تعالى(يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)

مسألة الحكم على المعين :

يعتقد اصحاب الحديث ويشهدون ان عواقب العباد مبهمة لا يدري احد بم يختم له ولا يحكمون لواحد بعينه انه من اهل الجنة لا يحكمن على احد بعينه انه من اهل النار لان ذلك من علم الغيب وان من مات على الاسلام فان عاقبته الجنة.

 

المحاضرة العاشرة 25/6/1433هـ

من قوله رحمه الله تعالى(فأما الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم-من أصحابه بأعيانهم فإن اصحاب الحديث يشهدون لهم بذلك ..)الى قوله :(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لا تسبوا اصحابي فمن سبهم فعليه لعنة الله"وقال "من أحبهم ومن ابغضهم فببغضي ابغضهم ومن اذاهم فقد اذاني ومن سبهم فعليه لعنة الله)

مسألة فضل الصحابة :

معتقد اهل السنة والجماعة يشهدون لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم –بالجنة من اصحابه .

فنشهد لمن شهد له الرسول بالجنة ونشهد للعشرة بالجنة وهم"ابوبكروعمروعثمانوعلي وطلحةوالزبيروعبدالرحمن بن عوف وسعد بن ابي وقاص وسعيد بن زيد و أبو عبيدة بن الجراح –رضي الله عنهم.

فهؤلاء العشرة شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم –واتفقت الامة على انهم من اهل الجنة ومع ان الرسول بشرهم بالجنة الى انه اثر عنهم خشيتهم من الله وخوفهم من الله فلم يغتروا بالبشرى بالجنة بل كانوا اهل اخلاص واستغفار.

 

المحاضرة الحادية عشرة18/10/1431هـ

من قوله رحمه الله تعالى(ويرى اصحاب الحديث الجمعة والعيدين وغيرهما من الصلوات خلف كل امام مسلم برا كان اوفاجر..) إلى قوله (ويشهدون ويعتقدون ان من مات اوقتل انقضى اجله قال:عزوجل "لوكنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم وقال:"اينما تكونوا يدرككم الموت ولوكنتم في بروج مشيدة)

*يرى أصحاب الحديث الصلاة خلف الامام المسلم براكان اوفاجر وجهاد الكفار معهم وان كانوا جوره فجرة ويرون الدعاء لهم ولا يرون الخروج عليهم بالسيف وان راوامنهم العدول الى الجور والحيف,ويرون قتال الفئة الباغية حتى ترجع الى طاعة الامام العدل.

*ويرى اصحاب الحديث الكف عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم وتطهير الالسنة عن ذكر مايتضمن عيبا لهم ونقصا فيهم والترحم على جميعهم والموالاة لكافتهم.

*ويرى اصحاب الحديث تعظيم قدرازواج النبي صلى الله عليه وسلم –والدعاء لهن ومعرفة فضلهن والإقرار بأنهن امهات المؤمنين .

*ويعتقدون ويشهدون ان احد لاتجب له الجنة وان كان عمله حسنا إلا ان يتفضل عليه بمنه وفضله.

*ويعتقدون ويشهدون اجل لكل مخلوق اجلا وان نفسا لن تموت الاباذن الله كتابا مؤجلا.وهذه المسالة من المسائل التي استحدثها المعتزلة واسترسلوا فيها ولم يكن فيها خلاف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم –وهذه فكرة الوافد وقد ظهرت متأخرة في القرن الرابع.

*ويشهدون ان من مات اوقتل فقد انقضى اجله .وتخالف المعتزلة وتقول ان المقتول لم يمت بأجله والقاتل هوالذي قطع اجله.

*ويعتقدون ان الله سبحانه خلق الشياطين يوسوسون للآدميين ويقصدون استزلالهم ويترصدون لهم.ويسلطهم على من يشاء الاانهم لايضرون احد الاباذن الله عزوجل.

