بسم الله الرحمن الرحيم


هذه مجموعة من التغريدات نزلتها د.قذلة القحطاني بحسابها بتويتر

@d_gathla
 
الوسوسة داء عضال،ونزغ شيطاني عرفها صاحب مختارالصحاح بقوله "حديث النفس والأفكار..رجل موسوس إذا غلب عليه الوسوسة"
وقيل"الخطرة الرديئة."
 
 
وهي سلاح قوي من أسلحة إبليس في افساد الإعتقاد، إذ هي الطريق الخفي، والمنفذ السالك إلى القلب، فبها يشكك العبد في ربه وخالقه، ويفتنه عن دينه."
 
 
تصدى بها إبليس لآدم عليه السلام وزوجه في أول محاولة لإضلالهما قال تعالى:
(فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ورى عنهما من سوءاتهما..) الآية.
 
فمناهما بالخلود،والملك الذي لايبيد ولايبلى،وهما أقوى شهوتين في النفس الإنسانية.
وأكد دعواه بالقسم المؤكد بالنصح والشفقة!!"
 
 
ومن مكايد الشيطان في إفساد الاعتقاد ، التشكيك في الخالق جل وعلا.
فيلقي الشبهات ويلبس الحق بالباطل."
 
جاء في الحديث الصحيح (يأتي الشيطان أحدكم فيقول:من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول :من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته).
 
 
وفي الصحيح(جاء ناس من أصحاب النبي فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، ، قال:أوقد وجدتموه؟ قالوا نعم، قال:ذلك صريح الإيمان(
 
 
قال القرطبي-رحمه الله-:
"
فلما يئس الشيطان من أصحاب محمد بالإغراء والإضلال أخذ يشوش عليهم أوقاتهم بتلك الألقيات والوساوس الترهات.."
 
 
فنفرت عنها قلوبهم وعظم عليهم وقوعها عندهم فجاءوا كما في الصحيح فقالوا...الحديث.(قال ذلك صريح الإيمان ) رغما للشيطان.. انتهى كلامه."
 
ومحل وسوسته القلب!!
فهو محل اهتمامه ومركز سهامه."
 
عن أنس قال:قال رسول الله
:(إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكرالله خنس، وإن نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخناس)
 
وروى ابن جرير الطبري بلفظ:(ما من مولود إلا على قلبه الوسواس، فإذا عقل فذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس، قال:فذلك الوسواس الخناس)"
 
 
والوسواس:هوالشيطان وينفذ للقلب من ثلاث منافذ:
الهوى.الشبهة.الشهوة.
ووسيلته الجهل بالمنفذ والأمن منه."
 
من الوساوس التي تعتري القلب وسواس التشكيك في الحق.
ومنها التشكيك في الخالق جل وعلا، ونفي الغيبيات وإنكار الآخرة.واليأس والقنوط من رحمة الله."
 
 
ومنها:وسواس إفساد العبادات، وأشدها وسواس الطهارة.
كما وردفي الترمذي (إن للوضوء شيطانا يقال له:الولهان، فاتقوا وسواس الماء)
 
والولهان مصدر وله ولهانا، والوله:ذهاب العقل والحيرة، وسمي بهذا الاسم، قيل لشدة حرصه على الوسوسة للعبد لإفساد وضوئه..
ذكره ابن الأثير في النهاية."
 
 
ومنها:وسواس الصلاة.كما في حديث عثمان بن ابي العاص وفيه قوله:(يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي يلبسها علي.."
 
 
ومنها:وسواس الخواطر وإشغال القلب عن التفكر في العبادة،بحيث يظل القلب مشتغلا بدفعها، متحسرا على ما مضى منها، خائفا يترقب حصولها مستقبلا."
 
 
من علاج الوسوسة العلم فكلما زادكن علم العبد ، أنار الله بصيرته وزادت قوته في دفع الخواطر والوساوس ومعرفته بمداخل الشيطان عليه."
 
