الاستـواء:

هو من صفات الله الفعلية، التي أثبتها أهل السنة والجماعة، وقد دلَّ عليها الكتاب، والسنة، والإجماع.

ففي القرآن الكريم جاء في سبعة مواضع من كتاب الله عز وجل (1) ومن هذه المواضع ما جاء في سورة يونس عليه السلام في قولـه تعالى:

) إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ{3}) [يونس:3].

وفي البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : "لما قضى الله الخلق كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش: إنَّ رحمتي غلبت غضبي"  (2) .

وعن العباس بن عبدالمطلب قال: كنت في البطحاء في عصابة فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرت بهم سحابة فنظر إليها فقال: "ما تسمون هذه؟ قالوا: السحاب، قال: والمزن قالوا: والمزن، قال: والعنان قالوا: والعنان، قال: أبو داود لم أتقن العنان جيداً، قال: "هل تدرون ما بعد ما بين السماء والأرض؟ قالوا: لا ندري، قال: إنَّ بعدما بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة، ثم السماء فوقها كذلك "حتى عدَّ سبع سماوات، ثم فوق السابعة بحر بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية أو عال ( 3) بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم على ظهورهم العرش من بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم الله تبارك وتعالى فوق ذلك" ( 4) .

إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة.

وأما الإجماع فقد نقله عدد من أئمة أهل السنة من أمثال مالك، والأوزاعي، والليث، والثوري، وغيرهم (5 ) – رحمهم الله – .

روي البيهقي بسنده عن مـحمد بن كثير المصيصى (6 ) قال: سمعت الأوزاعي يقول: "كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه، ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته جل وعلا" (7) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : "القرآن والسنن المستفيضة المتواترة، وغير المتواترة، وكلام السابقين، والتابعين، وسائر القرون الثلاثة: مملوء بما فيه إثبات العلو لله تعالى على عرشه بأنواع الدلالات، ووجوه من الصفات .." ا.هـ (8) .

وأما معنى الاستواء في اللغة: فهو العلو والاستقرار (9) والسلف فسروه بأربعة معان هي: الارتفاع، والعلو، والصعود، والاستقرار.

روى الذهبي عن ابن عباس في قولـه تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ{11}) [فصلت:11] قال: "صعد" (10) .

وذكر البخاري عن أبي العالية (11) في معنى (استوى إلى السماء) : ارتفع، وعن مجاهد استوى علا على العرش (12) .

وقال ابن جرير – بعد أن أورد عدة معان للاستواء – "وأولى المعاني بقوله جل ثناؤه: قال تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{29} )[البقرة:29] علا عليهن وارتفع فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سماوات" ا.هـ (13) .

وأما كيفية الاستواء فمجهولة، ولا نعلمها، بل الرب تعالى مستو على عرشه حقيقة بلا تكييف، ولا تمثيل، ولا تشبيه، كما قال الإمام مالك – رحمه الله – عندما جاءه رجل فقال: يا أبا عبدالله )الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى{5}) [طه:5] كيف استوى؟ قال الراوي: فما رأينا مالكاً وجد من شيء كوجده من مقالته، وعلاه الرحضاء، وأطرق، وجعلنا ننتظر ما يأمر به فيه، قال: ثم سري عن مالك، فقال: "الكيف غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وإني لأخاف أن تكون ضالاً" ثم أمر به فأخرج ( 14) .

وكذلك روي نحو هذا عن أم سلمة – رضي الله عنها – وعن ربيعة بن أبي الرحمن (15) .

وأما العرش فهو في اللغة "سرير الملك، وعرض البيت سقفه" (16) .

وعرش الرحمن – جل وعلا – عرش عظيم، لا يعلم قدره إلا الله، وهو سقف المخلوقات وله قوائم، وتحمله الملائكة (17) قال تعالى:

(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ{7})  [غافر:7] .

 

الرد على المخالفين :

قوله تعالى:(إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ{3}) [يونس:3].

ففي هذه الآية الكريمة رد على طائفتين، الأولى الملاحدة الذين يقولون بقدم العالم (18) .

