الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

 

الفوائد المنتقاه من مجلس (القراءة في كتاب الصيام من صحيح البخاري)

المقام بمقر مكتب الدعوة بالسلي

تعليق د.قذلة بنت محمد القحطاني

كتبته الأستاذة/جميلة دشنان وفقها الله

يوم الخميس 25 /8 /1434

ترجمة الإمام البخاري صاحب أصدق كتاب بعد كتاب الله:-

محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي ، أبو عبد الله بن أبي الحسن البخاري من مدينة بخارى في خراسان الكبرى ( أوزبكستان حاليا) ، وهو الحافظ إمام أهل الحديث في زمانه، والمقتدى به في أوانه، والمقدّم على سائر أضرابه وأقرانه، وكتابه الجامع الصحيح أجمع العلماء على قبوله وصحة ما فيه.

ولد الإمام البخاري ليلة الجمعة الثالثة عشر من شوال سنة 194 هـ، ومات أبوه وهو صغير، فنشأ في حجر أمه، فتوجّه إلى حفظ الحديث وهو في المكتب، وقرأ الكتب المشهورة وهو ابن ست عشرة سنة، حتى قيل إنه كان يحفظ وهو صبي سبعين ألف حديثاً سندًا ومتنًا. أصيب بصره وهو صغير، فرأت أمه في منامها إبراهيم الخليل يقول: "يا هذه، قد ردّ الله على ولدك بصره بكثرة دعائك (أو قال: بكائك) فأصبح بصيرًا".

أما شيوخه فهم كثير، حدث محمد بن أبي حاتم عنه أنه قال : " كتبت عن ألف وثمانين نفسا، ليس فيهم إلا صاحب حديث " انتهى. ولعل أعظمهم تأثيرا في نفس الإمام البخاري وشخصيته، وأجلهم مرتبة عنده هو الإمام علي بن المديني، حيث قال البخاري فيه : " ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني " انتهى. ".

يقول البخاري: أُلهمت حفظ الحديث وأنا في الكتّاب، وكان عمره حينذاك عشر سنين. ولما بلغ البخاري ست عشرة سنة كان قد حفظ كتب ابن المبارك ووكيع.

وقال محمد بن أبي حاتم الورّاق: سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان: كان أبو عبد الله البخاري يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام، فلا يكتب، حتى أتى على ذلك أيام، فكنا نقول له: إنك تختلف معنا ولا تكتب، فما تصنع؟ فقال لنا يومًا بعد ستة عشر يومًا: إنكما قد أكثرتما عليّ وألححتما، فاعرضا عليّ ما كتبتما، فأخرجنا إليه ما كان عندنا فزاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر قلب، حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه، ثم قال: أترون أني اختلف هدرًا وأضيّع أيامي؟! فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد. و قد علقت الدكتورة على ذلك بالرد على من شكك في السنة و في حفظ الله لها من خلال تسخير مثل هذا الإمام و غيره و أن هذه السيرة تلجمهم و تكفي للرد عليهم.

وقال ابن عدي: حدثني محمد بن أحمد القومسي، سمعت محمد بن خميرويه، سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح.

 علقت د.قذلة

 أن ما بين أيدينا هي فقط الصحيحة و إلا فالإمام البخاري رحمه الله يحفظ مئات الآلاف من الأحاديث غير الصحيحة . مما يشهد بقوة حافظته رحمه الله و بحرصه على نقل سنة الرسول و أحاديثها الثابتة الصحيحة,..

 و هذا أيضا رد على المشككين في صحة ما بين أيدينا من أحاديثه صلى الله عليه و سلم.

قال: وسمعت أبا بكر الكلواذاني يقول: ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل، كان يأخذ الكتاب من العلماء، فيطّلع عليه اطّلاعة، فيحفظ عامة أطراف الأحاديث :

باب فضل الصوم :

*من آداب الصوم البعد عن الرفث و هو فاحش الكلام و قيل الجماع و مقدماته و قيل هو أعم, و قيل هو الوقوع في المعاصي, فمن أعظم آداب الصوم تجنب المحرمات على الإطلاق , و لذلك كان السلف يحرص أن لا يخرج من رمضان إلا لحاجة لأن الإنسان مجبول على إشباع الغرائز ربما لأنه قد يجد في ذلك لذة, و نحو ذلك, لذلك كان بعض السلف يتورع حتى من بعض الأمور المباحة إلا ما كان لحاجة أو ضرورة , و حتى يخرج من رمضان و صيامه كامل و يترك المكروهات حتى لا يقع في المحرمات.

*البعد عن الجهل و هو خلاف الحكمة و خلاف الصواب من القول و الفعل .و السفه و السخرية.و المراد به العدوان على الناس.

*البعد عن كل ما يفضي إلى المشاتمة و المنازعة و المدافعة : ( فإن امرؤ شاتمه أو قاتله ) معناه شتمه متعرضا لمشاتمته ، ومعنى قاتله : نازعه ودافعه .

*الحث على التأدب بآداب الصوم و الرد بقوله صلى الله عليه وسلم : ( فليقل : إني صائم . إني صائم ) هكذا هو مرتين ، واختلفوا في معناه ؛ فقيل : يقوله بلسانه جهرا يسمعه الشاتم والمقاتل فينزجر غالبا ، وقيل : لا يقوله بلسانه ، بل يحدث به نفسه ؛ ليمنعها من مشاتمته ومقاتلته ومقابلته ويحرص صومه عن المكدرات ، ولو جمع بين الأمرين كان حسنا .

باب الصوم كفارة

الحذر من الانشغال  بما يفسد الصوم ينقصه عن الكمال ليكون كفارة.

باب أجود ما كان النبي صلى الله عليه و سلم يكون في رمضان.

*الحث على الجود و الإنفاق في رمضان فالرسول كان بالجود أسرع من الريح ، وعبر بالمرسلة إشارة إلى دوام هبوبها بالرحمة ، وإلى عموم النفع بجوده كما تعم الريح المرسلة جميع ما تهب عليه . فكان صلى الله عليه و سلم " لا يسأل شيئا إلا أعطاه " ومنها الزيادة في رمضان وعند الاجتماع بأهل الصلاح . وفيه زيارة الصلحاء وأهل الخير ، وتكرار ذلك إذا كان المزور لا يكرهه

* واستحباب الإكثار من القراءة في رمضان وكونها أفضل من سائر الأذكار ، إذ لو كان الذكر أفضل أو مساويا لفعلاه . فإن قيل : المقصود تجويد الحفظ ، قلنا الحفظ كان حاصلا ، والزيادة فيه تحصل ببعض المجالس ، وأنه يجوز أن يقال رمضان من غير إضافة غير ذلك مما يظهر بالتأمل .و كان جبريل يتعاهده في كل سنة فيعارضه بما نزل عليه من رمضان إلى رمضان ، فلما كان العام الذي توفي فيه عارضه به مرتين كما ثبت في الصحيح .

باب : من لم يدع قول الزور و العمل به في الصوم.

*التحذير من قول الزور و من ذلك الكذب بجميع أنواعه: التدليس, الغيبة, النميمة , و قيل أنه يشمل جميع أنواع المعاصي لأنه ضرب من ضروب المخادعة للنفس و للغير, فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه, حيث أن هذه الذنوب تأتي على عمل الإنسان شيئا فشيئا حتى كأنه لم يصم و ما أستفاد من ذلك شيئا, و هذا المحروم حقيقة الذي ليس له من صيامه إلا الجوع و العطش و ليس له من عبادته إلا التعب و هذا ما يقع فيه كثير من الناس يظن أنه إذا وقع في العبادة و أداها كما أمره الله عز و جل , و أطلق عنانه للمحرمات يظن أن هذه تمحو تلك , و أن الحسنات يذهبن السيئات و ما علم أن السيئات تذهب الحسنات و أيضا تمحو البركة., و لذلك يشاهد كثير من المسلمين يترقبون رمضان ثم يظنون أن الصوم ينتهي بغروب الشمس, و يطلقون لأنفسهم العنان في المحرمات في الليل قدر الإمكان , بل بعضهم قد يطلق لنفسه العنان أيضا بالنهار و يظن الصيام هو

فقط ترك الطعام و الشراب و لا شك أن ذلك ضرب من ضروب الجهل بل لابد للمسلم أن يعلم أن رمضان أعم و أعظم من ذلك فهو شهر جليل القدر عظيم المنزلة .

