" قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا "

د . قذلة بنت محمد القحطاني

       إنَّ الحَمدَ للهِ- نَستَعينُه ونَستَغفِرُه، ونَعوذُ باللهِ مِن شُرورِ أنْفُسِنا، مَن يَهدِ اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه.

فهذه القلوب تتفطر والأرواح  ترفرف فرحاً بقرب شهر الخير وشهر القرآن ، ولأهل القرآن وصحبة القرآن أحوال وأحوال . فهل استشعرنا هذا الفضل وهذه النعمة التي رزقنا الله إياها  وهي نعمة  القرآن بإن أنزله على نبينا محمد  ﷺ فمن لم يكن القرآن سلوة أحزانه فلا شيء يستحق به الفرح في هذه الدنيا ولذلك الله عزوجل قال : ـ

 " قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ "  / [1]

قال الإمام ابن سعدي رحمه الله : ـ

{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ‏}‏ الذي هو القرآن، الذي هو أعظم نعمة ومنة، وفضل تفضل الله به على عباده

‏{‏وَبِرَحْمَتِهِ‏}‏ الدين والإيمان، وعبادة الله ومحبته ومعرفته‏.‏ / [2]

قال ابن القيم : ـ

" وَقَدْ دَارَتْ أَقْوَالُ السَّلَفِ عَلَى أَنَّ فَضْلَ اللَّهِ وَرَحْمَتَهُ هِيَ الْإِسْلَامُ وَالسُّنَّةُ ، وَعَلَى حَسَبِ حَيَاةِ الْقَلْبِ يَكُونُ فَرَحُهُ بِهِمَا، وَكُلَّمَا كَانَ أَرْسَخَ فِيهِمَا ، كَانَ قَلْبُهُ أَشَدَّ فَرَحًا ، حَتَّى إِنَّ الْقَلْبَ لَيَرْقُصُ فَرَحَا إِذَا بَاشَرَ رَوحَ السُّنَّةِ ، أَحْزَنَ مَا يَكُونُ النَّاسُ، وَهُوَ مُمْتَلِئٌ أَمْنًا ، أَخْوَفَ مَا يَكُونُ النَّاسُ " / [3]

ـ فالقرآن والسنة هما المصدران  العظميان  اللذان  يستحقان  أن يفرح بهما وهذاهو الفرح الحقيقي

ـ وقبل أن أتكلم عن الفرح بالقرآن أذكر مقدمتين : ـ

ـ المقدمة الأولى /  التهيئة لاستقبال شهر القرآن .

فأهل القرآن حالهم غير في رمضان ولهذا جاء شهر شعبان ليهيئ أهل القرآن وأهل الصيام وأهل القيام لهذا شُرع في هذا الشهر كثرة  الصيام وهو شهر تعرض فيه الأعمال على الله . وهذا العرض السنوي

وهو في هذا الشهر،  وفيه عرض يومي وفيه عرض اسبوعي لأعمالنا  .

في كل يوم  تعرض أعمالنا .

عن أَبي هُريرةَ رضي الله عنه  قالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺيَتَعَاقَبُونَ فِيكم مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وملائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيجْتَمِعُونَ في صَلاةِ الصُّبْحِ وصلاةِ العصْرِ، ثُمَّ يعْرُجُ الَّذِينَ باتُوا فِيكم، فيسْأَلُهُمُ اللَّه وهُو أَعْلمُ بهِمْ: كَيفَ تَرَكتمْ عِبادِي؟ فَيقُولُونَ: تَركنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتيناهُمْ وهُمْ يُصلُّون " / [4]

يتعاقبون  في صلاة الفجر وصلاة العصر .

 تعرض أعمالنا على الله عزوجل فلو استشعرنا هذا العرض اليومي على الله  لتقطعت قلوبنا فرحا وشوقاً وخوفاً ورجاء من الله عزوجل !!

بما ذا ملئت صحائفنا بالقرآن والتسبيح والذكر والصلاة أو ملئت بالغفلة والكسل والغبية والنمية ؟!

ـ أما العرض الأسبوعي فهو يوم الاثنين والخميس وهذين اليومين الذي شرع صيامها .

عن أسامةَ بنِ زَيدٍ رَضِيَ اللهُ عنهما

"  أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يصومُ يومَ الاثنينِ والخَميسِ، فسُئِلَ عن ذلك، فقال: ـ

" إنَّ أعمالَ العِبادِ تُعرَضُ يومَ الاثنينِ والخَميسِ، وأُحِبُّ أن يُعرَضَ عملي وأنا صائِمٌ "/ [5]

ـ أما العرض السنوي ففي شعبان .

عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال :  قلتُ يا رسولَ اللهِ لم أرَكَ تصومُ شهرًا منَ الشهورِ ما تصومُ مِن شعبانَ؟ قال: ذلك شهرٌ يَغفَلُ الناسُ عنه بين رجبٍ ورمضانَ وهو شهرٌ تُرفَعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالَمينَ، فأُحِبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأنا صائمٌ " / [6]

قال ابن القيم رحمه الله : ـ

 " فإن عمل العام يرفع في شعبان كما أخبر به الصادق المصدوق أنه شهر ترفع فيه الأعمال فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ويعرض عمل الأسبوع يوم الاثنين والخميس كما ثبت ذلك في صحيح مسلم وعمل اليوم يرفع في آخره قبل الليل وعمل الليل في آخره قبل النهار فهذا الرفع في اليوم والليلة أخص من الرفع في العام وإذا انقضى الأجل رفع عمل العمر كله وطويت صحيفة العمل " / [7]

ـ ولهذا فشهر شعبان شهر التهيئة يبدأ بعده الهرولة إلى الله عزوجل والسير والمضيء في مضمار السباق إلى الله والى جنة عرضها السماوات والأرض فهذا الشهر يجب أن نتواصى فيه ونهيئ أنفسنا فنحن الآن في مرحلة تهيئة لهذه النفوس وهذه القلوب وهذه الأرواح فنحن بحاجة الى أن نجدد قلوبنا وأرواحنا ونجدد إيماننا وصلاتنا وعلاقتنا بالله سبحانه وتعالى . نتفقد أسباب التعاسة وأسباب الشقاء . أسباب الضيق والحزن والضنك أسباب الفتور وأسباب الغفلة عن ذكر الله . يجلس أحدنا احياناً ساعتين ثلاث ساعات غير قادر على أن يذكر الله ويقول "  سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم "

 فهذه مشوشات السعادة ومشوشات الفرح الحقيقي والفرح بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ .

ـ المقدمة الثانية /  أثر القرآن عليك : ـ  

ـ  فكم قطعت من الأجزاء وكم  ارتقيت في سلم "  إياك نعبد وإياك نستعين "   

 كم ارتقيت في سلم درجات الجنة .  ففي الحديث "

" يقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرَأ وارقَ ورتِّل كما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها " / [8]

جميع الأعمال تنقطع بموت الأنسان إذا مات لا صلاة ولا صيام إلا قراءة القرآن تبقى في الدنيا والآخرة .

يأتي يوم العرض فيأمر الله قارئ القرآن أن يقرأ ويرتل  تخيل وانت في هذا اليوم وقد جمع الله الأوليين والآخرين ويأمرك الله أن تقرأ وترتقي في درجات الجنة .  

ـ قال الخطابي رحمه الله   : ـ

 " جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة "  / [9]

فكل ما قرأت آية ارتقيت درجة لذلك لا تحتقر أنك حفظت جزء عم فقط فكل آية سوف ترقيك وترفعك في هذه المنازل الحقيقة . استشعار هذا يجعل العبد فرحاً بالله فوالله لو امتلاء اليقين بهذا لما توقفنا لحظة عن تلاوة القرآن .  

ـ قال ابن حجر الهيتمي - رحمه الله : ـ

الخبر المذكور خاص بمن يحفظه عن ظهر قلب، لا بمن يقرأ بالمصحف؛ لأن مجرد القراءة في الخط لا يختلف الناس فيها ولا يتفاوتون قلَّةً وكثرة، وإنما الذي يتفاوتون فيه هو الحفظ عن ظهر قلب، فلهذا تفاوتت منازلهم في الجنة بحسب تفاوت حفظهم»  / [10]

ـ قال شارح سنن أبي داود : ـ 

" يؤخذ منه أنه لا ينال هذا الثواب الأعظم إلا من حفظ القرآن وأتقن أداءه وقراءته كما ينبغي له " " / [11]

لان التلاوة الكل يشترك فيها وله أجر التلاوة والحرف بحسنة والحسنة بعشرة أمثالها والقرآن كله بركة .

لكن الحافظ غير. لان الناس يستون في القراءة اما الحفظ فهم يتفاوتون .

ـ نماذج لأهل القرآن : ـ

ـ أبو جعفر المدني رحمه الله  : ـ

تابعيٌّ جليل، أحد القُرَّاء العشرة، مشهور كبير القَدْر، إمام أهل المدينة في القراءة، كان أبو جعفر لا يتقدَّمه أحد في عصره، انتهت إليه رياسة القراءة في المدينة، فأقرأ النَّاس دهراً طويلاً   ، وقد كان كذلك مُفتياً مجتهداً، عابداً صوَّاماً قوَّاماً.  / [12]
روى عن نافع قال : " ولما غسل أبو جعفر نظروا ما بين نحره إلى فؤاده كورقة المصحف فما شك من حضره أنه نور القرآن . / [13]

ـ الإمام نافع رحمه الله : ـ

ـ الإمام نافع أحد الأعلام، وأحد القرَّاء السبعة المشهورين، اشتهر في المدينة، وانتهت إليه رياسة القراءة فيها، وأقرأ النَّاس نيفًا وسبعين سَنَةً.

"  إذا تكلم توجد من فيه ريح المسك ، فسئل عنه قال : رأيت النبي ﷺ تفل في فِيَّ. / [14]

 ـ أبو عبد الرحمن السلمي : ـ

عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عثمان قال:  (قال رسول الله ﷺ .: خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ )

قَالَ: فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَذَاكَ أَجْلَسَنِي هَذَا الْمَجْلِسَ. / [15]

ـ وقد جلس أبو عبد الرحمن السلمي يقرئ الناس في المسجد في الكوفة أربعين سنة بدأها في خلافة عثمان بن عفان إلى أن توفي، دون أن يأخذ على ذلك أجرًا  . /[16]

فهذا القرآن لابد أن يبذل الانسان له كل عمره

فمن حفظ القرآن  كيف أثره على قلبه  وعلى جوارحه  وعلى سمعه وبصره وعلى سلوكه وعلى تعامله بالبيت وتعامله  مع  من حوله .   فهناك أشخاص سمعوا آية واحدة فتغير حالهم .

أثر القرآن على عمر بن الخطاب رضي الله عنه  .

 لما دخل على أخته وزوجها وهما يقرأن القرآن قال‏:‏ ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم‏؟‏ فقالا‏:‏ ما عدا حديثًا تحدثناه بيننا‏.‏ قال‏:‏ فلعلكما قد صبوتما‏.‏ فقال له ختنه‏:‏ يا عمر، أرأيت إن كان الحق في غير دينك‏؟‏ فوثب عمر على ختنه فوطئه وطأً شديدًا‏.‏ فجاءت أخته فرفعته عن زوجها، فنفحها نفحة بيده، فدمى وجهها ـ وفي رواية ابن إسحاق أنه ضربها فشجها ـ فقالت، وهي غضبى‏:‏ يا عمر، إن كان الحق في غير دينك، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدًا رسول الله ‏.‏ فلما يئس عمر، ورأى ما بأخته من الدم، ندم واستحيا، وقال‏:‏ أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرؤه، فقالت أخته‏:‏ إنك رجس، ولا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل، فقام فاغتسل، ثم أخذ الكتاب، فقرأ‏:‏ ‏{‏بسم الله الرحمن الرحيم‏}‏ فقال‏:‏ أسماء طيبة طاهرة‏.‏ ثم قرأ ‏{‏طه‏} حتى انتهي إلى قوله‏:‏ ‏{‏إِنَّنِي أَنَا الله ُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي‏}‏  ( طه : 14 )