وفيها أيضاً رد على نفاة الاستواء من المعتزلة والجهمية والأشاعرة وغيرهم .. فقالوا "الاستواء هاهنا الاستيلاء والغلبة" (19) .

 

وفسروا العرش بأنه الملك (20) .

وهذا باطل وقد رد أهل السنة عليهم، وأطالوا، وصنفوا المصنفات الكثيرة في ذلك (21) .

 

واستدلوا بقول الشاعر:

قد استوى بشر على العراق      من غير سيف ودم مهراق

وقد رد عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – قولهم هذا من اثني عشر وجهاً منها:

إن هذا التفسير مخالف لما فسره سلف الأمة – رحمهم الله – كما سلف وأول من أحدثه هم الجهمية والمعتزلة.

ومنها: إن معنى الاستواء مشهور ومعلوم عند العلماء من السلف،و لو لم يكن معلوماً ما قال الإمام مالك – رحمه الله – "الكيف مجهول" فنفي الكيف دلالة على العلم بالأصل.

ومنها: لو جاز تفسير الاستواء بالاستيلاء لجاز أن نقول: إنه مستو على السماء والأرض، ولجاز أن يقال: إنه مستوٍ على الهواء والبحار .. ولمّا مُنِع ذلك دلَّ على اختصاص الاستواء بالعرش.

ومنها: إن تفسير الاستواء بالاستيلاء يفهم منه أن الرب جل وعلا، لم يكن مستوياً على العرش حتى خلق السماوات والأرض وهذا باطل.

إن هذا التفسير لم يثبت في اللغة، وعمدتهم في ذلك بيت من الشعر وهو بيت مصنوع مختلق لا يعرف في اللغة.

إن قيل: إنه روي من جماعة من علماء اللغة، قيل: إن الاستيلاء يقال لمن كان عاجزاً ثم غلب، كما أنه يأتي بمعنى المنازعة والمغالبة، فمن نازع الرب جل وعلا في العرش حتى غلبه – تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً - وهو جل شأنه لا يعجز شيء في الأرض ولا في السماء.

إن الاستواء لو حمل على هذا المعنى لكان يحمل على معنى ينزه عنه الله – جل وعلا – ويُنزه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يفسر القرآن بهذا المعنى.

إن لفظ الاستواء تكرر في جميع المواطن التي ذكر فيها بهذا اللفظ، ولو كان بمعنى الاستيلاء لذكر بهذا اللفظ ولو في موضع واحد، فلمّا لم يذكر وجب تفسيره بما دل عليه القرآن والسنة واللغة.

إن معنى الاستواء معلوم لدى الصحابة والتابعين ومن تبعهم، ولم يختلفوا في ذلك فكل تفسير حدث بعد ذلك لا يلتفت إليه (22) .

كما أبطل ابن القيم – رحمه الله – هذا القول من اثنين وأربعين وجهاً في الصواعق المرسلة أوجز بعضها فيما يلي:

إن لفظ الاستواء يأتي مطلقاً ويأتي مقيداً، والمطلق من أمثال قوله تعالى: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{14}) [القصص:14]، ومعناه كمل وتمَّ، والمبتدأ يأتي مقيداً (بإلى) أو (على) أو (مقروناً بالواو) وفي الأولى يكون معناه العلو والارتفاع كما في قولـه تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{29} )[البقرة:29] والثاني أيضاً معناه العلو والارتفاع والاعتدال، كما في قولـه تعالى:(فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِه(ِ [الفتح:29]، وقولـه: (لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ) [الزخرف:13] والثالث في مثل نحو استوى الماء والخشبة بمعنى سواها، وهذه معاني الاستواء في اللغة ولم يرد فيها الاستيلاء البتة.

إنه لو كان الاستواء على العرش بمعنى الاستيلاء لم يكن لذكر الاستواء على العرش فائدة أصلاً لأن الله عز وجل مستولٍ على كل شيء.

أنه أتى بلفظ (ثم) التي معناها الترتيب مع التراخي، ولو كان معنى الاستواء الاستيلاء لكان يعني أن الرب جل وعلا لم يستول على العرش إلا بعد خلق السماوات والأرض، ومعلوم بطلانه.

