بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمدُه ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهْدِ اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له.  وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، بعثه اللهُ رحمةً للعالمين هادياً ومبشراً ونذيراً.  بلّغ الرسالة وأدّى الامانة ونصحَ الأمّةَ فجزاهُ اللهُ خيرَ ما جزى نبياً من أنبيائه. صلواتُ اللهِ وسلامه عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى صحابته وآله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين  ..

أمابعد

فقد يسر الله لي بفضله ومنته شرح هذا الكتاب المبارك الأصول الثلاثة وأدلتها لشيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله-وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا.

وقد أدهشني جمال عبارته ،مع بساطة الأسلوب ،ودقة المعنى، وشمولية الموضوع لعقيدة المؤمن، وما أحتواه من مسائل عظيمة ،وأصول مهمة هي كل مايسأل العبد عنه بعد موته ،فأحببت إفراد مسائله بشرح وتوضيح ،فوصلت بحمد الله (احدى وثمانون) مسألة وهي مجموعة من كلام العلماء وفرائد الفوائد من كتب السلف والخلف  وسميتها

(المسائل المستفادة من شرح الأصول الثلاثة)

وجزى الله خيرا من قامت على تفريغه وكتابته وإخراجه في هذا البحث المبسط ليسهل الرجوع إليه لكل من يريد شرحه أو مدارسته.

 وأسأل الله أن ينفع به كما نفع بأصله ،وأن يجعله خالصا صوابا ،ويتقبله بقبول حسن ويثقل به موازيننا يوم العرض عليه ووالدينا وذرياتنا ومن كتبه وجمعه ومن قرأه ونشره ..آمين

                           وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

 

الفقيرة إلى عفو ربها القدير/

قذلة بنت محمد بن عبدالله آل حواش القحطاني

في ليلة الإثنين 9جمادي الآخرة1438

رابط الموقع الرسمي  /www.d-gathla.com

 

 

المسائل المستفادة من شرح الأصول الثلاثة

 المسألة الأولى : ـ

خصائص التوحيد وفضائله ..

1 ـ التوحيد الغاية التي خلقنا من أجلها ..

2 ـ التوحيد محور دعوة الرسل عليهم السلام ..

3 ـ التوحيد  أول واجب على المكلف ..    

 4 ـ التوحيد سبب الأمن والأهتداء في الدنيا والآخرة ..

5 ـ التوحيد سالم من الإضطراب والتناقض ..

6 ـ التوحيد موافق للفطرة ..

7 ـ التوحيد هو الرابطة الحقيقة الباقية المستمرة في الدنيا والآخرة ..

8 ـ من خصائص التوحيد سلامة مصدره .. ( من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم )

9 ـ من خصائص التوحيد الثبات والحفظ فالله تعالى تكفل بحفظه ..

10 ـ الله تعالى يثبت أهل التوحيد في الحياة الدنيا وفي الآخرة ..

    ـ المسألة الثانية

أهمية دراسة العقيدة : ـ

1ـ التوحيد باقي حتى بعد الموت كل العلوم تنتهي بموت الأنسان إلا التوحيد يكون حقيقة ويقين بعد الموت ..

 التوحيد سبب المعرفة لله تعالى والخشية ..

 التوحيد علمٌ يحوط صاحبه بحصانة من الشهوات والشبهات والبدع ..

4ـ التوحيد علمٌ يرسم لصاحبه منهجاً واضحاً ثابتاً غير متقلِّب  ..

 5ـ التوحيد علم يجعل للحياة هدفاً

6ـ العقيدة هي الأساس الذي يبنى عليه أعمال الإنسان .. ويتوقف قبول العمل الأعمال الصالحة على سلامة أصول     العقيدة من الشرك والكفر .. وتعلم العقيدة الصحيحة يعصم الانسان من الشرك ..

7 ـ والعقيدة أشرف العلوم وأعظمها وأعلاها لان شرف العلم وأعلاها بحسب شرف المعلوم ..

    ولا معلوم أكبر من ذات الله تعالى  ..

8 ـ في دراسة التوحيد نجاة من الشرك والبدع  .. ونجاة من الفتن ومحاربة الأفكار والمذاهب الباطلة ..

 

المسألة الثالثة

سيرة الإمام محمد بن عبد الوهاب ..  

محمد بن عبد الوهاب

بن سليمان التميمي ولد عام 1115 هـ  في العيينة في نجد وحفظ القران وتعلم العلم ورحل إلى مكة والمدينة والبصرة طلباً للعلم .. ولتقى بالدرعية بالأمير محمد بن سعود وحصلت بينهما البيعة على نشر التوحيد ..

اشتغل بالدعوة الى الله ولاقي الصعاب في ذلك .. ومن ذللك إخراج أهل البصرة له بعد انكاره عليهم بدعهم  ..

ألف كتب عظيمة من أهمها كتاب الأصول الثلاثة وكتاب التوحيد والقواعد الأربعة ونواقض الإسلام ..

توفي رحمه الله سنة 1206 هـ

المسألة الرابعة  ...

منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب في تأصيل العقيدة ..

هو في منهجه متّبع لأئمة الإسلام من أئمة السلف الصالح فمن بعدهم، ولم يكن في منهجه مبتدعا منهجا جديدا، لا في العقيدة ولا في العلم ولا في التعامل بأي نوع من التعامل.

لهذا إذا تكلمنا على منهجه في الواقع في تقرير العقيدة فإنه منهج للسلف الصالح  ..

اعتماده على الكتاب والسنة ..

المسألة الخامسة ..

ابتداء الشيخ رحمه  بالبسملة اقتداء بالرسول " صلى الله عليه وسلم "

ولبركة اسم  الله؛ ولهذا تستحب  البسملة في أوّل كل عمل وقول.لما جاء: «كل أمر لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن

الرحيم، فهو أجذم»،  ..

المسألة السادسة ..

خصائص لفظ الجلالة " الله "

ـ إن هذا الاسم ما أطلق على غير الله تعالى فإن العرب كانوا يسمون الأوثان آلهة إلا هذا الاسم ..

 ـ إن هذا الاسم هو الأصل في أسماء الله سبحانه وتعالى وسائر الأسماء مضافة إليه.

 ـ هذا الاسم له خاصية غير حاصلة في سائر الأسماء وهي في سائر الأسماء والصفات إذا دخل عليه النداء أسقط

عنه الألف واللام، ولهذا لا يجوز أن يقال: يا الرحمن يا الرحيم، بل يقال: يا رحمن يا رحيم، أما هذا الاسم فإنه يحتمل

هذا المعنى فيصح أن يقال: يا الله ..  

. كثرة وروده في كتاب الله تعالى، ورد في كتاب الله (2724) مرة.

. اسم الله مستلزم لجميع معاني أسمائه الحسنى، دال عليهما بالإجمال  ..

. قال ابن القيم: ((الإله هو الجامع لجميع صفات الكمال ونعوت الجلال، فيدخل في هذا الاسم جميع الأسماء الحسنى، ولهذا كان القول الصحيح أن الله أصله الإله كما هو قول سيبويه وجمهور أصحابه إلا من شذ منهم، وأن الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى))

. ((تعرف الرب تبارك وتعالى إلى موسى باسمه الله: تعرف الله إلى عباده باسمه ((الله)) كثيرًا،

. فتعريف الله نبيه موسى بأنه اللهُ ربُّ العالمين، وأنه اللهُ الحق الذي لا يستحق العبادة إلا هو.

. ((ومن خصائصه أنه الاسم الذي اقترنت به عامة الأذكار المأثورة، فالتهليل والتكبير والتحميد والتسبيح والحوقلة والحسبلة والاسترجاع والبسملة وغيرها من الأذكار مقرنة بهذا الاسم غير منفكة عنه، فإذا كبًّر المسلم ذكر هذا الاسم، وإذا حمد ذكره، وإذا هلل ذكره، وهكذا في عامَّة الأذكار.

. ومن خصائصه ... قد افتتح الله جلَّ وعَلا به ثلاثا وثلاثين آية))

. ((هذا الاسم يختص عن سائر الأسماء بخواص أولها: - أنه أولها. وثانيها: أنه أعظمها. وثالثها: أنه أعمها مدلولا.

ورابعا: أن مدلولاته لا تنحصر. وخامسها: أنه أولى بالاسمية وسائر أسمائه أولى بالأوصاف. وسادسها: اختصاصه

بالله شرعًا ونقلًا. وسابعها: أن الله سبحانه قبض عنه الأفئدة والألسنة فلم يتجاسر أحد على التسمي به. وثامنها: أنه

 الذي يفتتح به كل أمر تبركـًا وتيمنًا. وتاسعها: أنه متعارف عند الجميع لم تنكره أمة من الأمم. وعاشرها: أنه إذا ارتفع من الأرض قامت الساعة))

. وهو الاسم الذي يبقي ذكره في الأرض كما في الحديث ((لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض لا إله إلا الله)).

. لا تفتتح الصلاة إلا به ولا تصح بغيره من الأسماء الحسنى على الراجح من أقوال أهل العلم.

. به يرتفع النداء لصلاة في كل يوم خمس مرات.

. تفتح باسم الله مدينة القسطنطينية كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛

  وهذا من علامات الساعة.

وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: ((أما خصائصه المعنوية فقد قال أعلم الخلق صلي الله عليه وسلم: ((لا أحصي ثناء

عليك أنت كما أثنيت على نفسك))، وكيف تُحصي خصائص اسم لمسماه كل كمال على الإطلاق، وكل مدح، وكل حمد،

وكل ثناء وكل مجد، وكل جلال، وكل إكرام، وكل عز، وكل جمال، وكل خير وإحسان وجود وبر وفضل؛ فله ومنه.

فما ذكر هذا الاسم في قليل إلا كثره، ولا عند خوف إلا أزاله، ولا عند كرب إلا كشفه، ولا عند هَمٍّ وغَمٍّ إلا فرجه، ولا

عند ضيق إلا وسعه، ولا تعلق به ضعيف إلا أفاده القوة، ولا ذليل إلا أناله العز، ولا فقير إلا أصاره غنيا، ولا مستوحش إلا آنسه، ولا مغلوب إلا أيده ونصره، ولا مضطر إلا كشف ضره، ولا شريد إلا آواه.

فهو الاسم الذي تكشف به الكربات، وتستنزل به البركات، وتجاب به الدعوات، وتقال به العثرات، وتستدفع به السيئات، وتستجلب به الحسنات. وهو الاسم الذي قامت به السموات والأرض، وبه أنزلت الكتب، وبه أرسلت الرسل،

وبه شرعت الشرائع، وبه قامت الحدود، وبه شرع الجهاد، وبه انقسمت الخليقة إلى السعداء والأشقياء، وبه حقت

الحاقة، ووقعت الواقعة، وبه وضعت الموازين القسط، ونصب الصراط، وقام سوق الجنة والنار، وبه عبد رب العالمين

وحمد، وبحقه بعثت الرسل، وعنه السؤال في القبر ويوم البعث والنشور، وبه الخصام، وإليه المحاكمة، وفيه الموالاة

والمعاداة، وبه سعد من عرفه وقام بحقه، وبه شقي من جهله وترك حقه، فهو سر الخلق والأمر، وبه قاما، وثبتا،

وإليه انتهيا، فالخلق والأمر به، وإليه، ولأجله، فما وجد خلق، ولا أمر، ولا ثواب، ولا عقاب، إلا مبتدئا منه، ومنتهيا

إليه، وذلك موجبه ومقتضاه، ) رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ( [آل عمران: 191])) اهـ ([13]).

المسألة السابعة : ـ

المسائل الأربع التي يجب على كل مسلم أن يتعلمها ...

العلم ..   العمل به ..    الدعوة إليه ... الصبر على الأذى فيه ..

المسألة الثامنة : ـ

تحقيق التوحيد يكون بتحقيق شروط شهادة أن لا إله إلاَّ الله عالماً بمعناها وعاملاً بمقتضاها وتحقيق شهادة أن محمداً رسول الله بطاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر  وبهذا يكون المسلمُ مُحقِّقاً للتوحيد

ومجتنباً لما يُضاده وهو الشرك  ..

شروط لا اله إلا الا الله .. وشروط « لا إله إلا الله » سبعة كما تقدم وهي :

- العلم بمعناها نفياً وإثباتاً المنافي للجهل .

- اليقين المنافي للشك والريب .

- الإخلاص المنافي للشرك والرياء .

- الصدق المنافي للكذب .

- المحبة المنافية للبغض والكره .

- الانقياد المنافي للترك.

- القبول المنافي للرد  ..

المسألة التاسعة ...

معرفة الأسئلة العظيمة التي يسئل عنها كل مسلم في قبره وهي من ربك ؟ من نبيك ؟ مادينك ؟

معرفة الله بالقلب تستلزم قبول ما شرعه والاذعان والانقياد له ..

وتحكيم الشريعة بما جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم

والتعرف على الله جل وعلا بالنظر في الآيات الكونية والآيات الشرعية ..

ـ معرفة النبي " صلى الله عليه وسلم وقبول ما جاء به ..

ـ معرفة دين الإسلام بالآدلة السمعية ( ما ثبت بالوحي )  والعقلية  ( ما ثبت بالنظر والتأمل )

المسألة العاشرة  ..

 العمل هو ثمرة العلم .. فمن عمل بلا علم شابه النصارى ومن علم بدون عمل شابه اليهود ..

الدعوة الى الله تعالى .. فكلما رسخت قوته بالعلم كلما كانت دعوته إلى الله أقوى ..

المسألة الحادية عشر : ـ

والصبر على الأذى في الدعوة إلى الله تعالى  ..

والصبر ثلاثة أقسام : ـ

الصبر على طاعة الله .

الصبر عن محارم الله .

الصبر على أقدار الله المؤلمة .. ومجاهدة النفس ومراتبها أربعة كما ذكرها ابن القيم

مجاهدة النفس على العلم ..  مجاهدة النفس  على العمل .. مجاهدة النفس على الدعوة إليه .

 مجاهدة النفس على الصبر على الآذى فيه ..

المسألة الثانية عشر : ـ

تفسر سورة العصر " عمم الله الخسار لكل إنسان ؛ إلا من اتصف بأربع صفات:

الإيمان بما أمر الله بالإيمان به , ولا يكون الإيمان بدون العلم , فهو فرع عنه لا يتم إلا به.

والعمل الصالح , وهذا شامل لأفعال الخير كلها الظاهرة والباطنة ..

والتواصي بالحق الذي هو الإيمان , والعمل الصالح , أي يوصي بعضهم بعضًا بذلك ويحثه عليه ويرغبه فيه

.والتواصي بالصبر على طاعة الله , وعن معصية الله , وعلى أقدار الله المؤلمة .  " ابن سعدي رحمه الله "

المسألة الثالثة  عشر : ـ

أهمية العلم وبداية به قبل العمل .. واستدلال البخاري رحمه الله تعالى بقول الله تعالى

" فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ  " على وجوب البداءة به قبل العمل ..

المسألة الرابعة عشر : ـ

تفسير قوله تعالى " فأعلم انه لا إله إلا الله "  للشيخ السعدي رحمه الله تعالى : ـ ما أقامه الله من الأدلة الأفقية

والنفسية، التي تدل على التوحيد أعظم دلالة، وتنادي عليه بلسان حالها بما أودعها من لطائف صنعته، وبديع حكمته،

وغرائب خلقه فهذه الطرق التي أكثر الله من دعوة الخلق بها إلى أنه لا إله إلا الله، وأبداها في كتابه وأعادها عند تأمل

العبد في بعضها، لا بد أن يكون عنده يقين وعلم بذلك، فكيف إذا اجتمعت وتواطأت واتفقت، وقامت أدلة التوحيد من

كل جانب، فهناك يرسخ الإيمان والعلم بذلك في قلب العبد، بحيث يكون كالجبال الرواسي، لا تزلزله الشبه والخيالات،

ولا يزداد -على تكرر الباطل والشبه- إلا نموا وكمالا. هذا، وإن نظرت إلى الدليل العظيم، والأمر الكبير -وهو تدبر هذا

القرآن العظيم، والتأمل في آياته- فإنه الباب الأعظم إلى العلم بالتوحيد ويحصل به من تفاصيله وجمله ما لا يحصل في

غيره...

المسألة الخامسة عشر  : ـ

حقيقة " لا إله إلا الله " هذه الكلمة هي الفارقة بين الكفر والإسلام , وهي كلمة التقوى . و العروة الوثقى وهي التي

جعلها إبراهيم ( كلمة باقية في عقبة لعلهم يرجعون ). وهي التي شهد الله بها لنفسه وشهدت بها ملائكته وأولو العلم

من خلقه قال تعالى( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) وهي

كلمة الإخلاص وشهادة الحق , ودعوة الحق وبراءة من الشرك , ولأجلها خلق الخلق كما قال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ).ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب , كما قال :( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي

إليه أنه لا إله إلا أنا فأعبدون ).وهي أول ما يطلب من الكفار عندما يدعون إلى الإسلام فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال له : أنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ) الحديث أخرجاه في الصحيحين ..وبهذا تعلم مكانتها في الدين وأهميتها في الحياة وأنها أول واجب على العباد لأنها الأساس الذي تبنى عليه جميع الأعمال  .. [1]

المسألة السادسة عشر  : ـ

معنى لا إله إلا الله، وهو أنه لا معبود حق إلا الله، فهي نفي وإثبات. نفي للإلهية عن غير الله وإثبات لها بحق لله وحده سبحانه وتعالى، فالإلهية التي يوصف بها غير الله باطلة وهي لله وحده بحق ثابتة له سبحانه وتعالى كما قال عز وجل: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} فالعبادة لله وحده دون كل ما سواه، وأما صرف الكفار لها لغيره سبحانه فذلك باطل ووضع لها في غير محلها، قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ

وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}  " موقع العلامة ابن باز رحمه الله "

المسألة السابعة عشر : ـ

فضائل " لا إله إلا الله "

1/ هي نجاة من النار      

 2/ توجب المغفرة .      

3/ أحسن الحسنات .      

4/ تمحو الذنوب والخطايا .

5/ تجدد ما درس من الإيمان في القلب              

 6/ لا يعدلها شيء في الوزن .

7/ ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه إذا كان قالها مخلصاً .

8 / أفضل ما قاله النبيون .   

9/ أفضل الذكر .

10/ أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفاً في الأجر وتعدل عتق رقبة وتكون حرزاً من الشيطان .

11/ أنها أمان من وحشة القبر وهول الحشر .

12/ شعار المؤمنين إذا قاموا من القبور .

13/ أن قائلها لا يخلد في النار  "  هذه الفضائل ذكر لها الحافظ ابن رجب أدلة من القرآن والسنة الصحيحة "

14 ـ أعظم نعمه أنعمها الله على عبادة " كلمة التوحيد "

15 ـ هي العروة الوثقى ..

المسألة الثامنة عشر   : ـ " براهين  كلمة  " لا اله الا الله "

البراهين والأدلة الدالة على وحدانية الله كثيرة منها:

.1- برهان الفطرة:

فجميع الخلق مفطورون على معرفة الله والإقرار به. قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ  النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ  "

2- برهان الخلق والإبداع:

فالله وحده هو المتفرد بالخلق والإبداع، فيجب أن يفرد بالعبادة وحده.

قال الله تعالى: {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ "

3- النظر في السماء وما فيها من المخلوقات العظيمة:

قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا  "

. 4- النظر في الأرض وما فيها من العجائب والآيات:

قال الله تعالى: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ "

.5- النظر في عجائب خلق الإنسان:

قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ " .

وقال الله تعالى: وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ  "

. 6- النظر في عجائب خلق المخلوقات وتدبيرها وتصريفها:

قال الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ  وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ

 بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ  "

7- النظر في مظاهر قدرة الله وجلاله:

قال الله تعالى:

{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا"

.8- النظر إلى سعة علم الله عز وجل

قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "

9- النظر في سعة رحمة الله وفضله:

قال الله تعالى: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ "

الله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ

وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ  "

10 - النظر إلى غنى الخالق، وفقر المخلوقات كلها إليه:

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ  "

المسألة التاسعة عشر  :

شروط لا إله إلا الله ...

1- العلم بمعناها نفياً وإثباتاً المنافي للجهل .

2- اليقين المنافي للشك والريب .

3- الإخلاص المنافي للشرك والرياء .

4- الصدق المنافي للكذب .

5- المحبة المنافية للبغض والكره .

6- الانقياد المنافي للترك.

7- القبول المنافي للرد

المسألة السابعة : ـ

" نواقض الإسلام "

الناقِض الأول:

الشِّرك في عبادة الله، وهو أعظم ذنبٍ عُصِيَ الله به؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ

يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً بَعِيدًا ﴾

الناقِض الثاني:

مَنْ جَعَلَ بينه وبين الله وسائطَ؛ يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكَّل عليهم؛ فقد كفر إجماعًا؛ قال تعالى: ﴿ أَلا لِلَّهِ الدِّين

الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى  "

 الناقِض الثالث:

من لم يُكَفِّر المشركين أو شَكَّ في كُفرهم، أو صحَّح مذهبهم؛ لأن الله - عزَّ وجلَّ - كفَّرهم في آياتٍ كثيرة، وَأَمَرَ بعداوتهم؛لافترائهم الكذبَ عليه، ولا يُحْكَم بإسلام المرء حتى يكفِّر المشركين، فإن توقَّف في ذلك أو شكَّ في كفرهم مع

تبيُّنه؛ فهومثلهم.أما مَنْ صحَّح مذهبهم، واستحسن ما هم عليه من الكفر؛ فهو كافرٌ بإجماع المسلمين؛ لأن الإسلام هو

 الاستسلام لله بالتَّوحيد، والانقياد له بالطَّاعة، والبراءة من الشِّرك وأهله، وهذا والى أهلَ الشِّرك، فضلاً عن أن يكفِّرهم؛ قال تعالى: ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ 

 الناقِض الرابع:

مَنِ اعتقد أنَّ غير هدْيِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أكْمَلُ مِن هدْيِه، أو أنَّ حُكْمَ غيرِه أحسنُ من حُكْمِه، كالذي يفضِّل

حكمَ الطواغيت على حُكْمِه، وتمثيل ذلك بالذين يقولون: إنَّ إنفاذَ حُكْم الله في رجم الزَّاني المحصَن، أو قطع يد السَّارق

لايناسب هذا العصر الحاضر؛ لأنَّ زماننا قد تغيَّر عن زمن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم –

الناقِض الخامس:

"مَن أبغض شيئًا مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولو عمل به كَفَرَ"، وهذا باتِّفاق العلماء، وقد نال المنافقون النَّصيب الأكبر من هذه الخَصْلة، وهم يعملون ببعض شرائع الإسلام الظاهرة؛ ولكنهم في الخفاء يُضمِرون البُغض والكراهية لشريعة الإسلام وأهلها، ويتربَّصون بهم الدَّوائر؛ قال تعالى: ﴿ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾

 الناقِض السادس:

مَنِ استهزأ بشيءٍ من دين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو ثوابه أو عقابه كَفَر؛ والدليل قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾

الناقِض السابع:

السِّحر، ومنه الصَّرْف والعَطْف، فمَن فعله أو رضي به كَفَر؛ قال تعالى: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُوا "  

أما الصَّرْف: فهو صَرْف الرجل عمَّا يهواه؛ كصَرْفه مثلاً عن محبِّة زوجِه إلى بغضها، والعَطْف: عمل سحريٌ كالصرف، ولكنه عَطْفُ الرجل عمَّا لا يهواه إلى محبَّته، والسِّحر محرَّمٌ بجميع طُرُقه، وفي جميع الشرائع.

 الناقِض الثامن:

مُظاهرة المشركين، ومعاونتهم على المسلمين، والدَّليل على ذلك قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ

وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾

 الناقِض التاسع:

مَنِ اعتَقَدَ أنَّ بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - - فهو كافرٌ؛ لأنه مُكَذِّبٌ لقَوْل الله –

 تعالى -:﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾

 ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾

 الناقِض العاشر:

الإعراض عن دين الله، لا يتعلَّمه، ولا يعمل به؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ

الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ﴾

  المسألة العشرون :ـ

مسألة الربوبية : ـ     الله خلقنا ورزقنا ..

 ودليل أن الله خلقنا ..  دليل سمعي وعقلي ..

الدليل السمعي على الخلق قوله تعالى : " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلًا ۖ وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ۖ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ"

والدليل العقلي قوله تعالى "  أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ  "

والخلق من براهين التوحيد قال تعالى " وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُون "

ادلة الرزق من الكتاب والسنة ..

من الكتاب قوله تعالى : "  إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ  "

من السنة " عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل الله إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وعمله وأجله وشقي أو سعيد فو الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) متفق عليه

من العقل : الله خلقنا فلا نعيش الا على طعام وشراب والطعام والشراب خلقه الله تعالى ..

المسألة الواحدة وعشرون مسألة الألوهية : ـ

فإذا عرفت أن الله خلقنا ورزقنا نعرف ان الله تعالى أمر بالألوهية وهي أن الله خلقنا للعبادة ولم يتركنا هملا ً

 قال تعالى : " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ "

وارسل إلينا الرسل قال تعالى : "  إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولًا  فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ

الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا "   قَالَ تَعَالَى مُخَاطِبًا لِكُفَّارِ قُرَيْش وَالْمُرَاد سَائِر النَّاس " إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا

عَلَيْكُمْ " أَيْ بِأَعْمَالِكُمْ   ..

" كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْن رَسُولًا " فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا  " قَالَ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَقَتَادَة

وَالسُّدِّيّ وَالثَّوْرِيّ " أَخْذًا وَبِيلًا " أَيْ شَدِيدًا أَيْ فَاحْذَرُوا أَنْتُمْ أَنْ تُكَذِّبُوا هَذَا الرَّسُول فَيُصِيبكُمْ مَا أَصَابَ فِرْعَوْن حَيْثُ

أَخَذَهُ اللَّه أَخْذ عَزِيز مُقْتَدِر كَمَا قَالَ تَعَالَى " فَأَخَذَهُ اللَّه نَكَال الْآخِرَة وَالْأُولَى " وَأَنْتُمْ أَوْلَى بِالْهَلَاكِ وَالدَّمَار إِنْ كَذَّبْتُمْ

رَسُولكُمْ لِأَنَّ رَسُولكُمْ أَشْرَف وَأَعْظَم مِنْ مُوسَى بْن عِمْرَان وَيُرْوَى عَنْ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد

وهذه الآية دليل على اثبات عذاب القبر .. وعاقبة كل من خالف الله ورسوله ..

 المسألة الثانية والعشرون مسألة  الشرك : ـ

تعريف الشرك لغة : التسوية ..

الشرك اصطلاحاً : ـ تسوية الخالق بالمخلوق .. " أن تدعوا مع الله ندء "

أقسام الشرك : ـ 

شرك أكبر .. شرك أصغر ..

الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر :

1- أن الأكبر لا يغفر الله لصاحبه إلا بالتوبة، وأما الأصغر فقد اختلف فيه فقيل: إنه تحت المشيئة. وقيل: إن صاحبه إذا

 مات فلابد أن يعذبه الله عليه، لكن لا يخلد في النار.

2- الأكبر محبط لجميع الأعمال، وأما الأصغر فلا يحبط إلا العمل الذي قارنه (على القول الراجح).

3- أن الأكبر مخرج عن الملة الإسلامية، وأما الأصغر فلا يخرج منها ..

4- أن الشرك الأكبر صاحبه خالد مخلد في النار، وأما الأصغر فلا يخلد في النار وإن دخلها كسائر مرتكبي الكبائر  .

5- أن الشرك الأكبر يحل الأنفس والأموال، بعكس الشرك الأصغر، فإن صاحبه مسلم مؤمن ناقص الإيمان، فاسق من

حيث الحكم الديني   .   

أنواع الشرك الأكبر : ـ

1 ـ شرك المحبة ..   2 ـ شرك الدعاء ..    3 ـ شرك العبادة ..

4 ـ شرك الشفاعة ..      5 ـ شرك الاتباع والطاعة ..

 المسألة الثالثة والعشرون الولاء والبراء : ـ

تفسير قوله تعالى : " لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ

أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ

خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ  "

أي: لا يجتمع هذا وهذا، فلا يكون العبد مؤمنا بالله واليوم الآخر حقيقة، إلا كان عاملا على مقتضى الإيمان ولوازمه،

من محبة من قام بالإيمان وموالاته، وبغض من لم يقم به ومعاداته، ولو كان أقرب الناس إليه.

وهذا هو الإيمان على الحقيقة، الذي وجدت ثمرته والمقصود منه، وأهل هذا الوصف هم الذين كتب الله في قلوبهم الإيمان أي: رسمه وثبته وغرسه غرسا، لا يتزلزل، ولا تؤثر فيه الشبه والشكوك.وهم الذين قواهم الله بروح منه أي: بوحيه، ومعونته، ومدده الإلهي وإحسانه الرباني. وهم الذين لهم الحياة الطيبة في هذه الدار، ولهم جنات النعيم في دار القرار، التي فيها من كل ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، وتختار، ولهم أكبر النعيم وأفضله، وهو أن الله يحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا، ويرضون عن ربهم بما يعطيهم من أنواع الكرامات، ووافر المثوبات، وجزيل الهبات، ورفيع الدرجات بحيث لا يرون فوق ما أعطاهم مولاهم غاية، ولا فوقه نهاية وأما من يزعم أنه يؤمن بالله واليوم الآخر، وهو مع ذلك مواد لأعداء الله، محب لمن ترك الإيمان وراء ظهره، فإن هذا إيمان زعمي لا حقيقة له، فإن كل أمر لا بد له من برهان يصدقه، فمجرد الدعوى، لا تفيد شيئا ولا يصدق صاحبها  " " تفسير السعدي "

مسألة أقسام الولاء والبراء : ـ

الولاء والبراء تنقسم الى قسمين : ـ

التولي والمولاة ..