فقال‏:‏ ما أحسن هذا الكلام وأكرمه‏؟‏ دلوني على محمد‏. / [17]

ـ تغيرت حياة عمر وأصبح عمر الفاروق الذي أعز الله به الدين وأعز الله به الإسلام وكانت الشياطين تفر من طريقه  ، ماهذا الإيمان ؟

كما في البخاري قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ ) ./ [18]

وكانت الفاتحة والخطوة الأولى في إيمانه هي قرأته لمطلع سورة طه . وهذه السورة جمعت جميع أسباب السعادة وأولها سعادة القرآن قال تعالى : " طه مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ"    ( طه : 2  )

فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان، إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه، والحِمية منه؛ لمن رزقه فهما في كتابه" /  [19]

فعيشوا مع القرآن واستنبطوا أسس السعادة من هذا الكتاب فمن أراد السعادة لن يجده إلا في هذا الكتاب والسنة . ولذلك مهما قال البشر فهو معرض للصواب والخطأ لكن كلام الله كلام وحي نزل على محمد ﷺ 

" وما ينطق عن الهوى  "  كلام رب العالمين الذي يعلم السر و أخفى . الذي خلق النفس البشرية ويعلم مافيها وما تعاني وتقلباتها ومزاجها .

ـ   وممن تأثر في القرآن ما ورد في ترجمة الفضيل بن العياض رحمه الله تعالى : ـ

قال الإمام الذهبي : ـ  قال أبو عمار الحسين بن حُريث ، عن الفضل بن موسى قال : كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبِيوَرْد وسَرخس ، وكان سبب توبته أنه عشق جارية ، فبينما هو يرتقي الجدران إليها ، إذ سمع تاليا يتلو " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ ..." [ الحديد : 16]

فلما سمعها ، قال : بلى يارب ، قد آن ، فرجع ، فآواه الليل إلى خَرِبة ، فإذا فيها سابلة ، فقال بعضهم : نرحل ، وقال بعضهم : حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا . / [20]

 ـ فاقبل على الله تائب تالي للقرآن .

فعن إسحاق بن إبراهيم قال:

 " كانت قراءة الفضيل حزينة شهية بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنسانا وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة يرددها .  / [21] .  حتى أن أحد أبناءه وهو علي بن الفضيل إذا سمع آية فيها عذاب يغشى عليه  .

فعن محمد بن ناجية قال:ـ 

"  صليت خلف الفضيل فقرأ"الحاقة" في الصبح فلما بلغ قوله تعالى :"خذوه فغلوه"غلبه البكاء فسقط ابنه علي مغشيا عليه  . فهذه الآية : " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ ..." نزلت على الصحابة وهم بين يدي رسول ﷺ والوحي ينزل إليه وهم حوله ينظرون إليه ويسمعون كلامه ويتأثرون به .

 وفي سبب نزولها .

 عن ابن عباس أنه قال : إن الله استبطأ قلوب المهاجرين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة من نزول القرآن ، فقال : ـ "   ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله "  الآية

وعن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية 

" ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " إلا أربع سنين
وقال سفيان الثوري  : " مل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ملة ، فقالوا : حدثنا يا رسول الله . فأنزل الله تعالى "  نحن نقص عليك أحسن القصص  ) "  يوسف : 3 )  

قال : ثم ملوا ملة فقالوا : حدثنا يا رسول الله ، فأنزل الله تعالى  : "  الله نزل أحسن الحديث   "  الزمر : 23 " . ثم ملوا ملة فقالوا : حدثنا يا رسول الله . فأنزل الله  : "  ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " / [22]

فهذه القلوب تحتاج إلى تأثير وتحتاج أن تسمع القرآن وتحتاج أن تحيا بالقرآن .

 كالنبتة إذا ذبلت يحيها الماء كذلك هي قلوبنا تحتاج القرآن .

ـ إذا رأيت قلبك حزين ، مهموم ، موحش ، غفلة ، ضعف ، كسل فعلاجه بالقرآن لان هذه الروح ما تحيا

 إلا بالوحي فالبدن يحتاج طعام وشراب ولكن الروح ما تحيا إلا بالوحي فحياتها سماوية  .

فقد سمى الله  القرآن حياة .  قال تعالى : " أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )  / [23]

وسماه الله روحاً  قال تعالى : " وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ  ) /  [24]

قال تعالى :  " إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا  " / [25]

فأعظم ما يتأثر القلب بالقرآن في قيام الليل لذلك أمر الله نبيه فقال : "

" وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا  " / [26]

فقيام اليل بعد أخذ قسط من الراحة تنفتح له  النفس والروح وعندما تتلقى هذا الوحي وهذا النورتشرق وتستنير وتفرح وتأنس ويذهب الله عنها آلامها وهمومها وغمومها وأحزانها وأمراضها وأسقامها .

قال تعالى : " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا  " / [27]

وقال تعالى : " وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}  / [28]

و قال تعالى : "  {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ } / [29]

فالله تعالى لم يقل دواء وإنما شفاء يعني قطعاً ويقيناً سيحصل لك الشفاء .

ما أحوجنا لهذا الشفاء شفاء لأرواحنا وأبداننا وقلوبنا .

 ذكر ابن القيم رحمه الله أَنْوَاع هجر القرآن   : ـ

 ـ أَحدهَا /  هجر سَمَاعه وَالْإِيمَان بِهِ والإصغاء إِلَيْهِ

الثَّانِي /  هجر الْعَمَل بِهِ وَالْوُقُوف عِنْد حَلَاله وَحَرَامه وَإِن قَرَأَهُ وآمن بِهِ  .

