14- الاستهزاء والسخرية بالدين الإسلامي: يقول تعالى:- (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)  (2)

“عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه  قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلس: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب لساناً ولا أجبن عند اللقاء. فقال رجل في المسجد: كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن، فقال عبد الله بن عمرو أنا رأيته متعلقاً بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة وهويقول يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ورسول الله صلى الله عليه وسلم

يقول: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ  الآية) “. (3)

 

 

ــــــــــ

(1) دعوة الرسل ص 463

(2) سورة التوبة، الآيات: 65 - 66 .

(3) تفسير ابن كثير، 3 / 416 - 417

 

 

وتعال لترى صورة الاستهزاء والسخرية تستمر فيركب المنافقين على مر العصور. نشرت إحدى الصحف المصرية صورةكاريكاتورية تمثل ديكاً ناشراً جناحيه وتحته تسع دجاجات

(1) مجلة الإصلاح عدد 151 جمادى الأولى 1411 ه ص 52

وتحت الصورة التعليق التالي: )محمد أفندي والزوجات التسع(

وذلك استهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم وزوجاته الطاهرات رضوان الله

ورحمته وبركاته عليهن.. “.(1) .

وقامت صحيفة أخبار اليوم بنشر صورة للاعب كرة يضرب بقدمه عمامة شيخ من شيوخ الأزهر بدلاً من الكرة!!

ورسمت بعضها كاريكاتير لرجل متحجب وامرأة .. ملتحية!! استهزاء بأحكام الإسلام في اللحية والحجاب “.(2)

ولو استعرضت صور الاستهزاء بالدين من منافقي عصرنا لطال المقام ولكن أكتفي بالإشارة.

    15- الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف:

قال تعالى:- (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (3)

“ ألا ترى إلى شبابنا اليوم يُحَسِّنُون الخمر للناس،ويقولون لهم إنها تفيد الصحة، وتحدث عند شاربها تفريجاً

 

ــــــــــ

(1) الإعلام والتيارات الفكرية المعاصرة، عن المصدر السابق

(2) المرجع السابق، نقلاً عن مجلة الإصلاح ص 52

(3) سورة التوبة، الآية: 67 .

 

ونشوة، وتباعد بينه وبين الأحزان، وهي شراب علية القوم وأصحاب المكانة من الأمة ويحملون إخوانهم بمختلف الأساليب على غشيان أماكن الشرب وبيوت القمار والزنا باسم أن ذلك مدنية ورقي، والمقتصد منهم في ذلك التهتك يقول لصاحبه نشرب ونتوب إلى الله تعالى بعد.

وإذا رأوا شاباً يذهب إلى مسجد من المساجد أو ناد من أندية الوعظ والإرشاد منعوه عن ذلك العمل، وحالوا بينه وبينه مرة من ناحية أن هذه أعمال )رجعية( لا تليق بالمثقفين، مرة

من جهة انه يجهد نفسه ويكلف نفسه أعمالاً شاقة وهو شاب في مقتبل حياته، والأولى بمثل هذه الأعمال الشيوخ دون الشبان..“(1)

16- كراهية الجهاد في سبيل الله فهم يريدون الدعة

والراحة: قال تعالى(  فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ)  (2)

ويقول تعالى:- ( وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (85) وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ)

 

ـــــــــ

 (1) دعوة الرسل، ص 467 - 468

(2) سورة التوبة، الآية 81

(3) سورة التوبة، الآية 86

 

(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ) (3)

ويصورهم جل وعلا أبلغ تصوير في قوله تعالى وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ  (1)

ولهذا من لم يغز ولم يحدث نفسه بالجهاد مات على

شعبة من النفاق كما في الحديث. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ من مات ولم يغز ولم يحدث به

بالغزو مات على شعبة من النفاق “.(2)

17- المجادلة بغير علم: يقول تعالى:- ) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ(3) ويقول عز وجل:- (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ)  (4)

عن زياد بن جدير قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

“يهدم الإسلام ثلاث: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن ، وأئمة مضلون “.(5)

 

ــــــــــــ

(1) سورة محمد، الآية: 20

(2) أبو داود، باب كراهية ترك الغزو، رقم 2502 ، والنسائي

(3) سورة الحج، الآية 3

(4) سور الحج، الآية 8

(5) صفة النفاق وذم المنافقين

 

18- إن أنعم الله عليهم سَّروا بذلك وإن حصلت لهم

نقمة انقلبوا على وجوههم: قال تعالى:-( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )

ويقول جل شأنه: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10) وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ) (2)

19-  حبهم إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا وقذف المحصنات

المؤمنات الغافلات: وما موقف عبد الله بن أبي بن سلول في قذف الطاهرة المطهرة أمنا        عائشة - رضي الله عنها – إلا صورة من هذا الخلق الفاحش الذي اتصفت به هذه الطائفة

وما نراه اليوم من نشر الدعارة والفاحشة وظهور النساء

ــــــــــــــ

(1) سورة الحج، الآية 11

(2) سورة العنكبوت الآيات: 10 - 11

 

 

الفاتنات إلا وسيلة من وسائل المنافقين لإشاعة الفاحشة في  الذين آمنوا.

يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) (1) ، وحادثة الإفك كما  وردت في زاد المعاد لابن القيم رحمه الله يقول:- “ وذلك أن عائشة رضي الله عنها كانت قد خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في هذه الغزوة بقرعة أصابتها، وكانت تلك عادته مع نسائه، فلما رجعوا من الغزوة، نزلوا في بعض المنازل، فخرجت عائشة لحاجتها، ثم رجعت، ففقدت عقداً لأختها كانت أعارتها إياه، فرجعت تلتمسه في الموضع الذي فقدته فيه، فجاء النفر الذين كانوا يرحلون هودجها، فظنوها فيه، فحملوا الهودج، ولا ينكرون خفته لأنها - رضي الله عنها – كانت فتية السن، لم يغشها اللحم الذي كان يثقلها، وأيضاً، فإن النفر لما تساعدوا على حمل الهودج، لم ينكروا خفته ولو  كان الذي حمله واحداً أو أثنين، لم يخف عليهما الحال، فرجعت عائشة إلى منازلهم، وقد أصابت العقد، فإذا ليس داع ولا مجيب، فقعدت في المنزل، ظنت أنهم سيفقدونها، فيرجعون في طلبها، والله غالب على أمره يدبر الأمر فوق عرشه كما يشاء فغلبتها عيناها فنامت، فلم تستيقظ إلا بقول صفوان بن معطل:

 

ــــــــــــ

(1) سورة النور، الآية 11

 

إنا لله وإنا إليه راجعون، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان صفوان قد عرَّس في أُخريات الجيش، لأنه كان كثير النوم.. فلما رآها عرفها، وكان يراها قبل نزول الحجاب، فاسترجع وأناخ راحلته، فقربها إليها، فركبتها وما كلمها كلمة واحدة، ولم تسمع منه إلاَّ

استرجاعه، ثم سار بها يقودها حتى قدم بها، وقد نزل الجيش في نحر الظهيرة، فلما رأى ذلك الناس تكلم كل منهم بشاكلته، وما يليق به ووجد الخبيث عدو الله ابن أُبي

متنفساً، فتنفس من كرب النفاق والحسد الذي بين ضلوعه  فجعل يستحكي الإفك، ويستوشيه، ويشيعة، ويذيعه، ويجمعه، ويفرقه وكان أصحابه يتقربون به إليه، فلما قدموا

المدينة، أفاض أهل الإفك في الحديث، ورسول الله صلى الله عليه وسلم

ساكت لا يتكلم، ثم استشار أصحابه في فراقها، فأشار عليه عليّ [ أن يفارقها، ويأخذ غيرها تلويحاً لا تصريحاً، وأشار عليه أسامة وغيره بإمساكها، وألا يلتفت إلى كلام الأعداء...“(1)

وحُبِسَ الوحي عن المصطفى صلى الله عليه وسلم شهراً كاملاً كان  ابتلاء واختبار للرسول صلى الله عليه وسلم ولعائشة - رضي الله عنها -.

ولما جاء الوحي ببراءتها، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن صرح بالإفك فحُدُّوا ثمانين ولم يحد الخبيث عبد الله بن أبي،  مع إنه رأس أهل الإفك، فقيل: لأن الحدود تخفيف عن أهلها وكفارة، والخبيث ليس أهلاً لذلك، وقد وعده الله بالعذاب العظيم في الآخرة، فيكفيه ذلك عن الحد، وقيل:  بل كان يستوشي الحديث ويجمعه ويحكيه، ويخرجه من لا ينسب إليه، وقيل: الحد لا يثبت إلا بالإقرار، أو بينة وهو لم  يُقر بالقذف، ولا شَهِدَ به عليه أحد..(2)

فهاهم المنافقون وقد وصل مكرهم وشرهم إلى الطعن في عرض المصطفي صلى الله عليه وسلم ولا زالوا إلى يومنا هذا يحاولون نشر الفساد والشر بين صفوف المسلمين والمسلمات لكي يخرجوا المرأة المسلمة عن عفافها وشرفها.