التولي /  التولي جاء في قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}  فالتولي ، محبة الشرك وأهل الشرك ومحبة الكفر

وأهل الكفر أو نصرة الكفار على أهل الإيمان قاصداً ظهور الكفر على الإسلام بهذا الضابط يتضح معنى التولي وهو كفر أكبر وإذا كان من مسلم فهو ردة   ..

أما موالاة الكفار . مولاة الكفار لأجل دنياهم , أو لأجل قراباتهم وضابطها أن تكون محبة أهل الشرك لأجل الدنيا ولا يكون معها نصرة لأنه إذا كان معها نصرة على مسلم بقصد ظهور الشرك على الإسلام صار تولياً , فإذا أحب المشرك

لأجل الدنيا صار نوع من المولاة فهذا محرم ومعصية وليس كفراً " شرح ثلاثة الأصول ، للشيخ صالح آل الشيخ ص : 40 ـ 41 )  "

المسألة الرابعة والعشرون : ـ

معنى الحنيفية : ـ

هي الملة المائلة عن الشرك ، المبنية على الإخلاص لله عزوجل ..

 الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام وهي أن تعبد الله مخلصا له الدين، والحنيفية هي التوحيد، وهي دين الإسلام،

قال تعالى : " (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "   ( انظر شرح الأصول الثلاثة  للشيخ ابن عثيمين )  

المسألة الخامسة والعشرون : 

الغاية التي من أجلها خلق الله الخلق   ..

أخبرنا سبحانه في موضع من كتابه أنه خلق الثقلين لعبادته، فقال عز وجل:  {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا

لِيَعْبُدُونِ} وهذه العبادة التي خلق الله الثقلين من أجلها هي توحيده بأنواع العبادة من الصلاة والصوم والزكاة والحج والسجودوالطواف والذبح والنذر والخوف والرجاء والاستغاثة والاستعانة والاستعاذة، وسائر أنواع الدعاء، ويدخل في ذلك طاعته سبحانه في جميع أوامره وترك نواهيه على ما دل عليه كتابه الكريم وسنة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم، وقد أمر الله سبحانه جميع الثقلين بهذه العبادة التي خلقوا لها، وأرسل الرسل جميعاً، وأنزل الكتب لبيان هذه العبادة وتفصيلها والدعوة إليها، والأمر بإخلاصها لله وحده، كما قال تعالى:"

 يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون "   ( موقع الأمام ابن باز رحمه الله تعالى )   

المسألة السادسة والعشرون : ـ  

أعظم ما أمر الله به هو التوحيد ..

ومعنى التوحيد  التوحيد لغة:  "مصدر وحّد يوحّد، أي جعل الشيء واحداً"،

     معنى التوحيد اصطلاحاً : "إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به".

وأنواعه ثلاثة : ـ الأول: توحيد الربوبية.  الثاني: توحيد الألوهية.   الثالث: توحيد الأسماء والصفات.

   أعظم مانهى عنه هو الشرك " وهو التسوية  "

قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله -: (هو أن يجعل لله نداً يدعوه كما يدعو الله، أو يخافه، أو يرجوه، أو يحبه كحب الله، أو يصرف له نوعاً من أنواع العبادة  )  

المسألة  السابعة والعشرون : ـ

الأصول الثلاثة التي يجب على المسلم معرفتها : ـ وهذه الأصول الثلاثة يشير بها المصنف رحمه إلى الأصول التي

يسأل عنها الإنسان في قبره: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟

 أورد المؤلف رحمه الله تعالى هذه المسألة بصيغة السؤال وذلك من أجل أن ينتبه الإنسان لها؛ لأنها مسألة عظيمة

وأصول كبيرة؛ وإنما قال: إن هذه هي الأُصُولُ الثَّلاثَةُ التِي يَجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ مَعْرِفَتُهَا لأنها هي الأصول التي يسال

عنها المرء في قبره   .. ( شرح الأصول الثلاثة للشيخ محمد بن عثيمين )  

المسألة الثامنة والعشرون :  

معنى  [والرب: هو المعبود].

بعد أن ذكر رحمه الله  الآيات الدالة على ربوبية الله عز وجل انتقل ليبين وجوب إفراده سبحانه وتعالى

بالعبادة، وأن الرب هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له، فقال:  والدليل على ذلك قوله تعالى:"

 يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ *  الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ

بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ "

 قال ابن كثير رحمه الله تعالى: الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة .

وهو المدبر الخالق المالك، وهذا استدلال بتوحيد الربوبية على وجوب إفراد الله بالعبادة، وهو توحيد الإلهية.

وهذا أول أمر في كتاب الله عز وجل، فأول الأوامر في كتاب الله تعالى أمر الله تعالى عباده بإفراده بالعبادة في قوله تعالى : "  يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ  " ( شرح الشيخ  خالد المصلح للأصول الثلاثة )

المسألة  التاسعة والعشرون  : ـ

الدليل على أن العبادة كلها لله تعالى : " وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا " معنى المساجد يحتمل معنين : ـ

1ـ مواضع السجود " وأن المساجد لله " مواضع السجود والأماكن المبنية للصلاة والسجود العبادة لله تبارك وتعالى .

2 ـ يكون المعنى " وأن المساجد لله "  أعضاء السجود وهي الوجه الجبهة والأنف والكفين والركبتين . وأطراف

القدمين ..   ( شرح الشيخ عبد الرزاق البدر للأصول الثلاثة )

المسألة  الثلاثون : ـ

حكم من صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله  ..

: فمن صرف شيء منها لغير الله فهو مشرك كافر, ما الدليل ؟ قال الدليل قوله تعالى :

 (وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚإِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ)[المؤمنون:117]

 فسمى جل وعلا من يدعو غيره ويعبد غيره كافر بالله ,سماه جل وعلا كافر بالله والكافر أعماله كلها باطلة وعباداته

كلها حابطة لا يقبل الله سبحانه وتعالى منها شيء , وإن مات على كفره بالله أدخله الله يوم القيامة نار جهنم مخلداً

فيها أبد الأباد , لا يقضى عليه فيموت ولا يخفف عنه من عذابها , كما قال جل وعلا:

 (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ)

المسألة  الواحدة والثلاثون :  ـ

أهمية الدعاء   ....

(الدعاء هو العبادة) والأنبياء كلهم بعثوا بالدعوة إلى دعاء الله وحدة وصرف العبادة كلها لله جل وعلا دون أن يجعل

معه شريك في شيء من ذلك , قال: والدليل على أن الدعاء عبادة , قول الله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ

إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) 

المسألة الثانية والثلاثون : ـ  

معنى الخوف  وأنواعه  : ـ

الخوف عبادةٌ قلبية مكانها القلب , وهو فزع القلب ووجنه ,وهو عبادة لا تصرف إلا لله جل وعلا , والمراد بالخوف

الذي هو عبادة , ولا يجوز صرفه لغير الله خوف السر , الخوف الباطن الذي يكون في قلب الإنسان الله تعالى:

   (فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)  ( شرح الشيخ عبد الرزاق البدر )

أنواع  الخوف : ـ النوع الأول : ـ

خوف طبيعي كخوف الإنسان من السبع والنار والغرق وهذا لا يلام عليه العبد قال الله تعالى عن موسى عليه الصلاة

والسلام: {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ} لكن إذا كان هذا الخوف كما ذكر الشيخ رحمه الله سبباً لترك واجب أو

فعل محرم كان حراماً؛ لأن ما كان سبباً لترك واجب أو فعل محرم فهو حرام ودليل قَوْلُهُ تَعَالَى:

  {فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}

والخوف من الله تعالى يكون محموداً، ويكون غير محموداً.

فالمحمود ما كانت غايته أن يحول بينك وبين معصية الله بحيث يحملك على فعل الواجبات وترك المحرمات، فإذا

حصلت هذه الغاية سكن القلب واطمأن وغلب عليه الفرح بنعمة الله، والرجاء لثوابه.

 وغير المحمود ما يحمل العبد على اليأس من روح الله والقنوط وحينئذ يتحسر العبد وينكمش وربما يتمادى في

المعصية لقوة يأسه.

النوع الثاني:

 خوف العبادة أن يخاف أحداً يتعبد بالخوف له فهذا لا يكون إلا لله تعالى. وصرفه لغير الله تعالى شرك أكبر.

النوع الثالث:

 خوف السر كأن يخاف صاحب القبر، أو ولياً بعيداً عنه لا يؤثر فيه لكنه يخافه مخافة سر فهذا أيضاً

ذكره العلماء من الشرك. ( شرح الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله )

المسألة  الثالثة  والثلاثون : ـ

أركان العبادة : ـ

العبادات تقوم على أركان ثلاثة في القلب :وهي المحبة والرجاء والخوف.

 فالمحبة عبادة والرجاء عبادة والخوف عبادة .   قال الله سبحانه  وتعالى : ـ  (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ

الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ) ( شرح الشيخ عبد الرزاق البدر )

المسألة الرابعة والثلاثون : ـ

  الرجاء : ـ (ودليل الرجاء قوله تعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا}

 والرجاء: "  هو الطمع في الفضل والعفو والرحمة. " وقد جمع الله بين هذين الوصفين -الخوف والرجاء- في قوله:

{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً} 

وقد جمع الله بين هذين الوصفين -الخوف والرجاء- في قوله:

 {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً}

وقال تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً} [السجدة:16]

 والطمع هو: الرجاء.فالرجاء: هو طلب المحبوب.  والخوف: هو الحذر من المرهوب والمكروه، فالخوف من الله:

                 خوف من عذابه ومن سخطه.  ( شرح الأصول للشيخ عبد الرحمن البراك  )

الفرق بين الرجاء والتمني : ـ

و الفرق بين الرجاء و التمني  : ـ أ ن التمني يكون مع الكسل ولا يسلك بصاحبه طريق الجد والاجتهاد ،

و الرجاء يكون مع بذل الجهد وحسن التوكل .

فالأول : كحال من يتمنى أن يكون له أرض يبذرها ويأخذ زرعها.

والثاني : كحال من يشق أرضه ويفلحها ويبذرها ويرجو طلوع الزرع ولهذا أجمع العارفون على أن الرجاء لا يصح

إلا مع العمل"   .  ( مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله 2 / 35 )

أنواع الرجاء  : 

والرجاء ثلاثة أنواع : نوعان محمودان ، ونوع غرور مذموم .

فالأولان رجاء رجل عمل بطاعة الله على نور من الله . فهو راج لثوابه . ورجل أذنب ذنوبا ثم تاب منها . فهو راج

لمغفرة الله تعالى وعفوه وإحسانه وجوده وحلمه وكرمه .  والثالث : رجل متماد في التفريط والخطايا . يرجو رحمة

الله بلا عمل . فهذا هو الغرور والتمني والرجاء الكاذب  .. ( مدارج السالكين لابن القيم )

المسألة  الخامسة والثلاثون : ـ ـ 

معنى التوكل: وهو اعتماد القلب على الله، وتفويض الأمور كلها إليه . ودليل التوكل قوله تعالى:

{وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}   ( شرح الأصول الثلاثة للشيخ  البراك )   

 والتوكل هو صدق اعتماد القلب على اللّه تعالى في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة  

 وقال ابن القيم رحمه الله: "التوكل نصف الدين، والنصف الثاني الإنابة؛ فإن الدين استعانة وعبادة، فالتوكل هو

الاستعانة والإنابة هي العبادة"   ( مدارج السالكين لابن القيم )  

أنواع التوكل على الله  : ـ

 ـ التوكل على الله في حصول ما يحبه هو ويرضاه من الإيمان واليقين والجهاد والدعوة إليه .

ـ التوكل علي الله  في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية, أو دفع مكروهاته ومصائبه الدنيوية.  ( الفوائد لابن القيم )  

 ـ التوكل على الله وهو من تمام الإيمان وعلامات صدقه  ..

 ـ توكل السر بأن يعتمد على ميت في جلب منفه أو دفع مضره فهذا شرك أكبر  ..

 ـ التوكل على الغير فيما يتصرف فيه المُتَوَكِل بحيث ينيب غيره في أمور تجوز فيه النيابه فهذا لا بأس به   ..

 

المسألة  السادسة والثلاثون : ـ

{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ- وَيَدْعُونَنَا رَغَباً  وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }

" معنى الرغبة والرهبة والخشوع ....

الرغبة:    ـ    محبة الوصول الى الشيء المحبوب .

الرهبة:   ـ     الخوف المثمر للهرب من المخوف فهي خوف مقرون بعمل .

الخشوع:   ـ    الذل لعظمة الله بحيث يستسلم لقضائه الكوني والشرعي  .

المسألة  السابعة والثلاثون  : ـ

الخشية : ـ قوله تعالى: {فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي  "

الخشية " الخوف المبني على العلم بعظمة من يخشاه وكمال سلطانه " قال تعالى:

 " انما يخشى الله من عباده العلماء "

فهي أخص من الخوف .. " شرح الشيخ محمد بن عثيمين " الأصول الثلاثة "

   ثمار الخشية من الله :

1- الهداية والصلاح : قال تعالى : " إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ

يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ  "  .

2- الفوز والفلاح : "  وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ  "  (52) سورة النور .

3- المغفرة والأجر الكبير: قال تعالى : \" قال تعالى : "  إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ   "

4- الفرج والنجاة :عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ - رضى الله عنهما - قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:انْطَلَقَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَوُا الْمَبِيتَ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ ، فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الْغَارَ فَقَالُوا إِنَّهُ لاَ يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلاَّ أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمُ اللَّهُمَّ كَانَ لي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ ، وَكُنْتُ لاَ أَغْبِقُ قَبْلَهُمَا أَهْلاً وَلاَ مَالاً ، فَنَأَى بِى في طَلَبِ شيء يَوْمًا ، فَلَمْ أُرِحْ عَلَيْهِمَا حَتَّى نَامَا ، فَحَلَبْتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ وَكَرِهْتُ أَنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُمَا أَهْلاً أَوْ مَالاً ، فَلَبِثْتُ وَالْقَدَحُ عَلَى يَدَىَّ أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُمَا حَتَّى بَرَقَ الْفَجْرُ ، فَاسْتَيْقَظَا فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا ما نحن  فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ  فَانْفَرَجَتْ شَيْئًا لاَ يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ.

