- تأليه الشيطان وعبادته (*) : ([1]) :

قال تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}  ([2]) .

ومع أن عبادته تشمل – كما سبق ([3]) – جميع ما دعا إليه من الشرك والكفر، إلا إنه وجدت طوائف جعلته إلهاً وعبدته صراحة، وعبادة الشيطان قديمة، فقد وجدت قبائل في الجاهلية يقال لهم بنو مليح من خزاعة تعبد الجن ([4]) .

وبعد ظهور الإسلام ظهرت فرقة (اليزيدية) وهي فرقة ضالَّة، صنعهم الشيطان كما يريد، فلم يترك مكيدة كاد بها الأمم إلا وكادهم بها حتى أصبحوا يأكلون الدم، ولا يغتسلون ويهتفون باسمه، ويستحلون دم من يتعوذ بالله منه!! بل لقد جمعت هذه الفرقة انحرافات الفرق والملل المنحرفة من اليهود والنصارى والمجوس والبوذية وغيرهم كما سيأتي فصدق عليهم إبليس ظنه.

كما في قولـه تعالى: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} [سبأ: 20، 21] ([5]).

وقد كان بداية ظهورها بعد القرن السادس الهجري ولم يكن لها وجود يذكر قبل ذلك ([6]) .

وقيل: إنها ظهرت قبل ذلك، وذلك بعد انهيار الدولة الأموية عام 132هـ  عندما هرب الأمير إبراهيم بن حرب بن خالد بن يزيد إلى شمال العراق وجمع فلول الأمويين ودعا إلى أحقية يزيد([7]) في الخلافة ([8]) .

ومما يجدر التنبيه عليه أن هناك فرقة تسمى الشيطانية ([9]) وهي غير اليزيدية ولا علاقة لها بعبدة الشيطان.

وفي سبب تسمية اليزيدية بهذا الاسم عدة أقوال:

منها: إنهم ينتسبون إلى رجل يدعى يزيد بن أنيسة الخارجي ([10]) .

ولهذا كرههم المسلمون، والشيعة وضيقوا عليهم حتى ألجؤوهم للفرار إلى جبل (سنجار) ([11]) ، وأقبل عليهم الفرس لكون بدعتهم هذه تعظِّم العجم حيث يزعم أن الله تعالى سيبعث رسولاً من العجم وينزل عليه كتاب قد كتب في السماء، وينزل عليه جملة واحدة، ويترك شريعة المصطفى × ، ويكون على قلة الصائبة المذكورة في القرآن؛ وليست هي الصائبة الموجودة بحرّان وواسط ..» ([12]) . وهذا بعيد «لأن الفرقة بادت وبادت آراؤها معها، كما بادت الفرق الخارجية الأخرى» ([13]) .

ومنها: إنه نسبة إلى (يزد) الفارسية فهم من أصول فارسية، ودزور زرادشتيه، فلما جاء الإسلام اعتنقوه نفاقاً،وتركوا بعد ذلك حاضرتهم وسكنوا (داسِن) ([14]) فأسمتهم العامة اليزديين ثم حولت إلى اليزيدين.

وقيل: إن أصلهم زردشتي مجوسي لكن ولدوا في مدينة شيخان ثم اعتنقوا الإسلام في زمان عدي بن مسافر ([15]) ودمجوا عقائدهم بالعقيدة الإسلامية، فالاسم نسبة إلى (يَزْد) أو (إيزَد)، ويؤكد ذلك التشابه بينهما في التناسخ وبعض الاعتقادات ([16]) .

ومنها: إنهم ينتسبون إلى يزيد بن معاوية، وسبب ذلك أن شيخهم عدي بن مسافر نقل عنه قوله في يزيد بن معاوية «وإنَّ يزيد بن معاوية – رضي الله عنه –  إمام وابن إمام،ولي الخلافة وجاهد في سبيل الله ونقل عنه العلم الشريف والحديث، وإنه بريء مما طعن فيه الروافض من أجل قتل الحسين – رضي الله عنه – وغير ذلك. منبوذ ومهجور الطاعن فيه» ([17]) ا.هـ.

