المقامة في دار الهداية بالربوة
التابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
في يوم السبت الموافق7 /5 /1435هـ
للدكتورة/قذلة بنت محمد آل حواش القحطاني.
الموقع الرسمي/
http://www.d-gathla.com

مقدمة:
وقفات في سيرة شيخ الاسلام، ونبوغه
العلمي.
اسمه ونسبه:
هو أحمد تقي الدين أبو العباس بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني .
مولده ونشأته:
ولد رحمه الله يوم الاثنين، عاشر، وقيل: ثاني عشر من ربيع الأول سنة 661هـ. في حرّان.

*طلب العلم على أيدي علماء حران منذ صغره، فنبغ ووصل إلى مصاف العلماء من حيث التأهل للتدريس والفتوى قبل
أن يتم العشرين من عمره .
ومما ذكره ابن عبد الهادي رحمه الله عنه في صغره أنه: (سمع مسند الإمام أحمد بن حنبل مرات، وسمع الكتب الستة الكبار والأجزاء، ومن مسموعاته معجم الطبراني الكبير.
وعني بالحديث وقرأ ونسخ، وتعلم الخط والحساب في المكتب، وحفظ القرآن، وأقبل على الفقه، وقرأ العربية على ابن عبد القوي ، ثم فهمها، وأخذ يتأمل كتاب سيبويه حتى فهم في النحو، وأقبل على التفسير إقبالاً كلياً، حتى حاز فيه قصب السبق، وأحكم أصول الفقه وغير ذلك.
هذا كله وهو بعد ابن بضع عشرة سنة، فانبهر أهل دمشق من فُرط ذكائه، وسيلان ذهنه، وقوة حافظته، وسرعة إدراكه) .

عصره:
يستطيع الواصف للحالة السياسية لعصر ابن تيمية رحمه الله أن يحدد معالمها بثلاثة أمور رئيسة:
أ - غزو التتار للعالم الإسلامي.
ب - هجوم الفرنجة على العالم الإسلامي.
جـ - الفتن الداخلية، وخاصة بين المماليك والتتار والمسلمين وهكذا.
كل هذا ساعد في تكوين بيئة اجتماعية غير منتظمة وغير مترابطة، وأوجد عوائد بين المسلمين لا يقرها الإسلام، وأحدث بدعاً مخالفة للشريعة كان لابن تيمية رحمه الله أكبر الأثر في بيان الخطأ والنصح للأمة، ومقاومة المبتدعة
الناحية العلمية:
في عصر ابن تيمية رحمه الله قل الإنتاج العلمي، وركدت الأذهان، وأقفل باب الاجتهاد وسيطرت نزعة التقليد والجمود، وأصبح قصارى جهد كثير من العلماء هو جمع وفهم الأقوال من غير بحث ولا مناقشة، فألفت الكتب المطولة والمختصرة، ولكن لا أثر فيها للابتكار والتجديد، وهكذا عصور الضعف تمتاز  بكثرة الجمع. وغزارة المادة مع نضوب في البحث والاستنتاج.

محن شيخ الإسلام:
امتحن الشيخ مرات عدة بسبب نكاية الأقران وحسدهم، ومن هذه المحن:
*محنته مع الصوفية.
*محنته مع الأشاعرة.
*محنته مع المتعصبة والمقلدة.

قال ابن القيم: وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشاً منه قط ، مع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرجاف وهو مع ذلك أطيب الناس عيشا ، وأشرحهم صدرا ، وأقواهم قلبا ، تلوح نضرة النعيم على وجهه . وكنا إذا اشتد بنا الخوف و ساءت بنا الظنون ، وضاقت بنا الأرض : أتيناه ، فما هو إلا أن نراه ، ونسمع كلامه ، فيذهب عنا ذلك كله ،وينقلب إنشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة . فسبحان ما شهد عباده جنته قبل لقائه وفتح لهم أبوابها في دار العمل ،فأتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها ، والمسابقة إليها.

أسباب نبوغه العلمي:

السبب الأول : صدق الإخلاص لله – جل وعلا – في العلم.

السبب الثاني : تفرغه للعلم.

السبب الثالث :أنه نشأ في بيت علم، يتواصى ويحث على العلم.

السبب الرابع : المنهجية.

السبب الخامس: شدة ذكاءه, وقوة ذاكرته.

 

مناقبه وصفاته:

·       الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

·       كثرة العبادة والذكر.

·       جهاده.

·       إخلاصه.

·       تواضعه.

·       زهده.

·       جراءته في الحق.

·       عفوه وصفحه.

·       صبره.

·       المهابة والقوة في الحق.

 

وفاته رحمه الله:
في ليلة الاثنين لعشرين من ذي القَعدة من سنة (728هـ) توفي شيخ الإسلام بقلعة دمشق التي كان محبوساً فيها.
وصُلي عليه بالقلعة، ثم وضعت جنازته في الجامع والجند يحفظونها من الناس من شدة الزحام، ولم يتخلف إلا القليل من الناس عن الصلاة عليه، وقيل أنه صلى عليه ستون ألفًا إلى مئتي ألف وظهر بذلك قول الإِمام أحمد" بيننا وبين أهل البدع يوم الجنائز".

   

مؤلفاته:

مؤلفات الشيخ كثيرة يصعب إحصاؤها، وعلى كثرتها فهي لم توجد في بلد معين في زمانه إنما كانت مبثوثة بين الأقطار كما قال الحافظ البزار.

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي (ت - 795هـ) رحمه الله:
(وأما تصانيفه رحمه الله فهي أشهر من أن تذكر، وأعرف من أن تنكر، سارت سير الشمس في الأقطار، وامتلأت بها البلاد والأمصار، قد جاوزت حدّ الكثرة فلا يمكن أحد حصرها، ولا يتسع هذا المكان لعدّ المعروف منها، ولا ذكرها).

من مؤلفاته:

من أبرز كتبه ما يلي:

·       الاستقامة.

·       درء تعارض العقل والنقل.

·       اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم.

·       بيان تلبيس الجهمية.

·       الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح.

·       الصفدية.

·       منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية.

·       النبوات.

·       التدمرية: تحقيق الإثبات للأسماء والصفات وحقيقة الجمع بين القدر والشرع.

·       الحسبة في الإسلام.

·       الفتوى الحموية.

·       الواسطية.

·       العبودية.

·       الفتاوى الكبرى.

·       الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.

·       القواعد النورانية الفقهية.

·       وغيرها كثير.

بعض من ثناء الخلق عليه:

·       قال العلامة كمال الدين بن الزملكاني (ت - 727هـ) : (كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحداً لا يعرفه مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم، سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله، والمنسوبين إليه، وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف، وجودة العبارة والترتيب والتقسيم  والتبيين ) .

·       وقال ابن دقيق العيد رحمه الله : (لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلاً العلوم كلها بين عينيه، يأخذ منها ما يريد، ويدع ما يريد) .

·       وقال عنه تلميذه الذهبي: (ابن تيمية: الشيخ الإمام العالم، المفسر، الفقيه، المجتهد، الحافظ، المحدث، شيخ الإسلام، نادرة العصر، ذو التصانيف الباهرة، والذكاء المفرط) .

العقيدة الواسطية
”عقيدة أهل السنة والجماعة“
لشيخ الإسلام ابن تيمية

سبب تأليفها:

كتبها في مجلس واحد بعد العصر من أحد أيام سنة (698هـ)، وسبب كتابتها أن بعض قضاة واسط من أهل الخير والدين شكا ما الناس فيه ببلادهم في دولة التتار من غلبة الجهل والظلم ودروس الدين والعلم، وسأل الشيخ أن يكتب له عقيدة؛ فقال له: قد كتب الناس عقائد، فألح في السؤال وقال: ما أحب إلا عقيدة تكتبها أنت، فكتب له هذه العقيدة وهو قاعد بعد العصر، وقد حصل حولها مناظرة بين شيخ الإسلام وعلماء عصره في مجلس نائب السلطنة الأفرم بدمشق سنة (705هـ).

وذكر شيخ الإسلام أنه عقد للمناظرة ثلاثة مجالس كتب ما استحضره منها بنفسه، وجمعت على اختصارها ووضوحها جميع ما يجب اعتقاده من أصول الإيمان وعقائده الصحيحة، وذكر فيها شيخ الإسلام مذهب السلف الصالح في العقيدة سليماً من شوائب البدع وآراء أهل الكلام المضلة.

 

مميزات العقيدة الواسطية:
     

·       أن شيخ الإسلام رحمه الله قد فهم ما قاله الأئمة من قبل فصاغه بصياغةٍ تجمع أقوالهم بأدلتها وببيان معانيها.

·       اختصار ألفاظها.

·       دقة معانيها.

·       سهولة أسلوبها.

·       جمع أدلة أصول الدين العقلية والنقلية.

·       ذكر المخالف في المسائل العقدية.

·       أن شيخ الإسلام أوضح فيها كثيراً من المجملات التي ربما كانت في كلام السلف.

·       عمق فهمه لنصوص الكتاب والسنة, واطلاعه على أقوال الصحابة والتابعين في تفسير النصوص.

·       منهج شيخ الإسلام في تقرير هذه العقيدة:

·       تعظيم نصوص الشريعة، وإجلالها، والصدور عنها.

·       تقرير العقيدة بأسلوب ميسر، وعبارات واضحة، مدعماً ما يقول بما يتيسر من آيات وأحاديث.

·       شمولية عرض العقيدة وتقريرها ،وذلك لربطه بعض القضايا ببعض.

·       يركز على منهج الوسطية وهو منهج أهل السنة والجماعة.

·       التسليم للغيبيات، وتفويض كيفياتها إلى الله عزّ وجل.

·        الأخذ بأحاديث الآحاد في باب الاعتقاد؛ فخبر الواحد يفيد العلم عند أهل السنة والجماعة إذا صحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
أهم موضوعات الكتاب:

وقد احتوت الرسالة على عدة مباحث وهي:
1 ـ أصل أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات.
2 ـ أصل أهل السنة والجماعة في الإيمان.
3 ـ أصل أهل السنة في الأسماء والأحكام وباب وعيد الله.
4 ـ أصل أهل السنة والجماعة في القدر.
5 ـ أصل أهل السنة والجماعة في اليوم الآخر وما فيه وما يقع فيه كالحساب والشفاعة والميزان والجنة والنار.
6 ـ وأصلهم في الكرامات.
7 ـ أصل أهل السنة والجماعة في موقفهم من الولاة والحكام.
8 ـ أصل أهل السنة والجماعة في الصحابة وموقفهم من ذلك.
9 ـ أصل أهل السنة والجماعة في مصادر التلقي.

    10ـ أصل أهل السنة والجماعة في الأخلاق والسلوك والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
     11  ـ أصل أهل السنة في الجهاد وإقامة الشعائر الظاهرة.
     12 ـ وختم الرسالة بذكر طبقات وأنواع أهل السنة والجماعة .
والمصنف - رحمه الله - لم يستوعب جميع ما يتعلق بأصول أهل السنة والجماعة لكنه ذكر أغلب ما يحتاجه المسلم, والأصول الكبار مع ملاحظة ما يدور في عصره.

تفصيل أبرز مسائل العقيدة الواسطية:
مجمل اعتقاد أهل السنة والجماعة

اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة أهل السنة والجماعة:

·       الإيمان بالله

·       وملائكته

·       وكتبه

·       ورسله

·       والبعث بعد الموت

·       والإيمان بالقدر خيره وشره

مجمل اعتقاد أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات

·       ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه ،وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ،ومن غير تكييف ولاتمثيل ،بل يؤمنون بأن الله تعالى (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير)

·       معنى التحريف:التأويل المذموم (صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح)مثاله تأويل صفة اليد بالقدرة

·       التعطيل:نفي الصفات

·       التكييف:طلب حقيقة الصفة والكنه

·       التمثييل:التسوية بين الله تعالى وغيره فيما يجب له سبحانه

·       والإلحاد في أسماء الله يكون بما يأتي:

1-   نفيها

2-   أو نفي معانيها

3-   تسمية الله بغير ماسمى  به نفسه

4-   أو بتسمية بعض المخلوقين بماهو من خصائصه سبحانه

·       وقد بعث الله رسله في صفاته بالنفي المجمل والإثبات المفصل .

القاعدة الأولى:
أسماء الله تعالى كلها حسنى:
أي بالغة في الحسن غايته، قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).
وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، لا احتمالاً ولا تقديراً.
* مثال ذلك: "الحي" اسم من أسماء الله تعالى، متضمن للحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم، ولا يلحقها زوال. الحياة المستلزمة لكمال الصفات من العلم، والقدرة، والسمع، والبصر وغيرها.
* ومثال آخر: "العليم" اسم من أسماء الله متضمن للعلم الكامل، الذي لم يسبق بجهل، ولا يلحقه نسيان، قال الله تعالى (عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى)
العلم الواسع المحيط بكل شيء جملةً وتفصيلاً، سواء ما يتعلق بأفعاله، أو أفعال خلقه، قال الله تعالى: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ).
  ومثال ثالث: "الرحمن" اسم من أسماء الله تعالى متضمن للرحمة الكاملة، التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، "لله أرحم بعباده من هذه بولدها"(6) يعني أم صبي وجدته في السبي فأخذته وألصقته ببطنها وأرضعته، ومتضمن أيضاً للرحمة الواسعة التي قال الله عنها: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)(7)، وقال عن دعاء الملائكة للمؤمنين: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً)(8).
والحسن في أسماء الله تعالى يكون باعتبار كل اسم على انفراده، ويكون باعتبار جمعه إلى غيره، فيحصل بجمع الاسم إلى الآخر كمال فوق كمال.
مثال ذلك: "العزيز الحكيم". فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآن كثيراً. فيكون كل منهما دالاً على الكمال الخاص الذي يقتضيه، وهو العزة في العزيز، والحكم والحكمة في الحكيم، والجمع بينهما دال على كمال آخر وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة.

 

القاعدة الثانية:
 أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف:
        أعلام باعتبار دلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني، وهي بالاعتبار الأول مترادفة لدلالتها على مسمى واحد، وهو الله - عز وجل - وبالاعتبار الثاني متباينة لدلالة كل واحد منهما على معناه الخاص فـ "الحي، العليم، القدير، السميع، البصير، الرحمن، الرحيم، العزيز، الحكيم". كلها أسماء لمسمى واحد، وهو الله سبحانه وتعالى، لكن معنى الحي غير معنى العليم، ومعنى العليم غير معنى القدير، وهكذا.
        وهي أعلام وأوصاف، لدلالة القرآن عليه. كما في قوله تعالى: (وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). وقوله: (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَة)
فإن الآية الثانية دلت على أن الرحيم هو المتصف بالرحمة. ولإجماع أهل اللغة والعرف أنه لا يقال: عليم إلا لمن له علم، ولا سميع إلا لمن له سمع، ولا بصير إلا لمن له بصر، وهذا أمر أبين من أن يحتاج إلى دليل.
الله تعالى وصف نفسه بأوصاف كثيرة، مع أنه الواحد الأحد.
 فقال تعالى: (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ* إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ* وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ* ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ* فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ). وقال تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى* الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى* وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى*  وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى* فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى).
ففي هذه الآيات الكريمة أوصاف كثيرة لموصوف واحد.

القاعدة الثالثة:
أسماء الله تعالى إن دلت على وصف متعد، تضمنت ثلاثة أمور:
أحدها: ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل.
الثاني: ثبوت الصفة التي تضمنها لله عز وجل.
الثالث: ثبوت حكمها ومقتضاها.
ولهذا استدل أهل العلم على سقوط الحد عن قطاع الطريق بالتوبة، استدلوا على ذلك بقوله تعالى: (إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)؛ لأن مقتضى هذين الاسمين أن يكون الله تعالى قد غفر لهم ذنوبهم، ورحمهم بإسقاط الحد عنهم.
* مثال ذلك: "السميع" يتضمن إثبات السميع اسماً لله تعالى، وإثبات السمع صفة له وإثبات حكم ذلك ومقتضاه وهو أنه يسمع السر والنجوى كما قال تعالى: (وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)
وإن دلت على وصف غير متعد تضمنت أمرين:
أحدهما: ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل.
الثاني: ثبوت الصفة التي تضمنها لله عز وجل.
* مثال ذلك:"الحي" يتضمن إثبات الحي اسماً لله – عز وجل - وإثبات الحياة صفة له.


القاعدة الرابعة:
 دلالة أسماء الله تعالى على ذاته وصفاته تكون بالمطابقة وبالتضمن وبالالتزام.

 مثال ذلك: "الخالق" يدل على ذات الله، وعلى صفة الخلق بالمطابقة، ويدل على الذات وحدها وعلى صفة الخلق وحدها بالتضمن، ويدل على صفتي العلم والقدرة بالالتزام.
ولهذا لما ذكر الله خلق السموات والأرض؛ قال تعالى: (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً).
   
 القاعدة الخامسة:
أسماء الله تعالى توقيفية، لا مجال للعقل فيها:

وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يزاد فيها ولا ينقص؛ لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً). وقوله: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ والإثم وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ). ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه، أو إنكار ما سمى به نفسه، جناية في حقه تعالى، فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص.


القاعدة السادسة:
أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين:
        قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: "أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك". الحديث رواه أحمد وابن حبان والحاكم، وهو صحيح.
  وما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن لأحدٍ حصره، ولا الإحاطة به.
 فأما قولـه صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة"
فلا يدل على حصر الأسماء بهذا العدد، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة: "إن أسماء الله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة" أو نحو ذلك.


القاعدة السابعة:
الإلحاد في أسماء الله تعالى هو الميل بها عما يجب فيها.
وهو أنواع:
الأول: أن ينكر شيئاً منها أو مما دلت عليه من الصفات والأحكام، كما فعل أهل التعطيل من الجهمية وغيرهم. وإنما كان ذلك إلحاداً لوجوب الإيمان بها وبما دلت عليه من الأحكام والصفات اللائقة بالله، فإنكار شيء من ذلك ميل بها عما يجب فيها.

الثاني: أن يجعلها دالة على صفات تشابه صفات المخلوقين كما فعل أهل التشبيه، وذلك لأن التشبيه معنى باطل لا يمكن أن تدل عليه النصوص، بل هي دالة على بطلانه، فجعلها دالة عليه ميل بها عما يجب فيها.

الثالث: أن يسمى الله تعالى بما لم يسم به نفسه، كتسمية النصارى له: (الأب)، وتسمية الفلاسفة إياه (العلة الفاعلة)، وذلك لأن أسماء الله تعالى توقيفية، فتسمية الله تعالى بما لم يسم به نفسه ميل بها عما يجب فيها، كما أن هذه الأسماء التي سموه بها نفسها باطلة ينزه الله تعالى عنها.

الرابع: أن يشتق من أسمائه أسماء للأصنام، كما فعل المشركون في اشتقاق العزى من العزيز، واشتقاق اللات من الإله، على أحد القولين، فسموا بها أصنامهم؛ وذلك لأن أسماء الله تعالى مختصة به، لقوله تعالى: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ).
وقوله: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)
وقوله: (لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض).

فكما اختص بالعبادة وبالألوهية الحق، وبأنه يسبح له ما في السموات والأرض فهو مختص بالأسماء الحسنى، فتسمية غيره بها على الوجه الذي يختص بالله - عز وجل - ميل بها عما يجب فيها.
والإلحاد بجميع أنواعه محرم؛ لأن الله تعالى هدد الملحدين بقوله: (وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، ومنه ما يكون شركاً أو كفراً حسبما تقتضيه الأدلة الشرعية.

ذكر جملة من آيات الصفات       

·     إثبات العلم لله تعالى.

يقُولُ سبحانه وتعالى: ) اللَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (.

) هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (.

 

·     إثبات القوة والسمع والبصر والإرادة.

قوْلُهُ: ) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ(.وقَوْلُهُ: )لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ(. وقَوْلُهُ : ) وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ( ، وَقَوْلُهُ : )  وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (

 

·   إثبات صفة المحبة لله تعالى.

      (يحبهم ويحبونه)

قَوْلــُـهُ : ) وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(

 

·    إثبات صفة الرحمة لله تعالى.

) بسم الله الرحمن الرحيم (،)  رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا(.

 

·   إثبات الرضا والغضب لله تعالى.

قَوْلُهُ: )رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ(  ، وقَولُهُ )وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ (

 

·   إثبات الإتيان والمجئ لله تعالى.

 وَقَولُهُ:)هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ (، وقَولُه )كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (

 

·   إثبات الوجه واليدين والعينين لله تعالى.

وَقَوْلُهُ:) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ (، وَقَولُهُ: )وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا(

 

·   إثبات السمع والرؤية والقدرة والعزة.

