1 بدون عنوان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: (باب الخوف من الشرك)

 وقول الله عز وجل: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]، وقال الخليل عليه الصلاة والسلام: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ [إبراهيم:35]، وفي الحديث (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر فسئل عنه فقال: الرياء)، وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار)، رواه البخاري .ولـمسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار)

الشرح

"الشرك أعظم جريمة يقع فيها الإنسان في حق الله سبحانه؛ ولذلك لا يغفره الله تعالى.أما ما دونه من الذنوب ولو كان من الكبائر فالله عز وجل يغفرها قال تعالى: وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]، فلما ذكر هنا الشرك -الذي هو أكبر الكبائر- ذكر أن غيره من الذنوب يغفرها الله سبحانه وتعالى.وإذا تاب العبد فيقيناً أن يغفر الله له ذنوبه وكبائره، أما إذا لم يتب فهو تحت المشيئة إن شاء الله تاب عليه، وإن شاء عذبه. وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم تسمية الشرك وبعض الكبائر بالموبقات المهلكات فقال: (اتقوا السبع الموبقات المهلكات، قيل: وما هن يا رسول الله! قال: الشرك بالله، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات(...

يقول ابن القيم رحمه الله: إن الله تعالى أخبر أنه لا يغفر لمن لم يتب من الشرك، أما ما دونه من الذنوب؛ فيغفرها الله وذلك يوجب للعبد شدة الخوف من الشرك الذي هذا شأنه؛ لأنه أقبح القبيح، وأظلم الظلم أن يظلم الإنسان نفسه بالشرك بالله سبحانه تبارك وتعالى؛ لأن فيه تنقيص من رب العالمين سبحانه، وصرف خالص حق الله عز وجل لغيره. وفيه العدل فيعدل بربه غيره قال سبحانه: ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ [الأنعام:1]، يعني: يجعلون معه من يعادله، حاشا لله سبحانه وتعالى.ذلك لأن الشرك ناقض للمقصود بالخلق والأمر، فالله عز وجل وحده التفرد بالخلق، وله وحده الأمر قال تعالى: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ [الأعراف:54] فكما أنه تفرد بخلق المخلوقات جميعها كذلك تفرد بالأمر والتشريع؛ فهو الذي يأمر وهو الذي ينهى سبحانه وتعالى. يقول ابن القيم رحمه الله: (لأنه مناقض للمقصود بالخلق والأمر، مناف له من كل وجه، وذلك غاية المعاندة لرب العالمين، والاستكبار عن طاعة الله سبحانه، والذل له والانقياد لأوامره الذي لا صلاح للعالم إلا به.فمتى قال ذلك خربت الديار وقامت القيامة).فاستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله).."فتح المجيد

ولا يعرف قيمة التوحيد ، وفضل التوحيد ، وتحقيق التوحيد إلا من عرف الشرك وأمور الجاهلية حتى يتجنبها ،

ويحافظ على التوحيد ..  الموحد يجب أن يخاف من الشرك ، ولا يقول : أنا موحد وأنا عرفت التوحيد ، ولا خطر

 علي من الشرك ، هذا إغراء  من الشيطان ، لا أحد يزكي نفسه ، ولا أحد لا يخاف من الفتنة ما دام على قيد الحياة

فالإنسان معرض للفتنة ، ضل أحبار ورهبان وعلماء ، وزلت أقدامهم ، وختم لهم بالسوء !

فلا يأمن الإنسان على نفسه أن تنزلق  قدمه في الضلال ، وأن يقع في الشرك ، لذا يجب أن يتعلم العبد التوحيد ومايضاده  ويستعين  بالله  ، ويطلب منه العصمة والهداية ..

 قال تعالى " رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ  "   { ال عمران : 8 }

 خافوا من الزيغ بعد  الهداية ، والمهتدي يكون أشد خوفا أن يزيغ ، وأن تزل قدمه ، وأن تسوء خاتمته ، وأن يكون

من أهل النار ، نسأل االله العافية .  ( 1 )  

 

المسائل المهمة في هذا الباب :

ـ تعريف الشرك ..         

  ـ   قبح الشرك .

ـ    أنواع الشرك ..

ـ     حكم الشرك ..

ـ ثمرات الخوف من الشرك ..

معنى الشرك : ـ الشرك هو تشريك غير الله مع الله في العبادة كأن يدعو الأصنام أو غيرها  يستغيث بها أو ينذر لها

أو يصلي لها أو يصوم لها أو يذبح لها  .. قال تعالى :

          { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } ( 2 )

قال ابن سعدي : "حقيقة الشرك أن يُعبَد المخلوق كما يعبَد الله، أو يعظَّم كما يعظَّم الله، أو يصرَف له نوع من

خصائص الربوبية والإلهية" (3 )

.....................................................................................................................................

1 / إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد . د . صالح الفوزان ص 126

2 / موقع فضيلة الشيخ عبد العزيز ابن باز " رحمه الله تعالى "          

3/  تيسير الكريم الرحمن  لابن سعدي رحمه الله تعالى (2/499)

  أنواع الشرك :

الشرك ثلاثة أنواع:

  أولا : الشرك الأكبر      ...      ثانيا :  الشرك الأصغر .          ....    ثالثا :  الشرك الخفي

النوع الأول: الشرك الأكبر، وهو: "كل شرك أطلقه الشارع وهو يتضمن خروج الإنسان عن دينه" مثل أن يصرف

شيئاً من أنواع العبادة لله عز وجل لغير الله، كأن يصلي لغير الله، أو يصوم لغير الله، أو يذبح لغير الله، وكذلك من

الشرك الأكبر أن يدعو غير الله عز وجل مثل أن يدعو صاحب قبر، أو يدعو غائباً ليغيثه من أمر لا يقدر عليه إلا الله

عز وجل وأنواع الشرك معلومة فيما كتبه أهل العلم.

النوع الثاني: الشرك الأصغر وهو: "كل عمل قولي، أو فعلي أطلق عليه الشرع وصف الشرك ولكنه لا يخرج من

 الملة" مثل الحلف بغير الله فإن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك"، فالحالف

بغير الله الذي لا يعتقد أن لغير الله تعالى من العظمة ما يماثل عظمة الله فهو مشرك شركاً أصغر، سواء كان هذا

المحلوف به معظماً من البشر أم غير معظم، فلا يجوز الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا ملكا ولا بجبريل، وميكائيل، ولابالكعبة لأن هذا شرك أصغر.

 النوع الثالث : الشرك الخفي   ..

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح عندي؟ )

قال: قلنا: بلى، قال: ( الشرك الخفي؛ أن يقوم الرجل يعمل لمكان رجل )[1].

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:  ( أيها الناس، اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب

النمل )، فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله ؟ قال: ( قولوا: اللهم إنا

نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفره لما لا نعلم )[2]. " وهذا الدعاء كفارة الشرك الاصغر  ..

هذه النصوص تدلّ على أن هناك نوعاً آخر من الشرك يسمّى الشرك الخفي، فهل هذا يدخل تحت أحد نوعي الشرك أم

هو نوع مستقل بذاته؟ اختلفوا في ذلك، فقيل: يمكن أن يجعل الشرك الخفي نوعاً من الشرك الأصغر، فيكون الشرك

.....................................................................................................................................

 

1] أخرجه أحمد في المسند (3/30)، وابن ماجه في الزهد، باب: الرياء بالسمعة (4204)، والبيهقي في الشعب (5/334)، وصححه الحاكم في المستدرك

(4/329)، ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (30).

[2] أخرجه أحمد في المسند (4/403)، وابن أبي شيبة في المصنف (6/70)، وأبو يعلي في مسند (1/60)، وحسنه لغيره الألباني في صحيح الترغيب (36).