فنشأ من هذا القول اعتقاد اليزيدية في يزيد، وتولوه تبعاً لرأي شيخهم ثم غلوا فيه بعد ذلك كما سيأتي ([18]) ، فجعلوه ولياً ثم نبياً، وأخيراً إلها مع الآلهة السبعة.

قال د. محمد التونجسي:

«مع أن هذا الرأي مستبط من أخبار اليزيدية ومعتقداتهم، فإنه ما زال يحتاج إلى براهين عديدة قاطعة، فلم يذكر التاريخ أن يزيد بن معاوية أسس – خلال خلافته – طريقة أو ابتدع له أحد دينا» ([19]) ا.هـ.

ويقول: «إن لفظة يزيد ليست بالضرورة تفرض الانتماء إلى يزيد بن معاوية...»([20]) ا.هـ.

وقد وجدت ما يؤكد ذلك من أحد المعاصرين من اليزيدية، الذين تركوا عبادة الشيطان، واعتنقوا المذهب الرافضي – وبئست الهداية – وقد سأله أحد الرافضة: ما سر هذا الاسم، هل هناك علاقة بيزيد بن معاوية .. أم ماذا؟ وهل يعبد اليزيدون الشيطان كما يقال؟

فأجاب: لقد ذكر بعض من كتب عن ملتنا أن سبب التسمية هي نسبة إلى (يزد) المدينة الإيرانية، وبعضهم احتمل نسبتهم إلى يزيد بن معاوية .. ولكن الحقيقة ليست كذلك، فاليزيدون يعتقدون أن الشيطان كان نبياً بعثه الله إلى العالم كله، ولكن المسلمين لعنوه ولم يتبعوه وهكذا انحرف المسلمون، وظل اليزيدون وحدهم يتبعون هذا النبي الخرافي – الذي له عدة أسماء في عقائدهم منها (طاووس ملك) ومنها (يزيد) ومن هنا جاءت تسميتهم باليزيديين، ولكن لا ننسى أن تأسيس هذه الفرقة جاء كما أسلفت من شخص ينحدر من نسب يزيد بن معاوية ([21]) ...»([22]) ا.هـ.

فلم ينسب هذه الفرقة إلى يزيد بن معاوية، مع شدة بغض الرافضة له ولعنهم إياه .. غير إن مما لا يشك فيه حب اليزيديين ليزيد بن معاوية وتعظيمهم له، ولكن هذا لا يحتم أن تكون النسبة إليه.

كما أنه مما يؤكد نسبتهم للشيطان هو القول: إن كل من كتب في هذه الملة قد اتفقوا على أنها تعظم وتعبد الشيطان – بغض النظر عن سبب هذه العبادة وعن كيفيتها – فلا يستبعد أن تكون النسبة إليه مباشرة.

تأسيسها:

يقال: إن مؤسس هذه الفرقة هو عدي بن مسافر بن إسماعيل بن موسى بن مروان الهكاري المتوفى سنة 555هـ.

فيه تصوف، كان زاهداً قال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية، «والشيخ عدي – قدس الله روحه – كان من أفاضل عباد الله الصالحين وأكابر المشايخ، المتبعين ولـه من الأحوال الزكية والمناقب العلية ما يعرفه أهل المعرفة بذلك، ولـه في الأمة صيت مشهور، ولسان صدق مذكور، وعقيدته المحفوظة ([23]) عنه لم يخرج فيها من عقيدة من تقدمه من المشايخ الذين سلك سبيلهم كالشيخ الإمام الصالح أبي الفرج عبدالواحد ابن محمد بن علي الأنصاري الشيرازي ثم الدمشقي ([24]) .. وهؤلاء المشايخ لم يخرجوا في الأصول الكبار عن أصول أهل السنة والجماعة ..» ([25]) ا.هـ. ولقبره الآن زاوية تعرف بالزاوية العدوية، ثم تغير اسمها بالزاوية القادرية، وقبره اليوم كعبة لليزيدية إليه يحجون، ويأكلون من ترابه في وادي (لالش) ([26]) .