 
قال ابن القيم -رحمه الله
-:"
فإنه لاينجو من عدوه إلا من عرفه، وعرف طريقه التي يأتيه منها وجيشه الذي يستعين به عليه، وعرف مداخله ومخارجه
 
وكيفية محاربته، وبأي شئ يحاربه، وبماذا يداوي جراحه...وهذا كله لا يحصل إلا بالعلم، فالجاهل في غفلة وعمى عن هذا الأمر العظيم والخطب الجسيم"
 
 
ومن علاجها:كثرة الذكر
قال تعالى:
 
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
 
وكما في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: (إن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم إذا ذكر الله خنس وإذا غفل وسوس)
 
ومن علاجها:قراءة سورة الإخلاص.
جاء في الحديث (يوشك الناس يتساءلون حتى يقول قائلهم:هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله؟
فإذا قالوا ذلك،  فقولوا:الله أحد الله الصمد.لم يلد ولم يولد.ولم يكن له كفوا أحد.ثم ليتفل عن يساره ويستعذ بالله من الشيطان)
 
 
ومن علاجها:التفكر في خلق الله وقطع التفكر في ذات الله، لقصور العقل عن إدراكه تعالى."
 
في الحديث (تفكروا في آلاء الله، ولا تفكروا في الله) رواه السيوطي في الدرالمنثوروحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم:2975"
 
 
ومن علاجها:قطع الوسوسة على الفور وعدم الاسترسال معها، إذ لا فائدة من الدفع وإيراد الحجج، لأن ذلك سيفضي بالعبد إلى الحيرة.
نسأل الله العافية"
 
 
وهذا منهج نبوي كما في قوله
:(يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول:من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته(
 
 
ومن علاجها:الاستعاذة بالله.
(وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين.وأعوذ بك رب أن يحضرون)
قال ابن كثير رحمه الله"هي الالتجاء إلى الله تعالى،والالتصاق بجانبه من كل ذي شر و معنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،أي أستجير بجناب الله من الشيطان"
 
وفي سورة الناس:
 
(قل أعوذ برب الناس.ملك الناس.إله الناس.من شر الوسواس الخناس.الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس)
فهو المستعاذ سبحانه من شر مخلوقاته، فهو خالقهم ومدبر شئونهم ، وجالب مصالحهم، وله القدرة التامة عليهم، وهوعليم بأحوالهم، وكاشف لكرباتهم.
 
وتأمل:
فيها استعاذة بالله تعالى ربا وملكا وإلها.
وقدم الاستعاذة بالربوبية لعمومها وأخر الاستعاذة  بالإلوهية لخصوصها.
فنعوذ بالله من شر ما خلق."
 
 
ولذا أمرنا بالتعوذ من الشيطان وشركه في كل صباح ومساء
كما روى أبوبكر الصديق رضي الله عنه قال:يا رسول الله مرني بشئ أقوله إذا أصبحت،وإذا أمسيت، قال"
 
(قل اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شئ ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت،أعوذ بك من شر نفسي من شر الشيطان وشركه..) الحديث."
 
 
ومن الذكر الطارد للوسوسة التكبير كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال:جاء رجلٌ إلى النبي فقال:يا رسول الله  إن أحدنا يجد في نفسه،يعرض بالشيء،لأن يكون حُمَمَة أحب إليه من أن يتكلم به،فقال:الله أكبر،الله أكبر، الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة(
 
 
والحكمة من تكبيره ثلاثا- والله اعلم-تنزيهه تعالى عما جال في خواطرهم من الظن السئ فهو سبحاته لا تخالطه الظنون، ولا يصفه الواصفون."
 
 
هذا ماتيسر جمعه
ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى --كتاب مكايد الشيطان في مسائل الاعتقاد وطرق التحصين منه.
-
كتاب إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان لابن القيم.
-
كتاب تلبيس ابليس لابن الجوزي
----------------------
 
الموقع الرسمي

  https://www.d-gathla.com