بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن طبيعة الإنسان في هذه الحياة الدنيا تتقلب من صحة إلى مرض , ومن عافية إلى بلاء , ومن فرح إلى حزن ,والسعيد حقاً من جمع بين ثلاث خصال : الشكر في حال النعم , والصبر في حال البلاء , والاستغفار حيال الذنوب ,وإذا كانت حياة الإنسان عرضة للهموم , والغموم , والأحزان , والأكدار , فإن هذا يوجب علينا أن نسعى إلى إزاحة هذه الهموم والأحزان ما أمكننا ذلك بالسعي في أسباب انشراح الصدر .. ـ كثيراً

ما نسمع من يحمل هماً وحزناً طال مداه ومصائب  أحاطت به والآم أوجعته ..

وعلماء الإسلام كانوا أول ما يعلمون طلابهم حديث  «" الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ، ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ "وهذا الحديث (المسلسل  بالأولية )

* فأعظم رحمة للمتعلم هو تعليمه العلم وهو النور الذي يكشف الشبهات من القلب قال النبي صلى الله عليه وسلم :

« ذَاقَ طَعْمَ الإيمانِ : مَنْ رَضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمَّدٍ رَسُولاً » رواه مسلم

*  قال ابن تيميه رحمه الله تعالى :

(جنتي في صدري فما يفعل بي أعدائي إن سجني خلوة ونفيي سياحة وقتلي شهادة)

* فلنعالج أحزاننا وهمومنا على ضوء الكتاب  والسنة  والتمسك بهما ونطلب النجاة والفو ز من الله تعالى

* الحزن والهم  نال الأنبياء ونال الصديقين ونال الصالحين ولم يسلم منه أحد , صفوة الخلق ما سلموا من الحزن يوسف . أيوب ، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أوذي وكسرت رباعيته وقتل يوم أحد سبعين من أصحابه وفقد أبنائه ما عدا فاطمة رضي الله عنها وفقد زوجته خديجة رضي الله عنها  وتوفي عمه أبو طالب وحياته سلسلة من الأحزان من المصائب وآلآلم ومع ذلك لم يترك الدعوة الى الله تعالى .

صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين  

*عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قُلْتُ :يَا رَسُولَ اللَّهِ ،أيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟ قَالَ : الأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ الصَّالِحُونَ ،ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ مِنَ النَّاسِ ؛ يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ فِي بَلائِهِ ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ؛ خَفَّفْتُ عَنْهُ ، وَلا يَزَالُ الْبَلاءُ فِي الْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ فِي الأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ "   ( رواه البخاري )

قال تعالى : « فاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ  !

" أي : وجعلناه في ذلك قدوة ، لئلا يظن أهل البلاء أنما فعلنا بهم ذلك لهوانهم علينا ، وليتأسوا به في الصبر على مقدورات الله وابتلائه لعباده بما يشاء ، وله الحكمة البالغة في ذلك "   تفسيرابن كثير . 353 / 5  

تعريف الهم .  (  ضيق الصدر الذي سببه ما يظنه المرء ويتوقعه مستقبلاَ  )

تعريف الحزن .  (  هو الضيق الذي سببه ما يفكر فيه المرء مما مضى  )

 *نالت الصديقة عائشة من الهم والحزن عندما تطاول عليها الأفاكون  فظلت تبكي حتى قالت : " ظننت أن الحزن فالق كبدي " .الهم أعظم جنود الله  .. قال الإمام علي رضي الله عنه : «أشد جنود الله عشرة: الجبال الرواسي والحديد يقطع الجبال، والنار تذيب الحديد، والماء يطفئ النار، والسحاب المسخر بين السماء والأرض يحمل الماء، والريح يقطع السحاب، وابن آدم يغلب الريح يستتر بالثوب أو الشيء ويمضي لحاجته ، والسُّكْر يغلب ابن آدم، والنوم يغلب السكر، والهم يغلب النوم، فأشد جنود الله الهم!

فترى المهموم حزينا ومغموما ومكتئبا ولا يستقر على حال من القلق ,لا يرى إلا الشوك و الحسك  .