أما موطنهم الأصلي فهو جبال (هكار) موطن الأكراد شمال العراق. غير إن القول: إنه مؤسس هذه الفرقة فيه نظر، حيث إن من قرأ عقيدته يجد أنها لا تخالف أصول أهل السنة و الجماعة، وكذلك من اطلع على آراء العلماء فيه ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية مع سعة علمه واطلاعه على أحوال الرجال، وظهوره بعده بزمن طويل.

ومنهم الشهرستاني – الذي عرف المذاهب والملل وكتب عنها – يقول فيه: «على أننا إذا رجعنا إلى الكتب التي خلّفها هذا الشيخ المتصوف، أو التعاليم الدينية التي نشرها تلامذته، وقابلناها بمعتقدات اليزيدية لم نجد بينهما علاقة» ([27]) ا.هـ.

وابن خلكان المؤرخ يقول «الشيخ عدي بن مسافر بن إسماعيل بن موسى بن مروان بن الحسن بن مروان. كذا أملى نسبه بعض ذوي قرابته الهكاري مسكناً العبد الصالح المشهور الذي تنسب إليه الطائفة العدوية»([28]) ا.هـ.

فمن هنا يتضح – والله أعلم – أن من جاء بعده غلو فيه غلواً فاحشاً ووضعوا هذه البدع ونسبوها إلى أصل طريقتهم التي ابتدأها الشيخ عدي بن مسافر؛ ويمكن على ذلك أن نقول: إن هذه الفرقة قد مرت بمراحل تطور تتمثل فيما يلي:

المرحلة الأولى: حركة أموية سياسية، تدعو لحب يزيد بن معاوية، وأحقيته في الخلافة.

المرحلة الثانية: حركة عدوية تميل للتصوف والزهد في زمن عدي بن مسافر الأموي.

المرحلة الثالثة: انحراف فكري عقدي في عهد مشايخ خلفوا الشيخ عدي وجاءوا من بعده، وخروج كتبهم – التي خالفوا فيها تعاليم الإسلام – للناس.

المرحلة الرابعة: الخروج التام عن ربقة الإسلام وتحريم القراءة والكتابة ([29]) على أتباعهم، وإعلان عبادة الشيطان وتعظيمه ([30]) – على ما سيأتي – وكان انتشارها في أمريكا وبالأخص في نيويورك على يد (أليستر كراولي) ([31]) الأمريكي الجنسية الذي تزعم إحياء هذه العبادة الشيطانية وإعادتها عام 1900م، ودعا إلى السحر، والشعوذة وكل مظاهر الانحلال وشرب المخدرات ([32]) .

وقيل: إن وجودها كان قبل ذلك عام 1118م عند (فرسان الهيكل) وهم «فرقة مسيحية عسكرية أنشأتها الكنيسة في القدس، وذلك لحماية الحجاج المسيحيين إبان الحروب الصليبية» ([33]) ، حيث كونوا ثروة هائلة قادتهم لارتكاب الموبقات والفواحش، وممارسة السحر والشعوذة الذي انتهى بعبادة الشيطان ([34]) .

ويقال: إن هناك طائفة قديمة، كانت تعبد الشيطان في فرنسا على لويس الرابع عشر وبعده ووجدت مثل هذه الطائفة في برلين، ولندن ووصل عددهم في عام 1962م في لندن حوالي 25 ألفاً ([35]) .

ومهما يكن لهذه العبادة من بدايات، فقد كان ظهورها بشكل منظم وصريح في عصر النهضة الأوروبية في القرن التاسع عشر على يد أليستر كراولي الذي يعد الأب الروحي لهم.