 

ــــــــــــ

(1) زاد المعاد 3/ 259 - 260

(2) المرجع السابق، 3/ 263

 

 

فتقول احداهن  “ إن هذه الثياب الممجوجة قشرة سطحية لا تكفي وحدها لفتح أبواب الجنة أو اكتساب رضا الله، فتيات يخرجن إلى الشارع والجامعات بملابس قبيحة المنظر يزعمن إنها )زي إسلامي( لم أجد ما يعطيني مبرراً منطقياً معقولاً لإلتجاء  فتيات على قدر مذكور من العلم إلى لف أجسادهن من .(1)الرأس إلى القدمين بزي هو والكفن سواء “

وكتب إحسان عبد القدوس في إحدى توجيهاته التي كان يبثها في مجلة روز اليوسف: أنني أطالب كل فتاة أن تأخذ صديقها في يدها وتذهب إلى أبيها وتقول له هذا صديقي(2).

20- التسلل من صفوف المسلمين والهرب بخفية: فهم

جبناء خونة وقد وصفهم - جل وعلا - بقوله:- لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) (3)

 

 

ـــــــــــ

(1) الإعلام والتيارات الفكرية،عن مجلة الإصلاح عدد 151 ص 63

(2) قضية تحرير المرأة محمد قطب ص 89

(3) سورة النور، الآية 63

 

      21- لِين الكلام: فألفاظهم منمقة يخدعون بها السذج من الناس وعباراتهم معسولة يتسللون بها إلى القلوب ليصدوها عن علام الغيوب “ يعجبك قوله ويسوءك عمله،

قوله قول الصوفية، وعمله عمل الجبابرة إذا تكلمت معه في  الإصلاح والمصلحين والإفساد والمفسدين أفاض معك في  القول وأراك أن قلبه يتفطر حسرة لذلك الفساد، الذي نراه كل يوم وأنه يتمنى أن لو صلح أمر الناس وقد يصف لك طريق الخلاص من ذلك الفساد كطبيب ماهر وعالم خبير وإذا وُلِّيَ عملاً من أعمال المسلمين رأيته شيطاناً من

الشياطين رأيت ظلم العباد والبلاد، وعاث في الأرض الفساد..“ (1)

يقول جل شأنه في وصفهم:- (وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ) (2) 0

ويقول تعالى:- (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ) (2)

 

ــــــــــ

(1) دعوة الرسل ص 458

(2) سورة محمد، الآية 30

 

 وهم يتميزون بضخامة أبدانهم التي ما هي في الحقيقة إلا خشب مسندة.

 قال تعالى:- (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (2)

“ وصفهم الله بحسن الصورة، وإبانة المنطق، ثم أعْلَمَ  أنهم في ترك التفهم والاستبصار بمنزلة الخُشُب المسندة: الممالة إلى الجدار. والمراد: أنها ليست بأشجار تثمر

وتنمى، بل خشب مسندة إلى حائط.

ثم عابهم بالجبن فقال تعالى:-( يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ) أي: لا يسمعون صوتاً إلا ظنوا انهم قد أتوا لما في قلوبهم من الرعب أن يكشف الله أسرارهم وهذه مبالغة في

الجبن “(3) . وفي الحديث: “ إن من عباد الله قوماًألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمَّرُ من الصبر، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين وقلوبهم قلوب الذئاب يشترون

الدنيا بالدين

 

ــــــــــ

(1) سورة الفتح، الآية 11

(2) سورة المنافقون، الآية 4

(3) زاد المسير 8/ 275

 

، يقول الله تعالى في حديثه القدسي:- “ أبي يفترون وعليّ يجترئون فبي حلفت لأسلطن عليهم فتنة تدع  . الحليم منهم حيران “(1)

عن عثمان النهدي قال: كنت عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسمعته يقول في خطبته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ . أخوف ما أخاف على أمتى كل منافق عليم اللسان “(2)

“ وكم اغترت الأمم بأمثال هؤلاء ممن صنعتهم الاستعمارية الماسونية وطبعتهم بطابع قومي أو وطني بعيد عن الدين، يصرُخ أحدهم بعداوة الاستعمار ويتزعم الإصلاح ويكيل وعود الخير لأمته ويحثوها حثواً بلا كيل ولا ميزان فيملك شغاف قلوبهم فيقاتلوا من أجل مبدئه

المزعوم وتسيل أموالهم،

 

ـــــــــــــ

(1) رواه الترمذي

(2) صفة النفاق وذم المنافقين ص 69

 

