بسم الله الرحمن الرحيم

 بشائر النور أضاءت في أغلب المساجد والدور بتخريج دفعات من حفظه كتاب الله من فئة الشباب ذكورا وإناثا.

مخرجات مباركة ،وجيل قادم ،متمسك بدينه وقيمه ،رغم قوة العاصفة التي تريد انتزاعه من دينه وعقيدته.

 

كم من الشباب من كانوا رهائن للشيطان في أسره ..وفي حبائله..!

في الانحراف الفكري وفتنة الشبهات.

وآخرين أسرهم بالشهوات ، وغطى بصيرتهم بمكره وتزيينه ، لاهم لهم إلا السير وراءها واللهث عليها .

قد أحاط بهم رفقاء السوء ،استغرقت أوقاتهم مابين لهو وغفلة ،أو قنوات وأفلام وتقنيات سرقت أعمارهم ،وأفنت شبابهم .

وبعد التحاقهم بهذه المحاضن المباركة تحولوا إلى شعلة عالية تضيء وتتوقد في دروس العلم ، وحفظ القرآن وميدان السباق في الدعوة ..وعمل الخير !!!

كم من شاب عاش عمرا لا يصلي ،ولا يعرف المسجد وصلاة الجماعة وكان لا يفتح المصحف تحول إلى حافظ لكتاب الله ،يتغنى به أناء الليل وأطراف النهار

وكم من شاب لايعرف القراءة تحول إلى قارئ نهم ،عاكف على القراءة الموجهة ملازما لزوايا المكتبات

 

وانعكس ذلك على أخلاقهم وتعاملهم في بر والديهم وأرحامهم والسعي على الأرامل والمحتاجين وإصلاح المجتمع ابتغاء ما عند الله والدار الآخرة ..

 

تعرفهم بسيماهم ؛ زكت النفوس ، وعلت الهمم.. وسمت الأهداف ..

 

وهذا كله بفضل الله وحده وتوفيقه لهؤلاء الفتية من باب ، ثم بما وفق الله من جهود مخلصين هجروا لذيذ المنام ، وكابدوا إصلاح النفوس ..ومخالطة النشء ، وتقويم العود ..

حملوا جزءاً كبيراً من مسؤولية التربية وهم لايرجون على ذلك إلا ما عند الله من القبول والرضا

 

ألا هل قدّرنا هذا الدور الإصلاحي العظيم لهذه المراكز والحلقات والدور !!

 

وهل قدرنا كم بُذل لتحقيق هذه الأهداف من جهود بشرية ومادية !!

 

هل تصورنا لو أن هذه المؤسسات والمراكز والحلقات والدور توقفت عن العمل فأصبح جلّ أبنائنا وبناتنا يقضون أوقاتهم بلا هدف و لا رعاية واعية مدربة مسؤولة !!

 إن مما يدمى له القلب أن نسمع من يلمز هذه المراكز ويتهمها بإفساد الشباب !!

 [ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ ] ( الكهف : 18)

 

بل والله إن قولهم هذا افتراء ومن أعظم الإفساد!

 

[ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ ] ( البقرة : 11 - 12 )

 

إن روعة مخرجات هذه الحلقات والمراكز والدور لا يحتاج الى بيّنة و برهان ، لأن الواقع يشهد ، والحقيقة بيّنة !!

فمن أين تخَرّج علماؤنا ودعاتنا وقضاتنا وأئمة المساجد الذين ازدانت بهم المنابر ؟!

ومن أين تخَرّجت الداعيات والعالمات والفقيهات والعابدات ، والنساء الصالحات إلا من هذه المحاضن المباركة !!

 

وختاما ..

ما هو دورنا تجاهها؟؟

إن القلم ليقف عاجزاً أن يسطّر ما لمسناه من خيراتها وبركاتها على المجتمع ،

إن هذه المحاضن الإيمانية التربوية لهي من أعظم نعم الله على هذا البلد الطيب المبارك ..

 

فليس هناك أعظم من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مربيا و مصلحا للأجيال

وهي بلا شك تنتظر دعمنا و وقوفنا معهم بكل ما نستطيع ماديا ومعنويا

وأن يتبناها العلماء وطلبة العلم.

ويجب أن نطالب بإيجادها في كل حَيّ .

وتهيأ لها مباني وقفية تحتوي برامجهم وانشطتهم

ولهم منا دعوة بظهر الغيب

اللهم كما نصحوا لأبناء المسلمين فأصلح لهم نياتهم وذرياتهم ..

اللهم ارفع قدرهم ومنازلهم في الفردوس الاعلى و والديهم واجزهم عن الإسلام والمسلمين خيراً ..

 

قالته وكتبته/

الفقيرة إلى عفو ربها القدير

قذلة بنت محمد آل حواش القحطاني ..

في ٢١رجب ١٤٣٦