الاستعاذة

وقد جاء الأمر بالاستعاذة من الشيطان الرجيم في قولـه تعالى:
  وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّه إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)

وقولـه تعالى:

فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴿٩٨﴾إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٩٩﴾إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ﴿١٠٠﴾

وقولـه تعالى:( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِالله إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)

وهي دأب الصالحين في كل ما يعرض لهم من أمور ينكروها، ففي قصة مريم – عليها السلام – تقول أمها حين ولادتها كما في قولـه تعالى:( فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىوَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)

جاء مريم الملك وأنكرته قالت كما في قولـه تعالى: قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ١٨﴾

وأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة مواضع من كتاب الله والأمر لـه أمر لأمته، وقولـه تعالى: وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ٩٧وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ٩٨

وقولـه تعالى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2)وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3)وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4)وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5).

وقولـه تعالى:

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)مَلِكِ النَّاسِ (2)إِلَٰهِ النَّاسِ (3)مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5)مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)

 

والاستعاذة في اللغة أصلها (عوذ) عاذ يعوذ عوذاً وعياذاً ومعاذاً، ومعناها اللجوء والاعتصام واللوذ ([1]) .

والعوذ من اللحم: أجود وأطيب اللحم، وهو ما عاذ بالعظم، أي لزمه وناقة عائذ، إذا عاذ بها ولدها، وهي التي تضع لسبع، لشدة تعلق ولدها بها.

ويقال عاذت بولدها: إذا أقامت معه ولزمته لصغر لسنه، ومُعَوَّذ الفرس: موضع القلادة منه ([2]) .

والمعيذ بمعنى الجار والمجير، وبمعنى الساتر ([3]) .

ومن المعنى اللغوي نستدل على معناها الشرعي، فحقيقة معناها: «الهروب من شيء تخافه إلى من يعصمك منه، ولهذا يسمى المستعاذ به: معاذاً، كما يسمى ملجأ ووزراً» ([4]) .

فمعنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أي استجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي أو يصدني عن فعل ما أمرت به، أو ارتكاب ما نهيت عنه، فالعائذ بغيره، مستجيراً به... معتمداً عليه، وهي استغاثة ولجوء واعتصام بالله من شر هذا العدو الباطني الذي لا يعصم من كيده إلا الله، ولا ينفع معه جميل ولا إحسان، بخلاف شيطان الإنس الذي تدفع إساءته بالإحسان إليه ([5]) .

يقول ابن كثير – رحمه الله – :

«الاستعاذة هي الالتجاء إلى الله تعالى، والالتصاق بجانبه من كل ذي شر ومعنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أي أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم.... إلخ»([6]) .

وهذه المعاني الظاهرة يستلزم لتحقيقها أن يقوم بالقلب معناها أبلغ قيام، فيكف القلب منطرحاً بين يدي ربه، مفتقراً إليه، متذللاً لـه، هارباً إليه وحده، منقطعاً إليه، قد قامت به كل معاني المحبة والخشية والإجلال والمهابة... فهنا تكون استعاذة اللسان متواطئة مع استعاذة القلب مكملة لها، فأنى لشيطان مهما تمرد أن يصل لعبد تحققت فيه هذه المعاني ([7]) .

وللاستعاذة بالله ثلاثة أصول وهي:

الأول: مستعيذ.

الثاني: مستعاذ به.

الثالث: مستعاذ منه ([8]) .

فأما الأول وهو المستعيذ، فالمقصود به العبد الذليل الفقير الذي لا حول لـه ولا قوة، ولا دفع لما حوله من الشرور إلا بإعانة الله تعالى لـه وتوفيقه.

وأما الثاني وهو المستعاذ به، وهو الله جل جلاله الخالق القادر العظيم، فكل من استعاذ بغيره خذله ذلك المستعاذ، وتخلى عنه، فلا مغيث ولا معيذ حقيقة إلا هو سبحانه.

وفي سورة الناس يقول تعالى( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)مَلِكِ النَّاسِ (2)إِلَٰهِ النَّاسِ (3)مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5)مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6))

، والمتأمل لهذه الاستعاذة يلاحظ أن الله تعالى ذكر فيها ثلاثاً من صفاته وهي كونه:

1-  ربَّا.

2-  ملكاً.

3-  إلهاً.

فأما الاستعاذة الأولى فهي إضافة لربوييته، فهو خالق المخلوقات، ومدبر شئونهم وجالب مصالحهم، ولـه القدرة التامة عليهم، وهو عليم بهم وبأحوالهم، وكاشف لكرباتهم.

وأما الاستعاذة الثانية فهي مضافة لملكه تعالى، فهو الملك الحق، الذي تصرف لـه الاستعاذة والاستغاثة، ليس لأحد معه قدرة ولا سلطان،

وأما الاستعاذة الثالثة فهي مضافة للألوهية فهو الإله الحق المعبود، فمن كان رباً ومالكاً كيف يعبد غيره؟، وكيف يستعاذ بغيره ممن لا حول لهم ولا قوة؟! وكيف يستغاث بمن هم في ملكه وتحت تصرفه وتدبيره.

فقدم الاستعاذة بالربوبية بعمومها وأخر الاستعاذة بالألوهية لخصوصها ([9]) .

وأما الثالث وهو المستعاذ منه، وهو عموم الشرور، وفي مقدمتها شر الشيطان وحزبه، وفي سورة الفلق والناس أبلغ بيان وأوجزه لما ينبغي أن يستعاذ منه ويشمل:

1- شر الجن والشياطين، فما من عبد إلا وقد وكل به قرين من الجن يزيِّن له المعاصي والفواحش، ولا يألوه جهداً، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستعاذة من الشيطان، ولشدة شره كان – عليه الصلاة والسلام – يستعيذ بالله من تسلط الشياطين عليه من جميع الجهات، كما في الحديث عن ابن عمر يقول لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسى وحين يصبح (اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي) ([10]) .

وكان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بقوله: (اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه ونفخه ونفثه) ([11]) .

وهمزه: الموتة، ونفخه: الكبر، ونفشه: الشعر.

2- ومن شر شياطين الإنس، قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ).

وثبت في حديث أبي ذر – رضي الله عنه – قال: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فجلست فقال: (يا أبا ذر هل صليت؟ قلت: لا، قال: قم فصل، قال: فقمت فصليت ثم جلست فقال: يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن، قال: فقلت: يا رسول الله وللإنس شياطين؟ قال: نعم... ) ([12]) .

وفي رواية: (قال نعم شر من شياطين الجن) ([13]) .

وقال بعض السلف: «شياطين الإنس أشد من شياطين الجن، شيطان الجن يوسوس ولا تراه، وهذا يعاينك معاينة» أ. هـ.

وقد أنكر بعض العلماء أن يكون في الإنس شياطين، روي عن السدي وعكرمة – رحمهما الله – فقالوا: المراد بشياطين الإنس المذكورة في الآية السابقة، أي الشياطين التي تضل الإنس، والشياطين التي تضل الجن شياطين الجن يوحون إلى شياطين الإنس، وشياطين الإنس توحي إلى شياطين الجن، كل يخبر الآخر بما تفنن فيه من وسائل الإضلال والتزيين والإيذاء بالقول والفعل ([14]) ، وهو قول بعيد عن مفهوم الآية، وليس عليه دليل، بل دل حديث أبي ذر على خلافه، قال ابن جرير – رحمه الله – : «وليس لهذا التأويل وجه مفهوم، لأن الله جعل إبليس وولده أعداء ابن آدم... وقد خصَّ الله في هذه الآية الأنبياء، أنه جعل لهم من الشياطين أعداء، فلو كان معنياً بذلك الشياطين الذين ذكرهم السدي الذين هم ولد إبليس، لم يكن لخصوص الأنبياء بالخبر عنهم وجه» ([15]) .

وقال ابن كثير – رحمه الله – : «فالصحيح ما تقدم من حديث أبي ذر إن للإنس شياطين منهم وشيطان كل شيء ما رده»أ. هـ ([16]) .

وفسر مجاهد – رحمه الله – شياطين الإنس، أي كفار الإنس، فقال: «كفار الجن شياطين يوحون إلى شياطين الإنس كفار الإنس»أ. هـ ([17]) .

وقال ابن جرير: «شياطين الإنس والجن مردتهم» ([18]) .

3- ومن شر النفس ووساوسها، قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ )

والوسواس يكون، فالنفس فيها شر عظيم، وقد أمر العبد بالاستعاذة من شرها، كما في الحديث: (... ونعوذ بالله من شرور أنفسنا...) الحديث، وفي الحديث عن

 

 أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – قال: يا رسول الله مرني بشيء أقولـه إذا أصبحت، وإذا أمسيت، قال: (قل اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه، قال: قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك) ([19]) .

وفي الاستعاذة من شر النفس يحتمل أمران:

الأول: نستعيذ بالله أن يصدر منها شر.

الثاني: نستعيذ بالله أن يصيبنا شرها.

وشرك الشيطان: «ما يدعو إليه ويوسوس به من الإشراك بالله
تعالى»
([20]) ، وقيل: المراد حبائله ومصائده ([21]) .

وقد أمر الله العبد بتزكية نفسه وتطهيرها بترك السيئات وفعل المأمورات ([22]) ، قال تعالى:.( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا  وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا )

والنفس الإنسانية مصدر للوسواس فالوسواس لـه ثلاثة مصادر:

1-  شياطين الجن.

2-  شياطين الإنس.

3-  نفس الإنسان.

والوسواس مبدأ كل شر وأصل كل شر ([23]) .

4- من شر السحرة والساحرات ([24]) .

وهم المقصودون في قولـه تعالى:( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ )

والسحر شره عظيم، وخطره جسيم، فمنه ما يمرض وما يقتل، ومنه ما يخبل، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه.

وهو من إعانة الشياطين ومن أعمالهم، وهي تقارن السحرة وتعينهم على أعمالهم الخبيثة، مقابل عبادتهم لهم، ولهذا شرعت الاستعاذة من شرهم ومكرهم، وقد سبق بيان خطورة السحر وسبل الوقاية منه ([25]) .

5- من شر الحاسد

«وقد دل القرآن والسنة على أن نفس حسد الحاسد يؤذي المحسود، فنفس حسده شر متصل بالمحسود من نفسه وعينه، وإن لم يؤذه بيده ولا لسانه... فإذا خطر ذكره وقلبه انبعثت نار الحسد من قلبه إليه، وتوجهت إليه سهام الحسد من قلبه. فيتأذى المحسود بمجرد ذلك، فإن لم يستعذ بالله ويتحصن به، ويكون لـه أوراد من الأذكار والدعوات والتوجه إلى الله والإقبال عليه... وإلا ناله شر الحاسد ولابد» ([26]) .

وقد سبق الكلام عن الإصابة بالعين ([27]) .

والحاسد يكون من الإنس ومن الجن.

قال ابن القيم – رحمه الله – : «الشيطان وحزبه يحسدون
المؤمنين على ما آتاهم الله من فضله، كما حسد إبليس أبانا آدم، وهو عدو لذريته» أ. هـ
([28]) .

ومن حسد الشيطان وشره، إنه يعين الحاسد بدون طلب ولا استدعاء من الحاسد، لأنه محقق لأهدافه معين له ([29]) .

6- والاستعاذة من عامة الشرور، ويشمل ذلك شر سائر المخلوقات سواء من الجن أو الإنس أو الهوام أو السباع أو الدواب أو الريح أو الصواعق أو الهواء أو النار أو الليل أو الكواكب وسائر أنواع البلاء.

وهذا يشمله قولـه تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴿١﴾ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ )

 

عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: (أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي، فنظر إلى القمر، فقال: يا عائشة، استعيذي بالله من شر هذا، فإن هذا هو الفاسق إذا وقب) ([30]) .