إن الإجماع منعقد على أن الله عز وجل مستوٍ على عرشه حقيقة. وقد نقل هذا الإجماع عدد من أئمة أهل السنة.

إن البيت الذي استدلوا به محرف والصحيح أنه هكذا:

بشرٌ قد استولى على العراق ..

وهذا لو كان له قائل معروف، فكيف وهو غير معروف في دواوين العرب وأشعارهم، وعلى فرض صحته فلا دليل فيه، لأن معناه الاستواء حقيقة على سرير الملك حيث إن بشراً نائب لعبدالملك بن مروان على العراق، ولم يكن مستولياً على العراق، وإنما الذي استولى عليها هو عبدالملك بن مروان، ولم يكن بشر منازعاً لأخيه ملكه.

كما أنه لو أراد ذلك اللفظ المجازي البعيد لذكر في اللفظ قرينة دالة على ذلك، فلما لم يكن، بل دل اللفظ على بطلانه لم يجز حمله عليه!!.

إن الرب جل شأنه عبر بالفوقية على العرش وهذا معنى الاستواء على العرش، وقالت الجهمية: إن معنى ذلك أن الرب خير من العرش وأفضل منه، وهذا يلزم منه معنى مستهجن جداً، ولم يأت في كلام العرب مدحاً، بل هو ذم وهو من جنس قول القائل السماء فوق الأرض، والثلج بارد، والشمس أضوأ من السراج، وفي المثل السائر نظماً:

ألم تر أن السيــف ينقــص قدره * إذا قيل إن السيف أمضى من العصا

بخلاف ما إذا كان الأمر احتجاجاً على مبطل أو مشرك كما في قوله تعالى: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ{59}) [النمل:59].

إن حقيقة قولهم هذا إخلاء العرش من الله سبحانه وتعالى (23) .

"وقال بعض أصحاب ابن كلاب (24) :

 إن الاستواء صفة ذات، ومعناه نفي الاعوجاج" (25) وهذا باطل فالأمة قد أجمعت على أن الاستواء من الصفات الفعلية وأنه مستو على العرش حقيقة وأنه لا يجوز أن يتسمى الرب بالاستواء فلا يقال "يا مستوي ارحمني" كما إنه يلزم من ذلك أن يكون العرش لم يزل مع الله عز وجل، لأنه متعلق بالاستواء وهذا كفر (26) .

ويقول البغدادي (27) "واختلف أصحابنا في هذا، فمنهم من قال: إن آية الاستواء من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله، وهذا قول مالك بن أنس وفقهاء المدينة والأصمعي وروي أن مالكاً سئل عن الاستواء فقال: الاستواء معقول وكيفيته مجهولة، والسؤال عنه بدعة، والإيمان به واجب، ومنهم من قال: إن استواءه على العرش فعل أحدثه في العرش سماه استواء .. ثم ساق الأقوال إلى أن قال: والصحيح عندنا تأويل العرش في هذه الآية على معنى الملك كأنه أراد أن الملك ما استوى لأحد غيره .. ا.هـ (28) .

والواقع أن نسبة القول: إن الاستواء من المتشابه إلى الإمام مالك وفقهاء المدينة فهو افتراء عليهم، وقد علمنا مذهبهم فيما سبق، وقول مالك هذا دليل على أنه يرى رأي أهل السنة في الاستواء، فالكيف مجهول ولا نعلمه، وأما المعنى من حيث اللغة فهو معلوم لدينا، وأما تفسير الاستواء بأن معناه: "أن الملك ما استوى لأحد غيره" فهو ظاهر البطلان ويقتضي أن يكون الرب جل وعلا ملك العرش بعد أن لم يكن له ملك غيره، كما إن تخصيص العرش بذلك أمر لا فائدة منه لأن الرب جل وعلا مالك كل شيء، كما نرد عليهم بما سبق من أقوال شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم – رحمهما الله تعالى – .