*ويتواصون في فعل الخير وانهي عن المنكر ويتحابون في الدين ويتباغضون فيه ويبغضون اهل البدع ولا يصحبونهم ولا يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم ويرون صون اذانهم عن سماع اباطيلهم.

*علامات اهل البدع شدة معادتهم لحملة الرسول صلى الله عليه وسلم-واحتقارهم لهم وتسميتهم بالحشوية والظاهرية والجهلة.

*ومن علامات اهل السنة حبهم لائمة السنة  وعلمائها وأنصارها واوليائهاوبغضهم لأهل البدع.

 

 

تم بحمد الله .

صلى الله على نبينا واله وصحبه الأخيارالإبراروسلم تسليما كثيرا

 



([1])   انظر الصحاح (1/65) وانظر لسان العرب (1/128-129) وانظر الجامع لأحكام القرآن 2/298.

([2])   لسان العرب (1/128).

([3])   المرجع السابق (1/129)، وانظر الصحاح (1/65).

([4])   انظر الجامع لأحكام القرآن (2/298)، ومجموع الفتاوى (12/235-236) والوجيز في علم التفسير للسيوطي ص39-40، وشرح الطحاوية ص135-136.

([5])   تفسير ابن كثير (3/482).

([6])   الأصول الخمسة ص528 وانظر مقالات الإسلاميين ص153، 191.

([7])   انظر شرح الأصول الخمسة ص531 وما بعدها وانظر المعنى (7/208 وما بعدها).

([8])   الإرشاد للجويني ص108 وانظر ص109 وما بعدها. وانظر الإنصاف للباقلاني ص58 وشرح الفقه الأكبر بشرح ملا علي القاري، ص15.

([9])   انظر الرد على الجهمية للدارمي ص102 والسنة لعبدالله بن الإمام أحمد ص43 والشريعة للآجري ص87، وشرح أصول الاعتقاد (2/324) والفصل في الملل والنحل (3/11) وتحقيق كتاب التوحيد لابن خزيمة (1/329).

([10])   رواه البخاري في كتاب خلق أفعال العباد ص7، والبيهقي في الأسماء والصفات (1/381) عن البخاري به وقال: "ورواه غير الحكم عن سفيان بن عيينة نحو رواية سلمة بن شبيب عن الحكم بن محمد" ا.هـ ورواه الدارمي في الرد على المريسي (ص116-117) من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنظلي به وزاد" الله الخالق وما سواه مخلوق والقرآن كلام الله منه خرج وإليه يعود" رواه الذهبي في العلو من طريق إسحاق بن راهويه بلفظ الدارمي (مختصر العلو ص164) وقال عقبة: وقد تواتر هذا عن ابن عيينة" ا.هـ ومشايخ سفيان بن عيينة هم عدد من الصحابة من أمثال ابن عباس وابن عمر وجابر بن عبدالله وعبدالله بن الزبير – رضي الله عنهم – وأكابر التابعين كعمرو بن دينار.

انظر شعب الإيمان للبيهقي (1/458-459).

([11])   الحجة في بيان الحجة (2/193) وانظر الفصل في الملل والنحل (3/11) والفتاوى الكبرى (5/144) ومختصر الصواعق (2/285-286).

 

([13])   انظر مجموع الفتاوى (12/40).

([14])   خلق أفعال العباد، ص34.

([15])   الفقه الأكبر مع شرحه ص180.

([16])   انظر خلق أفعال العباد ص137-154 وانظر شرح أصول الاعتقاد (2/346) وانظر تاريخ بغداد (8/64) و(2/30) وانظر مجموع الفتاوى (6/527) وانظر مختصر الصواعق (2/304 وما بعدها) وانظر معارج القبول (1/292).

([17])   مجموع الفتاوى (12/306).

([18])   انظر مجموع الفتاوى (12/117 وما بعدها) وانظر (12/246-257).