«والسبب الذي لأجله أمر الله بالاستعاذة من شر الليل وشر القمر إذا وقب، هو أن الليل إذا أقبل فهو محل سلطان الأرواح الشريرة الخبيثة، وفيه تنتشر الشياطين» ([31]) .

وعن عبدالله بن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل عليه الليل، قال: (يا أرض ربي وربك الله أعوذ بالله من شرك، وشر ما خلق وشر ما فيك ومن شر ما يدب عليك، وأعوذ بالله من أسد وأسود ،ومن الحية والعقرب ومن ساكن البلد ومن والد وما ولد) ([32]) .

والأساود «جمع أسود... وهي أخبث الحيات، ويقال لـه أسود سالخ لأنه يسلخ جلده كل عام» ([33]) .

وقيل: «حية رقيقة رقشاء دقيقة العنق عريضة الرأس عريضة الرأس وربما كانت ذات قرنين» ([34]) .

(ومن ساكن البلد ووالد وما ولد): «ساكن البلد يريد به والله أعلم الجن الذين يسكنون الأرض، ووالد وما ولد: يحتمل أن يكون إبليس والشياطين» ([35]) .

صيغ الاستعاذة

وردت الاستعاذة في القرآن والسنة بصيغ متقاربة ([36]) ، ومنها:

-      أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

-      استعيذ بالله من الشيطان الرجيم لمطابقة الأمر في الآية والحديث.

-      ومنها أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم، قاله الثوري والأوزاعي.

-      أعوذ بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة، ومعنى التامات أي الكاملات اللاتي لا يلحقها النقص ([37]) .

-      أعوذ بوجه الله الذي ليس شيء أعظم منه، وأعوذ بوجه الله العظيم وسلطانه القديم.

مواضع الاستعاذة:

1- عند الشعور بنزغات الشيطان ووساوسه، عموماً في كل وقت وعلى أي حال، قال تعالى:( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )

قال تعالى:

                 (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)

وفي الحديث: (يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله وولينته).

2- عند الدخول في الصلاة

وقد أمر صلى الله عليه وسلم عثمان بن أبي العاص الثقفي حينما أتى إليه فقال: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبِّسها عليَّ، فقال لـه رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحست فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثاً قال: ففعلت فأذهبه الله عني).

ويرى بعض العلماء وجوب الاستعاذة بعد الاستفتاح في الصلاة، وممن قال به عطاء – رحمه الله([38]) – واحتج بعدة أدلة منها:

صيغة الأمر في قولـه تعالى:( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)

-      فعل النبي صلى الله عليه وسلم ومواظبته عليها.

-      ولأنها تدفع الشيطان وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

-      ولكنه الأحوط ([39]) .

والجمهور على الاستحباب ([40]) وهو الراجح لأنه لا خلاف بين العلماء أنه إذا صلى ولم يأت بالاستعاذة قبل القراءة أن صلاته
صحيحة
([41]) .

ومن العلماء من استحبها في كل ركعة، ورجحه النووي وقال به جماعة من السلف منهم ابن سيرين، وعطاء، والحسن وغيرهم ([42]) .

وقال أبو حنيفة – رحمه الله – بالتعوذ في الركعة الأولى.

وكان صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بالاستعاذة، فقد ورد عنه أنه إذا افتتح القراءة في الصلاة كبر، ثم يقول سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، ثم يقول:: لا إله إلا أنت ثلاثاً، ثم يقول: الله أكبر كبيراً ثلاثاً، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه) ثم يقرأ.

3- عند دخول المسجد:

في الحديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال: (أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم).

قال: فإذا قال ذلك، قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم ([43]) .

4- عند تلاوة القرآن:

قال تعالى:( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )

فلكون القرآن شفاء ونور وسكينة لقلوب المؤمنين يحاول الشيطان أن يصد العبد عن تلاوته بكثرة الوساوس التي تكون سبباً في الوقوف عن القراءة، أو الاسترسال مع عدم الخشوع والتدبر، ولهذا شرعت الاستعاذة بالله عند تلاوة القرآن.

وللاستعاذة قبل التلاوة فوائد وحكم عظيمة ذكرها ابن القيم – رحمه الله – منها: إن القرآن الكريم دواء وشفاء لكل ما يلقيه الشيطان في الصدور من وساوس وتشكيك وإرادات فاسدة، ولكي ينتفع العبد بالقرآن عليه أن يستعيذ بالله من عدوه، لئلا يحول بينه وبين الاستفادة([44]).

ومنها: إن القرآن أصل لنبات مادة الخير في القلب، وهي المادة التي يسعى الشيطان لإفسادها في القلب، لذا أمر العبد بالاستعاذة منه لتبقى مادة الخير عامرة بالقرآن حتى يقوى عودها وتصبح شجرة ثابتة الأصول أصلها في القلب وفروعها في سائر الجوارح.

ومنها: إن تلاوة القرآن سبب لحضور الملائكة وقربها من العبد، لذا لزمت الاستعاذة لإبعاد الشيطان، لأنها منزلة لا تجتمع فيها الملائكة والشياطين.

ومنها: إن قارئ القرآن يناجي ربه، فأمر العبد بالاستعاذة لئلا يحول الشيطان بينه وبينها، ولطرده وإبعاده عن هذا المقام العظيم.

ومنها: إن الشيطان يحاول عندما يقرأ العبد أن يخلط عليه، ويشوش عليه تلاوته، وربما أنساه، أو أدخل في قراءته ما ليس منها، كما بين تعالى في قولـه:

  (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ)

ومعنى تمنى، أي تلا على ما ذكره السلف ورجحه المحققون، كما سبق ([45]) ، فإذا كان هذا مع أنبياء الله ورسله، فسائر الخلق من باب أولى، لذا شرعت الاستعاذة لصده ومنعه عن التشويش والاشغال.

ومنها: إن مقام العبد وهو يتلو كلام الله، مقام عظيم، ومنزلة رفيعة، يحسده عليها الشيطان، وكلما كان الفعل أنفع اشتد كيد الشيطان للعبد لصده عنه، لذا فهو يكيد القارئ بكل وسيلة، فشرعت الاستعاذة لإبطال كيده.