الهموم والاحزان أكبر أعداء الصحة ومن أسبابها ...

ـ الشعث القلبي  ..

ـ عدم الرضاء بقضاء الله وقدره .

ـ المصائب والحروب ..

ـ فقدان عزيز ..

ـ الخوف من المستقبل ..

ـ عدم الإنجاز ..

ـ اذى الخلق ..

ـ الفقر والحاجة وتراكم الديون .

ـ الفشل في تحقيق الأهداف..

ـ الذنوب والمعاصي

ـ عقوق الأولاد ..

ـ الخوف من النقد ..

ـ الغربة والبعد عن الوطن ..

ـ اعتلال الصحة النفسية ..

ـ السحر والعين والمس ..

ـ الحسد وتمني زوال النعم ..

ـ المشاكل الزوجية .

ـ العنوسة ..

ـ العشق الشيطاني .

قال ابن القيم رحمه الله :

" النبي صلى الله عليه وسلم جعل الحزن مما يستعاذ منه ؛ وذلك لأن الحزن يضعف القلب ويوهن العزم ، ويضر الإرادة ، ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن ، قال تعالى : (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا) فالحزن مرض من أمراض القلب ، يمنعه من نهوضه وسيره وتشميره ،  والثواب عليه :ثواب المصائب التي يُبتلى العبد بها بغير اختياره ، كالمرض والألم ونحوهما .ولكن يُحمَد في  الحزن : سببه ، ومصدره ، ولازمه ؛لا ذاته ، فإن المؤمن إما أن يحزن على تفريطه وتقصيره في خدمة ربه وعبوديته ، وإما أن يحزن على تورطه في مخالفته ومعصيه ، وضياع أيامه وأوقاته.وهذا يدل على  صحة الإيمان في قلبه ،وعلى حياته، حيث شغل قلبه بمثل هذا الألم ، فحَزِنَ عليه ، ولو كان قلبه ميتا لم يحس بذلك " انتهى كلامه رحمه الله

 

( علاج الهم والحزن في ضوء الكتاب والسنة )

 

الإيمان العميق بالله إيماناً حقيقياً كاملاً :

ومما يدل على أن الإيمان بالله سبب لانشراح الصدر :

قوله تعالى : ﴿ أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ على  نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أولئك فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ  ) ( الزمر 22)

وعلى حسب كمال الإيمان وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه . فالشقاء كل الشقاء ,والضيق كل الضيق لمن فقد كنز الإيمان , ورصيد اليقين , ورياحين القرآن , ولذة مناجاة الملك العلام , وصدق العلي العظيم  قال تعالى : ـ

( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) ( طه 124 )

( ومن أعرض عن ذكري ) أي : خالف أمري ، وما أنزلته على رسولي ، أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه ( فإن له معيشة ضنكا ) أي : في الدنيا ، فلا طمأنينة له ، ولا انشراح لصدره ، بل صدره ضيق حرج لضلاله ، وإن تنعم ظاهره ، ولبس ما شاء وأكل ما شاء ، وسكن حيث شاء ، فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى ، فهو في قلق وحيرة وشك ، فلا يزال في ريبة يتردد . فهذا من ضنك المعيشة ..

عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل : ( فإن له معيشة ضنكا ) قال : "  ضمة القبر "

- عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : المؤمن في قبره في روضة خضراء ، ويرحب له في قبره  سبعون ذراعا ، وينور له قبره كالقمر ليلة البدر ، أتدرون فيم أنزلت هذه الآية : ( فإن له معيشة ضنكا ) ؟

أتدرون ما المعيشة الضنك؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : عذاب الكافر في قبره ، والذي نفسي بيده ، إنه ليسلط عليه تسعة وتسعون تنينا ، أتدرون ما التنين؟ تسعة وتسعون حية ، لكل حية سبعة رؤوس ، ينفخون في جسمه ، ويلسعونه ويخدشونه إلى يوم يبعثون " .

عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( فإن له معيشة ضنكا ) قال : " عذاب القبر "

( تفسير ابن كثير ص 320 )

ـ   تدبر أسماء الله وصفاته قال تعالى : ـ

( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )

قال تعالى : ـ

(  وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ )

ـ  الإخلاص :

إن إخلاص العمل لله سر من أسرار السعادة لأن العبد إذا كان يعمل لله .ويبتغي ما عنده من الأجر والثواب , فإنه لن ينتظر شكراً من أحد ,ولا ثناء , ولا حمد , فلا يتبع نفسه الحسرات ,والندم , والآهات إن لم يتلقى كلمة شكر ,أو إحسان ممن أحسن إليه , أو بذل له معروفاً .ومتى لازم العبد الإخلاص وجعله شعاره نجاه الله من الكربات وأزاح عنه الهموم والمنغصات  ..

ومما يدل على أن الإخلاص لله في الأعمال سبب لتفريج الكرب , وزوال الهم , والغم , النفر الثلاثة الذين أطبق عليهم الغار فالأول : توسل ببره لوالديه , وتوسل الثاني : بعفته عن الحرام , وتوسل الثالث : بأمانته , وكل واحد منهم يقول : اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه  ..

 ـ الدعاء  ..

بالدعاء تتحقق الآمال , وتتيسر الأمور ,وتُقضى الحاجات , وتُفرج الكربات , فينبغي للعبد أن يُلحعلى الله بالدعاء حتى يستجيب له والدعاء منه ما يكون وقائياً , ومنه ما يكون علاجياً , فالدعاءالوقائي : مثل دعاء رسول الله ( اللهم إني أعوذ بك من الهم , والحزن , والعجز , والكسل , والبخل , والجبن , وضلع الدين , وغلبة الرجال )

أدعية ذكرها النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ثبت في صحيح السنة أن بعضها يزيل الهم والغم ويفرج الكرب ويطرد الوسوسة.

وهي كثيرة منها : ـ ( اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت ـ حيث أخبر عليه الصلاة والسلام أنها دعوات المكروب ) رواه ابن حبان، وحسنه الألباني

( لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض، ورب العرش العظيم ـ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بها عند الكرب. )  "  رواه البخاري

( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال ـرواه  البخاري

 

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض، ورب العرش العظيم). أخرجه مسلم  رقم:.( 2730)

كثرة الاستغفار :

وعن عبد الله بن عباس –رضي الله عنهما - عن النبي  صلى الله عليه وسلم قال :( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً , ومن كل ضيق مخرجاً , ويرزقه من حيث لا يحتسب )

قال تعالى : (  فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا   ) !

( سورة نوح )

إن يرتع قلبك في ربيع القرآن  ..

ومن الأدعية العلاجية لإزالة الهم والغم : الدعاء المشهور الذي حث النبي صلى الله عليه وسلم على حفظه , وتعلمه , وتعليمه , فقد قال : ( ما أصاب أحداً قط هم , ولا حزن , فقال : اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك , ناصيتي بيدك , ماض في حكمك , عدل في قضاؤك , أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك , أو علمته أحداً من خلقك , أو أنزلته في كتابك , أو استأثرت به في علم الغيب عندك , أن تجعل القرآن , ربيع قلبي , ونور صدري ,

وجلاء حزني , وذهاب همي , إلا أذهب الله همه وحزنه , وأبدله مكانه فرجاً , قال : فقيل : يا رسول الله ألا نتعلمها , فقال : بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها )

آيات السكينة ..

وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ  ( البقرة : 248 )

وقال تعالى : «  إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )  ( التوبة 40 )

قال تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً )  ( الفتح : 6 )

قال تعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً )  ( الفتح 18 )

قال تعالى : ( إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً )  ( الفتح 26)

الصلاة الخاشعة :

إذا لحق بالإنسان هم , وغم , وحزن , وقلق , فليفزع إلى الصلاة , فإنها كفيلة أن تُذهب همه , وغمه , وحزنه , وكمده لأن الله تعالى :

(  وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ )  ( البقرة : 45 )

إن من أعظم المنح الربانية منحة التلذذ بالعبادة، فإذا قام العبد بالعبادة وجد لها من اللذة كما يجد المتذوق طعم الحلاوة في فمه ووجد في قلبه من الأنس والانشراح والسعادة ما لا يجده في وقت آخر، وحينئذ تكون العبادة راحة نفسه وطرب قلبه فيكون لسان حاله أرحنا بالعبادة يا بلال  .. ( موقع الدرر السنية )

كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الصلاة: (قم يا بلال فأرحنا بالصلاة)   ( رواه أبو داود ( 4986 )

فتكون الصلاة لما فيها من القرب لله والمناجاة له والتلذذ بكلامه والتذلل له والتعبد بأسمائه قرة العين وسلوة الفؤاد، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((وجعلت قرة عيني في الصلاة))  . رواه أحمد ( 128 / 3 ) ـ ( 12315) والنسائي ( 61/ 7 )

قال ابن تيمية: (فإن اللذة والفرحة والسرور وطيب الوقت والنعيم الذي لا يمكن التعبير عنه إنما هو في معرفة الله سبحانه وتعالى وتوحيده والإيمان به وانفتاح الحقائق الإيمانية والمعارف القرآنية كما قال بعض الشيوخ: لقد كنت في حال أقول فيها إن كان أهل الجنة في هذه الحال إنهم لفي عيش طيب، وقال آخر: لتمر على القلب أوقات يرقص فيها طربا، وليس في الدنيا نعيم يشبه نعيم الآخرة إلا نعيم الإيمان والمعرفة، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((أرحنا بالصلاة يا بلال))، ولا يقول أرحنا منها كما يقوله من تثقل عليه الصلاة كما قال تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الخَاشِعِينَ  والخشوع: الخضوع لله تعالى والسكون والطمأنينة إليه بالقلب والجوارح)    ( مجموع الفتاوى ـ 31/ 28 )

والسبب في كون الصلاة سبب لانشراح الصدر لأنها تزيل أدران الذنوب والمعاصي كما جاء في الحديث :

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم  خمساً ما تقول ذلك يبقي من درنه , قالوا : لا يبقى من درنه شيئاً , قال : فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا  )  ( متفق عليه )

الصبر

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) ( البقرة : 45 )

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجدنا خير  عيشنا بالصبر ..

وفي الحديث ( ما أعطى أحد عطاء خيرو أوسع من  الصبر)

تعريف الصبر  (الصبر هو حبس النفس عن محارم الله، وحبسها على فرائضه، وحبسها عن التسخط والشكاية لأقداره) "رسالة ابن القيم " .

وقيل  الصبر هو (ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله لا إلى الله )  التعريفات للجرجاني

وقيل الصبر:(حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع، أوعما يقتضيان حبسها عنه) مفردات الفاظ القرآن للأصفهاني  

الصبر ثلاثة أنواع : -

ـ    الصبر على الطاعة [ وهو من أعظم أنواع الصبر ]

ـ  الصبر عن المعصية ، فيصبر نفسه ويجاهدها لكيلا يقع في المعصية   ...

ـ   الصبر على أقدار الله المؤلمة ، فلا يسخط من أقدار الله ،بل يصبر ويحتسب ويرضى .

قـال تـعـالى :{ إنَّما يُوفَّى الصَّابِرون ُ أَجْرَهُم بِغَيرِ حِسَابٍ }

ذكر ابن القيم رحمه الله أسباب تعين على الصبر عند البلاء  :

أحدها: شهودُ جزائِها وثوابها.

الثاني: شهودُ تكفيرها للسيئات ومَحْوِهَا لها.

الثالث: شهودُ القَدَرِ السابق الجاري بها وأنها مقدَّرةٌ في أمِّ الكتاب قبل أن يُخْلَقَ  ..

الرابع: شهودُه حقَّ الله عليه في تلك البلوى، وواجبَه فيها الصبر بلا خلاف بين الأمة  ..

