قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رحمةً واسعة :
"
إن الرَّجلَ العظيم في العلم والدِّين قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقروناً بالظن ، ونوع من الهوى الخفي ، فيحصلُ بسبب ذلك ما لاينبغي اتباعه فيه ، وإن كان من أولياء الله المتقين.
ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين: طائفة تعظمه فتُريد تصويب ذلك الفعل وإتباعه عليه ، وطائفة تذمّه فتجعل ذلك قادحاً في ولايته وتقواه ، بل في برّه وكونه من أهل الجنة ، بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان ، وكِلا هذين الطرفين فاسد.
ومن سلكَ طريق الاعتدال عظَّم من يستحق التعظيم ، وأحبَّه ووالاه ، وأعطى الحق حقه ، فيعظم الحق ، ويرحم الخلق، ويعلم أن الرَّجل الواحد تكون له حسنات وسيئات ، فيُحمد ويُذم ، ويُثاب ويُعاقب ، ويحبّ من وجه ، ويبغض من وجه"
 
 
منهاج السنة 4/43