وَقَوْلُهُ: ) قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ( , ) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ( ، وَقَوْلُهُ: ) وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَال( ، وَقَوْلُهُ: ) إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا(، وَقَوْلُهُ: ) وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ (

 

·   نفي النقائص عن الله كالكفء والند والولد والشريك.

قَوْلُهُ: ) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ  (.

وَقَوْلُهُ: )  فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (، ) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (، وَقَوْلُهُ:) فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُون (،  وَقَوْلُهُ: )وقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (

 

·       إثبات استواء الله تعالى على عرشه.

قَوْلُهُ: ) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (

 

·       علو الله ومعيته لعباده.

قَوْلُهُ: ) يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ( ، وقَوْلُهُ:  ) أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ  $ أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (، )لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ( ، ) وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (

 

·       إثبات صفة الكلام لله تعالى

قَوْلُـهُ :)وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا( ،)   وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً(، ) وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ (

 )وتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً ( ، )وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا( ) وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (

) وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ (،)  وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(

 

·       ثبوت نزول القرآن من الله تعالى

)وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ ( ، ) لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ  (

اعتقاد أهل السنة والجماعة في القرآن

  إثبات رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة

وَقَوْلُهُ:)وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ $ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ(،)عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ( ، ) لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ(

 

ذكر بعض أحاديث الصفات     

·       إثبات النزول والفرح والضحك والعجب والقدم.

·       قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم : ((يَنْزِلُ رَبُّنَا إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

·       وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم : ((لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهُ الْمُؤْمِنِ التَّائِبِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِرَاحِلَتِهِ)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

·       وَقَوْلُهُ: صلى الله عليه وسلم : ((يَضْحَكُ اللهُ إِلَى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ؛ كِلاهُمَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

·       وَقَوْلُهُ: ((عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ خَيْرِهِ، يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ أَزَلينَ قَنِطِينَ، فَيَظَلُّ يَضْحَكُ يَعْلَمُ أَنَّ فَرَجَكُمْ قَرِيبٌ)). حَدِيثٌ حَسَنٌ.

·       وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم : ((لا تَزَالُ جَهَنَّمُ يُلْقَى فِيهَا وَهِيَ تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ فِيهَا رِجْلَهُ [وَفِي رِوَايَةٍ: عَلَيْهَا قَدَمَهُ] فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إلَى بَعْضٍ، فَتَقُولُ: قَط قَط)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

§           رؤية المؤمنين لربهم.

قَوْلُهُ: ((إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لاَ تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن لاَّ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلاةٍ قَبْلَ غُرُوبِهَا؛ فَافْعَلُوا)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

§           الإيمان باليوم الآخر

§         محاسبة الله للخلائق

§       الإيمان بالحوض والصراط

§       أحوال الناس بعد الموت وبعد البعث

§      الشفاعة

§      القنطرة بين الجنة والنار

§      أول من يدخل والنار

§      أنواع شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم

§      مذهب الفرقة الناجية في الشرع والقدر وأفعال العباد

§      مذهب أهل السنة في الإيمان ومرتكب الكبيرة

§      مذهب أهل السنة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه

§      موقف أهل السنة والجماعة مما شجر بين الصحابة

§      الإيمان بكرامات الأولياء

§      اتباع أهل السنة لآثار الرسول والصحابة وإجماع الأمة.

§      منهج أهل السنة والجماعة في تعاملهم مع الناس

§      سبب تسميتهم بالجماعة

§      دعوة أهل السنة والجماعة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال.

§      الصبر والشكر والرضا

§      المنهج العام لأهل السنة وحقيقته

§      خاتمة هذه العقيدة.

 

أهم المسائل العقدية التي لم يتطرق لها شيخ الإسلام:

1- الجماعة والفرقة.
2- الموالاة والمعاداة.
3- الحكم بغير ما أنزل الله.
4- عدم الخروج على الأئمة.
5- الميثاق.
6- الإسراء والمعراج.
7- أشراط الساعة.
8- الجنة والنار.