ومعلوم منافاة قياس صفات الخالق على صفات المخلوق، فللرب صفات تليق بجلاله وعظمته، وللمخلوق الضعيف صفات تليق بضعفه وعجزه، وكذلك استواؤه على عرشه استواء يليق به، ولا يشبه استواء المخلوق على الدابة أو نحوها، لأن المخلوق يكون محتاجاً إليها لتحمله، أما الله جل شأنه فهو خالق الكون، وهو الذي يمسكه، وكذلك العرش وحملة العرش، فلا يكون محتاجاً لشيء من خلقه.

كما أن البشر جميعاً يرفعون أيديهم عند الدعاء إلى السماء، لعلمهم أن ربهم وخالقهم على عرشه فوق سماواته، وهؤلاء الجهمية والمعتزلة يريدون أن يقولوا ليس في العرش أحد.

نقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن أبي حنيفة قوله فيمن قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض قال: "قد كفر، لأن الله يقول: وعرشه فوق سبع سماوات" (29) .

ويقول الإمام الدارمي – رحمه الله – : وما ظننا أن نضطر إلى الاحتجاج على أحد ممن يدعي الإسلام في إثبات العرش والإيمان به، حتى ابتلينا بهذه العصابة الملحدة في آيات الله، فشغلونا بالاحتجاج لما لم تختلف فيه الأمم قبلنا. ا.هـ (30) .

 

 

ــــــــــــــــــــــ

(1)   وهي في سورة الأعراف الآية 3، والرعد الآية: 3، وطه الآية: 5، والفرقان: الآية 59، والسجدة الآية: 4، والحديد آية: 4.

    (2)   رواه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب: ما جاء في قوله تعالى: (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه) رقم: 3022 (3/1167) ورواه في كتاب التوحيد، باب: ويحذركم الله نفسه رقم 6969 (6/2684) عن أبي هريرة بنحوه، ورواه مسلم في كتاب التوبة، باب: في سعة رحمة الله رقم: 2751 (4/106) به بلفظ (لما خلق).

(3)   أي ملائكة على صورة الأوعال والأوعال: تيوس الجبل واحدها: وَعِلٌ، انظر النهاية في غريب الحديث (5/207).

(4)   رواه أبو داود في كتاب السنة، باب: في الجهمية والمعتزلة، رقم: 3317 (9/59-60) عن سماك به بنحوه وقال: هذا حديث حسن غريب روى الوليد بن أبي ثور عن سماك نحوه ورفعه، وروي شريك عن سماك بعض هذا الحديث ووقفه ولم
يرفعه" ا.هـ.

ورواه ابن ماجة في المقدمة باب: فيما أنكرت الجهمية رقم: 193 (1/69)، ورواه الإمام أحمد في مسنده عن سماك بن حرب به (1/206-207) ورواه الدارمي في الرد على المريسي ص90-91 بنحوه، ورواه ابن أبي عاصم في السنة عن سماك به بنحوه  (1/253) ورواه ابن خزيمة في التوحيد عن سماك به بنحوه (1/234-235).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : "هذا الحديث مع أنه رواه أهل السنن كأبي داود، وابن ماجة، والترمذي، وغيرهم: فهو مروي من طريقين مشهورين، فالقدح في أحدهما لا يقدح في الآخر" ا.هـ مجموع الفتاوى 3/192.

والحديث ضعفه الألباني، وذكر له متابعات انظر ظلال الجنة في تخريج السنة،ص245.

(5)   انظر مجموع الفتاوى (5/39)، وانظر اجتماع الجيوش الإسلامية، ص111 وما بعدها.

(6)   محمد بن كثير بن أبي عطاء الثقفي نزيل المصيصة، صدوق كثير الغلط ومن صغار التاسعة، مات سنة مائة وبضع عشرة، التقريب رقم: 6250، وانظر تهذيب التهذيب (9/369-70).

(7)   رواه البيهقي في الأسماء والصفات (2/150) وذكر الذهبي في العلو (المختصر 138) وقال ابن تيمية – رحمه الله – "إسناد صحيح" مجموع الفتاوى (5/40)، ونقله ابن القيم في اجتماع الجيوش، ص126.