5 - دخول الجنة والنجاة من النار : قال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ   جَزَاؤُهُمْ

عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ "

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:عَيْنَانِ لاَ تَمَسُّهُمَا النَّارُ : عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ في سَبِيلِ اللَّهِ.أخرجه الترمذي (1639).   ( موقع صيد الفوائد )

المسألة  الثامنة  والثلاثون : ـ

قال تعالى " وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ  "

الإنابة هي الرجوع الى الله بالقيام بطاعته واجتناب معصيته ولا تكون الا لله   ..

قسم ابن القيم رحمه الله الناس في إنابتهم إلى الله إلى عدة درجات  : ـ

 فمنهم المنيب إلى الله بالرجوع إليه من المخالفات والمعاصي،وهذه الانابه مصدرها مطالعه الوعيد …

ومنهم المنيب إليه بالدخول في أنواع العبادات والقربات…وهذه الانابه مصدرها الرجاء ومطالعه الوعد..

 ومنهم المنيب إلى الله بالتضرع والدعاء… والافتقار إليه والرغبة وسؤال الحاجات كلها منه. ومصدره هذه الانابه

شهود الفضل والمنه والكرم والقدره ..)  ( طريق الهجرتين لابن القيم رحمه الله )

   المسألة  التاسعة والثلاثون : ـ

 الاستعانة والاستغاثة والاستعاذة

قال تعالى : "  إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"     

  الاستعانة طلب العون وهي أنواع:

الأول: الاستعانه بالله وهي المتضمنه لكمال الذل من العبد لربه وتفويض الأمر إليه وهذه لا تكون الا لله ودليلها قوله تعالى"إياك نعبد وإياك نستعين"  ...

الثاني: الاستعانه المخلوق على أمر يقدر عليه فإن كانت على بر فهي جائزة للمستعين مشروعه للمعين لقوله

تعالى"وتعاونوا على البر والتقوى" وإن كانت على إثم فهي حرام على المستعين والمعين لقوله تعالى

"ولا تعاونوا على الإثم والعداون"وإن كانت على مباح فهي جائزة للمستعين والمعين  ..

الثالث :الاستعانه بالأموات مطلقا أو بالأحياء على أمر غائب لا يقدرون على مباشرته فهذا شرك  ..

  الاستعاذة : ـ  قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ  }

الاستعاذة هي طلب الاعاذة وهي الحماية من مكروه

  والاستعاذة انواع:

الأول: الاستعاذة بالله وهي المتضمنة لكمال الافتقار اليه والاعتصام به وتمام حمايته من كل شيء حاضر أو مستقبل

الثاني: الاستعاذة بصفة من صفاته ككلامه وعظمته وعزته ودليل ذلك قوله –صلى الله عليه وسلم- "أعوذ بكلمات الله التامات"

وقوله "اعوذ بعظمتك ان أغتال من تحتي" وقوله في دعاء الألم"أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر"

الثالث :الإستعاذة بالأموات أو الأحياء القادرين على العوذ فهذا شرك ومن قوله تعالى"وأنه كان رجال من الإنس

يعوذون رجال من الجن فزادوهم رهقا ."

  مواضع الاستعاذة : ـ

عند قراءة القرآن .. عند دخول الخلاء .. عند قراءة الأذكار .. عند الجماع ..  ..  عند النوم ..   عند الوسواس في

الصلاة عند نزول مكان ..   عند الفزع من النوم .. عند الغضب ..  عند المرض والحمى ..

الاستغاثة     : ـ

قال تعالى : "    {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ "

الاستغاثة هي طلب الغوث وهي الانقاذ من الشدة والهلاك وهو اقسام:

الأول: الإستغاثة بالله وهذا من أفضل الأعمال وهو دأب الرسل وأتباعهم ودليله قوله تعالى"إذ تستغيثون ربكم...الاية"

 الثاني: الاستغاذة بالأموات أو بالأحياء غير الحاضرين القادرين على الاغاثة فهذا شرك لأنه لا يفعله الا من يعتقد أن لهم تصرفا في الكون.

المسألة الأربعون : ـ   

  قال تعالى { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ  "

الذبح ازهاق الروح بإراقة الدم على وجه مخصوص ويقع على وجوه:

الاول: ـ أن يقع عبادة بقصد تعظيم المذبوح له والتذلل إليه فهذا لا يكون الا لله على الوجه الذي شرعه

   وصرفه لغير الله شرك أكبر

الثاني: أن يقع إكراما للضيف أو وليمة لعرس فهذا مأمور به إما وجوب أو استحباب لقوله-صلى الله عليه وسلم- "من كان يؤمن بالله

واليوم الآخر فليكرم ضيفه" وقوله لعبد الرحمن بن عوف"أولم ولو بشاة".

الثالث: أن يقع على وجه التمتع بالأكل أو الاتجار به فهذا من قسم المباح

النذر ... (ودليل النذر قوله تعالى    "يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا"))

وجه الدلاله من الآية أن الله أثنى عليهم لإيفائهم بالنذر وهذا يدل على أن الله يحب ذلك وكل محبوب لله من الأعمال فهو عبادة.

والنذر الذي امتدح الله هؤلاء القائمين به هو جميع العبادات التي فرضها الله عز وجل فإن العبادات الواجبه

إذا شرع فيها الإنسان فقد التزم بها ودليل ذلك قوله تعالى"ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق"

أما النذر الذي هو الزام الإنسان نفسه بشيء ما أو طاعة لله غير واجبة حكمه : ـ  مكروه  

صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر وقال" إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل" ومع ذلك فإذا نذر الإنسان طاعة لله وجب عليه فعلها لقوله-صلى الله عليه وسلم-"من نذر أن يطيع الله فليطعه".  ( شرح الأصول الثلاثة لابن عثيمين )  

المسألة  الواحدة والأربعون : ـ

الفرق  بين الدعاء والاستغاثة : ـ

ـ الفرق بين الاستغاثة والدّعاء. أنّ الاستغاثة لا تكون إلّا من المكروب وأمّا الدّعاء فإنّه أعمّ من ذلك؛ إذ إنّه يكون من

المكروب وغيره   ..

المسألة الثانية  والأربعون : ـ

  معرفة دين الإسلام بالأدلة .

الإسلام  "   وهو الاستسلام لله بالتوحيد , والانقياد له بالطاعة ، والبراءة من الشرك وأهله  "

الإسلام هو الاستسلام لله والخضوع له بفعل أوامره وترك نواهيه، هذا هو الإسلام، إن الدين عند الله الإسلام، الإسلام

يعني الانقياد والذل لله في توحيده والإخلاص له وطاعة أوامره وترك نواهيه   ..  ( موقع الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى )  

 قال تعالى: "  إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ  ". وسمي المسلم مسلما: لأنه منقاد لله ذليل مطيع له سبحانه في فعل ما أمر

وترك ما نهى ، ويطلق الإسلام على جميع ما أمر الله به ورسوله: من صلاة وصوم وحج وإيمان ، وغير ذلك ، كله

يسمى إسلاما ، كما قال الله عز وجل:"   الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا  " ،

وقال سبحانه:  " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ "  .

 فالمسلم هو المنقاد لأمر الله؛ قولا وعملا وعقيدة ، والإسلام هو الانقياد لأمر الله ، والتسليم لأمر الله ، والذل لأمر الله

 من جميع الوجوه.   ( فتاوى نور على الدرب قسم العقيدة )

والإسلام بالمعنى الثاني ينقسم إلى عام وخاص:

العام: هو الدين الذي جاء به الأنبياء جميعا. وهو عبادة الله وحده لا شريك له.

والخاص: هو ما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (لفظ الإسلام يجمع معنيين: أحدهما: الانقياد والاستسلام. والثاني: إخلاص ذلك،

وإفراده.. وعنوانه قول: لا إله إلا الله  "    ( مجموع فتاوى ابن تيميه رحمه الله )

المسألة  الثالثة  والأربعون : ـ

أركان الإسلام . التي يبنى عليها، كما دل على ذلك ما جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما

قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة،  وإيتاء الزكاة، والحج وصوم رمضان)) " رواه البخاري مسلم "

المسألة الرابعة  والأربعون  : ـ

    معنى التوحيد لغة وشرعاً ..

ا لتوحيد في اللغة: مشتق من وحد الشيء إذا جعله واحداً، فهو مصدر وحد يوحد، أي: جعل الشيء واحداً.

وفي الشرع: إفراد الله - سبحانه - بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات  ..( القول المفيد للشيخ ابن عثيمين )

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: ليس التوحيد مجرد إقرار العبد بأنه: لا خالق إلا الله، وأن الله رب كل شيء ومليكه،

كما كان عباد الأصنام مقرين بذلك وهم مشركون، بل التوحيد يتضمن من محبة الله، والخضوع له، والذل له، وكمال

 الانقياد لطاعته، وإخلاص العبادة له، وإرادة وجهه الأعلى بجميع الأقوال والأعمال، والمنع والعطاء، والحب والبغض، ما يحول بين صاحبه وبين الأسباب الداعية إلى المعاصي والإصرار عليها، ومن عرف هذا عرف قول النبي

صلى الله عليه وسلم: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)  ..

المسألة  الخامسة  والأربعون : ـ

معنى الانقياد له بالطاعة : الإذعان لله تعالى بفعل الأوامر وترك النواهي .. قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا

 اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ "

عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم ) متفق عليه.

المسألة  السادسة  والأربعون : ـ  

البراءة من الشرك وأهله .. قال الشيخ ابن باز رحمه الله: قد دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على وجوب

البراءة من المشركين واعتقاد كفرهم متى علم المؤمن ذلك، واتضح له كفرهم وضلالهم.

كما قال الله عز وجل في كتابه العظيم: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾  أي: لعلهم يرجعون إليها في تكفير المشركين والبراءة منهم،

والإيمان بأن الله هو معبودهم الحق سبحانه وتعالى .. ( موقع الألوكة الشرعية أشراف د . سعد الحميد )  

  المسالة السابعة  والأربعون  : ـ الفرق بين الإسلام والايمان ..

الإيمان هو الإسلام، والإسلام هو الإيمان عند الإطلاق؛ لأن الإيمان تصديق القلوب وكل ما يتعلق بالإسلام من قول وعمل، والإسلام كذلك هو الانقياد لله والخضوع له بتوحيده والإخلاص له وطاعة أوامره وترك نواهيه، فإذا أطلق أحدهما شمل الآخر، كما قال عز وجل: " إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ.."  يعني والإيمان داخل في ذلك، أما إذا جمعا فإن

الإسلام هو الأعمال الظاهرة، والإيمان هو الأعمال الباطنة  .. ( موقع الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى )  

المسألة الثامنة  والأربعون : ـ  

لمعرفة " لا إله الا الله يستلزم معرفة ..

*         معناها ..

*        أركانها ..

*        فضائها ..

*       نواقصها ..

*       نواقضها ..

*       شروطها ..

معناها ..

شهادة أن لا إله إلا الله: لا معبود حق إلا الله، وهي تنفي الإلهية بحق عن غير الله سبحانه، وتثبتها بالحق لله وحده، كما قال الله عز وجل في سورة الحج: "  ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ  "

أركانها .. النفي والاثبات .. نفي جميع ما يعبد من دون الله ..  اثبات العبادة لله تعالى وحده ..

فضائلها ..

*وهي أصل الدين وأساسه ورأس أمره \"فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا" فلا إله إلا الله..

*هي كلمة التقوى : وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا.

* وهي القول الثابت : " يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ."

*  وهي الكلمة الطيبة: " ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء " 

 * وهي التي من أَجْلِها أرسل الله الرسل، فما من رسول إلا ودعا قومه إلى «لا إله إلا الله»،

 وهي أعلى شعب الإيمان؛ يقول صلى الله عليه وسلم«الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق».

* وهي أفضل الذكر،. ففي الحديث: «أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله ».

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) )

شروطها : ـ

شروط لا إله إلا الله :

الأول : العلم بمعناها نفياً وإثباتاً.

الثاني : اليقين ، وهو : كمال العلم بها ، المنافي للشك والريب .

الثالث : الإخلاص المنافي للشرك.

الرابع : الصدق المنافي للكذب .

الخامس : المحبة لهذه الكلمة ، ولما دلت عليه ، والسرور بذلك .

السادس : الانقياد لحقوقها ، وهي : الأعمال الواجبة ، إخلاصاً لله ، وطلباً لمرضاته .

السابع : القبول المنافي للرد "

نواقضها : ـ 

1- الشرك في عبادة الله ومن ذلك دعاء الاموات والاسثغاثه بهم والنذرر والذبح

2- من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسالهم الشفاعة ويتوكل عليهم فقد كفر اجماعا

3- من لم يكفر المشركين او شك في كفرهم او صحح مذهبهم كفر

4- من اعتقد ان هدي غير النبي صلي الله عليه وسلم اكمل من هديه اوان حكم غيره احسن من حكمه فهو كافر

5- من ابغض مما جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر  .. 

6- من استهزا بشئ من دين الرسول صلى الله عليه وسلم او ثوابه او عقابه كفر .. 

7- السحر فمن فعله او رضي به كفر   ..

8- مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين  .. 

9- من اعتقد ان بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر   ..

10- الاعراض عن دين الله لايتعلمه ولا يعمل به   ..

نواقصها : ـ

 من أتى بمعصية من المعاصي التي دون الشرك نقص دينه، وضعف إيمانه، ولم يكفر كالذي يزني أو يشرب الخمر،  وهو يؤمن بتحريمها فإن دينه يكون ناقصاً، وإيمانه ضعيفاً، وهو على خطر إذا مات على ذلك من دخول النار والعذاب  فيها، ولكنه لا يخلد فيها إذا كان قد مات موحداً مسلماً، بل له أمد ينتهي إليه حسب مشيئة الله سبحانه وتعالى، ولكنه لا يكون آمنا، بل هو على خطر من دخول النار؛ لأن إيمانه قد ضعف ونقص بهذه المعصية، التي مات عليها ولم يتب 

المسألة التاسعة والأربعون  : ـ

الركن الثاني من معنى" شهادة أن لا إله إلا الله وإن محمد رسول الله "

اسمه : ـ 

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، وَهَاشِمٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَقُرَيْشٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَالْعَرَبُ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلاةِ وَالسَّلامِ  ..

معجزات الرسول "  عليه الصلاة والسلام "

معجزات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ  ونبوءات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثيرة أيضا لا تكاد تحصى . القرآن أول معجزاته   ..

والجمادات نطقت بين يديه وشهدت له بالرسالة ، وانشق له القمر ، وعدد من المرضى برأ بدعائه أو بلمسة يده ،

والطعام كُثِّر ببركته عدة مرات يوم الأحزاب ويوم تبوك ويوم عمرة القضاء  ,  والشاة العجوز التي لا تلد حلبت حين مسّ ضرعها بيده الشريفة  ، والماء نبع من بين أصابعه ،  والجذع حنَّ لفراقه ..