ومن أشهر المجموعات التي تنتمي لعبدة الشيطان في أمريكا اليوم ما يعرف (بكنيسة الشيطان) وهي من أخطر هذه المجموعات وتسمى (كنيسة الشيطان) ويقال: إن مؤسسها وزعيمها (انطوان لافيه) ([36]) الذي ألف كتاب (إنجيل الشيطان) وكتاب الذئب وهي أول كنيسة رسمية (*) ([37]) للشيطان في أمريكا، وتعد أكبر منظمة لعباد الشيطان في العالم، ويقدر عدد المنتمين لها بحوالي خمسين ألف عضو، معظمهم من أبناء العائلات الثرية ولها فروع في أمريكا وأوروبا وتنزانيا وجنوب أفريقيا وتنشر عقيدتها في أرجاء العالم([38]).

ولهم تمثال يمثل إبليس بهيئة منكرة، بلون ألسنة النار المندلعة في الليل وله قرون على طرفي رأسه وذنب طويل كأنه أفعى خلفه ([39]) .

وقد وضع (انطوان لافيه) تسعة من المبادئ التي تقوم عليها كنيسة الشيطان، وهي مبادئ شيطانية تخالف جميع الأديان وتتلخص في أن الشيطان يمثل:

-       الانغماس في الذات والأهواء.

-       الحياة الواقعية لا الخيال.

-       الطيبة لمن يستحقها.

-       الانتقام لا التسامح.

-   الانطلاق في الخطايا والآثام من أجل الإشباع الجسدي والفكري ولهم فيها اجتماعات تعقد سراً وراء الأبواب وفي آخر الليل، ولهم صلوات وطقوس شيطانية، وأعياد غارقة في بحر الدماء أو الجنس ([40]) ، وذكر بعض الباحثين أن عبدة الشيطان أصبح عددهم ثلاثمائة ألف ([41]) ، وقيل مائتي ألف ([42]) .

والإحصاءات ا لأخيرة تؤكد أن عددهم وصل في العراق إلى 750 ألف، وأن مليوناً ونصف المليون منتشرون في عدد من الدول من بينها أرمينيا وألمانيا وسوريا وتركيا ([43]) .

وهذه نسبة تشكل خطراً كبيراً؛ لأن زيادتهم تعني انتشارهم وتعني نذير خطر قادم لابد من التصدي له.

ومن الفرق التي تقدس الشيطان اليونسية، وهي فرقة كانت تزعم أن إبليس عارف بالله ([44]) .

وهناك جماعات عبدت الشيطان في البحرين وبلاد فارس في أيام الدولة الفاطمية حيث كان زعيمهم يقول: «أنا بالله وبالله أنا .. يخلق الخلق وأفنيهم أنا» ([45]) .

وأيضاً الزنج وكانوا في البحرين، ولهم طقوس غريبة ويرتكبون جميع الفواحش، لهم أصل أيضاً في إيران على شكل جماعات صغيرة قبل وصول الإسلام إليها ([46]) .

«وهناك جماعات من الشباب المثقف يرتدون ملابس غريبة سوداء اللون عليها رسومات غريبة .. مثل شعار الموت، والجماجم المشوهة والصلبان المعقوفة، يطلقون شعورهم حيث يتركونها طويلة ودون تمشيط أو تنظيف فيما يعمد أعضاء آخرون إلى حلاقتها تماماً.

يتجمعون أمام بعض الأماكن العامة الشهيرة مثل المطاعم والكازينوهات وأحياناً أمام المساجد والكنائس، فيعمدون إلى استفزاز الناس عن طريق شتم الدين أو التعرض للفظ الجلالة مما يخلق شجارات مع الناس يخرجون فيها في الأغلب منتصرين، لأنهم يهاجمون في مجموعات كبيرة» ([47]) .

«وترجع بدايات ظهور هذا التوجه المنحرف والفكر الشاذ في مصر عند بداية السبعينيات الميلادية من خلال (الروك) لاجتذاب الشباب .. في شهري أكتوبر ونوفمبر عام 1993 نظمت أول حفلة لهم، ووصفت بأنها كانت مرتعاً للجنس والمخدرات..»([48]) .