(8)   مجموع الفتاوى 5/164، انظر مختصر العلو للذهبي، ص128 وما بعدها، واجتماع الجيوش الإسلامية، ص111، وما بعدها.

(9)   انظر الصحاح (6/2385)، وانظر الاختلاف في اللفظ لابن قتيبة مطبوع ضمن عقائد السلف، ص241.

(10)   رواه الذهبي في العلو ص119، وضعف هذه الرواية البيهقي في الأسماء والصفات (2/154) وكذلك ضعفها القرطبي في تفسيره (1/255).

(11)   رفيع بن مهران أبو العالية الرياحي، أدرك الجاهلية، وأسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين، مات سنة 90هـ وقيل غير ذلك – قال العجلي: تابعي ثقة من كبار التابعين.

انظر تهذيب التهذيب (3/263-247)، والتقريب رقم: 1953 ص120.

(12)   ذكره البخاري في كتاب التوحيد باب: (وكان عرشه على الماء) معلقاً بصيغة الجزم (6/2698) وانظر الفتح (13/415).

(13)    جامع البيان(1/191-192)،والحجة في بيان المحجة(2/258).

(14)   رواه الدارمي في الرد على الجهمية، ص280، وفي سنده شخص مجهول، ورواه البيهقي في الاعتقاد من طريق أخرى، ص51، ونقله الذهبي في العلو عن البيهقي،ص103، وقال: "إسناده صحيح"، وقال ابن حجر في الفتح (13/417) "سنده جيد".

وقال ابن تيمية: "إسناده كلهم ثقات" ا.هـ مجموع الفتاوى (5/40-41).

(15)  انظر العلو ص103 وقال الذهبي عقب رواية الأثر المتقدم "وتقدم نحوه عن ربيعة شيخ مالك وهو قول أهل السنة قاطبة" ا.هـ، وانظر اجتماع الجيوش الإسلامية، ص122.

(16)  الصحاح (3/1009).

(17)   انظر رسالة عرش الرحمن (ضمن مجموعة الرسائل والمسائل) (4/117 وما بعدها) وشرح العقيدة الطحاوية ص287.

     (18)   انظر اجتماع الجيوش الإسلامية، ص86.

     (19)   شرح الأصول الخمسة، ص226، وانظر الإرشاد للجويني، ص 59-60.

     (20)   من هذه المصنفات الرد على الجهمية للبخاري، والدارمي، والإمام أحمد. وكتب السنة للإمام أحمد وابنه عبدالله، والأثرم، والمروزي، والخلال، والتوحيد لابن خزيمة، وابن مندة، والشريعة للآجري، وشرح أصول الاعتقاد للألكائي، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – رحمهم الله تعالى.

     (21)   شرح الأصول الخمسة، ص226.

     (22)   انظر مجموع الفتاوى (5/144-149).

     (23)   انظر مختصر الصواعق (2/126-152).

     (24)   عبدالله بن سعيد بن كلاب، أبو محمد القطان: متكلم يقال له ابن كُلاب قيل:

لقب بها لأنه كان يجتذب الناس إلى معتقده إذا ناظر عليه كما يجتذب الكلاب الشيء، له كتب منها (الصفات) و(خلق الأفعال) و(الرد على المعتزلة) توفي سنة 245هـ، الأعلام (4/90).

    (25)   الفصل في الملل والنحل (2/289).

    (26)   انظر المرجع السابق ونفس الجزء والصفحة.

    (27)   عبدالقاهر بن طاهر بن محمد بن عبدالله البغدادي التميمي، أبو منصور، ولد ونشأ في بغداد وتوفي في إسفرائيل سنة 429، متكلم له تصانيف كثيرة منها: "الفرق بين الفرق" و"الملل والنحل" و"أصول الدين" وغيرها.

انظر طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (5/136 وما بعدها) و(الإعلام 4/48).

   (28)   أصول الدين (ص112-113)، وانظر لمع الأدلة للجويني، ص108.

   (29)   مجموع الفتاوى (5-47) وانظر في الفتاوى (5/52).

   (30)   الرد على الجهمية ص263 (ضمن عقائد السلف).