ومنها: أن الاستعاذة عنوان ومقدمة لكلام الله، فلا تتقدم إلا ويأتي بعدها تلاوة كلام الله، ولم تشرع بين يدي كلام أحد سواه تعالى ([46]) .

ومنها: إن فيها تطييباً وطهارة للفم من اللغو والرفث.

ومنها: إن فيها استعانة بالله، واعتراف العبد بضعفه وعجزه عن مقاومة عدوه، فيلجأ إلى مولاه لينجيه منه ([47]) .

وهذه الفوائد لا يتحقق إلا بالاستعاذة بالله من الشيطان قبل التلاوة، خلافاً لمن قال: إن الاستعاذة تكون بعد التلاوة ([48]) .

عند الغضب

ومما تشرع عنده الاستعاذة الغضب، كما في التوجيه النبوي عندما استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى إن أحدهما ليمتزغ أنفه من شدة الغضب فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد) فقالوا: ما هي يا رسول الله؟ قال: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ([49]) .

وفي تفسير قولـه تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )

يقول ابن كثير – رحمه الله – :

«وإما يغضبنك من الشيطان غضب يصدك عن الإعراض عن الجاهل ويحملك على مجازاته فاستعذ بالله، يقول: فاستجر بالله من نزغه، إنه سميع عليم سميع لجهل الجاهل عليك... عليم بما يذهب عنك نزغ الشيطان وغير ذلك من أمور خلقه» ([50]) .

ومن هنا فالاستعاذة بالله عند الغضب فيها سر جميل عظيم لأنه لو تأمل الغاضب حاله عند الغضب لعلم أنه لو شاء الله ما تسلط عليه الخلق وما آذوه، فتسلطهم عليه بمشيئة الله، وبناء عليه فدفع أذاهم لا يستطيعه إلا الله تعالى، فاللجوء إليه عند الغضب هو محض العبودية ([51]) .

كما إن الغضب سلاح الشيطان لإخراج المسلم عن طبعه وأفعاله المحمودة إلى أفعال مذمومة يريدها الشيطان؛ ولهذا جاءت الاستعاذة لإبطال هذا السلاح ([52]) .

عند الجدل والمراء

قال تعالى:( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3)كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ (4)

وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۙ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ ۚ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)

وعن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما ضل قوم إلا أوتوا الجدل) ([53]) .

والجدل من المراء وهي المخاصمة بالباطل، وإظهار الغلبة أما إن
كان لإظهار الحق فليس بمذموم
([54]) لقولـه تعالى (وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)

ومن الجدل المذموم: الجدل بغير علم، والجدل في رد الحق بعد ظهوره، والجدل في آيات الله، ومعارضة الأمر بالقدر ([55]) .

- عند دخول الخلاء

عن أنس – رضي الله عنه – قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء، قال: (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) ([56]) متفق عليه.

وعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث).

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(... من أتى الغائط فليستتر، فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيباً من
رمل فليستدبره، فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج)
([57]) .

والمعنى «أن الشياطين تحضر تلك الأمكنة، وترصدها بالأذى والفساد، لأنها مواضع يهجر فيها ذكر الله، وتكشف فيها العورات.. فأمر – عليه الصلاة والسلام – بالتستر ما أمكن وألا يكون قعود الإنسان في براح من الأرض تقع عليه أبصار الناظرين، فيتعرض لانتهاك الستر، أو تهب ريح، فيصيبه نشر البول عليه والخلاء فيلوث بدنه أو ثيابه وكل ذلك من لعب الشيطان به وقصده إياه بالأذى والفساد»([58]).

- عند الفزع من النوم

ومما تشرع عنده الاستعاذة الفزع من النوم، وقد ورد ذلك في حديث عمرو بن شعيب ([59]) عن أبيه عن جده؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع: (أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنها لن تضره) ([60]) ، ومعنى وأن يحضرون: أي «تصيبوني بسوء» ([61]) .

قال الترمذي: «وكان عبدالله بن عمرو يعلمها من بلغ من ولده ومن لم يبلغ منهم كتبها في صك ثم علقها في عنقه» ([62]) أ. هـ الصك: الكتاب.

عند الوحشة

عن الوليد بن الوليد ([63]) – رضي الله عنه – أنه قال: يا رسول الله إني أجد وحشة قال: (إذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بكلمات الله التامات، من غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون، فإنه لا يضرك وبالحري أن لا يقربك) ([64]) .

عند نزول المنزل

عن خولة بنت حكيم ([65]) – رضي الله عنها – قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من نزل منزلاً ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك) ([66]) .

عند نباح الكلاب ونهيق الحمير

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سمعتم نهاق الحمير، فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطاناً، وإذا سمعتم صياح الديكة، فسلوا الله من فضله، فإنها رأت ملكاً) ([67]) .

وعن جابر – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير بالليل فتعوَّذوا بالله منهن فإنهن يرين ما لا ترون) ([68]) .

والحكمة في الأمر بالاستعاذة لحضور الشيطان، فيستعاذ بالله تعالى هنا دفعاً لمن يخشى من شره ووسوسته وكيده لبني آدم.

وقيل: خوفاً من نزول الغضب عند رؤية أهل المعاصي ([69]) .

عند الحلم

عن عبدالله بن قتادة عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : (الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم حلماً يخافه فليبصق عن يساره وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره) ([70]) .

وجاء في صفة الاستعاذة عند الرؤيا المكروهة أن يقول: (أعوذ بما عاذت به ملائكة الله ورسله من شر رؤياي هذه أن يصيبني منها ما أكره في ديني ودنياي) ([71]) .

تعويذ الأولاد

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين فيقول: (أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، ثم يقول: هكذا كان أبي إبراهيم صلى الله عليه وسلم يعوذ إسماعيل وإسحاق) ([72]) .