وقد تم ملاحقتهم من قبل ضباط الأمن المصري، وحضور بعض احتفالاتهم وتصويرها بكمرات سرية، ثم تم بعد ذلك إلقاء القبض على جميع منظمي هذه العصابة في قصر البارون المهجور الذي بناه ألبان عام 1905 في القاهرة حيث اتخذوا مقراً لممارسة الرقص والشذوذ دون مراقبة، وكان المجتمع يظنون أن هذه الأصوات صدى للجن والعفاريت التي تسكن هذا القصر ([49]) .

كذلك لهم انتشار واسع في إسرائيل، فقد نشرت صحيفة يد يعوت احرنوت أكثر من مرة حوادث وتجاوزات قام بها عبدة الشيطان الإسرائيليون، كان آخرها قصة نبشهم لقبر جندي إسرائيلي نشرت في عدد 3 شباط 1997، وتذكر إحصائيات الشرطة الإسرائيلية أن عدد أتباع الشيطان قد بلغ عدة عشرات من الألوف حيث تحتوي تل أبيب وحدها 4500 شخص ..» ([50]) .

«وأثبتت التحقيقات التي قامت بها الشرطة الإسرائيلية أن عبدة الشيطان الإسرائيليين يتميزون بالشراسة فهم يقتلون الحيوانات ويشربون وينثرون دماءها خلال طقوس العبادة .. حتى المواليد الصغار والأجنة قتلوها وأكلوا قطعاً من أجسادها» ([51]) .

ومما يجدر التنبيه إليه علاقة هذه العبادة بالموسيقى.

فيلاحظ تعلقهم الشديد بسماع الموسيقى الصاخبة (الهفي ميتال) ([52]) (الهاردروك)([53]) حيث تعتبر إحدى الروابط القوية التي تربط عباد الشيطان بعضهم ببعض.

ولهم شعراء متخصصون في اختيار الكلمات واستعمال القواعد والأساليب العلمية لتحريك الدوافع الإجرامية عند الشباب، وهي ذات إيقاع سريع لتواكب العصر ([54]) .

ومن الأمثلة قولهم: «أيها الشيطان .. خذ روحي .. ويا غضب الإله دنسها بالخطيئة وباركها بالنار .. لابد أن أموت .. الانتحار .. الانتحار.. لابد أن أموت» ([55]) .

وعندما سئل أحد قادة هذه الفرق الموسيقية وتدعى (Reicide) وتعني (قاتل الإله) عن أهدافه قال: «وضع موسيقى تدعو إلى الشر بقدر المستطاع كي نفوز بالدخول إلى جهنم من البوابات السبع، وهذه إحدى الطرق للتعبير عن انتمائي لعباد الشيطان»([56]) .

ولهم علماء نفس وشعراء وملحنون يضعون الموسيقى والكلمات ويشجعون على سماعها، ويتم إيصال الرسائل التي يريدونها والإيحاءات بطريقة خفية لا تستوعبها الحواس الخارجية، وتدخل في عمق العقل الباطن وتهدف إلى إنكار الله تعالى وتمجيد الشيطان، والدعوة إلى الجنس والفحش والقتل والانتحار ([57]) .

لهم كتب مقدسة، ومن أبرزها كتاب (الجلوة)، ومصحف (رش) أو المصحف الأسود.

فأما كتاب الجلوة: فيه خطاب الشيطان لليزيدية بأنه الموجود الذي يراهم ويدبر أحوالهم يقول: «أنا كنت وموجود الآن وأبقى إلى النهاية بتسلطي على الخلائق وتدبيري مصالح وأمور لكل الذين تحت حوزتي»([58]) .

ومما جاء فيه: «ما يموت الذي هو حسبي كسائر بني آدم، وما أسمح لأحد بأن يسكن بهذا العالم الأدنى أكثر من الزمن الذي هو محدود مني. وإذا شئت أرسلته تكراراً ثانياً وثالثاً إلى هذا العالم أو غيره بتناسخ الأرواح» ([59]) .