ما يجب علينا  تجاه النبي " صلى الله عليه وسلم "

1ـ أول هذه الواجبات أن نؤمن برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إيمانًا يكون له أثرُه في القلب؛ بالحب والتوقير والتعظيم 

 قال تعالى: ﴿ يَا َيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

2 ـ  الطاعة والاتِّباع له، والتحاكُم إليه، والانقياد لحُكمه برضًا وتسليم قال تعالى : ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾ 

3 ـ محبته ـ أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحبَّ للمؤمن من نفسه وولده وجميع الخلق  ومحبة أهل بيته ..

 مع الأحاديث الصحيحة المشهورة؛ كما في الصحيح من قول عمر - رضي الله عنه -: ((لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك))  وقال: ((لا يُؤمن أحدُكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجْمعين))

4 ـ  ـ الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - والتسليم عليه، وسؤال الوسيلة له؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا  الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ 

 5  ـ التمسُّك بسُنته، وترْك الابتداع في دينه؛ ففي حديث العرباض بن سارية، قال - صلى الله عليه وسلم -:((فعليكم بسُنتي وسُنة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومُحدثاتِ الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة)).

6 ـ  الاستجابة له في العمل بشريعته وتطبيقها في مناحي الحياة، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾  

ـ نماذج من حب الصحابة للرسول " صلى الله عليه وسلم ..

ـ وهذا زيد بن الدَّثِنَة رضي الله عنه كان أسيرًا في مكة، فبعث به صفوان بن أمية بن خلف مع مولى له يقال له نسطاس إلى التنعيم ليقتله بأبيه، واجتمع رهط من قريش، فيهم أبو سفيان بن حرب، فقال له أبو سفيان حين قُدِّم ليُقتل: أنشدك الله يا زيد، أتحب أن محمدًا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك؟ قال زيد: والله ما أحب أن محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأني جالس في أهلي. قال أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحدًا يحب أحدًا كحب أصحاب محمد لمحمد   ..   

وقال عمرو بن العاص: وما كان أحد أحب إليَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجلَّ في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه  ..  

قال ابن هشام : وقاتلت أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية يوم أحد ، فذكر سعيد بن أبي زيد الأنصاري أن أم سعد بنت سعد بن الربيع كانت تقول : دخلت على أم عمارة ، فقلت لها : يا خالة ، أخبريني خبرك . فقالت : خرجت أول النهار أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء ، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه ، والدولة والريح للمسلمين ، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقمت أباشر القتال ، وأذب عنه بالسيف ، وأرمي عن القوس ، حتى خلصت الجراح إلي . قالت : فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور ، فقلت لها : من أصابك بهذا ؟ قالت : ابن قمئة أقمأه الله ، لما ولى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يقول : دلوني على محمد ، لا نجوت إن نجا . فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير وأناس ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني هذه الضربة ، ولقد ضربته على ذلك ضربات ، ولكن عدو الله كانت عليه درعان  ..

ـ  منزلة الرسول " صلى الله عليه وسلم "

 فانظر إلى هذا الاصطفاء، وهذه المنزلة للنبي صلى الله عليه وسلم عند ربه جل وعلا، وجلَّى الله تعالى هذه المنزلة وهذا الاصطفاء وبيَّنه أيما بيانٍ حينما أراد الله أن يُكرِّم نبيه صلى الله عليه وسلم ويُسرِّي عنه ويُواسيه، فاستضافه عنده  فوق سبع سموات، وذلك في رحلة الإسراء والمعراج، فما أعظمَها من مكانة، وما أسماها من مَنزلة! ولكنها حق من الحق لحبيب الحق محمد صلى الله عليه وسلم.  ورفع الله اسمه وذكره في المنابر وفي المساجد ويوم الجمعة ويوم عرفة ..

ـ   ثم إن الله تعالى قد اختصَّ نبيَّه صلى الله عليه وسلم بأمور في ذاته في الدنيا إضافة إلى ما ذُكِر  .. 

الله تعالى  أخذ له العهد والميثاق على النبيين، وختَم الله به الأنبياء والمرسلين كما أن الله جعَل رسالتَه للناس كافة، وجعله الله رحمةً مُهداة، وكما بيَّنا من قبل أن الله أيَّده بالمعجزة الخالدة الباقية، ألا وهي القرآن الكريم، كما أن الله تعالى قد اختصَّه بأمور في ذاته في الآخرة؛ مِثل الوسيلة والفضيلة والشفاعات العظمى والكوثر والحوض، وأنه أول مَن تُفتَح له أبواب الجنة وغير ذلك.

وكذلك اختصَّ الله أمتَه بأمور في الدنيا منها الخيريَّة؛ فجعلها خيرَ أمةٍ أُخرِجت للناس، وأحلَّ الله لها الغنائم، وتَجاوَز لها عن الخطأ والسهو والنسيان، وحفظها الله من الاستئصال، واختصَّها كذلك بيوم الجمعة  وغير ذلك، وكذلك اختَصَّ  الله أمته بأمور في الآخرة؛ منها أنها ستكون الأمة الشاهِدة على باقي الأمم، وأنها أول مَن تجتاز الصراط، وأنها تتميَّز  بين سائر الأمر بالغُرِّ المُحجَّلين، وهي أكثر أهل الجنة، وهي الأمة الآخرة السابقة في دخول الجنة، إلى غير ذلك؛  فهذه إشارة عابرة لبيان مكانة ومنزلة النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه تعالى  ..  ( موقع طريق الإسلام " مكانة النبي صلى الله عليه وسلم )

ـ صفات الرسول صلى الله عليه وسلم

 كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقاً وأكرمهم وأتقاهم ، عن أنس رضي الله عنه قال" كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا"

- الحديث رواه الشيخان وأبو داود والترمذي.

قالت عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام ، قالت : ( كان خلقه القرآن) صحيح مسلم.

فهذه الكلمة العظيمة من عائشة رضي الله عنها ترشدنا إلى أن أخلاقه عليه الصلاة والسلام هي اتباع القرآن ، وهي الاستقامة على ما في القرآن من أوامر ونواهي ، وهي التخلق بالأخلاق التي مدحها القرآن العظيم وأثنى على أهلها والبعد عن كل خلق ذمه القرآن.

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم صار امتثال القرآن أمراً ونهياً سجيةً له وخلقاً .... فمهما أمره القرآن فعله ومهما نهاه عنه تركه، هذا ما جبله الله عليه من الخُلق العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم وكل خُلقٍ جميل  .. 

أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله :

كان صلى الله خير الناس وخيرهم لأهله وخيرهم لأمته من طيب كلامه وحُسن معاشرة زوجته بالإكرام والاحترام ، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) سنن الترمذي .

وكان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّف إليهم ويتودّد إليهم ،فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم ، وكان من شأنه صلى الله عليه وسلم أن يرقّق اسم عائشة ـ رضي الله عنها ـ كأن يقول لها: (يا عائش ويقول لها: (يا حميراء) ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها: (يا ابنة الصديق) وما ذلك إلا تودداً وتقرباً وتلطفاً إليها واحتراماً وتقديراً لأهلها.  (وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم وضع ركبته لتضع عليها زوجه صفية رضي الله عنها رجلها حتى تركب على بعيرها) رواه البخاري.

ومن دلائل شدة احترامه وحبه لزوجته خديجة رضي الله عنها، إن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها (صديقاتها)،

وذلك بعد مماتها وقد أقرت عائشة رضي الله عنها بأنها كانت تغير من هذا المسلك منه - رواه البخاري.

عدل النبي صلى الله عليه وسلم :

فعن أم سلمة ـ رضي الله عنها أنها ـ أتت بطعامٍ في صحفةٍ لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فجاءت عائشة... ومعها فِهرٌ ففلقت به الصحفة، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وهو يقول: (كلوا، غارت أُمكم ـ مرتين ـ ) ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أُم سلمة وأعطى صحفة أُم سلمة عائشة. رواه النسائي وصححه الألباني

قال عليه الصلاة والسلام في قصة المرأة المخزومية التي سرقت : ( ‏والذي نفسي بيده لو كانت فاطمة بنت محمد‏,‏

لقطعت يدها‏)‏.

كلام النبي صلى الله عليه وسلم :

وكان عليه الصلاة والسلام لا يتكلم فيما لا يَعنيه، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وإذا كرِه الشيء‏:‏ عُرِفَ في وجهه

أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال

وعن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم - رواه البخاري واللفظ له ومسلم.

كان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه.

وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها وجاء الحسن والحسين وهما ابنا بنته  وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى ووضعهما بين يديه ثم قال صدق  الله ورسوله(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)  نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.

أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الخدم:

ومع هذه الشجاعة العظيمة كان لطيفا رحيماً فلم يكن فاحشاً ولا متفحشا ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح. عن أنس رضي الله عنه قال" خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا" - رواه الشيخان وأبو داود و الترمذي.

عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله. وفي رواية ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله - رواه مالك والشيخان وأبو داود.

رحمة النبي صلى الله عليه وسلم

قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107)

وعندما قيل له ادع على المشركين قال صلى الله عليه وسلم "إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة" - رواه مسلم.

" قال عليه الصلاة والسلام : اللهم إنما أنا بشر ، فأيُّ المسلمين سببته أو لعنته ، فاجعلها له زكاة و أجراً " رواه مسلم

كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئاً ، فشقَّ عليهم ، فاشقُق عليه ، و من ولي من أمر أمتي شيئاً  فرفق بهم ، فارفق به )

قال صلى الله عليه وسلم : (هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم) رواه البخاري.

قال تعالى :"  فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ..) 

عفو النبي صلى الله عليه وسلم:

عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم من احسن الناس خلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت له والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به صلى الله عليه وسلم ، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك فقال يا أنس أذهبت حيث أمرتك؟ قلت نعم، أنا أذهب يا رسول الله – فذهبت" رواه مسلم وأبو داود.

تواضعه صلى الله عليه وسلم :

وكان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوتهم دعوة الحر والعبد والغني والفقير ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر.

فكان أبعد الناس عن الكبر ، كيف لا وهو الذي يقول صلى الله عليه وسلم : (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله) رواه البخاري.

مجلسه صلى الله عليه وسلم

كان يجلِس على الأرض، وعلى الحصير، والبِساط، عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه،  ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له" - رواه أبو داود والترمذي بلفظه.

زهده صلى الله عليه وسلم

قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على سرير مزمول بالشريط وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف ودخل عمر وناس من الصحابة فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عمر أثر الشريط في جنبه فبكى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا عمر قال: ومالي لا أبكي وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى فقال يا عمر: أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة قال : بلى قال: هو كذلك )

عبادته

كان عليه الصلاة والسلام أعبد الناس ، و من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه كان عبداً لله شكوراً.

فعن عبدالله بن الشخير ـ رضي الله عنه ـ قال: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء) رواه أبو داود وصححه الألباني.

وكان مـن تـمثله صلى الله عليه وسلم للقـرآن أنه يذكر الله تعالى كثيراً، قال عز وجل : (( ....وَالذّاكِـرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَالذّاكِرَاتِ أَعَدّ اللّهُ لَهُـم مّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيـماً )) 

دعوته

كانت دعوته عليه الصلاة والسلام شملت جميع الخلق، كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أكثر رسل الله دعوة وبلاغـًا وجهادًا ، لذا كان أكثرهم إيذاءً وابتلاءً ، منذ بزوغ فجر دعوته إلى أن لحق بربه جل وعلا .

وقد ذكر كتاب زاد المعاد حيث قال أن دعوة النبي عليه الصلاة والسلام كانت على مراتب :

المرتبة الأولى‏:‏ النبوة‏.‏ الثانية‏:‏ إنذار عشيرته الأقربين‏.‏ الثالثة‏:‏ إنذار قومه‏.‏ الرابعة‏:‏ إنذار قومٍ ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة‏.‏ الخامسة‏:‏ إنذارُ جميع مَنْ بلغته دعوته من الجن والإِنس إلى آخر الدّهر‏ .

مزاح النبي صلى الله عليه وسلم

وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يمازح العجوز، فقد سألته امرأة عجوز قالت: يا رسول الله! ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أُم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز، فولت تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: (( إِنّآ أَنشَأْنَاهُنّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً)) [ الواقعة 35 – 37 ] رواه الترمذي في الشمائل

كرم النبي صلى الله عليه وسلم

من كرمه صلى الله عليه وسلم أنه جاءه رجل يطلب البردة التي هي عليه فأعطاه إياها صلى الله عليه وسلم

صبر النبي صلى الله عليه وسلم

كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبر على الأذى فيما يتعلق بحق نفسه وأما إذا كان لله تعالى فإنه يمتثل فيه أمر الله من الشدة.. وهذه الشدة مع الكفار والمنتهكين لحدود الله خير رادع لهم وفيها تحقيق للأمن والأمان..

ومن صبر النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه عندما اشتد الأذى به جاءه ملك الجبال يقول: يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا، والأخشبان: جبلا مكة أبو قبيس وقعيقعان ..

تعاون النبي صلى الله عليه وسلم

قال عليه الصلاة والسلام ‏:‏ ‏(‏مَنْ اسْتطاع منكم أَنْ يَنْفَعَ أَخاه فَلْيَنْفَعْه‏)‏‏.

(عن ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته   " رواه النسائي والحاكم  ( انظر  مجموع فتاوى ومقالات الجزء الرابع للشيخ ابن باز رحمه الله ـ كتاب زاد المعاد لابن القيم ـ شرح الأربعين النووية )

المسألة الخمسون  الاقتداء بالرسول " صلى الله عليه وسلم ..

المشروع من العبادات والأعمال لا يعرف إلا من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي أمره الله أن يبين للناس ما نزل إليهم من ربهم، فقال تعالى:   " وَأَنْـزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُـزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ " –

- الإقتداء به صلى الله عليه وسلم في الأخلاق:

فإن نبينا صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس خلقاً ووصفه الله بها بأجمل عبارة وأحكم جملة فقال: "  وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ  "

 ومن صورها:

1. صدقه صلى الله عليه وسلم : فهو أصدق من تكلم فلم يعرف الكذب في حياته جاداً أو مازحاً ..

2. صبره صلى الله عليه وسلم : فلا يعلم أحداً مر به من المصائب والمصاعب والمشاق والأزمات كما مر نبينا وهو صابر محتسب .