بل أموال غيرهم من المسلمين بالتبرعات، حتى إذا تولى سعى في الأرض كما وصفه الله يبطش بمن يريد باسم حماية الوطن أو الثورة أو يصفه بالخيانة والعمالة..“ (1)

22- الظن السيئ: صفة قبيحة من صفاتهم فهم

يظنون بالله ظن السوء وكذلك بالمؤمنين وهم أيضاً يائسون

من رحمة الله تعالى . قال جل وعلا:- ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ  (2)

ويقول تعالى (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )(3) ويقول تعالى في وصفهم أيضاً (بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا) (12) (4)

   

 ـــــــــــ

(1) النفاق، آثاره، مفاهيمه ص 91

(2) سورة آل عمران، الآية 154

(3) سورة الفتح، الآية 6

(4) سورة الفتح، الآية 12

 

 

23- التناجي بالإثم والعدوان ومعصية الرسول: قال

قال تعالى:- (لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ  (1)

24- قِلَّة ذكر الله تعالى: وهذه سمة بارزة من سمات المنافقين فهم لا يذكرون الله إلا قليلاً، وذلك لمِاَ في قلوبهم من مرض غطى عنها نور الحق والإيمان فهي تبغض ذكر

الله تعالى . وقد وصف الله قلوبهم وقلوب الكافرين في  القرآن الكريم بعشرين صفة هي:- 

1-  الختم: 7:2 (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)

2- الطبع: 3:36 (فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ)

3-الضيق: 6:125 (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا

 كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي  السَّمَاءِ )

4- المرض: 2:10 ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا )

5- الرين: 14:83 كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)

6- الكبر: إ(ِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِي)هِ

7- القساوة: 39:22( فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ )

8- الانصراف: ) ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ

9- حمية الجاهلية ( إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ

10- الإنكار: قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ)

11- الغفلة: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا )

                     12-العمى (فَإِنَّهَا لَا 

          تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى

          الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )

13-  الإشمئزاز: (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ

وَإِذَا ذُكِرَ  الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ )

         14- الزيغ: (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ

الْفَاسِقِينَ )

 15- الريب ( وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ)

16- النفاق: 9: 77( فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ)

17- الغمرة: 63:23 (بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا )

18- اللهو: 3:21 (َاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى.)

19- الأكنة: 25:6 (وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً )

20- الإثم: 283:2 (وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ (1).

يقول جل ذكره:- اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ

أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ  (2). وأما وصف الله تعالى لهم بأنهم لا

يذكرون الله إلا قليلا فهذا لأنهم يذكرونه - جل وعلا -

جهرة مع الناس، أما في خلوتهم فلا يذكرونه لأن قلوبهم

خالية من الإيمان.

ـــــــــ

(1) سلسلة من مفردات القرآن الكريم ص 9 - 10

(2) سورة المجادلة، الآية 19

 

25- الاستكبار والتعالي عن الحق: )ليكسبوا لأنفسهم

مقاماً زائفاً في أعين الناس: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ). وواضحٌ أنهم كانوا يأنفون من هذا الاستسلام للرسول صلى الله عليه وسلم ويرونه خاصاً بفقراء الناس غير لائق بالعلية

ذوي المقام! ومن ثم قالوا قولتهم هذه( أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ..) ومن ثم جاءهم الرد الحاسم والتقرير الجازم:

أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (1).

يقول عز وجل( ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ )(2)

ويقول تعالى واصفاً لهم:- (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ ) (3)

26- الكذب من أبرز صفاتهم: فهم كذبوا على الله تعالى أولاً، ثم على رسوله ثانياً، ثم على أولياءه الصالحين وعلى عباد الله عموما،ً وقد وصفهم جل وعلا بالكذب، قال

 

ـــــــــ

(1) في ظلال القرآن، 1/ 44

(2) سورة الحج، الآية 9

(3) سورة المنافقون، الآية 5

تعالى:-( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ  (1)

وفي الحديث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان “.(2)

وفي رواية عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“ أربع من كن فيه كان منافقاً، ومن كانت فيه خلة منهن  كانت فيه خلة من النفاق حتى يدعاها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر.(3) “

 

             

              ــــــــــ

                (1) سورة المنافقون، الآية 1

                (2) صحيح مسلم، باب بيان خصال المنافقين رقم 110

                (3) سبق تخريجه

 

 

14- الاستهزاء والسخرية بالدين الإسلامي: يقول تعالى:- (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)  (2)

وعن عبد الله بن عمررضي الله عنه  قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلس: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب لساناً ولا أجبن عند اللقاء. فقال رجل في المسجد: كذبت