- عند المرض والحمى

عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وبي وجع قد كاد يبطلني فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : (اجعل يدك اليمنى عليه وقل بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبع مرات فقلت ذلك فشفاني الله) ([73]) .

وفي رواية: قال عثمان «ففعلت فأذهب الله ما كان بي فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم» ([74]) ا.هـ.

وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم من الأوجاع كلها ومن الحمى أن يقولوا (بسم الله الكبير، أعوذ بالله العظيم من شر عرق نعار ومن شر حر النار) ([75]) .

- من غلبة الدين

فالديون إذا لزمت العبد أدت إلى إصابته بالهموم والأحزان التي سببها الشيطان ليقعده عن العمل، فأمره صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ بالله تعالى ليقوى، ويدفع شر الشيطان، فيكتسب ويفضي دينه ([76]) .

كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال لـه أبو أمامة فقال: (يا أبا أمامة ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت صلاة، قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله فقال: (أفلا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك) قلت: بلى يا رسول الله، قال: (قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال) قال فقلت ذلك فأذهب الله تعالى همي وغمي وقضى ديني ([77]) .


 

الاستعانة بالله

الاستعاذة لا تكون إلا مع الاستعانة بالله تعالى، والاستعاذة من «عاذ به يعوذ عوذاً وعياذاً ومعاذاً به ولجأ إليه واعتصم» ([78]) .

وتعني في الشرع: طلب العون من الله تعالى وحده، وهذا يتضمن كمال الذل لله تعالى، وتفويض الأمر لـه جل وعلا، والاعتقاد بأنه سيكفي عبده (أليس الله بكاف عبده)

([79]) ، وهي تعني التقرب إلى الله والتوكل عليه ([80]) ، قال تعالى:

                      (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )

فكل عبودية لله يحتاج فيها العبد لإعانتين، إعانة قبلها، وذلك بالقبول والالتزام لها، وإعانة عليها بفعلها خالصة لوجه الله تعالى، ولهذا قدم الله تعالى العبادة على الاستعانة ([81]) .

والاستعانة بالله تعالى بأمور:

الأول: الاستعانة بذاته سبحانه، وذلك بدعائه والتذلل لـه جلَّ وعلا، قال صلى الله عليه وسلم : (وإذا استعنت فاستعن بالله...) .

كما في حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم  يوماً فقال: (يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فأسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك
بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)
([82]) .

الثاني: الاستعانة بأسمائه وصفاته تعالى، وهي من ذاته لا تنفك عنه، فالاستعانة بها، استعانة بالله تعالى.

الثالث: الاستعانة بالأعمال والأحوال المحبوبة، إلى الله تعالى كالصبر والصلاة([83]).

كما قال تعالى:( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ )

وأما الاستعانة بالأموات والأحياء على أمر لا يقدرون عليه كالاستعانة بهم في إحياء الموتى أو شفاء المرضى أو نحو ذلك، فهذا من الشرك الأكبر ([84]) – والعياذ بالله – وقد سبق تفصيل ذلك.

روي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه:

«ما تصنع بالشياطين إذا سوَّل لك الخطايا؟ قال: أجاهده، قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده، قال: فإن عاد، قال: أجاهده، قال: هذا يطول أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها، أو منعك من العبور ما تصنع؟ قال: أكابده وأرده جهدي، قال: هذا يطول عليك، ولكن استعن بصاحب الغنم يكفه عنك» ([85]) .

ولهذا لا بد من الاستعانة بالله تعالى والدعاء والتضرع إليه سبحانه أن يكفينا شر هذا العدو، ويعصمنا من نزغاته إنه سميع مجيب 

 

 



([1])   انظر: لسان العرب، لابن منظور (3/498)، مختار الصحاح (1/193)، النهاية في غريب الحديث (4/276).

([2])   انظر: لسان العرب (3/500)، (11/242).

([3])   انظر: لسان العرب (4/155)، النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير (4/276)، وانظر: ما ذكره ابن القيم في تفسير المعوذتين، ص 15-16.

([4])   تفسير المعوذتين، لابن القيم، ص 16، وانظر: إغاثة اللهفان (1/73-74).

([5])   انظر: تفسير ابن كثير (1/16، (2/279)، مجموع الفتاوى (7/283).

([6])   تفسير ابن كثير (1/16)، وانظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (1/89).

([7])   انظر: تفسير المعوذتين، لابن القيم 17-18.

([8])   انظر: المرجع السابق، ص 15-16.

([9])   انظر: تفسير المعوذتين، ص 93، ص 95، تفسير ابن كثير (7/422).

* وفي الاستعاذة بصفات الله، وبكلمات الله التامات رد على الجهمية وسائر المعطلة الذين قالوا: أن صفات الله مخلوقة، إذ لو كانت مخلوقة لم تجز الاستعاذة بها لأنه لا يستعاذ بمخلوق، انظر: خلق أفعال العباد، للبخاري، ص 96، تحقيق: د. عميرة، دار المعارف، الرياض، التمهيد، لابن عبدالبر (24/186)، تفسير المعوذتين، لابن القيم، ص 21-22، شرح كتاب التوحيد، لسليمان آل الشيخ، ص 178,

([10])   رواه أبو داود في كتاب «الأدب»، باب: (ما يقول إذا أصبح)، رقم: 5074، (2/739-740)، وابن ماجه في السنن، كتاب «الدعاء»، باب: (ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى)، رقم:3871، (2/1273).

والحاكم في المستدرك، رقم: 1902، (1/698)، ط. دار الكتب العلمية، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»أ. هـ، ووافقه الذهبي، وابن حبان في صحيحه، رقم: 961، (3/241)، والإمام أحمد في المسند، رقم: 4785، (2/25)، مؤسسة قرطبة.

([11])   سبق تخريجه.

([12])   رواه الإمام أحمد في المسند، رقم: 21586، (5/178)، ط. مؤسسة قرطبة والنسائي في السنن، في كتاب الاستعاذة، باب: (الاستعاذة من شر شياطين الإنس) رقم: 5507، (8/275).

والطبراني في المعجم الكبير، رقم: 7871، (8/217)، والبيهقي في السنن الكبرى، رقم: 7944، (4/461).

وذكره السيوطي في الدرر المنثور (3/342)، ونسبة للإمام أحمد وابن مردوية والبيهقي في الشعب. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/115)، «وفيه علي بن يزيد وفيه كلام»أ. هـ، وقال ابن كثير – رحمه الله – بعد ذكر طرقه: «فهذه طرق لهذا الحديث ومجموعها يفيد قوته وصحته والله أعلم» أ. هـ، (2/167)، ط. دار الفكر.

([13])   رواه ابن جرير في تفسيره (8/5).

([14])   انظر: جامع البيان، لابن جرير (8/4).

([15])   المرجع السابق ، الجزء والصفحة نفسها.

([16])   تفسير القرآن، لابن كثير (2/167)، ط. دار الفكر.

([17])   رواه ابن جرير في تفسيره (8/4)، وانظر: تفسير ابن كثير (2/167).

([18])   جامع البيان (8/3).

([19])   رواه الترمذي في كتاب «الدعوات»، باب: ما يقال في الصباح والمساء)، رقم: 3389، (9/104)، وقال: «هذا حديث حسن صحيح»أ. هـ، ورواه أبو داود في كتاب «  »، باب: (ما يقول إذا أصبح)، رقم: 5067، (4/316)، والحاكم في المستدرك، رقم: 1892، (1/694)، وصححه الألباني في الصحيحة، برقم: 2753، (6/580)، وتفسير ابن كثير، (4/517)، ط. دار الفكر ، وجامع البيان (30/211-212)، الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، (20/779، (4/93)، الدر المنثور، للسيوطي
(8/529).

([20])   النهاية في غريب الحديث (2/467).

([21])   المرجع السابق.

([22])   انظر: مجموع الفتاوى (10/6259، (16/198).

([23])   انظر: مجموع الفتاوى (17/510)، (17/515-516).

([24])   وردت لفظ (النفاثات) في سورة الفلق بصيغة التأنيث، قيل: لكونه الذين سحروا النبي صلى الله عليه وسلم هن بنات لبيد بن الأعصم اليهودي، وهو قول ضعيف لأن الثابت أن الذي سحره لبيد وليس بناته، وقيل: المراد بالنفاثات: أي الأرواح والأنفس الخبيثة، فهي السبب في التأثير بالسحر وسلطانه إنما يكون من خلالها ورجحه ابن القيم، انظر: تفسير المعوذتين، لابن القيم، ص 53-54، زاد المسير (7/275).

([25])   انظر: ص

([26])   تفسير المعوذتين، ص 65-66.

* وقال ابن القيم – رحمه الله –: «ويندفع شر الحاسد عن المحسود بعشرة أسباب:

أحدها: التعوذ بالله من شره، والتحصن به واللجوء إليه. الثاني: تقوى الله، وحفظه عند أمره ونهيه، فمن اتقى الله تولى الله حفظه، ولم يكله إلى غيره. الثالث: الصبر على عدوه، وألا يقاتله ولا يشكوه، ولا يحدث نفسه بأذاه أصلاً. الرابع: التوكل على الله، فمن يتوكل على الله فهو حسبه. الخامس: فراغ القلب من الاشتغال به، والفكر فيه، وأن يقصد أن يمحوه من باله كلما خطر لـه. السادس: الإقبال على الله، والإخلاص لـه، وجعل محبته ورضاه والإنابة إليه محل خواطر نفسه، السابع: تجريد التوبة إلى الله من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه. الثامن: الصدقة والإحسان ما أمكنه. التاسع: إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه. العاشر:  وهو الجامع كذلك كله وعليه مدار هذه الأسباب وهو تجريد التوحيد» أ. هـ، باختصار وتصرف من كتاب تفسير المعوذتين، لابن القيم، ص 79-89.

([27])   انظر: ص

([28])   تفسير المعوذتين، ص 75.

([29])   انظر: المرجع السابق، ص 74.

([30])   رواه الإمام أحمد في المسند، رقم: 26042، (6/237)، ط. مؤسسة قرطبة، والترمذي في السنن، كتاب «كتاب التفسير»، باب: (ومن سورة المعوذتين)، رقم: 3363، (9/87)، وقال: «هذا حديث حسن صحيح» أ. هـ، والحاكم في المستدرك، برقم: 3989، (2/589)، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»أ. هـ، ووافقه الذهبي، ورواه عبد بن حميد بن مسنده، رقم 1517، (1/439).

([31])   تفسير المعوذتين، ص 49.

([32])   رواه أبو داود في كتاب «الجهاد»، باب: (ما يقول الرجل إذا نزل المنزل)، رقم: 2603، (3/34)، والحاكم في المستدرك، رقم: 2487، (2/110)، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» أ. هـ، والبيهقي في السنن الكبرى، رقم: 7862، (4/443)، وأحمد في مسنده، رقم: 2271، (3/124)، مؤسسة قرطبة.

([33])   فتح الباري، لابن حجر، (6/348)، ط. دار المعرفة، بيروت.

([34])   المرجع السابق، نفس الجزء والصحفة .

([35])   هامش سنن أبي داود (2/40).

([36])   انظر: إغاثة اللهفان، لابن القيم (1/76-77)، زاد المعاد (4/168-169)، وتفسير ابن كثير (1/16).

([37])   انظر: شرح كتاب التوحيد، للشيخ سليمان آل الشيخ، ص 178.

([38])   كما ذكره عبدالرزاق في مصنفه (2/83).

([39])   انظر: تفسير ابن كثير (1/15)، وقال: «احتج لـه الرازي».

([40])   انظر: المجموع للنووي (3/272)، تفسير القرآن، لابن كثير (1/15)، الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (1/86).

([41])   انظر: تفسير الرازي (20/117).

([42])   انظر: المجموع للنووي (3/272)، الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، (1/86).