([19])   الحلولية: هم فرقة من فرق الصوفية الغلاة، يرون في أنفسهم أحوالاً عجيبة، وليس لهم نصيب من العلم، ويدعون أنه قد حصل لهم الحلول والاتحاد ومنهم الحسين بن منصور الحلاج الذي أفتى العلماء بقتله، فصلب سنة 309هـ، وهم فرق كثيرة ترجع أغلب فرقها إلى غلاة الروافض كالسبابية، البيانية والجناحية والخطابية والنميرية، والروافض أول من أظهر هذه المقالة في الإسلام حيث ادعوا الحلول في الأئمة، انظر الفرق بين الفرق ص(2411-250) واعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص116-117.

([20])   انظر الحيدة ص74 وما بعدها، والرد على الجهمية، للإمام أحمد بن حنبل ص130.

([21])   الإبانة: ص86-87.

([22])   انظر ص448.

([23])   انظر الحيدة ص30، واختلاف اللفظ للدين قتيبة ص234، والرد على الجهمية للإمام أحمد بن حنبل ص115-116 ومجموع الفتاوى 6/144 وما بعدها، وشرح الطحاوية ص140.

([24])   انظر الحيدة ص49 وما بعدها، والرد على الجهمية للإمام أحمد ص106 وما بعدها، والمفردات ص94 وفتح الباري (13/503) وشرح العقيدة الطحاوية ص143-144 وفتح الباري 13/503.

([25])   الجعد بن درهم مبتدع ضال زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليماً قتله خالد القسري في يوم الأضحى وقصته مشهورة معروفة، وإقرار العلماء على قتله دليل إجماعهم على كفره وكان ذلك سنة 118، انظر الفرق بين الفرق (204-211) والملل والنحل للشهر ستاني (1/86) والميزان 1/369 والأعلام (2/120).

([26])   الجهم بن صفوان، أبو محرز السمرقندي الضال المبتدع، رأس الجهمية قال الذهبي: "هلك في زمان صغار التابعين، وما علمته روى شيئاً، لكنه زرع شراً عظيماً" ا.هـ قتله سليم بن أحوز سنة 128هـ، "وعندما همَّ بقتله قال الجهم: إن لي أماناً من أبيك، فقال: ما كان له أن يؤمنك، ولو فعل ما أمنتك والله لو كنت في بطني لشققت بطني حتى أقتلك" انظر الملل والنحل للبغدادي ص1455، وميزان الاعتدال (1/426) والبداية والنهاية (10/28) والأعلام (2/141).

([27])   رواه البخاري في كتاب العتق باب: الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق ونحوه رقم 2391 (2/894) ورواه مسلم في كتاب الإيمان باب: تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر رقم 127 (1/116) عن قتادة به بلفظ (إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به).

([28])   شرح الطحاوية ص158,

([29])   انظر القاعدة النافعة في صفة الكلام لشيخ الإسلام ص31 (مطبوعة ضمن الرسائل المنبرية) وانظر مجموع الفتاوى (8/413).

([30])   انظر مختصر الصواعق (2/296).

([31])   انظر المرجع السابق (2/297-298).

([32])   انظر الرد على الجهمية للدارمي ص102، والسنة لعبدالله بن أحمد ص43، والشريعة للآجري ص87، وتحقيق كتاب التوحيد لابن خزيمة (1/329).

([33])   الشريعة: ص87.

([34])   قد سبق بيان معنى اللفظ وتفصيل ذلك ص186 وقد شدد الإمام أحمد بن حنبل في ذلك لأن إطلاق اللفظ يوهم الاشتباه، وأول من قال ببدعة اللفظية الحسين بن علي بن يزيد الكرابيسي، وكان الإمام أحمد يتكلم فيه بسبب مسألة اللفظ هذه، قال فيه الأزدي: ساقط لا يرجع إلى قولـه مات سنة 245هـ، انظر تاريخ بغداد (8/64) وميزان الاعتدال (1/544) والأعلام (2/244).

([35])   الشريعة، ص89.

([36])   انظر اجتماع الجيوش الإسلامية، ص86.