 َالثَّالِث / هجر تحكيمه والتحاكم إِلَيْهِ فِي أصُول الدّين وفروعه واعتقاد أَنه لَا يُفِيد الْيَقِين وَأَن أدلته لفظية

 لَا تحصّل الْعلم  .

ـ َالرَّابِع / هجر تدبّره وتفهّمه وَمَعْرِفَة مَا أَرَادَ الْمُتَكَلّم بِهِ مِنْهُ .

 ـ َالْخَامِس هجر الِاسْتِشْفَاء والتداوي بِهِ فِي جَمِيع أمراض الْقلب وأدوائها فيطلب شِفَاء دائه من غَيره ويهجر التَّدَاوِي بِهِ  .

ـ وكل هَذَا دَاخل فِي قَوْله "  وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً "    / [30]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

 "تأمَّلتُ أنفع الدعاء، فإذا هو سؤال العون على مرضاته، ثم رأيته في الفاتحة في: {إِيَّاكَ نَعْبُد وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين}"  / [31]

يقول عبدالله بن مسعود  رضي الله : ـ

 (إن الله جمع علم الأولين والآخرين في القرآن، وجمع الله علم القرآن في الفاتحة، وجمع علم الفاتحة في آية { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ) أ-هـ

فكل علم من علوم الأوليين والأخريين موجود في القرآن .

قال أبو بكر بن عبدالله المزني: ـ

من أراد خير الدنيا فعليه بالقرآن، ومن أراد خير الآخرة فعليه بالقرآن، ومن أراد خيري الدنيا والآخرة فعليه بالقرآن."

ـ آثار الفرح بهذا القرآن : ـ

ـ المنة بإنزال القرآن.

ـ اول الفرح هو أن نفرح بإن الله امتنَّ علينا بنزول القرآن .

قال تعالى : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ  " / [32]

الحمد لله هو الثناء عليه بصفاته، التي هي كلها صفات كمال، وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، وأجل نعمه على الإطلاق، إنزاله الكتاب العظيم على عبده ورسوله، محمد صلى الله عليه وسلم فحمد نفسه، وفي ضمنه إرشاد العباد ليحمدوه على إرسال الرسول إليهم، وإنزال الكتاب عليهم، ثم وصف هذا الكتاب بوصفين مشتملين، على أنه الكامل من جميع الوجوه، وهما نفي العوج عنه، وإثبات أنه قيم مستقيم، فنفي العوج يقتضي أنه ليس في أخباره كذب، ولا في أوامره ونواهيه ظلم ولا عبث، وإثبات الاستقامة، يقتضي أنه لا يخبر ولا يأمر إلا بأجل الإخبارات وهي الأخبار، التي تملأ القلوب معرفة وإيمانا وعقلا ... " / [33]

الحمد : ـ هو إثبات أنواع الكمالات للمحمود، إثبات أنواع الكمال للمحمود بحيث إنه فيما أُسس له من الكمال لا نقص له فيه بوجه من الوجوه، والله جل وعلا هو المثبت له أوجه الكمال في ربوبيته، وأوجه الكمال في إلهيته، وهو المثنى عليه بأوجه الكمال في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، وفي شرعه وتنزيله وكتابه، وفي قدره سبحانه وتعالى وفي خلقه. / [34]

فإنه المحمود على كل حال، وله الحمد في الأولى والآخرة، ولهذا حمد نفسه على إنزاله كتابه العزيز على رسوله الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه، فإنه أعظم نعمة أنعمها الله على أهل الأرض، إذ أخرجهم به من الظلمات إلى النور، حيث جعله كتاباً مستقيماً لا اعوجاج فيه ولا زيغ، بل يهدي إلى صراط مستقيم واضحاً بيناً جلياً نذيراً للكافرين، بشيراً للمؤمنين، ولهذا قال: ((وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَاً)) أي: لم يجعل فيه اعوجاجاً ولا ميلاً بل جعله معتدلاً مستقيماً ولهذا قال: (قَيِّمًا) أي: مستقيماً . / [35]

وأعظم ما يحمد عليه الله تعالى هو إنزاله علينا هذا الكتاب فلابد أن نستشعر هذه النعمة فإذا لم نستشعرها لا نقوم ببذل الجهد بالعناية بالقرآن ، وتعلم آية واحدة من كتاب الله تعدل الدنيا وما فيها .

وسيأتي يوم  يرفع القرآن من الصدور والسطور ولا حول ولا قوة إلا بالله .

ومما جاء في رفع القرآن آخر الزمان

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :" لَيُنْتَزَعَنَّ هذا القرآن من بين أظهركم ، قيل له : يا أبا عبد الرحمن : كيف يُنتزع وقد أثبتناه في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا ؟ قال : يُسْرَى عليه في ليلة فلا يبقى في قلب عبد ولا مصحف منه شيء ، ويصبح الناس كالبهائم " ثم قرأ قول الله تعالى : ( ولئن شئنا لَنَذْهَبَنَّ بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلاً )  ( الإسراء /   86  )   / [36]

قال ابن تيمية رحمه الله " ـ

 فإنه يسرى به فى آخر الزمان من المصاحف والصدور فلا يبقى فى الصدور منه كلمة ، ولا فى المصاحف منه حرف " . / [37]

 فهنا يكون الهلاك وتكون الحسرات ، وتقوم الساعة  على شرار الخلق فلا يوجد آية منه لا في الصدور ولا في السطور ولا يبقى منه شيء  . ونعوذ بالله ان ندرك هذا الحال .

إذن لابد أن نعي هذه النعمة ونعي هذا الفضل  ونعي كيف كان السلف يفرحون بالقرآن ويتلونه آناء الليل وأطراف النهار.

حال  الإمام  البخاري  رحمه الله .