 صبر على اليتم و الفقر، وعلى البعد عن الوطن والأهل وعلى الدنيا وزينتها فلم يتعلق منها بشيء قال تعالى :

                   " وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ  "

3. جوده وكرمه: أكرم من خلق الله وأسرع بالخير من الريح المرسلة كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر وكان يقول: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ))  . فهذا جانب بسيط من أخلاقه صلى الله عليه وسلم 

الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في عبادته:

عبادته ليلاً: كان نبينا القدوة المثلى في عبادته لله تعالى فكان يقوم زمن راحته ووقت خلوته تقول عائشة رضي الله عنها: ((أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ َقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا  "

ـ ذكره لربه: وكان أكثر الناس ذكراً لربه ومولاه، تنام عينه ولا ينام قلبه وكان يحث على هذا فيقول:

 ((سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ قَالُوا وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ))

فمن أقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم نال رضاه ورضى الله جلّ في علاه إن من أطاع الرسول فقد أطاع الله ومن أطاع الله حصلت له الهداية التامة قال تعالى:  " مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا"  

المسألة الواحدة  والخمسون " حوض النبي صلى الله عليه وسلم : ـ

ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أوصافا متعددة لحوضه، ترغيبا للأمة في بذل الأسباب الموجبة لوروده والشرب منه، فذكر من أوصافه:

أن ماءه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأن طوله وعرضه سواء، وأن سعته كما بين أيلة وصنعاء، وأن عدد كؤوسه كعدد نجوم السماء، وأن من شرب منه لا يظمأ أبدا، وهذه الأوصاف ذكرها النبي – صلى الله عليه وسلم – في أحاديث،

 منها:عن حذيفة قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ حوضي لأبعد من أيلة إلى عدنٍ، والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد النجوم، ولهو أشدُّ بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، والذي نفسي بيده إِنِّي لأذود عنه الرجال كما يذود الرجل الإبل الغريبة عن حوضه. قيل: يا رسول الله أتعرفنا؟ قال: نعم تردون عليَّ غُرّاً محجَّلين من أَثر الوضوء، ليست لأحدٍ

 غيركم))   " ورواه مسلم / 248 "  في الطهارة بهذا اللفظ وبهذا السند . " أيلة "  بلدة بطرف بحر القلزم من طرف الشام 

المسألة الثا نية والخمسون  : ـ الشفاعة : ـ

أنواع الشفاعة

1- الشَّفاعة العظمى.

وهي أول شفاعة، وهي التي تقدَّم ذكرها، تكون بعد البعث والحشر، ووقوف الناس في موقف القيامة، حتى يشفع فيهم

نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي شفاعة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وتقدم الكلام عليها بأدلتها.

 2- شفاعته صلى الله عليه وسلم بدخول أهل الجنة الجنة.

3- شفاعته صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب بأن يخفف عنه العذاب.

4- الشفاعة في خروج الموحدين من النار.

5- الشَّفاعة فيمن استحق النار ألا يدخلها.

6- الشَّفاعة في رفع درجات أقوام من أهل الجنة.

7- شفاعة النَّبي صلى الله عليه وسلم في قوم من أمته يدخلون الجنة بغير حساب، ولا عذاب.    ( موقع الالوكة الشرعية ( فقه الانتقال من دار الفرار الى دار القرار )

   المسألة الثالثة والخمسون  أهمية الصلاة : ـ

الصلاة: صلة بين العبد وبين ربه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أحدكم إذا صلى يناجي ربه"، وقال الله تعالى في الحديث

القدسي: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم}، قال الله تعالى أثني عليّ عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال:

مجدني عبدي، فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين}، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل".

ـ الصلاة: عون في المهمات ونهي عن الفحشاء والمنكرات، قال الله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ}، وقال تعالى:{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}.

ـ الصلاة: نور المؤمنين في قلوبهم ومحشرهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الصلاة نور"

ـ الصلاة: سرور نفوس المؤمنين وقرة أعينهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "جعلت قرة عيني في الصلاة".

ـ الصلاة: تُمحى بها الخطايا وتُكفر السيئات، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه (وسخه) شيء"؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: "فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا"

ـ الخشوع في الصلاة (وهو حضور القلب)، والمحافظة عليها من أسباب دخول الجنات، قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ "

ـ الإخلاص لله تعالى في الصلاة وأدائها كما جاءت به السنة هما الشرطان الأساسيان لقبولها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى"، وقال: "صلوا كما رأيتموني أصلي". ( فتاوى الشيخ ابن عثيمين الجزء 12)

المسألة الرابعة  والخمسون   : ـ فضل الصيام والزكاة : ـ 

  أن الله - تعالى - اختصه من بين الأعمال بإضافته إلى نفسه الشريفة إضافة تشريف، وفي هذا مزيَّة

عظيمة ليست لغيره من الأعمال؛ كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به))

2 ـ  أن الله - تعالى - وعد أن يجزي الصائمين جزاءً من عنده غير محصور ولا معدود، وأكرم الأكرمين

إذا وعد أنه يتولى الجزاء بنفسِه اقتضى ذلك سعة العَطاء، وخروجه عن إحصاء العادِّين وحساب الحاسبين، كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به)) "  متفق عليه

3 ـ  أن الصيام جُنَّة، والمعنى: أنه وقاية لصاحبه من النار، كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((والصيام جُنة)) "  متفق عليه " 

4 ـ  أن خُلوف فم الصائم أطيَب عند الله من ريح المسك، كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((والذي نفس محمد بيده لخُلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك))؛ متفق عليه 

5 ـ  أن للصائم فرحتين؛ الأولى: أنه إذا أفطر فَرِح بفِطره، والثانية: أنه إذا لقي ربه فجزاه وأثابه فرح

بصومه في الدنيا، كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((للصائم فرحتان يفرحهما:

إذا أفطر فَرِح، وإذا لقي ربه فَرِح بصومه))؛ متفق عليه

6 ـ  بشارة الصائم بدخول الجنة، وذلك أنه إذا لقي الله يوم القيامة فجازاه الله - تعالى - بصيامه فرح بذلك كما تقدم في الحديث، وفي الإخبار بفرحه وسعادته يوم القيامة بشارة له بدخول الجنة؛ لأن من فرح يوم القيامة لا يَشقى أبدًا.

7 ـ  أن الصيام لا يُعادله شيء من الأعمال في ثوابه؛ فقد ثبَت من حديث أبي أمامة الباهلي - رضي الله

عنه - قال: أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: مُرني بعمل يدخلني الجنة، قال: ((عليك بالصوم؛ فإنه لا عِدلَ له))، ثم أتيته الثانية، فقال: ((عليك بالصيام))؛ رواه أحمد والنَّسائي، وصحَّحه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وابن حج

 

أهمية الزكاة وفضلها : ـ

1- إنها برهان على صدق إيمانه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والصدقة برهان»

 ?2- طهرة لنفسه من البخل والشح ﴿ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ 

 3- والمثوبة الأخروية التي تعود على المتصدق جانب تربوي آخر .. 

فقد قال تعالى: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾

 روى البخاري بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب -ولا يقبل الله إلا الطيب- فإن الله

يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل» ( موقع الالوكة الشرعية اشراف د . سعد الحميد )

المسألة الخامسة  والخمسون ـ شروط قبول العمل : ـ

"   يشترط في العبادات حتى تقبل عند الله عز وجل ويؤجر عليها العبد أن يتوفر فيها شرطان   "

 الشرط الأول : الإخلاص لله عز وجل ، قال تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء )

 ومعنى الإخلاص هو : أن يكون مراد العبد بجميع أقواله وأعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى  ..

وعن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : "  إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ " رواه البخاري

الشرط الثاني : موافقة العمل للشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يُعبد إلا به  : ـ

  هو متابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الشرائع فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " رواه مسلم  وأمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباع سنته وهديه ولزومهما قال عليه الصلاة والسلام : " عليكم بسنتي وسنة

 الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ " وحذَّر من البدع فقال : " وإياكم ومحدثات الأمور فإن كلَّ بدعة ضلالة "  " رواه الترمذي ( العلم /2600) وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي برقم 2157   "   

المسألة السا دسة والخمسون   : ـ معنى الايمان : ـ

    تعريف الإيمان لغة : ـ التصديق

   اصطلاحاً : ـ قولٌ باللسان، واعتقادٌ بالقلب - وعملٌ بالجوارح، يزيدُ بالطاعة وينقُص بالعِصيان ..

أركان الإيمان ستة : أركانه ستة وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره كما في حديث عمر لما سأل جبريل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الإيمان فقال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الاخر وبالقدر خيره وشره " 

    المسألة السابعة  والخمسون   /   الايمان بالله يتضمن اربعة أمور : ـ

1- الايمان بوجوده سبحانه وتعالى  ..

2-الايمان بربوبيته  ..

3-الايمان بألوهيته ..

4 الايمان بأسمائه وصفاته  ..

 المسألة الثامنة  والخمسون  /   أدلة الإيمان بوجود الله تعالى  : ـ

  أدلة  الفطرة ..  فكل مخلوق قد فطر على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير أو تعليم 0

 قال صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود يولد  إلا على الفطرة , فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) رواه البخاري ..

2 ـ أدلة العقل . قال تعالى : ذكر الله تعالى الدليل العقلي والبرهاني على وجوده قال تعالى  ( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون ). (الطور اية35,36)

3 ـ أدلة الشرع  . (علموا الناس القران والسنه)  

الله أرسل الكتب فيها الأحكام الشرعية دعوتنا بالقران أعظم وسيلة  للدعوة.

4ـ أدلة الحس  .  أننا نرى ونشاهد من إجابة الداعين بشائر الإستجابة لذلك لايحصل الشك ..

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه – قَالَ: أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَبَينما النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ

قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ: هَلَكَ الْمَالُ، وَجَاعَ الْعِيَالُ، فَادْعُ اللهَ لَنَا. فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا وَضَعَهُمَا حَتَّى ثَارَالسَّحَابُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ صلى الله عليه وسلم

فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ وَمِنَ الْغَدِ وَبَعْدَالْغَدِ وَالَّذِي يَلِيهِ حَتَّى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى، وَقَامَ ذَلِكَ الْأَعْرَابِيُّ أَوْ قَالَ غَيْرُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ تَهَدَّمَ الْبِنَاءُ وَغَرِقَ الْمَالُ فَادْعُ للهَ لَنَا، فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: ( اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا) فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّحَابِ إِلَّا انْفَرَجَتْ وَصَارَتِ الْمَدِينَةُ مِثْلَ الْجَوْبَةِ وَسَالَ الْوَادِي قَنَاةُ شَهْرًا، وَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَّا حَدَّثَ بِالْجود )

 ( صحيح البخاري)

   المسألة التاسعة والخمسون   /   دلائل الربوبية : ـ     

 ـ خلق السموات والأرض:

قال تعالى: { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ } (التغابن : 3 )

إن خلق السموات والأرض وإبداعهما على هذه الصورة من أعظم الآيات الدالة على ربوبية الله

ـ تعاقب الليل والنهار:

إن تعاقب الليل والنهار المشار إليه في السورة بقوله تعالى: {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ}

ـ تسخير الشمس والقمر لتهيئة مصالح العباد ومنافعهم:

 قال تعالى : {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمّىً أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ}

ـ خلقه تعالى بني آدم من نفس واحدة:

قال تعالى: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا}

ـ إنزال المطر وإنبات النبات:

قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ

مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأُولِي الأَلْبَابِ} .

مقاليد السموات والأرض بيده ـ سبحانه ـ:

قال تعالى: {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} .

هذه الآية من السورة أوضحت أن من الدلائل على ربوبيته تعالى كون خزائن العالم كله علويه وسفليه بيده بسطه تعالى الرزق لمن يشاء وتضييقه على من يشاء: قال تعالى: {أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} ( مباحث العقيدة في سورة الزمر .. ناصر بن علي حسن الشيخ )

  المسألة الستون الايمان بألوهيته    " معنى الألوهية    "

توحيد الألوهية التوحيد مصدر وحد توحيد ومعناه التفرد والانفراد .. وأما الألوهية فهي مأخوذة من آله . إلاهة وألوهة وهي العبادة والجمع آلهة , والإله كل ما عبد بحق وهو الله عزوجل ، أو بغير حق الأصنام وغيرها مما يعبد من دون الله عزوجل .  أما معنى توحيد الألوهية من حيث الشرع فالمراد به إخلاص العبادة لله تعالى وحده لا شريك له ..

العبادة ـ "  اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال ، والأعمال الباطنية والظاهرة "  فلا يدعى إلا الله تعالى ولا يستغاث إلابه ولا يتوكل إلا عليه , ولا يذبح إلا له , ولا يطاع إلا هو , ولا يرجي إلا هو ... "وهو معنى لا إله إلا الله ، أي لا معبود بحق الله إلا الله ..

وهذا هو التوحيد الطلبي , وتوحيد القصد الإرادة التوحيد العلمي الذي بينه جل وعلا في آيات كثيرة ..

منها قوله تعالى : " قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ  لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ  وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ  وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ  لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ  "

وهوالتوحيد الذي من أجله بعث الرسل مبشرين ومنذرين قال تعالى : "

  " لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ "

وجميع الأنبياء والرسل يدعون الى عبادة الله وحده لا شريك له قال تعالى : "

  "   وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ  "(  شرح أصول الايمان د. قذلة القحطاني )

 المسألة الواحدة والستون / الإيمان  بأسماء الله وصفاته :

وهو (( الإيمان بكل ما وصف الله به نفسه  في كتابه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه على الحقيقة  من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل ولا تشبيه )  .. قال تعالى " {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}

وأسماء الله كلها حسنى " بمعنى  أن كل اسم دال على صفة كمال عظيمة .. 

ـ قولـه صلى الله عليه وسلم:   ( إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة ) " رواه البخاري ومسلم "

معنى أحصاها ...  1 /  حفظها ..

                       2 / فهم مهناها ..

                       3 / الإيمان بما دلت عليه ..

                      4 / عبادة الله بمقتضاها ..

معنى الألحاد في الأسماء والصفات : ـ

ا لإلحاد في أسماء الله وصفاته: الميل بها عن مراد الله سبحانه ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم، بتأويل أو تشبيه أو تعطيل أو تكييف،

والمطلوب في أسماء الله وصفاته الوقوف عند قوله ـ تعالى ـ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}   ..

تنقسم الصفات الى قسمين  : ـ

أولاً ـ صفات ثبوتيه : ـ كالسميع والعليم والقدير والحي .. وتنقسم الصفات الثبوتية إلى ثلاثة أقسام : ـ

1 ـ ذاتية ـ وهي ملازمة لذاته سبحانه لم يزل ولا يزال متصفاً بها كالغلم والحياة والسمع ..

2 ـ فعلية ـ تتعلق بإرادته ومشيئته كالكلام والنزول والمجيء والاستواء ...