([43])   رواه أبو داود في كتاب الصلاة، باب: (ما يقول الرجل إذا دخل المسجد)، رقم: 466، (1/180)، وانظر: صحيح الجامع، رقم: 4715، وصحيح الكلم الطيب، ص 50.

([44])   انظر: إغاثة اللهفان (1/94).

([45])   انظر: ص

([46])   انظر: إغاثة اللهفان، لابن القيم (1/74-76)، تفسير الرازي (20/116-117)، ومقامع الشيطان في ضوء الكتاب والسنة، تأليف: سليم الهلالي، ص 35، ط. الثالثة 1412هـ/ 1991م، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية.

([47])   انظر: تفسير القرآن، لابن كثير (1/15)، ط. دار الفكر.

([48])   وقد نسب هذا القول لبعض الصحابة والتابعين، ومنهم أبو هريرة ومالك وابن سيرين وإبراهيم النخعي وأدلتهم: أن الاستعاذة بعد القراءة تدفع الوساوس التي يلقيها الشيطان بعد التلاوة كالعجب، فيبقى ثواب التلاوة.ولظاهر الآية...

وقد استنكر هذا القول ابن كثير وابن العربي – رحمهما الله – واستبعدا نسبته إلى إبي هريرة ومالك وابن سيرين – رحمهم الله – .

قال ابن العربي – رحمه الله – : «ومن أغرب ما وجدناه قول مالك في المجموعة، في تفسير هذه الآية ¼ …V¢MX†WTÊ ð‹<K…W£WTÎ WÜ…ƒòó£TSÍ<Ö@… »، قال: ذلك بعدة قراءة أم القرآن لمن قرأ في الصلاة، وهذا قول لم يرد به أثر، ولا يعضده نظر؛ ... ولو كان هذا كما قال بعض الناس أن الاستعاذة بعد القراءة لكان تخصيص ذلك بقراءة أم القرآن في الصلاة دعوى عريضة لا تشبه أصول مالك، ولا فهمه، والله أعلم بسرَّ هذه الراوية» أ. هـ، (3/159)، وانظر: تفسير ابن كثير (1/25)، إغاثة اللهفان، لابن القيم (1/74)، تفسير الرازي (20/116).

([49])   سبق تخريجه.

([50])   تفسير ابن كثير (2/279)، ط. دار الفكر.

([51])   انظر: فتح الباري (10/521)، دار المعرفة، بيروت.

([52])   انظر: المواجهة، لحسن قطامش، ص 150.

([53])   رواه الترمذي في كتاب «التفسير» ، باب: (ومن سورة الزخرف)، رقم: 3253 (5/378) وابن ماجه في المقدمة، باب: (اجتناب البدع والجدل)، رقم: 48 (1/19) وأحمد في المسند (5/252، 256)، وابن جرير في تفسيره (25/53)، والطبراني في المعجم الكبير، رقم: 8067، (8/277)، والحاكم في المستدرك، رقم:   (2/447-448)، وقال: «صحيح الإسناد» ووافقه الذهبي، ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب «الصمت»، رقم: 135، ص 103، تحقيق: أبو إسحاق الأثري، ط. الثانية1417هـ/ 1997، دار الكتاب العربي، بيروت.

([54])   انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (9/27)، (7/38)، جامع البيان لابن جرير
(15/266)، الدر المنثور للسيوطي (1/573)، شرح كتاب التوحيد للشيخ عبدالله بن سليمان ص42، شرح قصيدة ابن القيم للشيخ أحمد بن عيسى (1/25-26).

([55])   انظر مجموع الفتاوى لابن تيمية (3/310)، (8244).

([56])   رواه البخاري في كتاب «الطهارة» باب: (ما يقول عند الخلاء)، رقم:142 (1/66)، مسلم في كتاب «الطهارة»، باب: (ما يقول إذا أراد دخول الخلاء)، رقم: 375، (1/283).

([57])   سبق تخريجه.

([58])   حاشية سنن أبي داود (1/56).

([59])   عمرو بن شعيب بن محمد بن عبدالله بن عمرو بن العاص أبو إبراهيم، وقيل: أبو عبدالله، سمع أباه وسعيد بن المسيب وروى عنهما، وروى عن محمد بن أرشد وعطاء بن أبي رباح، قال الدارقطني: «سمعت أبا بكر النقاش يقول: عمرو بن شعيب ليس من التابعين، وقد روى عنه عشرون من التابعين».

وقال: أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: «أهل الحديث إذا شاءوا واحتجوا بعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وإذا شاءوا تركوه».

وحسن حديث الذهبي، ووثقه العجلي والنسائي، انظر في ترجمته: تقريب التهذيب، رقم: 5050، ص 423، ميزان الاعتدال (3/263)، لسان الميزان، لابن حجر (7/330)، سير أعلام النبلاء (5/165)، تدريب الراوي (2/257-258).

([60])   رواه الترمذي في كتاب «الدعوات» باب: (دعاء من أوى إلى فراشه)، رقم: 3519، (9/183)، وقال: «هذا حديث حسن غريب»أ. هـ، ورواه أبو داود في كتاب «الطب» باب: (كيف الرقى)، رقم: 3893، (4/11)، ومالك في الموطأ، رقم: 1705، (2/950)، ومسند الإمام أحمد، رقم: 6696، (2/181)، والمعجم الكبير للطبراني، رقم: 3838، والحاكم في المستدرك، رقم: 2010،(1/733)، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد...» أ. هـ. وسقطت هذه الرواية من التلخيص للذهبي.

([61])   التمهيد (24/110).

([62])   مسألة تعليق القرآن أو الأحاديث أو الأدعية والأذكار الواردة في الرقبة أو اليد، فيها خلاف بين العلماء، فمنهم من جوز ذلك لعموم قوله تعالى: ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا )

الأسراء، الآية: 82، ومنهم من منعه، روى ذلك عن ابن مسعود – رضي الله عنه – وغيره من السلف لأن الاستشفاء بالقرآن ورد بصفة معينة، وهي القراءة على المريض فلا يتجاوزها، ولأن ذلك قد يؤدي إلى إهانة الذكر ودخول الخلاء به أو تلويثه بالنجاسة الملازمة للصبيان ، كما أن تعليق قد يفضي على ترك تلاوة مع مشروعيتها أو يشعر بالاستغناء عن التلاوة.