 إذا كان أول ليلة من شهر رمضان يجمع إليه أصحابه فيصلي بهم ويقرأ في كل ركعة عشرين آية، وكذلك إلى أن يختم القرآن وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال، وكان يختم بالنهار كل يوم ختمة، ويكون ختمه عند الإفطار كل ليلة يقول عند كل ختم دعوة مستجابة.  / [38]

وهذه كرامات يبارك الله لهم في أوقاتهم وأعمارهم .

وكانوا  يقرؤون القرآن في كل وقت ويرددون الآية الواحدة عدة مرات ...

عن عبادة بن حمزة قال دخلت على أسماء رضي الله عنها وتقرأ: (فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ) [الطور:27]، فوقفت عندها فجعلت تعيدها وتدعو ، فطالت على ذلك ، فذهبت إلى السوق فقضيت حاجتي، ثم رجعت  وهي تعيدها وتدعو .  / [39]

وكان الإمام الشافعي رحمه الله : ـ

 " يختم في شهر رمضان ستين ختمةً  " / [40]

حال سفيان الثوري رحمه الله : ـ

 فقد روى عبد الرزاق الصنعاني كان الثوري قد جعل على نفسه لكل ليلة جزءً من القرآن، وجزءً من الحديث، فيقرأ جزئه من القرآن، ثم يجلس على الفراش، فيقرأ جزئه من الحديث، ثم ينام»

 وعُرف عن الثوري انخراطه وانعزاله عن الدنيا عند قراءته  للقرآن، حتى قال عبد الرحمن بن مهدي: «كنت لا أستطيع سماع قراءة سفيان من كثرة بكائه».   / [41]

ـ من هنا نراجع أحوالنا مع القرآن ، إذا كان القرآن على الرف يمضي شهر لم يفتح فهنا تكون الألم والحسرة  والوحشة  ، فلهذا نحتاج أن نتواصى لتجديد حياتنا بالقرآن وتجديد حياتنا في هذا الشهر ، ونستشعر آثار الفرح القرآن .

ـ ومن آثار الفرح بالقرآن حفظه  .

 فإذا حفظ العبد القرآن ومنًّ الله عليه بذلك فليفرح  ، وليمسك الوعاء أن يتفلت .

 والقرآن إذا دخل القلب لا يخرج . ومع أنه  سريع  التفلت ولكنَّ من دوام عليه لا ينساه .

 إذا وجدت صعوبة في الحفظ فكرر

قال تعالى : " الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ. "

وأعظم الذكر هو قراءة القرآن . 

أكبر مثال سورة الكهف الكل يحفظها لانها تكرر كل جمعة لأننا تعاهدنها بالتلاوة .

ـ تكرار الختمات وتكرار التلاوة والمعاودة  .

 وليكن  لك حزب في الليل فلا يسعك يا حامل القرآن أن تهجر القرآن في جوف الليل .

خاطب الله نبيه محمد ﷺ  في بداية الرسالة فقال تعالى :ـ

 " يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ  قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا  نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا  أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا  "   ( المزمل )

ـ عالج همومك  بقيام الليل ، عالج همومك بالقرآن .

ـ عن هشام بن حسان. قال كان الهذيل بن حفصة يجمع الحطب في الصيف فيقشره ويأخذ القصب. فيفلقه قالت حفصة: وكنت أجد قرة فكان إذا جاء الشتاء جاء بالكانون فيضعه خلفي وأنا في مصلاي ثم يقعد فيوقد بذلك الحطب المقشر وذاك القصب المفلق وقوداً لا يؤذي دخانه ويدفئني. نمكث بذلك ما شاء الله. قالت: وعند من يكفيه لو أراد ذلك.قالت: وربما أردت انصرف إليه فأقول: يا بني أرجع إلى أهلك ثم أذكر ما يريد فأدعه. قالت حفصة: فلما مات رزق الله عليه من الصبر ما شاء أن يرزق غير أني كنت أجد غصة لا تذهب، قالت: فبينا أنا ذات ليلة أقرأ سورة النحل إذ أتيت على هذه الآية ( وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  )  قالت: فأعدتها فأذهب الله ما كنت أجد./ [42]

ـ أعرف  من تقر ثلاث أجزاء كل ليلة في قيام الليل ،  وتقول لا أعاني من نسيان  القرآن  .

إذا حفظ القرآن وتعاهد لا ينسى بإذن الله تعالى .

ـ من آثار الفرح بالقرآن كفاية الله لعبده .

يكفيك الله كل ما أهمك إذا عشت مع القرآن ، فمن حاز القرآن فقد حاز الدنيا وما فيها .

كفاك الله كفاية كاملة من مرض من حزن من دين من ألم من تسلط الخلق . قال تعالى :

" الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "  / [43]

قالها الرسول ﷺ وهوفي أشد المصائب وفي غزوة أحد وكفاه الله ما أهمه .

ـ  ومن آثار الفرح بالقرآن تدبر القرآن .

نعيشه تدبر ونعيشه مع أبنائنا وفي بيوتنا . نعيشه مع علاقاتنا وفي مشاكلنا .

فهذه نعمة لا نقدر أن نشكر الله عليها إلا أن نقول سبحانك ما عبدناك حق عبادتك وما شكرناك حق شكرك ارحمنا يارب واغفر لنا وزدنا ولا تحرمنا . و الله يعلم بالصدق ويعلم بإقبال العبد فيعطيه ويعطيه .

فالقرآن  يؤخذ بالتلقي وثني الركب والمشافهة  ، والحمد من النعم التي أنعم الله علينا أن سخر لنا هذه الأجهزة واتاح لنا هذه الحلقات فليس للإنسان عذر في البعد عن القرآن .

 فكلما حفظت جزء انظر الى أثره على قلبك وعلى الصلاة فهذا من استصلاح القلب بالقرآن .

