فالتكبير شرع أيضا لدفع العدو من شياطين الإنس والجن والنار التي هي عدو لنا وهذا كله يبين أن التكبير مشروع في المواضع الكبار لكثرة الجمع أو لعظمة الفعل أو لقوة الحال . 

أو نحو ذلك من الأمور الكبيرة : ليبين أن الله أكبر وتستولي كبرياؤه في القلوب على كبرياء تلك الأمور الكبار فيكون الدين كله لله ويكون العباد له مكبرين فيحصل لهم مقصودان . مقصود العبادة بتكبير قلوبهم لله ومقصود الاستعانة بانقياد سائر المطالب لكبريائه ولهذا شرع التكبير على الهداية والرزق والنصر ; لأن هذه الثلاث  أكبر ما يطلبه العبد وهي جماع مصالحه . والهدي أعظم من الرزق والنصر لأن الرزق والنصر قد لا ينتفع بهما إلا في الدنيا وأما الهدي فمنفعته في الآخرة قطعا وهو المقصود بالرزق والنصر فخص بصريح التكبير ; لأنه أكبر نعمة الحق . وذانك دونه فوسع الأمر فيهما بعموم ذكر اسم الله . 

فجماع هذا أن التكبير مشروع عند كل أمر كبير من مكان وزمان وحال ورجال فتبين أن الله أكبر لتستولي كبرياؤه في القلوب على كبرياء ما سواه ويكون له الشرف على كل شرف . { قال تعالى فيما روى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما عذبته 


مجموع الفتاوى ٢٤/ ٢٢٩-٢٣٠