حينئذ نوعين: شرك أكبر ويكون في عقائد القلوب، وشرك أصغر ويكون في هيئة الأفعال وأقوال اللسان والإرادات

الخفية، ولكن الظاهر من النصوص أن الشرك الخفي قد يكون من الشرك الأكبر، وقد يكون من الشرك الأصغر،

وليس له وصف منضبط، بل دائماً يتردّد بين أن يكون من الشرك الأكبر أو الشرك الأصغر، بل هو كل ما خفي من

أنواع الشرك  ... [3]

من أمثلة الشرك الخفي ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً}

[البقرة:22] قال: (الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاء سوداء، في ظلمة الليل. وهو أن يقول: والله

وحياتك يا فلانة وحياتي، ويقول: لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل

لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلان، فإن هذا كله به شرك)... [4]

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

اتصال الرياء بالعبادة على ثلاثة أوجه:

الوجه الأول: أن يكون الباعث على العبادة مراءاة الناس مِن الأصل؛ كمن قام يصلِّي مراءاة الناس، مِن أجل أن

يمدحه الناس على صلاته، فهذا مبطل للعبادة.

الوجه الثاني: أن يكون مشاركاً للعبادة في أثنائها، بمعنى: أن يكون الحامل له في أول أمره الإخلاص لله، ثم طرأ

الرياء في أثناء العبادة، فهذه العبادة لا تخلو من حالين:

أن لا يرتبط أول العبادة بآخرها، فأولُّها صحيح بكل حال، وآخرها باطل. مثال ذلك: رجل عنده مائة ريال يريد أن

يتصدق بها، فتصدق بخمسين منها صدقةً خالصةً، ثم طرأ عليه الرياء في الخمسين الباقية فالأُولى صدقة صحيحة

مقبولة، والخمسون الباقية صدقة باطلة لاختلاط الرياء فيها بالإخلاص.

أن يرتبط أول العبادة بآخرها: فلا يخلو الإنسان حينئذٍ مِن أمرين:

أن يُدافع الرياء ولا يسكن إليه، بل يعرض عنه ويكرهه: فإنه لا يؤثر شيئاً لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز عن أمتي ما

حدَّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم» (صحيح البخاري).

....................................................................................................................................

 

[3] الشرك في القديم والحديث (1/179) بتصرف يسير

[4] أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (1/81)، وقال الشيخ سليمان آل الشيخ: "وسنده جيد". تيسير العزيز الحميد (587)، وقال المحقق: "إسناده حسن

وقال ابن عثيمين: "قوله: (هذا كله به شرك) وهو شرك أكبر أو أصغر، حسب ما يكون في قلب الشخص من نوع هذا التشريك"[6] [6] القول المفيد (2/323)

أن يطمئنَّ إلى هذا الرياء ولا يدافعه: فحينئذٍ تبطل جميع العبادة؛ لأن أولها مرتبط بآخرها.

مثال ذلك: أن يبتدئ الصلاة مخلصاً بها لله تعالى، ثم يطرأ عليها الرياء في الركعة الثانية، فتبطل الصلاة كلها لارتباط

أولها بآخرها.

3. أن يطرأ الرياء بعد انتهاء العبادة: فإنه لا يؤثر عليها ولا يبطلها؛ لأنها تمَّت صحيحة فلا تفسد بحدوث الرياء بعد

ذلك ...

وليس مِن الرياء أن يُسرَّ الإنسان بفعل الطاعة؛ لأن ذلك دليل إيمانه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن سرَّته

حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن» (صحيح الجامع).

وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: «تلك عاجل بشرى المؤمن» (صحيح مسلم).  ( 1 )

 

 قبح الشرك وخطره : ـ

فأما قبحه فيظهر في أن الشرك تنقص للرب تعالى بمساواة غيره له في بعض الأمور، وذلك غاية الضلال كما قال الله

تعالى عن المشركين يوم القيامة عند خصومتهم مع معبوديهم:

{ تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ  }[الشعراء: 97-98]،

وهذا التنقص متضمن للظلم ولذلك قال الله تعالى: { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [لقمان: 13].

 فإن الذي يعبد هو الذي بيده الخلق والأمر والمتفضل بالنعم فصرف شيء من حق الله تعالى من العبودية إلى غيره

ظلم عظيم. فظهر مما تقدم أن قبح الشرك يتمثل في أنه تنقص للرب تعالى وظلم وضلال مبين.

