عن معاوية - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ). [ متفق عليه ].قال الشيخ العلامة  عبدالرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله -في شـــرح هـذا الحديث:

 هذا الحديث من أعظم فضائل العلم و فيه : أن العلم النافع علامة على سعادة العبد , و أن الله أراد به خيراً .و الفقه في الدين يشمل الفقه في أصول الإيمان , و شراع الإسلام و الأحكام , و حقائق الإحسان . فإن الدين يشمل الثلاثة كلها , كما في حديث جبريل لما سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن الإيمان و الإسلام و الإحسان , و أجابه صلى الله عليه و سلم بحدودها .
ففسر الإيمان بأصوله الستة ، و فسر الإسلام بقواعده الخمس ، و فسر الإحسان

( أن تعبد الله كأنك تراه , فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) .
فيدخل في ذلك : التفقه في العقائد , و معرفة مذهب السلف فيها , و التحقق به ظاهراً و باطناً , و معرفة مذاب المخالفين , و بيان مخالفتها للكتاب و السنة .
و دخل في ذلك : علم الفقه , أصوله و فروعه , أحكام العبادات و المعاملات , و الجنايات و غيرها .
و دخل في ذلك : التفقه بحقائق الإيمان , و معرفة السير و السلوك إلى الله , الموافقة لما دل عليه الكتاب و السنة .
و كذلك يدخل في هذا : تعلم جميع الوسائل المعينة على الفقه في الدين كعلوم العربية بأنواعها .
فمن أراد الله به خيراً فقهه في هذه الأمور , ووفقه لها .و دل مفهوم هذا الحديث على أن من أعرض عن هذه العلوم بالكلية فإن الله لم يرد به خيراً , لحرمانه الأسباب التي تنال بها الخيرات , و تنال بها السعادة.


 

 

المصدر :
[ ( كتاب بهجة قلوب الأبرار و قرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار )
لفضيلة الشيخ العلامة : عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله