منهجُ الأنبياء في الدعوة إلى الله عَزَّ وَجَلَّ

قال الشيخُ عبدُ الرَّحمٰن بن محمَّد بن قاسم رَحِمَهُ اللهُ:
"(1) أَي: أَرْسَلَ اللهُ جَمِيعَ رُسُلِهِ مِنْ أَوَّلِهِمْ: نَوْحٍ عَلَيهِ السَّلَامُ، إِلَىٰ آخِرِهِمْ: مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُلُّهُمْ:
يَدْعُونَ إِلَىٰ عِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ، وَتَرْكِ عِبَادَةِ مَا سِوَاهُ.
مُبَشِّرَيْنِ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَىٰ مَا دَعَوْا إِلَيهِ بِرِضْوَانِ اللهِ وَكَرامَتِهِ.
وَمُنْذِرَيْنَ مُحَذِّرِيْنَ مَنْ عَصَاهُمْ غَضَبَ اللهِ وَسَخَطَهُ وَعِقَابَهُ.
(2) فَلَا يَقُولُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مَا أَرْسَلْتَ إِلَينَا رَسُولًا، مَا أَنْزَلْتَ إِلَينَا كِتَابًا، فَانْقَطَعَتْ حُجَّةُ الْخَلْقِ عَلَى اللهِ بِإِرْسَالِ الرُّسُلِ، وَإِنْزَالِ الْكُتُبِ، وَإِقَامَةِ الْحُجَجِ عَلَيْهِمْ، وَتَبْيِيْنِ الْحَقِّ لَهُمْ، وَرَكْزِ الْفِطَرِ فِي قُلُوبِهِمْ، وَانْقَطَعَتِ الْمَعْذِرَةُ، وَلَمْ يَبْقَ لِلْنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ.
(3) كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آدَمَ عَشَرَةُ قُرُونٍ كُلُّهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَلَمَّا حَدَثَ الشِّرْكُ بِسَبَبِ الْغُلُوِّ فِي الصَّالِحِينَ؛ أُرْسِلَ إِلَيهِمْ، وَهُوَ أَوَّلُ رَسُولٍ إِلَىٰ أَهْلِ الْأَرْضِ، بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِيْنَ.
(4) وَهُوَ آخِرُ الرُّسُلِ إِلَىٰ أَهْلِ الْأَرْضِ، بِالْكُتَّابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِيْنَ، وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّيْنَ، لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، قَالَ تَعَالَىٰ:
﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَـٰكِنْ رَسُولَ اللّٰهِ وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ (الأحزاب: مِن الآية 40).
وَثَبَتَ عَنْه مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، وَأَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَىٰ ذَٰلِكَ، وَاشْتَهَرَ كَذِبُ مَنِ ادَّعَى النُّبُوَّةَ بَعْدَهُ، وَأَخْبَرَ بِذَٰلِكَ أَنَّهُ سَيَأْتِي بَعْدَهُ كَذَّابُونَ دَجَّالُونَ ثَلَاثُونَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ[1]، وَوَقَعَ مَا أَخْبَرَ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعِيْسى ابْنُ مَرْيَمَ إِذَا نَزَلَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ إِنَّمَا يَحْكُمُ بِشَرِيعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهُوَ مِنْ أُمَّتِهِ، بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِيْنَ.
(5) أَي: مِنْ بَعْدَ نُوْحٍ، فَهُوَ أَوَّلُ رَسُولٍ وَأَوَّلُ نَذِيرٍ عَنِ الشِّرْكِ، وَقولُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيكَ، بِنَاءً عَلَىٰ مَا سَبَقَ مِنْ قَوْلِهِ: ﴿يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ (النَّساء: مِن الآية 153)، ﴿إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللّٰهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ (الأنعام: مِن الآية 91)، فَقَالَ: ﴿قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ (الأنعام: مِن الآية 91)، وَقَالَ: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ (النَّساء: مِن الآية 163)، وَذَكَرَ عِدَّةً مِنَ الرُّسُلِ، أَي: فَقَدْ أَنْزَلَ عَلَيْكَ كَمَا أَنْزَلَ عَلَيهِمْ... إِلَىٰ أَنْ قَالَ: ﴿رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّٰهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ (النَّساء: مِن الآية 165).
وَلِابْنِ مَرْدَوَيْهِ وَابْنِ أَبِي حَاتِمٍ: عَنْ أَبِي ذَرٍّ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ! كَمِ الْأَنْبِيَاءُ؟ قَالَ:
«مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا». قُلْتُ: كَمِ الرُّسُلُ مِنْهُمْ؟ قَالَ:
«ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ، جَمٌّ غَفِيرٌ»[2].
فَأَقَامَ تَعَالَى الْحُجَّةَ، وَقَطَعَ الْمَعَاذِيرَ، بِإِرْسَالِ الرُّسُلِ وَإِنْزَالِ الْكُتُبِ.
(6) فَنُوْحٌ أَوَّلُ رَسُولٍ مِنْ بَنِي آدَمَ إِلَىٰ أَهْلِ الْأَرْضِ، وَخَاتَمُهُمْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا مِنْ أُمَّةٍ مِنَ الْأُمَمِ، وَلَا طَائِفَةٍ مِنَ الطَّوَائِفِ؛ إلَّا وَقَدْ بَعَثَ اللهُ فِيهِمْ رَسُولًا؛ إِقَامَةً مِنْهُ تَعَالَىٰ لِلْحُجَّةِ عَلَىٰ عِبَادِهِ، وَإِيْضَاحًا لِلْمَحَجَّةِ، قَالَ تَعَالَىٰ: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (الإسراء: مِن الآية 15).
وَلَمَّا كَانَتِ الرُّسُلُ قَبْلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ؛ قَيَّضَ اللهُ لِهَٰذِهِ الْأُمَّةِ أَئِمَّةَ هُدًى، حَفِظَ اللهُ بِهِمْ دِيْنَهُ، وَأَقَامَ بِهِمُ الْحُجَّةَ عَلَىٰ عِبَادِهِ، وَلَا تَزَالُ إِلَىٰ قِيَامِ السَّاعَةِ، كَمَا أَخْبَرَ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ:
«لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنْصُورَةً، إِلَىٰ قِيَامِ السَّاعَةِ»[3].
(7) يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ هَٰذَا الَّذِي بُعِثَتْ بِهِ الرُّسُلُ، وَدَعْوَتُهُمْ كُلِّهُمْ إِلَىٰ عِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ، وَتَرْكِ عِبَادَةِ مَا سِوَاهُ، فَزُبْدَةُ جَمِيعِ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ الرُّسُلُ هُوَ التَّوْحِيدُ، وَمَا سِوَاهُ مِنْ تَحْرِيمٍ وَتَحْلِيلٍ؛ فَفُرُوعٌ، وَلَا يُؤْمَرُ بِهَا إلَّا بَعْدَ وَجُودِ التَّوْحِيدِ، وَلَا تُقْبَلُ وَلَا يُلْتَفَتُ إِلَيهَا إلَّا مَعَ التَّوْحِيدِ الَّذِي هُوَ دِينُ الرُّسُلِ، مِنْ أَوَّلِهِمْ إِلَىٰ آخِرِهِمْ، وَلِأَجْلِهِ خُلِقَتِ الْخَلِيقَةُ، وَأُرْسِلَتِ الرُّسُلُ، وَأُنْزِلَتِ الْكُتُبُ، وَخُلِقَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ.
(8) وَمِثْلُ هَٰذِهِ الْآيَةِ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ:
﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إلَّا نُوحِي إِلَيهِ أَنَّه لَا إِلَـٰهَ إلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) (الأنبياء)، وَغَيْرُ ذَٰلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَىٰ عِظَمِ التَّوْحِيدِ.
وَكِلَا الآيتين فِيهِمَا الْعُمُومُ الْوَاضِحُ: أَنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ بَدَأَتْ بِهِ الرُّسُلُ قَوْمَهُمْ هُوَ التَّوْحِيدُ.
وأيضًا فِي أَفْرَادِ الرُّسُلُ جَاءَتِ الْآيَاتُ: كَمَا قَالَ عَنْ نُوْحٍ وَهُودٍ وَصَالِحٍ وَلَوْطٍ وشُعَيْبٍ وَغَيْرِهِمْ؛ أَنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ بَدَأُوا بِهِ قَوْمَهُمْ:
﴿أَنِ اُعْبُدُوا اللّٰهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ (المؤمنون: مِن الآية 32).
فَهَٰذِهِ دَعْوَةُ الرُّسُلِ، وَزُبْدَةُ الرِّسَالَةِ.
وَبِهِ تَعْرِفُ عَظَمَةَ شَأْنِ التَّوْحِيدِ.
وَمَعْرِفَتُكَ عَظَمَتَهُ بِأَنْ:
تَصْرِفَ هِمَّتَكَ إِلَيْهِ، وَإِلَىٰ مَعْرِفَتِهِ، وَالْعَمَلِ بِهِ غَايَةَ جُهْدِكَ، وَإِلَىٰ مَعْرِفَةِ مَا يُضَادُّهُ، وَمَا سِواه مِنْ أَنْوَاعِ الْعُلُومِ الْفُرُوعِيَّةِ: بَعْدَ ذَٰلِكَ، فَيَهْتَمُّ الْإِنْسَانُ غَايَةَ الْاِهْتِمَامِ بِمَعْرِفَةِ أَصْلِ الدَّيْنِ إِجْمَالًا قَبْلَ الْوَاجِبِ مِنَ الْفُرُوعِ؛ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَغَيْرِ ذَٰلِكَ، فَلَا تَصِحُّ الصَّلَاةُ وَلَا الزَّكَاةَ قَبْلَ الْأَصْلِ، فَلَابُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ أَصْلِ الدِّيْنِ إِجْمَالًا، ثُمَّ مَعْرِفَةِ فُرُوعِهِ تَفْصِيلًا.
وَفِي حَديثِ مُعَاذٍ لَمَّا بَعْثَهُ إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ لَهُ:
«إِنَّكَ تَأْتِي قَومًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللهُ، فَإِنْ أَطَاعُوكَ لِذَٰلِكَ؛ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ»[4]، وَهَٰذَا يُفِيدُ أَنَّهُمْ إِذَا لَمْ يَعْلَمُوا التَّوْحِيدَ وَلَمْ يَعْمَلُوا بِهِ؛ فَلَا يَدْعُوهُمْ لِلصَّلَاةِ إِنْ لَمْ يُطِيعُوهُ فِي الدُّخُولِ فِي الْإِسْلَامِ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ لَا تَنْفَعُ وَلَا غَيْرُهَا بِدونِ التَّوْحِيدِ، فَإِنَّهُ لَا يَسْتَقِيمُ بِنَاءٌ عَلَىٰ غَيْرِ أَسَاسٍ، وَلَا فَرْعٌ عَلَىٰ غَيْرِ أَصْلٍ، وَالْأَصْلُ وَالْأَسَاسُ هُوَ التَّوْحِيدُ، وَالصَّلَاةُ وَإِنْ كَانَتْ هِي عَمُودُ الْإِسْلَامِ؛ فَمَعَ ذَٰلِكَ لَمْ تُفْرَضْ إلَّا بَعْدَ الْأَمْرِ بِالتَّوْحِيدِ بِنَحْوِ عَشْرِ سِنِينَ[5].
وَمِمَّا يُبِيِّنُ أَنَّ التَّوْحِيدَ هُوَ الْأَصْلُ: كَوْنُهُ يُوجَدُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَلَوْ لَمْ يُصَلِّ رَكْعَةً وَاحِدَةٍ, وَذَٰلِكَ إِذَا اعْتَقَدَ التَّوْحِيدَ وَعَمِلَ بِهِ وَمَاتَ مُتَمَسِّكًا بِهِ، كَأَنْ يُقْتَلَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، أَوْ يَمُوتَ.
وَالصَّلَاةُ لَا تَنْفَعُ وَحْدَهَا، وَلَوْ صَلَّىٰ وَزَكَّىٰ وَصَامَ، إِذَا لَمْ يَعْتَقِدِ التَّوْحِيدَ.
وَبِذَٰلِكَ يُعْرَفُ عِظَمُ شَأْنِ التَّوْحِيدِ، وَمَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ إلَّا بِتَرْكِ الْعِلْمِ بِالتَّوْحِيدِ وَالْعَمَلِ بِهِ، وَمَا دَخَلَ الشَّيْطَانُ عَلَىٰ مَنْ دَخَلَ، وَلَا مَزَّقَ عُقُولَ مَنْ مَزَّقَ, وَلَا وَقَعَ مَنْ وَقَعَ؛ إِلَّا مِنْ آفَةِ قَوْلِهِمْ: يَكْفِي النُّطْقُ بِالشَّهَادَةِ، وَمُجَرَّدُ الْمَعْرِفَةِ، حَتَّىٰ أَنَّ مِنْ عُلَمَائِهِمْ مَنْ لَا يَعْرِفُ التَّوْحِيدَ أَصْلًا؛ وَذَٰلِكَ لِأَنَّهُمُ ابْتُلُوْا بِالشِّرِكِ وَعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، وَكَثْرَةِ الشُّبَهَاتِ الْبَاطِلَةِ، فَبِذَٰلِكَ خَفِيَ التَّوْحِيدُ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ يَدَّعِي الْعَلْمَ؛ لِعَدَمِ الْمَعْرِفَةِ بِهِ، وَإلَّا؛ فَمَعْرِفَةُ التَّوْحِيدِ وَالشِّرْكِ مِنْ أَهَوْنِ مَا يَكُونُ وَأَسْهَلِهِ إِجْمَالًا، كَمَا فِي زَمَنِ الصَّحَابَةِ؛ فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَعْرِفُونَ التَّوْحِيدَ وَالشِّرْكَ، فَمَنْ قَالَ: (لَا إِلٰهَ إِلَّا اللهُ)؛ يَتْرُكُ الشِّرْكَ، وَيَعْلَمُ أَنَّهُ بَاطِلٌ مُنَافٍ لِكَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ، وَلِهَٰذَا لَمَّا دَعَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى التَّوْحِيدِ، وَقَالَ:
«قُوْلُوا: لَا إِلٰهَ إلَّا اللهُ؛ تُفْلِحُوا»[6]؛ قَالُوا:
﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ۤ: 5).
وَأَمَّا حِينَ كَثُرَتِ الشُّبَهَاتُ؛ صَعُبَ مَعْرِفَةُ التَّوْحِيدِ، وَالتَّخَلُّصُ مِنْ ضِدِّهِ، وَكَثُرَ النِّفَاقُ، وَصَارَ الْكَثِيرُ يَقُولُهَا وَيَعْبُدُ مَعَ اللهِ غَيْرَهُ، فَاللهُ الْمُسْتَعَانُ" اﻫ مِن "حاشية ثلاثة الأصول" ص 128 - 133 .