وأما خطره فيتمثل في  ..

              1 ـ  أنه يحبط الأعمال كما قال الله تعالى:

         {  وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [الزمر: 65].

        2 ـ ويتمثل خطره كذلك في أن صاحبه إن مات عليه فإنه لا يغفر له كما قال الله تعالى:

             { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء  }[النساء: 4]

        3 ـ  ويتمثل خطره كذلك في أن صاحبه الذي مات عليه مخلد في نار جهنم، كما قال الله تعالى:

            {  إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ  } [المائدة: 72 } ( 2 )

.....................................................................................................................................

1 /    مجموع  فتاوي الشيخ  محمد بن عثيمين ( 2 / 29 / 30 )

2 / منهج أهل السنة والجماعة وقبح الأشاعرة في توحيد الله تعالى ـ خالد عبد اللطيف ( 92 / 1 )

حكم الشرك بأنواعه  والفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر: ـ

يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله: وأما الشرك الأصغر؛ فهو جميع الأقوال والأفعال التي يتوسل بها إلى

الشرك؛ كالغلو في المخلوق الذي لا يبلغ رتبة العبادة؛ كالحلف بغير الله، وكيسير الرياء، ونحو ذلك .. ( 1 )

 حكم الشرك الأصغر، مع دليله ..

- الشرك الأصغر من أكبر الكبائر بعد الشرك الأكبر ومعصية من أكبر المعاصي لما فيه من تسوية غير الله بالله تعالى

- الشرك الأصغر لا ينقض التوحيد، بل يتنافى مع كماله.

- الشرك الأصغر لا يحبط جميع العمل، بل يحبط العمل المصاحب.

- الشرك الأصغر إن مات صاحبه عليه؛ فإنه يموت مسلما، ولكن شركه لا يغفر له -على الراجح من قولي العلماء،

  بل يعاقب عليه، وإن دخل بعد ذلك الجنة  .. ( 2 )

- صاحب الشرك الأصغر في الآخرة إن دخل النار لا يخلد فيها. والدليل على الشرك الأصغر: قول الله تعالى:

{فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110]  ( 3 )

قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي في بيان حد الشرك الأكبر: إنَّ حدَّ الشرك الأكبر وتفسيره الذي يجمع أنواعه

وأفراده: (أن يصرِفَ العبد نوعاً أو فرداً من أفراد العبادة لغير الله) فكلُّ اعتقادٍ أو قولٍ أو عملٍ ثبت أنَّه مأمورٌ به من

الشَّارع فصرفُه لله وحده توحيدٌ وإيمانٌ وإخلاصٌ، وصرفُه لغيره شركٌ وكفرٌ.  ( 4 )   

.....................................................................................................................................

ثمرات الخوف من الشرك : ـ

ـ أن يكون عالما بالشرك بأنواعه حتى لا يقع فيه  ولايتم العلم بالتوحيد إلا بمعرفة مايضاده..

ـ أن يكون متعلماً للتوحيد بأنواعه حتى يقوم في قلبه الخوف من الشرك ويعظم  الله في قلبه أعظم تعظيم ويستمر على ذلك حتى الموت .

ـ الخائف من الشرك يكون قلبه دائماً مستقيماً على طاعة الله مخلصا مبتغياً مرضاة الله تعالى  .. (5)    

......................................................................................

1 / انظر القول السديد شرح كتاب التوحيد لابن سعدي ص24.

2  /  انظر: الرد على البكري لابن تيمية ص146. وتيسير العزيز الحميد لسليمان بن عبد الله  ( ص98  ) .

 والشيخ عبد الرحمن السعدي وجهوده في توضيح العقيدة لعبد الرزاق العباد  ( ص188-189 )

3  /  صحيح مسلم، كتاب الزهد، باب من أشرك في عمله غير الله.

4/ القول السديد  . للشيخ . عبد الرحمن السعدي ( ص : 54 )   ...   5 / انظركفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد .. الشيخ صالح آل الشيخ ( ص ـ 29 )