الخامس: شهود ترتّبها عليه بذنبه؛ كما قالَ الله تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}

السادس: أن يعلمَ أن الله قد ارتضاها له واختارها وقسَمَها

السابع: أن يعلمَ أن هذه المصيبة هي دواءٌ نافعٌ ساقَه إليه الطبيبُ العليم بمصلحته، الرحيم به؛ فليصبرْ ..

 الثامن: أن يعلم أن في عُقْبَى هذا الدواء من الشفاء والعافية والصحة وزوال الألم ما لم تحصل بدونه؛ فإذا طالعتْ نفسُه كراهةَ هذا الدواءِ ومرارَتَه؛ فلينظرْ إلى عاقبته وحُسْنِ تأثيره ..

التاسع: أن يعلمَ أن المصيبةَ ما جاءَتْ لتهلِكَه وتقتُلَه، وإنما جاءت لِتَمْتَحِنَ صبْرَه وتبْتَلِيَه  ..

العاشر: أن يعلم أن الله يربّي عبدَه على السراء والضراء والنعمة والبلاء؛ فيستخرج منه عبوديَّته في جميع الأحوال  ... " طريق الهجرتين لابن القيم "

التوكـل على الله :

فعندما أُلقي إبراهيم عليه السلام في النار قال : حسبنا الله ونعم الوكيل , فجعلها الله عليه برداً وسلاماً , ولما هُدد رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيوش الكفر والضلال قال : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ  ) (آل عمران : 173 )

حسن الظن بالله :

 ومما يزيد حسن الظن بالله التأمل في سير الأنبياء , وكيف أن الله سبحانه وتعالى  رعى يوسف في البئر , وموسى عليه السلام في بيت فرعون , ورزق زكريا عليه السلام بعد عقم , وحمى إبراهيم  عليه السلام من النار , وحفظ محمد عليه الصلاة والسلام  وهو في الغار , ورعى أم إسماعيل وهي في واد غير ذي زرع , فلن يعجزه شئ سبحانه

ـ الرضا بالقضاء والقدر :

وقال تعالى : ﴿ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾

إن القناعة بما قسمه الله للعبد هو عين السعادة والرضا , وعنوان الأنس السكينة  لأنه عندما يرضى بما قسمه الله له من مسكن , وموهبة , وعلم , ومال فإن نفسه تسكن , وتطمئن , ويخرج من الشقاء , والعذاب الذي يعيشه في داخل نفسه ..

الإعراض عن وسوسة الشيطان :

إن الشيطان يسعى جاهداً لتحزين الإنسان ,وبث الخوف والحزن في قلبه ؛ ليقعده عن العمل الصالح , ويشغله بالهموم والوساوس , قال الله تعالى :  ( إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ  ) ( المجادلة : 10)

فعلى المؤمن أن يعرض عنه ولا يستجيب لوسوسته حتى لا تثقل عليه نفسه وتغتم بأمور كثير منها سراب وأوهام ..

العفو والصفح  ..

في الصفح والعفو والحلم من الحلاوة  والطمأنينة والسكينة وشرف النفس وعزها ورفعتها عن تشفيها بالانتقام، ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام  إدخال السرور على الآخرين  وقضاء حاجات المسلمين وتفريج الكربات قال ابن القيم رحمه الله تعالى :

( الْإِحْسَانُ إِلَى الْخَلْقِ وَنَفْعُهُمْ بِمَا يُمْكِنُهُ مِنَ الْمَالِ  وَالْجَاهِ وَالنَّفْعِ بِالْبَدَنِ وَأَنْوَاعِ الْإِحْسَانِ، فَإِنَّ الْكَرِيمَ الْمُحْسِنَ أَشْرَحُ النَّاسِ صَدْرًا ،وَأَطْيَبُهُمْ نَفْسًا، وَأَنْعَمُهُمْ قَلْبًا، وَالْبَخِيلُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِحْسَانٌ أَضْيَقُ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَنْكَدُهُمْ عَيْشًا، وَأَعْظَمُهُمْ همًّا وَغَمًّا ) 