 قال مالك بن دينار:ـ

 «يا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟ فإن القرآن ربيع المؤمنين كما أن الغيث ربيع الأرض، فقد ينزل الغيث من السماء فيصيب الحش فيه الحبة ولا يمنعه نتن موضعها أن تهتز وتخضر وتحسن، فيا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟ أين أصحاب سورة؟ أين (أصحاب) سورتين؟ ماذا عملتم فيها؟ » / [44]

فإذا أقبل  العبد على القرآن بصدق وإخلاص أعطاه الله عزوجل مالا يخطر على البال .

فإذا وجدت أثر القرآن قليل وخشوعك قليل فاطلب من الله أن يعطيك  .

ـ و تفقد القلب فقد يكون في القلب مرض

لا يصلح للقرآن من أمراض القلوب كالحسد أو الريا أو العجب . يحتاج أن يتطهر.  

فالله تعالى قال :  " لَّا یَمَسُّهُۥۤ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ  "  / [45]

قال ابن تيمية رحمه الله : ـ

 "فإذا كان ورقه لا يمسه إلا المطهرون فمعانيه لا يهتدي بها إلا القلوب الطاهرة، وإذا كان الملك لا يدخل بيتًا فيه كلب، فالمعاني التي تحبها الملائكة لا تدخل قلبًا فيه أخلاق الكلاب المذمومة" / [46]

ـ يقول الحسن بن علي رضي الله عنهما:ـ

 "إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل، ويتفقدونها في النهار" / [47]

  ـ من مفاتيح تدبر القرآن : ـ

ـ  الإخلاص لله تعالى وزيادة الإيمان .

قال تعالى : " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " ( الانفال : 2 )

ـ حسن الإسمتاع لكلام الله تعالى .

 قال سفيان الثوري رحمه الله: ـ

أول العلم الصمت، والثاني الاستماع له وحفظه، والثالث العمل به، والرابع نشره وتعليمه  / [48]

قال القرطبي رحمه الله معلقاً 

على قوله تعالى " وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ  "  / [49]

 (وذلك هو الاستماع كما يحب الله تعالى، وهو أن يكف العبد جوارحه، ولا يشغلها فيشتغل قلبه عما يسمع، ويغض طرفه فلا يلهو قلبه بما يرى، ويحصر عقله فلا يحدِّث نفسه بشيء سوى ما يستمع إليه، ويعزم على أن يفهم فيعمل بما يفهم) / [50]

ـ من تدبر القرآن البكاء  والتباكي عند قراءة القرآن . قال تعالى : "

" قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا " / [51]

وكان لنبينا ﷺ أزيز المرجل وهو يقرأ القرآن عن عبد الله بن الشِّخِّير  " يقولأتيت رسول الله ﷺ وهو يصلي، ولجوفه أزيز كأزيز المِرجل من البكاء "  / [52]

ـ ومن التدبر تأمل الوعد والوعيد  .

عن ابن مسعود أنه قال: لا تنثروه نثر الرمل ولا تهذّوه هذّ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة. / [53]

فكيف يكون أثر تدبر القرآن على جوارحك وقلبك ولسانك هل أنت عبد  لله عزوجل أو مازالت جوارحك تخوض فيما حرم الله قال تعال في الحديث القدسي  : "

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال : "  إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لأعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ 

عن شيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ. " / [54]

ـ من آثار الفرح القرآن اتقانه والرقي في منازل " إياك نعبد وإياك نستعين "

في الحديث : "  الذي يقرَأُ القرآنَ وهو ماهرٌ به مع السَّفَرةِ الكِرامِ البَرَرةِ والذي يقرَؤُه وهو يشتدُّ عليه فله أجرانِ. / [55]

فنحمد الله أن أنزل القرآن بلسان عربي ونقرأه بسهولة  . فليحرص  صاحب القرآن  أن يترقى بمنازل " إياك نعبد وإياك نستعين " ولا تكون هذه الترقية له فقط ولكن تكون لأهل بيته ،  الكل يرتوي ويشرق بالقرآن . أدخل أولادك الحلقات وشجعهم واصبر عليهم واهتم بالقرآن .

تخيل في مشاهد يوم القيامة وفي العرض على الله سبحانه وتعالى  ، وأنت قد شرفك الله بأبنائك وهم يلبسونك تاج الكرامة وحلة أهل القرآن ويلبسونك تاحاَ لا تعدله الدنيا وما فيها  .

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : " يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه : هل تعرفني ؟ أنا الذي كنتُ أُسهر ليلك وأظمئ هواجرك ، وإن كل تاجر من وراء تجارته وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ، ويُكسى والداه حلَّتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها ، فيقولان : يا رب أنى لنا هذا ؟

فيقال لهما : بتعليم ولدكما القرآن " / [56]

ـ  فلو استشعرنا هذه الحلة التي يلبس الأبناء آبائهم لكن هذا حلم وهدف كل أم وكل أب  .

اللهم ارزقنا اليقين .  

ـ ومن آثار الفرح بالقرآن استشعار صحبة الملائكة .  

فالملائكة تجالس أهل القرآن .   وتتنزل لسماع القرآن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " أنَّ أُسَيْدَ بنَ حُضَيْرٍ بيْنَما هو لَيْلَةً يَقْرَأُ في مِرْبَدِهِ، إذْ جَالَتْ فَرَسُهُ، فَقَرَأَ، ثُمَّ جَالَتْ أُخْرَى، فَقَرَأَ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، قالَ أُسَيْدٌ: فَخَشِيتُ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى، فَقُمْتُ إلَيْهَا، فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فَوْقَ رَأْسِي فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ، عَرَجَتْ في الجَوِّ حتَّى ما أَرَاهَا، قالَ: فَغَدَوْتُ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، بيْنَما أَنَا البَارِحَةَ مِن جَوْفِ اللَّيْلِ أَقْرَأُ في مِرْبَدِي، إذْ جَالَتْ فَرَسِي، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ قالَ: فَقَرَأْتُ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ قالَ: فَقَرَأْتُ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ قالَ: فَانْصَرَفْتُ، وَكانَ يَحْيَى قَرِيبًا منها، خَشِيتُ أَنْ تَطَأَهُ، فَرَأَيْتُ مِثْلَ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ، عَرَجَتْ في الجَوِّ حتَّى ما أَرَاهَا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: تِلكَ المَلَائِكَةُ كَانَتْ تَسْتَمِعُ لَكَ، ولو قَرَأْتَ لأَصْبَحَتْ يَرَاهَا النَّاسُ ما تَسْتَتِرُ منهمْ. / [57]

فالله تعالى يكرم من يشاء من عباده أن الملائكة تتنزل نزول خاص لسماع القرآن .