([37])   شرح الأصول الخمسة، ص226، وانظر الإرشاد للجويني، ص 59-60.

([38])   من هذه المصنفات الرد على الجهمية للبخاري، والدارمي، والإمام أحمد. وكتب السنة للإمام أحمد وابنه عبدالله، والأثرم، والمروزي، والخلال، والتوحيد لابن خزيمة، وابن مندة، والشريعة للآجري، وشرح أصول الاعتقاد للألكائي، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – رحمهم الله تعالى.

([39])   شرح الأصول الخمسة، ص226.

([40])   انظر مجموع الفتاوى (5/144-149).

([41])   انظر مختصر الصواعق (2/126-152).

([42])   عبدالله بن سعيد بن كلاب، أبو محمد القطان: متكلم يقال له ابن كُلاب قيل:

لقب بها لأنه كان يجتذب الناس إلى معتقده إذا ناظر عليه كما يجتذب الكلاب الشيء، له كتب منها (الصفات) و(خلق الأفعال) و(الرد على المعتزلة) توفي سنة 245هـ، الأعلام (4/90).

([43])   الفصل في الملل والنحل (2/289).

([44])   انظر المرجع السابق ونفس الجزء والصفحة.

([45])   عبدالقاهر بن طاهر بن محمد بن عبدالله البغدادي التميمي، أبو منصور، ولد ونشأ في بغداد وتوفي في إسفرائيل سنة 429، متكلم له تصانيف كثيرة منها: "الفرق بين الفرق" و"الملل والنحل" و"أصول الدين" وغيرها.

انظر طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (5/136 وما بعدها) و(الإعلام 4/48).

([46])   أصول الدين (ص112-113)، وانظر لمع الأدلة للجويني، ص108.

([47])   مجموع الفتاوى (5-47) وانظر في الفتاوى (5/52).

([48])   الرد على الجهمية ص263 (ضمن عقائد السلف).

([49])   الزيدية: سميت بذلك نسبة إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وكان قد بويع له بالكوفة في زمن هشام بن عبد الملك، وكان – رحمه الله – لا يرضى سب الشيخين أبي بكر وعمر، فلما سمع من بعض أصحابه الذين بايعوه ذلك، أنكر عليهم، فتفرقوا عنه فقال لهم: رفضتموني، ويقال إن ذلك سبب تسميتهم بالرافضة.

والزيدية من فرق الرافضة المعتدلة، وهم فرق منهم الجارودية، والسليمانية، والبترية واليعقوبية.

انظر مقالات الإسلاميين ص65 وما بعدها، والفرق بين الفرق ص16-17.

([50])   الخوارج: هم الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي – رضي الله عنه – بعد التحكيم الذي جرى بينه وبين معاوية – رضي الله عنه – واجتمعوا بالنهروان، وهم مجمعون على تكفير علي – رضي الله عنه – ومن آرائهم التخليد في النار لصاحب الكبيرة لكفره ولم يخالف في ذلك إلا فرقة النجدات ويرون الخروج على الأئمة.

وهم فرق شتى منها: النجدية، والعجاردة، والإباضية، والأزارقة، والصفرية.

([51])   المرجئة: هم الذين يقولون لا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، وقالوا: إن الإيمان لا يقبل الزيادة والنقصان، وسموا مرجئة، لأنهم كانوا يقولون بتأخير العمل عن النية وقيل لأنهم كانوا يعطون الرجاء بقولهم السابق، وهم أصناف فمنهم مرجئة القدرية، ومنهم المرجئة الجهمية الذين مالوا إلى آراء جهم، ومرجئة الخوارج .. ومن فرقهم: اليونسية، والغسانية، والعبيدية، والثوبانية.

انظر مقالات الإسلاميين 132 وما بعدها، وانظر الفرق بين الفرق ص19، والملل والنحل للشهرستاني (1/114)،واعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص107-109.