التوبة من الذنوب :

إن الذنوب , والمعاصي سبب لضيق الصدر ,ولكي يحقق الإنسان السعادة عليه بالبعد عن الذنوب والمعاصي لتتحقق له السعادة في الدنيا والآخرة لأنه ما نزل بلاء إلا بذنب , ولا يرفع إلا بتوبة , قال تعالى : (  ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) (  الروم : 41  )

 

المداومة على الأعمال الصالحة :

إن المداومة على العمل الصالح سبب لانشراح الصدر يدل عليه قول الله تعالى :

مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ( النحل 97)

(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا)

يقول ابن الجوزي :" ضاق بي أمر أوجب غماً لازماً دائماً، وأخذت أبالغ في الفكر في الخلاص من هذه الهموم بكل وجه، فما رأيت طريقاً للخلاص، فعرضت لي هذه الآية : (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) فعلمت أنّ التقوى سبب للمخرج من كل غم، فما كان إلا أن هممت بتحقيق التقوى فوجدت المخرج، فلا ينبغي أن يتوكل المؤمن إلا على الله، فالله عزّ وجل كافيه، فيقوم بالأسباب ولكن لا يعلق قلبه بها فقد قال تعالى" ومن يتوكل على الله فهو حسبه " . صيد الخاطر لابن الجوزي  

الدعوة الى الله تعالى :

قال تعالى : (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُم الْمُفْلِحُونَ )    آل عمران 104

طلب العلم الشرعي :

قال ابن القيم رحمه الله تعالى :" العلم فَإِنَّهُ يَشْرَحُ الصَّدْرَ، وَيُوَسِّعُهُ حَتَّى يَكُونَ أَوْسَعَ مِنَ الدُّنْيَا، وَالْجَهْلُ يُورِثُهُ الضِّيقَ وَالْحَصْرَ وَالْحَبْسَ، فَكُلَّمَا اتَّسَعَ عِلْمُ الْعَبْدِ انْشَرَحَ صَدْرُهُ وَاتَّسَعَ، وَلَيْسَ هَذَا لِكُلِّ عِلْمٍ ،بَلْ لِلْعِلْمِ الْمَوْرُوثِ عَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الْعِلْمُ النَّافِعُ، فَأَهْلُهُ أَشْرَحُ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَوْسَعُهُمْ قُلُوبًا، وَأَحْسَنُهُمْ أَخْلَاقًا، وَأَطْيَبُهُمْ عَيْشًا" زاد المعاد في هدي خير العباد   

كثرة الذكر.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى : « دوام ذكره على كل حال، وفي كل موطن، فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر، ونعيم القلب، وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه وعذابه. قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) ( الرعد 28 )

 

كثرة الصلاة على النبي .

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ : ( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟ فَقَالَ : مَا شِئْتَ . قَالَ قُلْتُ الرُبُعَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ النِّصْفَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟ قَالَ : إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ)

قال الترمذي : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وحسنه المنذري في (الترغيب والترهيب) ، وكذا حسنه الحافظ في "الفتح" (11/168) ، وأشار البيهقي في "الشعب" (2/215) إلى تقويته ، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (1670) وغيره

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنّ من أفضل أيّامكم يوم الجمعة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ ) (  صحيح أبي داود )

وقال عليه الصلاة والسلام : (( من صلّى عليّ صلاة صلّى الله عليه بها عشرا ) (  صحيح الجامع  ))

ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه : (جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام)

أربعون فائدة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهي:

. امتثال أمر الله سبحانه وتعالى .

. موافقة الله سبحانه وتعالى في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وإن اختلفت الصلاتان، فصلاتنا عليه دعاء وسؤال وصلاة الله تعالى عليه ثناء وتشريف .

. موافقة الملائكة فيها .

. الحصول على عشر صلوات من الله تعالى، المصلي مرة واحدة .

.. أن يرفع العبد بها عشر درجات .

. أنه يكتب له بها عشر حسنات .

. أنه يمحى عنه بها عشر سيئات .

. أنه يرجى إجابة دعائه إذا قدمها أمامه .