الملائكة تفرح بالقرآن وتحب سماع القرآن وتستمع لقارئ القرآن ويضع الملك فيه على فيه وهو يقرأ القرآن

فلنستشعر هذه الصحبة العظيمة وهذه الصحبة الإيمانية التي تمتلئ بيوتنا بحضورها وشرف دخلوها بيوتنا وهو دخول تشريف وإكرام لأهل القرآن وماذا يصحب دخولها من الخيرات والبركات التي تغمر القلوب وتغمر البيوت من نزول الرحمات والسكينة .  يقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إنَّ العَبْدَ إذا تَسَوَّكَ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، قَامَ المَلَكُ خَلْفَهُ، فَيَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِه، فَيَدْنُو منه حتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيْهِ، فَمَا يَخْرُجُ مِنْ فِيْهِ شَيءٌ مِنَ القُرآنِ إِلاَّ صَارَ في جَوْفِ المَلَكِ، فَطَهِّرُوا أَفْوَاهَكُم لِلقُرآنِ»  / [58]

ـ من آثار الفرح بالقرآن استشعار صحبة القرآن .

فهو الصاحب الذي لا يتركك أبداَ فهو الصاحب الذي يدخل معك القبر ويشفع لك يوم القيامة وتقرأه يوم القيامة  " يقال لصاحب القرآن  " وهو يدخل الجنة  "   أقرأ  " فصحبة القرآن صحبة دائمة .

فعن أبي أُمامةَ الباهليِّ رضِي اللهُ عنه، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول: ((اقْرَؤوا القُرْآنَ؛ فإنَّه يأتي يَومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه، اقرَؤوا الزَّهْرَاوَيْنِ: البقرةَ وسورةَ آلِ عِمْرانَ  ...) / [59]

فالمفروض لا تترك هذه الصحبة بأي حال من الأحوال ولهذا لما تنزل المصائب  تجد الانسان يريد قراءة  القرآن وقد يكون هذا الانسان بعيد عن القرآن ولكن عند الكرب يشعر بحاجة للقرآن ، حاجة فطرية في القلوب أنها مفتقرة إلى كلام الله .

لذلك إذا شعرت بالوحشة والشتات وجاءت المصائب من كل حدب وصوب وجاءت الأخبار والفواجع اقرأ آيات السكينة كما كان ابن تيمية رحمة الله عليه يأمر بقراءتها إذا أكربه الأمر أو اشتد به المرض والوحشة وفي مرضه .

يقول ابن القيم رحمه الله في شرح منزلة " السكينة " من منازل السالكين إلى الله :

وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور : قرأ آيات السكينة . وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه تعجز العقول عن حملها ، من محاربة أرواح شيطانية ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة ، قال : فلما اشتد علي الأمر قلت لأقاربي ومن حولي : اقرأوا آيات السكينة ، قال : ثم أقلع عني ذلك الحال ، وجلست وما بي قَلَبَة . / [60]

وآيات السكينة : ـ

ـ قوله تعالى : ( وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) البقرة/248.

ـ قوله تعالى : ( ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) التوبة/26.

ـ قوله : ( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا) التوبة/40.

ـ قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ) الفتح/4.

ـ قوله تعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ) الفتح/18.

ـ قوله تعالى : ( إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) الفتح/26.

ـ آيات يربط الله بها على القلوب لا تحزن يا صاحب القرآن يامن أكرمك  الله بالقرآن  .

قال تعالى : "  أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ  وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ  وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ  فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا  إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا  فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ  وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ  "

فهل يبقى مع هذه السورة  حزن أو ضيق أو هم أو غم فافرح بفضل ورحمته  .

فينبغي للإنسان أن ينوع  أحواله مابين حفظ ما بين تلاوة وما بين سماع وتدبر وتفسير فعش مع القرآن وجدد حياتك بالقرآن ، خذ نعيم القرآن وافرح بالقرآن قال تعالى :

" قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ )  / [61]

"  ‏فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ‏ " ‏ من متاع الدنيا ولذاتها‏.‏
فنعمة الدين المتصلة بسعادة الدارين، لا نسبة بينها، وبين جميع ما في الدنيا، مما هو مضمحل زائل عن قريب‏.‏وإنما أمر الله تعالى بالفرح بفضله ورحمته، لأن ذلك مما يوجب انبساط النفس ونشاطها، وشكرها لله تعالى، وقوتها، وشدة الرغبة في العلم والإيمان الداعي للازدياد منهما، وهذا فرح محمود، بخلاف الفرح بشهوات الدنيا ولذاتها، أو الفرح بالباطل، فإن هذا مذموم كما قال ‏تعالى عن‏‏ قوم قارون له‏:‏ ‏

" ‏لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ "
وكما قال تعالى في الذين فرحوا بما عندهم من الباطل المناقض لما جاءت به الرسل‏ .

 " ‏فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ‏ "  / [62]

ـ وفي قراءة متواترة  ( خير مما تجمعون )

كل شيء يجمع في الدنيا من الأموال والأولاد والمتع كلها لا تعادل ذرة مع جنة القرآن .

حديث "  قولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً.  / [63]استشعر معية الله لك وأنت تذكره وأنت تتلو كلامه فالقلوب تحتاج لليقين و الفرح بالله عزوجل والشوق له تعالى   .