باب : هل يقول إني صائم إذا شتم

* وَإِنْ شَتَمَهُ إِنْسَان فَلَا يُكَلِّمهُ أو سَابَّهُ أَحَد أَوْ جَادَلَهُ أو جَهِلَ عليه فَلَا يَشْتُمهُ وَلَا يَسُبّهُ " وَاتَّفَقَتْ الرِّوَايَات كُلّهَا عَلَى أَنَّهُ يَقُول " إِنِّي صَائِم " فَمِنْهُمْ مَنْ ذَكَرَهَا مَرَّتَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ اِقْتَصَرَ عَلَى وَاحِدَة . وَقَدْ اِسْتَشْكَلَ ظَاهِره بِأَنَّ الْمُفَاعَلَة تَقْتَضِي وُقُوع الْفِعْل مِنْ الْجَانِبَيْنِ وَالصَّائِم لَا تَصْدُر مِنْهُ الْأَفْعَال الَّتِي رُتِّبَ عَلَيْهَا الْجَوَاب خُصُوصًا الْمُقَاتَلَةَ , وَالْجَوَاب عَنْ ذَلِكَ أَنَّ الْمُرَاد بِالْمُفَاعَلَةِ التَّهَيُّؤ لَهَا , أَيْ إِنْ تَهَيَّأَ أَحَد لِمُقَاتَلَتِهِ أَوْ مُشَاتَمَته فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِم , فَإِنَّهُ إِذَا قَالَ ذَلِكَ أَمْكَنَ أَنْ يَكُفّ عَنْهُ , فَإِنْ أَصَرَّ دَفَعَهُ بِالْأَخَفِّ فَالْأَخَفّ كَالصَّائِلِ , هَذَا فِيمَنْ يَرُوم مُقَاتَلَته حَقِيقَة , فَإِنْ كَانَ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " قَاتَلَهُ " شَاتَمَهُ لِأَنَّ الْقَتْل يُطْلَق عَلَى اللَّعْن وَاللَّعْن مِنْ جُمْلَة السَّبّ - وَيُؤَيِّدهُ مَا ذَكَرْت مِنْ الْأَلْفَاظ الْمُخْتَلِفَة فَإِنَّ حَاصِلهَا يَرْجِع إِلَى الشَّتْم - فَالْمُرَاد مِنْ الْحَدِيث أَنَّهُ لَا يُعَامِلهُ بِمِثْلِ عَمَله بَلْ يَقْتَصِر عَلَى قَوْله " إِنِّي صَائِم " وَاخْتُلِفَ فِي الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِم " هَلْ يُخَاطِب بِهَا الَّذِي يُكَلِّمهُ بِذَلِكَ أَوْ يَقُولهَا فِي نَفْسه ؟ و نقل أن كُلّ مِنْهُمَا حَسَن , وَالْقَوْل بِاللِّسَانِ أَقْوَى وَلَوْ جَمَعَهُمَا لَكَانَ حَسَنًا , وَلِهَذَا التَّرَدُّد أَتَى الْبُخَارِيّ فِي تَرْجَمَته بِالِاسْتِفْهَامِ فَقَالَ " بَاب هَلْ يَقُول إِنِّي صَائِم إِذَا شُتِمَ ؟ " وَقيل : إِنْ كَانَ رَمَضَان فَلْيَقُلْ بِلِسَانِهِ , وَإِنْ كَانَ غَيْره فَلْيَقُلْهُ فِي نَفْسه . وَأَمَّا تَكْرِير قَوْله " إِنِّي صَائِم " في الباب السابق فْيَتَأَكَّد الِانْزِجَار مِنْهُ أَوْ مِمَّنْ يُخَاطِبهُ بِذَلِكَ .

باب صوم الصبيان

الحث على تشجيع الصغار على الصوم و التلطف معهم في ذلك بملاهاتهم بما يحبونه من ألعاب و مسليات و ذلك لتدريبهم و تعويدهم على الصوم و أكدت الدكتوره في تعليقها أن هناك أمهات يخشين على أولادهن من الصوم و ذلك من الجهل و قالت لا تخشين على أبنائكن أبدا من الطاعة مهما كانت شاقه فهم في كنف الإله ما داموا في طاعة.

باب الوصال, و من قال : ليس في الليل صيام

باب : التنكيل لمن أكثر الوصال

باب الوصال إلى السحر

علقت د قذله بأن حب الصحابه لله ورسوله عظيم و الشاهد من هذه الأبواب ظاهر في تنافسهم رضوان الله عليهم في الطاعة و تسابقهم لنيل رضوان الله و خاصة في هذا الشهر

 وشعارهم دائما قوله تعالى "و عجلت إليك ربي لترضى"

باب: حق الضيف في الصوم

باب: حق الجسم في الصوم

*الحث على حسن الخلق و من أعظمه إعطاء كل ذي حق حقه .

كتاب صلاة التراويح و كتاب الاعتكاف.

على المسلم الاعتناء بالآداب أو المكملات لان الاعتناء بها اعتناء بجوهر هذا الركن على وجه الحقيقة , فمن المحال أن يعتني المسلم بالآداب أو المستحبات و يترك الواجبات لهذا كان كل ركن من أركان الإسلام له مستحبات و له متأكدات و الآداب إما تكون لذاتها أو لغيرها و الحرص على الآداب حتما سيكون مدعاة للحرص من باب أولى بالركن ذاته , و لذلك الرسول صلى الله عليه و سلم جعل الإحسان أعلى مراتب الدين كما في حديث جبريل عليه السلام , و المراد أن يصل الإنسان إلى درجة الكمال بالآداب و الإلتزام بها إلى درجة أنه يعبد الله كأنه يراه , و قد أكدت و حذرت د قذله من الاسراف و الخروج في العشر الأواخر و غير الأواخر إلى الأسواق من أجل العيد وضياع الأوقات الفاضلة  .

,استغنام هذه الليالي في إدراك ليلة القدر .

 

ترجمة الإمام البخاري صاحب أصدق كتاب بعد كتاب الله:-

محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي ، أبو عبد الله بن أبي الحسن البخاري من مدينة بخارى في خراسان الكبرى ( أوزبكستان حاليا) ، وهو الحافظ إمام أهل الحديث في زمانه، والمقتدى به في أوانه