([52])   عبدالجبار بن أحمد بن عبدالجبار الهمذاني الأسد آبادي، أبو الحسين: قاض، أصولي، كان شيخ المعتزلة في عصره .. ولي باري، مات فيها سنة 415، له تصانيف كثيرة منها تنزيه القرآن عن المطاعن، وشرح الأصول الخمسة، والمغني وغيرهما الأعلام (3/273)، وانظر تاريخ بغداد (11/112).

([53])   يقصد "بأهل العدل" المعتزلة.

([54])   المغني في أبواب التوحيد والعدل (4/139).

([55])   شرح الأصول الخمسة، ص233.

([56])   المغني في أبواب التوحيد والعدل (4/140).

([57])   المرجع السابق ونفس الجزء والصفحة.

([58])   كالكلابية أصحاب عبدالله بن سعيد بن كلاب وقد سبقت ترجمته، والقاضي أبي يعلى وغيرهم، انظر تلبيس الجهمية (1/359).

([59])   انظر الإرشاد، ص167.

([60])   انظر ص124 وما بعدها.

([61])   انظر فيما سبق: الاعتقاد ص57، وانظر حادي الأرواح 267-296، وانظر شرح العقيدة الطحاوية من ص166-168، وانظر الانتصاف لأحمد منير الإسكندراني مطبوع في حاشية الكشاف (2/154).

([62])   انظر التصديق بالنظر ص10، وانظر مجموع الفتاوى (6/289)، وانظر التدمرية ص59، وانظر حادي الأرواح ص273، وانظر شرح الطحاوية ص168-169، وانظر الفتح (13/435-436).

([63])   انظر منهاج السنة (3/343)، وانظر التدمرية ص119-120.

([64])   انظر مجموع الفتاوى (5/262-263) وانظر منهاج السنة (2/348 ، 558-559).

([65])   سبق تخريجه، ص133.

([66])   انظر تلبيس الجهمية (1/359-360) و(2/88-89)، وانظر منهاج السنة (3/341).

([67])   المرجع السابق (1/360).

([68])   انظر منهاج السنة (3/342-343)، وانظر مجموع الفتاوى (16/84-89).

([69])   انظر حادي الأرواح ص318.

([70])   انظر المرجع السابق (318-319).

([71])   انظر فتح الباري (6/353-354)، والسبب الأخير استفدته من إرشادات فضيلة المشرف على الرسالة جزاه الله خيرا.

([72])   الصحاح (4/1611).

([73])   انظر بصائر ذوي التمييز (4/524).

([74])   انظر المرجع السابق نفس الجزء والصفحة، والنهاية في غريب الحديث (4/359)، ولسان العرب (10/96).

([75])   انظر منهاج السنة (2/533-538)، والإيمان بالملائكة وأثره في حياة الأمة للشيخ صالح الفوزان ص 5-6.

([76])   قال ابن كثير – رحمه الله – : "وأما ملك الموت فليس مصرح له باسمه في القرآن ولا في الأحاديث الصحاح، وقد جاء تسميته في بعض الآثار بعزرائيل والله أعلم ا.هـ البداية والنهاية (1/42).

([77])   "الصفوان: الحجرُ الأملس. وجمعه صُفٍيٌٌ وقيل هو جمع، واحده صَفْوانَة" النهاية في غريب الحديث (3/41).

([78])   علي بن عبدالله أحد رواة الحديث وهو شيخ البخاري.

([79])   رواه البخاري في كتاب التوحيد باب قوله تعالى: (ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ) الآية. رقم 7043 (6/720) وفي كتاب التفسير أيضاً في باب قوله( إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين )  رقم 4524 (4/1736) في كتاب التفسير أيضاً في باب:  ( حتى إذا فزع عن قلوبهم ) .. الآية، رقم 4522 (4/1804) مطولا، ورواه الترمذي في التفسير باب تفسير سورة سبأ رقم 3221 (ج8/357) عن سفيان به وزاد في آخره "والشياطين بعضهم فوق بعض".