3 ـ ذاتية فعلية ـ متصفا بها الله تعالى أزلاً وأبداً وتحدث بمشيئته وإرادته سبحانه كالكلام ..

ثانياً ـ صفات سلبية ـ وهي ما نفاه الله عن نفسه  مثال قال الله تعالى في سورة الكهف ( ولا يظلم ربك أحدا)

   ولا تقتضي النفي المطلق بل النفي فيها ، لإثبات ضده من الكمال ..

المخالفون لمنهج أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات : ـ

المشبه : ـ     صنف شبهوا ذات الباري بذات غيره  ـ وصنف شبهوا صفاته بصفات غيره ..

المعطلة : ـ  وهم الذين يعطلون الرب تعالى عن أسمائه وصفاته كالجهمية والفلاسفة وغيرهم . أويثبتون الأسماء دون الصفات كالمعتزلة ـ ومنهم من يثبت الأسماء وبعض الصفات ونفي البعض كالأشاعرة ..

 المسألة الثانية  والستون /  الإيمان بالملائكة : ـ   

معنى الملائكة :  ـ عالم غيبي مخلوقون . لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . لهم قدرة على التشكل بأشكال مختلفة . عباد الله المكرمون . خلقهم الله من نور وأسكنهم السماء من عالم  الغيب الذي أمرنا بالإيمان به ولهم صفات عظيمة ووظائف جسيمة "  

الايمان بالملائكة يقتضي الإيمان : ـ

1 /   بوجودهم ..

2 /  بأنهم عباد مكرمون ..

3 /   الايمان بهم على سبيل الإجمال والتفصيل ..

4 /  الايمان بما جاء من صفاتهم ..

5 /   الإيمان بما كلفوا به من أعمال وهي كثيرة وجليلة ..

     أعمال الملائكة : ـ

*  انزال الوحي على الأنبياء ..

* منهم الموكل بتبشير المؤمنين عند موتهم ..

* انزال القطر من السماء ، إنبات النبات ،  ومنهم الموكل بنفخ الصور ، ومنهم الكروبيون الذين يحملون العرش

* ومنهم الموكل بالنطفة في الرحم حتى يتم خلقها ..

* منهم الموكل بالجنة واعداد النعيم لأصحابها ..

* منهم الموكل بإيقاد النار واعداد العذاب لأهلها ..

* الموكل بعمارة البيت المعمور ..

* منهم الموكل بكتابة أعمال العباد من خير وشر ..

* ومن أعمال الملائكة اهلاك الأمم المكذبة بأمر الله تعالى .. "  

  صفات الملائكة : ـ

   *   من صفاتهم جمال المنظر وحسنه وبهاؤه ..

* من صفاتهم التشكل بأشكال مختلفة ..

*  من صفاتهم منزهون عما يعتري البشر من الجوع والمرض والتعب والنوم والنكاح ..

* من صفاتهم الموت فهم يموتون كما يموت البشر ..

*  من صفاتهم السمع والبصر والكلام والأيدي والصعود والنزول والعلم والحياء ..

المسألة الثالثة  والستون / الإيمان بالكتب ...

 المراد بالكتب " هي الكتب المنزلة على أنبياء الله ورسله ..

ويتضمن الإيمان بالكتب : ـ

 * الاعتقاد بإن لله كتب أنزلها على أنبيائه ..

* الله تكلم بها حقيقة وليس مجازاً ..

* جميع هذه الكتب يصدق بعضها بعضاً ..

* نسخ هذه الكتب بعضها بعضاً والقرآن ناسخ لجميع الشرائع ..

* جميع الكتب اتفقت على الدعوة على التوحيد ..

* الإيمان بإن لله تعالى كتباً كثيرة لا يعلم عددها إلا الله ..

تعريف القرآن : ـ

اسم لكلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام وهو كلام الله وصفة من صفاته غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود ..

المسالة الرابعة  والستون الإيمان بالرسل : ـ

 " الاعتقاد الجازم والتصديق القلبي بأن الله عزوجل أرسل رسلاً دعوا إلى توحيد الله ونبذ الشرك وأنهم

بلغوا ما أمرهم الله تعالى بتبليغه من غير زيادة ولا نقصان وأنهم معصمون من الخطأ فيما يبلغونه والله أيدهم بآيات باهرات تدل على صدقهم ."

دلائل النبوة : ـ

*  تأييد الله لرسله بالآيات والبراهين الدالة على صدقهم ..

*  صفات الرسل وأخلاقهم ..                                                 

   *  اتفاق دعوة الرسل ..

*  نصر الله لرسله واهلاك اعدائهم .                                   

  *  بشارة النبي السابق بالنبي اللاحق ..

    خصائص النبوة :

 * الكمال الخلقي والخُلقي ..

 * الفضيلة الإكرامية ..

 * إنزال الكتب ..

 *  العصمة ..

آيات الأنبياء : ـ

ـ ما كان من باب العلم كالإطلاع على بعض أمور الغيب . كما أخبر النبي " صلى الله عليه وسلم عن أمور وأخبار مستقبلية ..

ـ من كان من باب القدرة .. كانشقاق البحر لموسى . ونبع الماء من بين أصابع النبي " صلى الله عليه وسلم ..

 الفرق بين النبي والرسول ..

* الرسول يأتي بشريعة مستقلة عما سبقه ..       

* الرسالة أكمل من النبوة لانها نبوة وزيادة

 * النبي يكون تابع لشريعة رسول قبله

* كل رسول نبي       ليس كل نبي رسول

 *  كليهما اصطفاء من الله تعالى وتشريف  ولا تنال بالكسب والاجتهاد  وكليهما ختم  بسيد المرسلين محمد " صلى الله عليه وسلم "

  المسألة الخامسة والستون الإيمان باليوم الآخر : ـ

   " معنى الإيمان  باليوم  الآخر  "

الإيمان باليوم الآخر هو الايمان بما اشتمل عليه من أهوال , ومشاهد , ابتداء ًمن حياة البرزخ إلى ما بعد ذلك من بعث , وحشر , وحساب , وجنة , ونار , ...

الايمان باليوم الأخر من أمور الغيب الذي مدح الله المتصفين به فقال تعالى : "

 " الم   ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ  الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ   وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ   أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ   "

" المسألة  السا دسة والستون ـ  حال العبد عند الموت  "

إ ذا جاءت ملائكة الرحمن العبد المؤمن بالبشرى من الله ظهر عليه الفرح والسرور، أما الكافر والفاجر فإنه يظهر عليه الضيق والحزن والتعب، ومن ثم فإن العبد المؤمن في حال الاحتضار يشتاق إلى لقاء الله، والعبد الكافر أو الفاجر يكره لقاء الله تعالى، فقد روى أنس بن مالك، عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، قالت عائشة أو بعض أزواجه: إنا لنكره الموت، قال: ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حُضِر بُشِّر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، فكره لقاء الله، وكره الله لقاءه))  ) " رواه البخاري (6507).

  قال تعالى  : " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ   نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ  "

  المسألة السابعة  والستون ـ  نعيم القبر وعذابه : ـ

أجمع العلماء على أن العبد ينعم في القبر أو يعذب

فمن أدلة الكتاب على نعيم القبر: قول الله تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾

فدلت الآية على تثبيت الله تعالى للمؤمنين عند السؤال في القبر، وما يتبع ذلك من النعيم؛ أخرج البخاريُّ من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا أُقعِد المؤمن في قبره أُتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فذلك قوله تعالى : ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ﴾

 ودليل عذاب القبر من القرآن قولُ الله تعالى: ﴿ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾   قال القرطبي: (الجمهور على أن هذا العرض يكونُ في البرزخ،

وهو حجَّة في تثبيت عذاب القبر) 

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):-إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول(اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النارومن فتنة المحيا والممات,ومن شر فتنة المسيح الدجال  " 

ـ  المسألة الثامنة  والستون ـ الايمان بمشاهد اليوم الاخر : ـ

 من بعث وحشر وجنة ونار البعث بعد الموت بإحياء الأجساد وعودة الأرواح إليها وذلك بعد النفخ بالصور النفخة الثانية ..   .. قال ابن كثير : " البعث وهو المعاد وقيام الأرواح والاجساد يوم القيامة "

من أنكر البعث .. كفر ..

الايمان بالحشر  ..

معنى الحشر " جمع الخلائق وسوقهم الى أرض المحشر وذلك لفصل القضاء ..

قال تعالى : "  وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا   كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ  "

حال الناس يوم المحشر : ـ

 حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غُرْلاً))  قلت: يا رسول الله، الرجال والنساء جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض؟، قال: ((يا عائشة الأمر أشد من أن يُهمهم ذلك))، وفي رواية: ((الأمر أهم من أن ينظر بعضهم إلى بعض))، متفق عليه حفاة: أي: غير منتعلين، وعراة:

ليس عليهم ما يسترهم من الثياب، وغُرْلاً: يعني غير مختونين، والنبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الآخر لما ذكر هذا قرأ الآية:

{كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ } حفاة: أي: غير منتعلين، وعراة: ليس عليهم ما يسترهم من الثياب، وغُرْلاً: يعني غير مختونين، والنبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الآخر لما ذكر هذا قرأ الآية: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ } 

 المسألة التاسعة والستون   ـ أهوال يوم القيامة : ـ

تشتد الاهوال ويعظم الخطب ويود الكافر أن له ملك ما في الأرض ليفتدي به من سوء العذاب ..

  قال تعالى : " وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ "

 حديث " ذكر مُسلم من حَدِيث الْمِقْدَاد بن الْأسود قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول تدنى الشَّمْس يَوْم الْقِيَامَة من الْخلق حَتَّى تكون مِنْهُم كمقدار ميل قَالَ سليم بن عَامر فوَاللَّه مَا أَدْرِي مَا يَعْنِي بالميل أمسافة الأَرْض أَو الْميل الَّذِي تكحل بِهِ الْعين قَالَ فَيكون النَّاس على قدر أَعْمَالهم فِي الْعرق فَمنهمْ من يكون إِلَى كعبيه وَمِنْهُم من يكون إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَمِنْهُم من يكون إِلَى حقْوَيْهِ وَمِنْهُم من يلجمه الْعرق الجاما  "

 ــ  ثلاثة مواضع لا يسأل أحد عن أحد ..

   عند تطاير الصحف ..     

    عند الميزان ...                 

    عند الصراط ..

من مشاهد يوم القيامة القنطرة ..

روى البخاري في صحيحه مِن حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: "يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى ِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَأَحَدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا  .. " قَولُهُ صلى اللهُ عليه وسلم: "فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ": قال الشيخ ابن عثيمين: "وهذا القصاص غير القصاص الأول الذي في عرصات القيامة؛ لأن هذا قصاص أخص لأجل أن يذهب الغل، والحقد، والبغضاء التي في قلوب الناس فيكون هذا بمنزلة التنقية، والتطهير، وذلك لأن ما في القلوب لا يزول بمجرد القصاص، فهذه القنطرة التي بين الجنة والنار لأجل تنقية ما في القلوب حتى يدخلوا الجنة وليس في قلوبهم غل" كما قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِين ﴾

 المسألة السبعون ـ الايمان بالجنة والنار : ـ

    الايمان بالجنة والنار يتضمن الايمان بأنهما مخلوقتان .. موجودتان .. لا تفنيان ..

 " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ ۖ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ "

البعث والجزاء ينقسم  الناس الى قسمين فريق في الجنة وفريق في السعير فأما أهل الجنة فنعيم دائم قال تعالى : "

وقال في أهل النار : " إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ  أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ  "

  المسألة الواحدة والسبعون  ـ الميزان ومعناه عند أهل السنة والجماعة ...

 من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بالميزان، والمقصود به: الميزان الذي يوزن به أعمال العباد من خير أو شر، قال تعالى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ " روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم»

عن عبد الله بن عمرو‏:‏ ‏ "يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسع وتسعون سجلاً كل سجل مد البصر‏.‏ ثم يقال‏:‏ أتنكر من هذا شيئًا‏؟‏ فيقول‏:‏ لا يا رب‏.‏ فيقال‏:‏ ألك عذر أو حسنة‏؟‏ فيهاب الرجل ويقول‏:‏ لا‏.‏

 فيقال‏:‏ بلى إن لك عندنا حسنة‏.‏ وإنه لا ظلم عليك اليوم فيخرج له بطاقة - وهي الورقة الصغيرة - فيها‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله‏.‏ فيقول‏:‏ يا رب وما هذه البطاقة مع هذه السجلات‏؟‏ فيقال‏:‏ إنك لا تظلم‏.‏

فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة‏"  " رواه الحاكم في ‏"‏مستدركه‏"‏

      المسألة الثانية  والسبعون ـ الحوض  " حوض النبي صلى الله عليه وسلم : ـ

ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أوصافا متعددة لحوضه، ترغيبا للأمة في بذل الأسباب الموجبة لوروده والشرب منه، فذكر من أوصافه:

أن ماءه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأن طوله وعرضه سواء، وأن سعته كما بين أيلة وصنعاء، وأن عدد كؤوسه كعدد نجوم السماء، وأن من شرب منه لا يظمأ أبدا، وهذه الأوصاف ذكرها النبي – صلى الله عليه وسلم – في أحاديث،

منها:عن حذيفة قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ حوضي لأبعد من أيلة إلى عدنٍ، والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد النجوم، ولهو أشدُّ بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، والذي نفسي بيده إِنِّي لأذود عنه الرجال كما يذود الرجل الإبل الغريبة عن حوضه. قيل: يا رسول الله أتعرفنا؟ قال: نعم تردون عليَّ غُرّاً محجَّلين من أَثر الوضوء، ليست لأحدٍ غيركم))  " ورواه مسلم / 248 "  في الطهارة بهذا اللفظ وبهذا السند . " أيلة "  بلدة بطرف بحر القلزم من طرف الشام  ..

  المسألة  الثالثة  والسبعون    : الإيمان بالقضاء والقدر ..

  تعريف الإيمان بالقضاء والقدر : " العلم بعلم الله بما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلاً وكتابته في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء ثم الايمان بمشيئته جل وعلا فما شاء كان وما لم يشاء لم يكن ووقوعهما على التقدير السابق زماناً وصفةً  .. 

  مراتب الايمان بالقضاء والقدر ..

1 / العلم  قال تعالى    " بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ۚ  : "

2 / الكتابة .   قال تعالى : "  أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۗ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ "

3 / المشيئة .  قال تعالى : "  وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ  "

4 /  الخلق . قال تعالى : " اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ  " 

المسألة  الخامسة والسبعون ـ الايمان يزيد وينقص للزيادة أسباب:

1 ـ   معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته، فإن الإنسان كلما ازداد معرفة بالله وبأسمائه وصفاته ازداد إيماناً ..