. أنها سبب لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم .

. أنها سبب لغفران الذنوب .

. أنها سبب لكفاية الله سبحانه وتعالى العبد ما أهمه .

. أنها سبب لقرب العبد من النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .

. أنها تقوم مقام الصدقة لذي العسرة .

. أنها سبب لقضاء الحوائج .

. أنها سبب لصلاة الله على المصلي وصلاة ملائكته عليه .

. أنها زكاة للمصلي وطهارة له .

. أنها سبب لتبشير العبد بالجنة قبل موته .

. أنها سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة .

. أنها سبب لتذكر العبد ما نسيه .

. أنها سبب لرد النبي صلى الله عليه وسلم على المصلي والمسلم عليه.

. أنها سبب لطيب المجلس فلا يعود حسرة على أهله يوم القيامة .

. أنها سبب لنفي الفقر .

. أنها تنفي عن العبد اسم البخل إذا صلى عليه عند ذكره .

. أنها سبب للنجاة من الدعاء عليه برغم الأنف .

. أنها سبب لسلوك طريق الجنة؛ لأنها ترمي بصاحبها على طريق الجنة، وتخطئ بتاركها عن طريقها .

. أنها تنجي من نتن المجلس الذي لا يذكر فيه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

. سبب لتمام الكلام الذي ابتدئ بحمد الله والصلاة على رسوله .

. أنها سبب لوفرة «كثرة» نور العبد على الصراط .

.. أنه يخرج بها العبد عن الجفاء .

. أنها سبب لإبقاء الله سبحانه وتعالى الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض .

. أنها سبب البركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحه .

. أنها سبب لنيل رحمة الله تعالى له .

. أنها سبب لدوام محبته للرسول صلى الله عليه وسلم وزيادتها وتضاعفها .

. أنها سبب لمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم للمصلي عليه .

. أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه .

. أنها سبب لعرض اسم المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وذكره عنده .

. أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه .

. أن الصلاة عليه أداء لأقل القليل من حقه صلى الله عليه وسلم .

. أنها متضمنة لذكر الله تعالى وشكره، ومعرفة إنعامه على عباده بإرساله صلى الله عليه وسلم .

. أنها دعاء، بحيث يسأل العبد ربه تبارك وتعالى أن يثني على خليله وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم، ويزيد في تشريفه وتكريمه وإيثار ذكره ورفعه  ..

قراءة القرآن بتدبر ..

قراءة القرآن الكريم تدبراً وتأملاً، وهذا من أعظم الأسباب في جلاء الأحزان وذهاب الهموم والغموم، فقراءة القرآن تورث العبد طمأنينة القلوب، وانشراحاً في الصدور  {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: "أي تطيب وتركن إلى جانب الله، وتسكن عند ذكره وترضى به مولى ونصيراً   ..

مجالسة الصالحين..

مجالسة الصالحين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم وعلى رأسهم العلماء وطلبة العلم جالس أولئك القوم فإنك لن تسمع إلا خيراً ولن ترى إلا خيراً و ستخرج من مجلسهم إما علماً زادوك أو باطلاً ردوه أو إشكالاً حلوه أو لبساً أزالوه فأحرص على مجالس الأخيار واجعل لنفسك حظاً من الجلوس مع العلماء وطلبة العلم والرسول أثنى على هذا النوع من الجلساء وذم ضدها حيث قال صلى الله عليه وسلم»  إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا  طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة )) «  من أسباب السعادة ـ الشيخ عبد العزيز السدحان  ص : 14  !

انتظار الفرج .

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ:( يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح )

ـ  شغل الوقت بأمر نافع من أمور الدنيا والآخرة

ـ اتخاذ الأنبياء والصالحين أسوة وقدوة :

ـ الجهاد في سبيل الله

ـ  محاسبة النفس :

ـ اليقين باليوم الآخر :

ـ ـ استشارة أهل العلم والدين  وطلب نصحهم

ـ  ططلب معونة إخوان الصدق العقلاء والأزواج والزوجات الأوفياء والوفيات ..