      شروحه:
وقد شرحت هذه العقيدة بشروح كثيرة منها:ـ
1 ـ    " الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية " للشيخ زيد بن عبد العزيز ابن فياض المتوفى سنة (1416هـ) - رحمه الله تعالى -، وهو شرح مطول, طبع عدة مرات.
2 ـ     " التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية "، للشيخ العلامة عبد العزيز بن ناصر الرشيد المتوفى سنة (1408هـ)

3-    التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة " تأليف الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي المتوفى سنة (1376هـ) - رحمه الله تعالى -، وعليها منتخبات من تقارير سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله تعالى.

4 ـ " الثمار الشهية في شرح الواسطية "، تأليف العلامة الشيخ محمد خليل هراس المتوفي سنة (1415هـ) – رحمه الله تعالى.

5 ـ " الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية " تأليف الشيخ عبد العزيز المحمد السلمان، وضعه للطلاب لما كان يدرس في معهد إمام الدعوة.

6 ـ " مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية " للشيخ عبد العزيز المحمد السلمان، سابق الذكر، اختصر فيه الكتاب السابق بناءً على طلب بعض الإخوان.

7 ـ " الكواشف الجلية عن معاني الواسطية" تأليف الشيخ عبد العزيز المحمد السلمان، وهو شرح مطول حول فيه الأسئلة والأجوبة الأصولية السابقة إلى شرح للعقيدة الواسطية.

8 ـ " المنحة الإلهية في شرح العقيدة الواسطية " تأليف الشيخ عبد الرحمن بن مصطفى الغرابي.

9 ـ " الأجوبة المفيدة على أسئلة العقيدة " تأليف الشيخ عبد الرحمن بن حمد الجطيلي المتوفي سنة (1406هـ) - رحمه الله تعالى - ، وهو شرح على طريقة السؤال والجواب تحل بعض الألفاظ والمعاني وتقربها لأذهان الناشئين من طبلة العلم.

10 ـ " شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية " تأليف فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله

الفوزان.

11ـ شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين، وهو عبارة عن مذكرة للمهم من مقرر السنة الثانية الثانوية في المعاهد العلمية في التوحيد على العقيدة الواسطية.

12 ـ " المحاضرات السنية في شرح العقيدة الواسطية " لفضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين.

13 ـ " التعليقات المفيدة على العقيدة الواسطية " تعليق وتخريج عبد الله بن عبد الرحمن علي الشريف.

14 ـ " شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية " للشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني، راجعه العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين.

15-تعليقات للشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع.

16-" التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية " لفضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين.

17-" الأسئلة النجدية على العقيدة الواسطية " للشيخ محمد بن علي بن سليمان الروق.

 

الشروح المسجلة:


1 ـ شرح سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز في (4) أشرطة.
2 ـ شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين في (32) شريطاً.
3 ـ شرح فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين في (18) شريطاً.
4 ـ شرح فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك في (10) أشرطة.

5 ـ شرح فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في (30) شريطاً.

6- شرح الشيخ محمد بن سعيد القحطاني في (28) شريطاً، وهو تعليق على شرح الشيخ محمد خليل هراس.

 

هذا ما تيسَّر جمعه، وتوضيحه في التعليق على هذه الرسالة العظيمة في مضمونها، .
المباركة في أثرها ونفعها للمسلمين.
أسأل الله تعالى أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، ويرزقنا جميعًا العلم النافع والعمل الصالح.
قالته: الفقيرة إلى عفو ربها القدير:
 قذلة بنت محمد آل حواش القحطاني.
في يوم السبت الموافق 7 /جماد الأولى-1435هـ
 

المراجع:

§       الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية، للحافظ عمر البزَّار.

§       كتاب دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية للدكتور عبدالله الغصن، طبع دار ابن الجوزي.

§       توضيح مقاصد العقيدة الواسطية، لفضيلة الشيخ: عبدالرحمن البراك.

§       شرح العقيدة الواسطية للعلامة الشيخ محمد الصالح العثيمين.

§       الكواشف الجلية عن معاني الواسطية، عبدالعزيز السلمان.

§       التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية لفضيلة الشيخ عبدالله الجبرين.

§       : ملحق العقيدة الواسطيَّة
المؤلف : علوي بن عبد القادر السَّقَّاف

§       موقع صيد الفوائد.

§       موقع شيخ الإسلام ابن تيمية.