 

واسال الله أن يجعلنا مع نور القرآن وصحبة القرآن ويملاء قلوبنا فرحاً بالقرآن وأوصيكم باستقبال شهر رمضان بتجديد القلوب والحياة ويكون هذا الشهر شهر غير الأشهر شهر الهمة والعبادة والذل بين يدي الله جل وعلا والتضرع لله تعالى . فالله مطلع على القلوب ويعلم  ما فيه ، فلن يضيعك وسيفرحك وسيعطيك ويرضيك .

"ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .

رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ

 

        سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك اللهم وأتوب إليك

                         وصلى الله وسلم على نبينا محمد  وعلى آله وصحبة أجمعين

 

                                                                                               قالته

                                                                                   الفقيرة إلى عفو ربها القدير

                                                                                   قذلة بنت محمد القحطاني

                                                                                   بتاريخ 3 / 8 / 1442هـ



[1] /  يونس ( آية 85 )

[2] / تفسير ابن سعدي رحمه الله  لسورة يونس ( آية 215 )

[3] /  "اجتماع الجيوش"  لابن القيم (2/ 38)

[4] / أخرجه البخاري (7486)، ومسلم  ( 632 )

[5] / رواه أبو داود (2436)، وأحمد (5/200) (21792) واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (2679) صححه ابن حجر في ((فتح الباري)) (4/278)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (2436)، وحسن طريقه العيني في ((نخب الأفكار(     453/ 8)

[6] / أخرجه النسائي (2357) واللفظ له، وأحمد (21753) مطولاً

[7] / حاشية ابن القيم - ابن قيم الجوزية ( 12 / 313)

[8] / أخرجه أبو داود (1464)، والترمذي (2914)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8056)، وأحمد (6799) واللفظ له

[9] /  "معالم السنن" (1/289) :"

[10] / الفتاوى الحديثية  لابن حجر الهيتمي  (ص156).

[11] / عون المعبود " (4/237)

[12] / سير أعلام النبلاء 5/287.

[13] / تهذيب سير اعلام النبلاء للذهبي ( ج 2 : ص 605 )

[14] تهذيب سير اعلام النبلاء للذهبي ( ج 2 : ص 701 )

[15] / الطبقات الكبرى ( ج 2 ص212)

[16] / سير أعلام النبلاء »

[17] / الرحيق المختوم .

[18] / رواه  البخاري (3294) ، ومسلم (2396) وفيه قصة

" عن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاصٍ ، قَالَ: " اسْتَأْذَنَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ ، عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الحِجَابَ ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُ ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : ( عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلاَءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي ، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الحِجَابَ ) ، قَالَ عُمَرُ : فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ يَهَبْنَ ، ثُمَّ قَالَ : أَيْ عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ ، أَتَهَبْنَنِي وَلاَ تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قُلْنَ: نَعَمْ، أَنْتَ أَفَظُّ وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، .. "

 

[19] / زاد المعاد (4/ 322)

[20] / سير أعلام النبلاء (8/423) :

[21] / صفة الصفوة 2 / 159.

[22] / تفسير ابن كثير ( ج 8 . ص 311)

[23] / الأنعام ( آية 122)

[24] / ( الشورى 52)

[25] / المزمل آية ( 6 )

[26] / الاسراء ( (79)

[27] / الاسراء ( 82 9

[28] / [يونس:57].

[29] / [فصِّلت:44].

[30] / الفوائد لابن القيم ( ص 82 )

[31] / مدارج السالكين [1/78]

[32] / الكهف ( 1 )

[33] / تفسير السعدي لسورة الكهف

[34] /  الشيخ صالح آل الشيخ .

[35] / المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير ( ص :  791)

[36] /   رواه الطبراني في المعجم الكبير برقم 8698  قال ابن حجر في فتح الباري ( 13 /16 ) : سنده صحيح ولكنه موقوف . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ( 7 / 329 )  : رجاله رجال الصحيح ، غير شداد معقل  وهو ثقة . وصححه الألباني

[37] /  مجموع الفتاوى ( 3 / 198 ) :

[38] / [طبقات الحنابلة 1/275]

[39] / التبيان في آداب حملة القرآن ( ص : 70 ) 

[40] / انظر (حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني جـ 9 صـ 134).

[41] / سير أعلام النبلاء للذهبي

[42] /  سير أعلام النبلاء، الحافظ الذهبي

[43] / ال عمران ( آية : 173)

[44] / كتاب الزهد للإمام أحمد ( 446 )

[45] / الواقعة ( آية 79 )

[46] / مجموع الفتاوى (5/552).

[47] / (التبيان في آداب حملة القرآن للنووي  ( ص : 54 ) .

[48] / (  حلية الأولياء 2 / 363)

[49] / الأعراف ( 204 )

[50] / تفسير القرطبي)    11 / 176 )

[51] / الاسراء ( 107 )

[52] / رواه أبو داود، والترمذي في الشمائل بإسناد صحيح.

[53] / تفسير ابن كثير ( 8 / 250 )  ومعالم التنزيل للبغوي ( 8 / 215 )

[54] / رواه البخاري ( 6502 )

[55] / أخرجه البخاري (4937 )، ومسلم (798)

[56] / . رواه الطبراني في " الأوسط  ) 51 / 6 )  

[57] / رواه مسلم ( 796 )

[58] / رواه المنذري في «التَّرغيب»، واللَّفظ له، (1/ 102) (ح 215)؛ والبيهقي في «السُّنن الكبرى»، (1/ 38) (ح 161)؛ وصحَّحه الألباني في «صحيح التَّرغيب والترهيب»: (1/ 204) (ح 215).

[59] / رواه مسلم ( 804 )

[60] / " مدارج السالكين " (2/502-504)

[61] / يونس  ( 58 )

[62] / تفسير الامام ابن سعدي رحمه الله لسورة يونس ( ص : 215 )

[63] / أخرجه البخاري (7405)، ومسلم (2675) باختلاف يسير