عن عبد اللّه بن عمر أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أتى فاطمة- رضي اللّه عنها-، فوجد على بابها سترا، فلم يدخل، قال: وقلّما كان يدخل إلّا بدأ بها، فجاء عليّ- رضي اللّه عنه- فرآها مهتمّة، فقال: مالك؟

قالت: جاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إليّ فلم يدخل، فأتاه عليّ- رضي اللّه عنه-، فقال: يا رسول اللّه، إنّ فاطمة اشتدّ عليها أنّك جئتها فلم تدخل عليها، قال: «وما أنا والدّنيا؟ وما أنا والرّقم؟ » فذهب إلى فاطمة فأخبرها بقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالت: قل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما يأمرني به، قال:« قل لها فلترسل به إلى بني فلان»   [أبو داود (4149). وقال الألباني 2/ 781: صحيح 2613 نحوه]

ـ أطلب العوض من الله ..

ـ سلام عليكم بما صبرتم  ..

ـ وبشر الصابرين  ..

ـ من أخذت حبيبتيه فصبر ..

ـ من سلبت صفية من أهل الدنيا ثم احتسبه ..

ـ تعز بأهل البلاء ..

ـ  انتظار الفرج ..

ـ  اقبل الحياة كما هي ..

ـ نسيان الماضي ..

ـ نعمة الألم ..

ـ طهر قلبك ..

ـ لا تغضب ..

ــ لا تحطمنك التوافه ..

ـ يومك  يومك .

ـ احسم القرار ..

ـ ما مضى فات  ...

قال تعالى : " وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَإِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ"

 فالكل لابد أن يبتلى ولست أكرم على  الله تعالى من أنبيائه ورسله الذين ابتلاهم الله بأنواعالابتلاءات , فمنهم من ابتلى بالمرض . ومنهم من ابتلى بالفقر ومنهم من ابتلي بفقد عزيز , ومنهم من ابتلي بالتكذيب والطرد ..

 

  حُكمُ المَنِيَّةِ في البَرِيَّةِ جاري

                ما هَذِهِ الدُنيا بِدار قَرار

بَينا يَرى الإِنسان فيها مُخبِراً

            حَتّى يُرى خَبَراً مِنَ الأَخبارِ

طُبِعَت عَلى كدرٍ وَأَنتَ تُريدُها

             صَفواً مِنَ الأَقذاءِ وَالأَكدارِ

 

(سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك)

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ       

المراجع ..

ـ زاد المعاد لابن القيم ..

ـ الوسائل المفيدة للحياة السعيدة ..

لابن سعدي رحمه الله

ـ علاج الهموم للشيخ / محمد المنجد

ـ الحزن والاكتئاب في ضوء الكتاب والسنة   / د . عبد الله الخاطر

ـ من أسباب السعادة د . عبد العزيز السدحان

ـ ثلاثون سبباً للسعادة . د . عائض القرني

ـ خطوات السعادة . عبد المحسن القاسم

ـ لا تحزن . د عائض القرني

. «جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام» لابن القيم رحمه الله تعالى ..

 

رابط كلام ابن القيم  علاج الهم والحزن رحمه الله ..

http://aloloom.net/vb/showthread.php?t=15545

أسباب انشراح الصدر موقع د . قذلة القحطاني

http://www.islaamlight.com/gazlah/index.php?option=content&task=view&id=24383

محاضرة ( علاج الهم والحزن )

د . قذلة محمد عبد الله القحطاني ..

ألقيت ضمن برنامج بصيرة الدعوي المقام

بمكتب الدعوة بالسلي (القسم النسائي)

حي الفيحاء – شارع الأمير سعد بن عبدالرحمن – غرب مركز الهرم التجاري

هاتف: 2417868 – 2414767

جوال: 0536466029 – 0550054149

للاشتراك برسائل الواتس أرسل كلمة (اشتراك)

إلى الرقم / 0550054149

رابط موقع الدكتورة . قذلة بنت محمد القحطاني

www.d-gathla.com