2 ـ النظر في آيات الله الكونية والشرعية، فإن الإنسان كلما نظر في الآيات الكونية التي هي المخلوقات

ازداد إيماناً قال تعالى: {وفي الأرض آيات للموقنين. وفي أنفسكم أفلا تبصرون} 

 3 ـ  كثرة الطاعات فإن الإنسان كلما كثرت طاعاته ازداد بذلك إيماناً سواء كانت هذه الطاعات قولية، أم فعليه: فالذكر يزيد الإيمان كمية وكيفية، والصلاة والصوم، والحج تزيد الإيمان أيضاً كمية وكيفية.

  المسألة الرابعة والسبعون   : ـ    معنى الإحسان    .....

 (    الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك    )

 فضل الإحسان:  قال الله تعالى: {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}(البقرة: 195).

جزاء الإحسان:قال الله تعالى: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} (الرحمن:60).

مراتب الاحسان : .

 أولها: مرتبة المراقبة والمشاهدة والخوف من الله عزَّ وجلَّ وخشيته.

وثانيها: مرتبة الحياء من الله سبحانه وتعالى.

وثالثها: مرتبة الأنس برب العالمين  ..

ـ آثار الاحسان :

ـ وإذا كان الإنسان يعبد الله على هذا الوجه " الاحسان " فإنه سوف يكون مخلصاً لله – عز وجل –

ـ من تمام الإخلاص أن يحرص الإنسان على ألا يراه الناس في عبادته، وأن تكون عبادته مع ربه سراً،

إلا إذا كان في إعلان ذلك مصلحة للمسلمين والإسلام، مثل أن يكون رجلاً متبوعاً يقتدي به، وأحب أن يبين عبادته للناس ليأخذوا من ذلك نبراساً يسيرون عليه أو كان هو يحب أن يظهر العبادة ليقتدي بها زملاؤه وقرناؤه وأصحابه ففي هذا خير، وهذه المصلحة التي يلتفت إليها قد تكون أفضل وأعلى من مصلحة الإخفاء،ـ  لهذا يثني الله – عز وجل – على الذين ينفقون أموالهم سرا وعلانية ..  ( شرح الأصول الثلاثة للشيخ ابن عثيمين ) 

المسألة الخامسة  والسبعون ـ   معية الله تعالى  : ـ

معية الله تعالى : ـ "  إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ  "

معية الله تنقسم إلى قسمين : ـ         معية عامة ..    معية خاصة

فالعامة هي: التي تقتضي الإحاطة بجميع الخلق من مؤمن، وكافر وبَر وفاجر، في العلم، والقدرة، والتدبير والسلطان

وغير ذلك من معاني الربوبية.وهذه المعية توجب لمن آمن بها كمال المراقبة لله عزّ وجل، ولذلك قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: "أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت" .  وقوله تعالى: { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ }  .

وأما الخاصة فهي: التي تقتضي النصر والتأييد لمن أضيفت له. وهي مختصة بمن يستحق ذلك من الرسل وأتباعهم.

وهذه المعية توجب لمن آمن بها كمال الثبات والقوة.ومن أمثلتها قوله تعالى: { وأَنَّ اللَّهَ مَعَ المؤمنِينَ  } .

 { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ }

 المسألة السا دسة والسبعون    : ـ فوائد من حديث جبريل عليه الصلاة والسلام : ـ

1 ـ  دل الحديث على بعض آداب طالب العلم ، فمن ذلك ينبغي لطالب العلم أن يحسن الجلوس بين يدي العالم على هيئة التواضع ، وأن لا يسيء الأدب مع شيخه بقول أو فعل  ..

2 ـ  أرشد الحديث إلى بعض آداب العالم مع تلاميذه، فينبغي للعالم أن يتواضع ويحلم على السائل وإن تجاوز ما يجب عليه من التعظيم والتكريم ، ومن آدابه أنه إذا سئل عن شيء لم يعلمه فليقل لا أعلم ولا ينقص ذلك من مكانته 3 ـ  قوله "الإسلام أن تشهد000" حد الإسلام لغة: الإنقياد والخضوع ، واصطلاحا:هو الإستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله،وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بأعمال الجوارح الظاهرة من القول والعمل ،وتنقسم الأعمال إلى عمل بدني كالصلاة والصوم ،وعمل مالي كالزكاة ،وعمل مركب منهما كالحج .فالإسلام يشمل جميع الواجبات الظاهرة ،وإنما اقتصر النبي صلى الله عليه وسلم على ذكر الأمور الخمسة لأنها الأصول التي يبنى عليها ..

أما الإيمان فحده لغة: التصديق ، واصطلاحا: قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان يزيد بالطاعات وينقص بالعصيان .وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالاعتقادات الباطنة ومذهب أهل السنة والجماعة في الإيمان أنه قول وعمل ، وأن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان  عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا لله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ).

4 ـ  إذا ذكر الإسلام أو الإيمان وحده في نصوص الشرع صار معناه عاما يشمل الأعمال الظاهر ة والباطنة . كما في حديث وفد عبد القيس حيث فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان حينما ورد مفردا بمعنى الدين الشامل للظاهر والباطن . وإذا ذكر الإسلام مقرونا بالإيمان في النصوص صار لكل واحد منهما معنى خاص به ، فالإسلام بمعنى الأعمال الظاهرة والإيمان بمعنى الأعمال الباطنة ، كما في حديث جبريل  ..

5 ـ  دلت النصوص على أن من كمل الإتيان بمباني الإسلام الخمس صار مسلما حقا   ..

6 ـ  أركان الإيمان ستة لا يصح الإيمان إلا بها جميعا فمن ترك ركنا منها بطل إيمانه:

7 ـ  الإحسان من مراتب الدين وهو أخص من الإيمان والإسلام  .

8 ـ  ينبغي على العبد أن يستحضر قرب الله ومعيته في العبادة   ..

9 ـ أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يعلم وقت حدوث الساعة وهو مما استأثر الله بعلمه  ..

10 ـ  في الحديث إشارة إلى كراهة ما لا تدعو الحاجة إليه من رفع البناء وتزويقه وغيره من فضول المباح .

( بقلم خالد البليهد عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة باختصار وتصريف بسيط )

 المسألة  السابعة  والسبعون  : ـ

 معنى الهجرة

الهجرة في اللغة: "مأخوذه من الهجر وهو الترك".

وأما في الشرع فهي كما قال الشيخ: "الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام".

ـ فهي واجبة على كل مؤمن لا يستطيع إظهار دينه في بلد الكفر فلا يتم إسلامه إذا كان لا يستطيع إظهاره إلا بالهجرة،  وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

 (تتمة) نذكر هنا حكم السفر إلى بلاد الكفر.

لا يجوز السفر للخارج إلا للحاجة كعلاج أز علم ويشترط  ثلاثة شروط : ـ

الشرط الأول: أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات.

الشرط الثاني: أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات.

الشرط الثالث: أن يكون محتاجاً إلى ذلك  .. ( شرح الأصول الثلاثة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى )

وأن يتمكن من إظهار دينه والقيام بعبادة ربه كما أمر الله ويحذر من مولاة المشركين ...  

المسألة الثامنة  والسبعون    :

كفر من أنكار البعث والدليل قوله تعالى : " زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا ۚ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ۚ  وَذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ  "

المسألة التاسعة والسبعون     : ـ

" وجوب الإيمان بالرسل؛ والواجب علينا نحو الرسل:الإيمان بالرسل ركن من أركان الإيمان؛ فلا يعتبر الإنسان مسلماً ولا مؤمناً حتى يؤمن بأن الله قد أرسل للبشر رسلاً من أنفسهم يبلغونهم الحق المنزل إليهم من ربهم، ويبشرونهم وينذرونهم، ويبينون لهم حقيقة الدين  .. قال تعالى " ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾   ..

المسألة الثمانون    : ـ

معنى الطاغوت : -قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب(مجموعة التوحيد)

الطاغوت عام: فكُل ما عُبد من دون الله ورضي بالعبادة من معبود أو متبوع أو مُطاع في غير طاعة الله ورسوله فهو طاغوت، والطواغيت كثيرة ورءوسهم خمسة:

الأول: الشيطان الداعي إلى عبادة غير الله  .. 

الثاني: الحاكم الجائر المغيِّر لأحكام الله تعالى .. 

الثالث: الذي يحكم بغير ما أنزل الله  ..

الرابع: الذي يَدّعي علم الغيب من دون الله  .. 

الخامس: الذي يُعبد من دون الله وهو راض ٍ بالعبادة  ..

  المسالة الواحدة  والثمانون     : ـ

شرح حديث " وَفِي الْحَدِيثِ: «رَأْسُ الأَمْرِ: الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ: الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ».

قال الشيخُ عبدُ الرَّحمٰن بن محمَّد بن قاسم رَحِمَهُ اللهُ:

(1 )  رَأْسُ الدِّينِ الَّذِي جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْإِسْلَامُ، فَمَنِ انْتَسَبَ إِلَىٰ مَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَادَّعَىٰ أَنَّهُ مِنْ أُمَّةِ الْإِجَابَةِ، وَقَدْ فُقِدَ مِنْهُ رَأْسُ الْأَمْرِ وَحَقِيقَتُهُ وَهُوَ: الْإِسْلَامُ؛ فَلَيْسَ مِنْ أُمَّة الْإِجَابَةِ.

وَالْإِسْلَامُ: هُوَ الْمِلَّةُ وَالدِّينُ، فَمِنْ فُقِدَ مِنْهُ؛ فَقَدْ كَذَبَ وَافْتَرَىٰ فِي دَعَوْاهُ الِاسْتِجَابَةَ لِلّٰهِ وَرَسُولِهِ، كَمَا أَنَّ الْحَيَوَانَ إِذَا فُقِدُ مِنْهُ رَأْسُهُ؛ فَأَيَّ شَيْءٍ يَنْفَعُ سَائِرُ جَسَدِهِ؟!فَمَنِ ادَّعَىٰ أَنَّهُ مِنْ أُمَّةِ الْإِجَابَةِ، وَقَدْ فُقِدَ مِنْهُ الْإِسْلَامُ؛ رَأْسُ الْأَمْرِ وَأَسَاسُهُ إِفْرَادُ اللهِ بِالْعِبَادَةِ؛ فَلَا وُجُودَ لِمَّا يَدَّعِيهِ؛ لِفَقْدِ حَقِيقَةِ الِانْتِسَابِ.

 (2) هَٰذَا فِيهِ عِظَمُ شَأْنِ الصَّلَاةِ، وَأَنَّهَا مِنَ الدِّينِ بِهَٰذَا الْمَكَانِ الْعَظِيمِ، وَهُوَ أَنَّ مَكَانَهَا مِنَ الدِّينِ مَكَانُ الْعَمُودِ مِنَ الْفُسْطَاطِ، فَكَمَا أَنَّ عَمُودَ الْفُسْطَاطِ إِذَا سَقَطَتْ سَقَط الْفُسْطَاطِ؛ فَكَذَٰلِكَ إِذَا فُقِدَتِ الصَّلَاةُ؛ سَقَطَ دِيْنُ تَارِكِهَا، وَلَمْ يَبْقَ لَهُ دِينٌ؛ لَأَنَّ مُجَرَّدَ تَرْكِ الصَّلَاةِ كُفْرٌ مُخْرِجٌ مِنَ الْمِلَّةِ. وَهَٰذَا الْحَديثُ مِنْ أَدَلَّةِ مَا اخْتَارَهُ الْإِمَامُ أَحَمْدُ وَغَيْرُهُ أَنَّهُ إِذَا تَرَكَهَا كَسَلًا فَهُوَ كَافِرٌ فَإِنَّ قَوْلَهُ: «عَمُودُهُ الصَّلَاةُ» يَدُلُّ عَلَىٰ أَنَّ الْمُرَادَ: فِعْلُ الصَّلَاةِ، لَيْسَ الْمُرَادُ الْإِقْرَارَ بِهَا؛ فَإِنَّ الْمُبْتَدَأَ وَالْخَبَرَ مَعْرِفَتَانِ يَقْتَضِيَانِ الْحَصْرَ، وَأَنَّهَا وَحْدَهَا عَمُودُ الدِّينِ. وَأَمَّا جَحْدُ وُجُوبِهَا؛ فَكُفْرٌ إِجْمَاعًا، وَإِنْ فَعَلَهَا، كَمَا أَنَّ جَحْدَ شَيْءٍ مُجْمَعٍ عَلَيْهِ عِنْدَ الْأَئِمَّةِ كُفْرٌ.

(3) ذِرْوَةُ الشَّيْءِ: أَعْلَاهُ، وَذِرْوَةُ الْبَعيرِ: سَنَامُهُ، وَهُوَ أَعْلَاهُ وَأَرْفَعُهُ، وَهَٰذَا يُفِيدُ أَنَّ الْجِهَادَ هُوَ أَعْلَىٰ وَأَرْفَعُ خِصَالِ الدِّين؛ وَذَٰلِكَ لِأَنَّ فِيهِ بَذْلَ الْمُهَجِ الَّتِي لَيْسَ شَيْءٌ أَنْفَسُ مِنْهَا، وَلَا يُعَادِلُهَا شَيْءٌ الْبَتَّةَ، فَيَبْذُلُ مُهْجَتَهُ، وَيَبْذُلُ مَالَهُ؛ لِظُهورِ الدِّينِ وَتَأْيِيْدِهِ، وَجِهَادِ الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ، فَبِذَٰلِكَ اسْتَحَقَّ أَنْ يَكُوْنَ مِنَ الدِّينِ بِهَٰذَا الْمَكَانِ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ﴾  ( حاشية ثلاثة الأصول للشيخ عبد الرحمن بن قاسم )    

 

                         وصلى الله وسلم على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

المراجع ...

ـ نواقض الإسلام ـ للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ..

ـ معالم التوحيد ـ د . عبد الرزاق البدر .

ـ شرح ثلاثة الأصول ـ للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ..

ـ شرح الشيخ عبد الرزاق البدر ( الأصول الثلاثة ) .

ـ صحيح البخاري للإمام محمد بن إسماعيل البخاري

ـ صحيح مسلم للإمام مسلم بن حجاج النيسابوري

ـ سنن الترمذي للإمام محمد بن عيسى  الترمذي

ـ مدارج السالكين ( لابن القيم رحمه الله ) .

ـ حاشية ثلاثة الأصول ( للشيخ عبد الرحمن بن قاسم ) .

ـ شرح أصول الإيمان د . قذلة القحطاني .

 ـ مباحث العقيدة في سورة الزمر ـ ناصر بن علي بن حسن الشيخ .

 ـ الصارم المسلول . تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ..

ـ السيرة النبوية . لابن هشام رحمه الله  .

ـ البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله .

 


/ [1] الشيخ صالح الفوزان " " موقع شبكة النصيحة الإسلامية "