انظر: أقوال العلماء في هذه المسألة، مصنف ابن أبي شيبة، (7/374)، المستدرك للحاكم، (4/216)، تيسير العزيز الحميد، 168، فتح المجيد، ص 132، معارج القول، لحافظ حكمي (1/382)، فتاوي ابن باز (1/20)، المجموع الثمين، لابن عثيمين (1/58)، القول المفيد، لابن عثيمين (1/178-183).

([63])   الوليد بن الوليد بن المغيرة بن عبدالله المخزومي القرشي أخو خالد بن الوليد، حضر بدر مشركاً ثم أسره المسلمون فلما افتداه أخواه هشام وخالد أسلم وقال كرهت أن يظنوا بين أني جزعت من الأسر حبسه أخواله بعد إسلامه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له في القنوت كما ثبت في الصحيح اختلف في موته وقيل مات في عمرة القضية قبل أن يدخل المدينة، انظر الإصابة (6/323-324).

([64])   رواه الإمام أحمد في المسند رقم: 16623 (4/57) ط. مؤسسة قرطبة، وابن السني رقم: 705، ص 201.

([65])   خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال السُّلميَّة امرأة عثمان بن مظعون، تكنى بأم شريك صحابية، فاضلة، صالحة روت عن النبي صلى الله عليه وسلم، يقال إنها وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة ابن مظعون انظر: الإصابة (8/69-70)، تهذيب التهذيب (12/443).

([66])   رواه مسلم في كتاب «الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار»، رقم:2708 (4/2080).

([67])   رواه البخاري في كتاب «بدء الخلق»، باب: (خبر مال المسلم غنم يتبع بها شغف الجبال)، رقم: 33027، (3/1020)، ومسلم في كتاب «الذكر والدعاء والتوبة»، رقم: 2729، (4/2092).

([68])   رواه أبو داود في كتاب «الأدب»، باب: (ما جاء في الديك والبهائم)، رقم: 5103، (2/748-749)، والإمام أحمد في المسند (3/306)، والحاكم في المستدرك (4/283)، وصححه، وسكت عليه الذهبي. قال الألباني: صحيح بطرقه، تخريج الكلم الطيب، 164.

([69])   انظر: فتح الباري، لابن حجر (6/353)، شرح صحيح مسلم، للنووي (17/47)، عون المعبود (14/7).

([70])   سبق تخريجه.

([71])   ذكره ابن حجر في فتح الباري، وقال: «أخرجه سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبدالرزاق بأسانيد صحيحة»، (12/371)، ط. دار المعرفة، بيروت، عام 1379هـ، تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي ومحب الدين الخطيب.

([72])   متفق عليه.

قال أبو بكر بن الأنباري: «الهامة واحد الهوام، ويقال: هي كل نسمة تهم بسوء، واللامة الملمة، وإنما قال: لا ليوافق لفظ هامة».

([73])   رواه ابن ماجة في سننه في كتاب:           باب: ما عوذ به النبي صلى الله عليه وسلم وما عوذ به رقم: 3522 (2/1163)، والحاكم في المستدرك رقم: 1271 (1/494).

وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذا اللفظ! إنما أخرجه مسلم من حديث الجريري عن يزيد بن عبدالله بن الشخير عن عثمان بن أبي العاص بغير هذا اللفظ» ا.هـ. وابن أبي شيبة في مصنفه رقم: 29500 (6/63).

([74])   رواه الترمذي في كتاب: الطب، باب لم يسمه رقم (29) رقم الحديث: 2080 (4/408).

وقال: هذا حديث حسن صحيح.

وأبو داود في السنن في كتاب: الطب، باب: كيف الرقى، رقم: 3891 (4/11).

([75])   رواه الترمذي في كتاب: الطب، باب: لم يسمه رقمه (26) رقم: 2075 (4/405)، وقال: «هذا حديث غريب» ا.هـ.

وابن ماجة في السنن في كتاب: الطب، باب: ما يعوذ به من الحمى رقم: 3526 (2/1165)، وا لحاكم في المستدرك رقم: 8274 (4/459) وصححه، وأحمد في مسنده رقم: 2729 (1/300) ط. مؤسسة قرطبة، وعبد بن حميد في مسنده رقم: 594 ص204 .

([76])   انظر حماية الإنسان من وساوس الجن والشيطان، للأستاذ إبراهيم بن محمد الضبيعي ص39، ط. الأولى 1412هـ، شركة العبيكان.

([77])   رواه أبو داود في السنن في كتاب: الصلاة، باب: في الاستعاذة رقم: 1555 (1/484-485)، والمزي في تهذيب الكمال (23/106).

([78])   لسان العرب، لابن منظور (3/498).

([79])   انظر: مدارج السالكين (1/81).

([80])   انظر: مجموع الفتاوى (10/549)، (16/55).

([81])   انظر: مدارج السالكين (1/76).

([82])   رواه الترمذي في كتاب «صفة القيامة»، باب: (ولكن يا حنظلة ساعة وساعة)، رقم: 2518 (7/201-202)، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» ا.هـ. ورواه أحمد في المسند، رقم:3669، (1/293)، مؤسسة قرطبة، والطبراني في المعجم الكبير، رقم: 11243، (11/123)، وابن الشهاب في مسنده، رقم: 745، (1/434)، وهو في صحيح الجامع، رقم: 7959.

([83])   انظر: مجموع فتاوى العقيدة، للشيخ محمد بن صالح العثيمين (6/59).

([84])   انظر: مجموع الفتاوى (27/125-126).

* لا يدخل في الاستعانة المحرمة الاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه من الأمور المستطاعة، لأن ذلك جائز وهو من التعاون على البر والتقوى.

([85])   تلبيس إبليس، لابن الجوزي، ص 48.