وفيما يتعلق بمنع القراءة والكتابة جاء فيه: «أرشد بلا كتاب، أهدي غيباً أحبائي وخواصي، تعليمي هو بلا كلوفة».

وفيما يتعلق بالسرية وكتم الأسرار يقول: «الذين يحفظون أسراري ينالون مواعيدي .. يا أيها الذين تبعتم وصاياي أنكروا أقوال وكل تعاليم التي ليست من عندي ولا تذكروا اسمي وصفاتي لئلا تذنبون لأنكم لستم تدرون ما يفعلون الأجانب» ([60]) ا.هـ.

وفي الفصل الأخير يقول: «كرّموا شخصي وصورتي لأنهم يذكّروكم بي، الأمر الذي أهملتموه من سنين. وشرائعي أطيعوا واصفوا لخدّامي بما يلقنوكم من علم الغيب الذي هو من عندي» ([61]) .

أما مصحف رش أو المصحف الأسود، فيتناول خلق السماوات والأرض وقصة بداية البشرية.

ومما جاء فيه:

«أول يوم خلق الله فيه هو يوم الأحد، وخلق ملكاً اسمه عزازيل وهو طاووس مَلَك، رئيس الجميع».

وفيه:

«ثم نزل ملك طاووس إلى الأرض لأجل طائفتنا المخلوقة وأقام لنا ملوك ما عدا ملوك الآثوريين القدماء ..».

وفي تحريم بعض الأطعمة يقول:

«حرّمنا علينا الخس لأنه على اسم نبيتنا الخاسية واللوبياء والصبغ الأزرق، وما نأكل السمك لأجل احترامنا ليونان النبي، والغزال لأنه غنم أحد أنبياؤنا والشيخ وتلامذته ما يأكلون لحم الديك احتراماً لطاووس ملك. وطاووس مَلَك هو واحد من الآلهة السبعة المذكورة لأن صورته تمثال الديك، والشيخ وتلامذته ما يأكلون القرع. وحرام علينا البول وقوفاً ولبس اللباس قعوداً. والاستخلاء من ادبخانة والغسل في الحمّام، وما يجوز أن نلفظ كلمة شيطان لأنه اسم إلهنا. ولا كلّ اسم يشابه ذلك مثل قيطان وشط وشر. ولا لفظة ملعون، لعنة. نعل. وما أشبه ذلك» ([62]) .

لهم شعارات معروفة ومنها:

1-     الصليب المقلوب ([63]) .

2-     النجمة السداسية.

3-     الجمجمة ([64]) .

4-     النجمة المساسية المشوهة.

5-     الهلال المنقوص.

6-     الأفعى المحيطة بالكرة الأرضية ([65]) . ولهم رموز أخرى ([66]) .

ومن عقائدهم وعباداتهم وطقوسهم ما يلي:

-       يؤمنون بسبعة آلهة وجميعها خلقت من نور، ويصفون الله تعالى بالنقائص.

-       يعتقدون أنهم خلقوا من نطفة آدم دون أن تمتزج لجسم حواء خلافاً لسائر البشر.

-       يعتقدون بتناسخ الأرواح، والحلول.

-       يحرمون ألواناً من الأطعمة والملابس بدون علة واضحة كالخس ولحم السمك والغزال والديك.

-       يقدسون مريم عليها السلام والحلاج.

-   يحجون إلى جبل الدروز، ولهم كتاب مقدس يسمى «مصحف رش» أو «المصحف الأسود» وهو شامل لتعاليم هذه الطائفة ومعتقداتها.

-       ازدراء جميع الأديان السماوية، وإنكار القرآن والشريعة.

-       ارتكاب الفواحش والشذوذ، وقتل النساء بعد اغتصابهن اغتصاباً جماعياً.

-       قتل المواليد الصغار لأن الشيطان يفرح بهم.

-       إن الشر يتحكم في العالم بلا نهاية.

-       لا يوجد شيء اسمه حكومة أو دولة، فالكل ملك للشيطان الذي سيتحكم بالعالم بعد حرب عالمية ثالثة.

-       اصطياد القطط وذبحها وشرب دمائها وتقطيع أوصالها.

-   الحج إلى وادي لات ([67]) يقفون فيه يوم العاشر من ذي الحجة والصلاة يصلون ليلة منتصف شعبان وهي صلاة تعوضهم عن صلاة سنة كاملة – كما يعتقدون –  وأما الزكاة فتجمع بواسطة تمثال الطاووس.

-       تحريم القراءة والكتابة واعتمادهم على علم الصدر!!

-   لهم أعياد واحتفالات يعمرونها بالرقص وشرب الخمر كعيد رأس السنة الميلادية!! وعيد المربعانية وعيد القربان، وعيد الجماعة.

-       (طاووس ملك) رمز وثني لإبليس، يعظمونه، ويقدمون لـه القرابين من البشر، ومن صغار الخراف والحمام.

-       لهم تستر شديد على عقائدهم،وهم بهذا يشابهون الرافضة في عقيدة «التقية»([68]) .

-   لا يصلون بل يمارسون طقوساً خاصة يتوجهون فيها  إلى مطلع الشمس عند الشروق وإلى مغربها عند الغروب، ويقبلون الأرض ويعفرون وجوههم بالتراب.

-   لا يتعوذون من الشيطان، ويعتبرون هذا إهانة له، ويستحلون دم من يفعله أمامهم، كما إنهم يعتبرون لفظة الشيطان مسبة له – كما سبق في كتاب المصحف الأسود فيسمونه  إبليس أو طاووس ملك.!!

-   الغلو في الشيخ عدي بن مسافر وتأليهه وتفضيله على الرسول × وتفضيل زيارة قبره على زيارة الكعبة المشرفة.

-       بغض علماء الدين وإهانتهم وإلقاء كتبهم في القاذورات والتغوط والتبول عليها.

-       استحلال الزنا وتمكينهم الشيوخ من نسائهم ومحارمهم.

-   تحريم أمور منهما – قص الشارب وقص الأظافر، البصاق على الأرض، دخول المسجد، الاغتسال من الجنابة، الاستنجاء من البول والغائط، الاغتسال في الحمام([69]) .

وهذه العقائد قد ذُكر أكثرها في مصحف رش والجلوة، وقد تواترت عمن خالطهم وخبر أحوالهم ([70]) .

مبررات عبادتهم للشيطان:

1)  أنه الموحد الأول لأنه أبى السجود لآدم عليه السلام، إذ لم ينس وصية الرب بعدم السجود لغيره، وأن الأمر بالسجود كان مجرد اختبار للملائكة وإبليس فنجح إبليس.

2)   أن عبادتهم لـه خوفاً منه لأنه قوي في زعمهم إذ تصدى للإله ورفض أمره، وأنه بطل في نظرهم.

3)   أن نزولـه إلى الأرض لم يكن طرداً له من الجنة وإنما لرعاية الطائفة اليزيدية في الأرض.

4)   يقدسون ذكاءه، إذ تمكن من خديعة آدم وزوجه حواء بالأكل من الشجرة، مما كان سبباً في خروجهما من الجنة.

5)   يعتبرونه طاووس الملائكة، مما جرهم إلى تقديس تمثال من النحاس بشكل طاووس ([71]) .

6)   لهم حقوق ينادون بها ومنها:

أ-  أن للإنسان الحق في أن يعيش على مزاجه الخاص، ويأكل ويلهو ويرتاح كما يريد.

ب- أن له الحق في أن يموت في الوقت الذي يريد (لهذا يكثر بينهم الانتحار).

جـ- أن يشرب ما يريد، ولذلك يأكلون الغائط ويشربون الدم والبول.

د-  أن يسكن أينما يريد، ولهذا غالباً ما يسكنون الخرائب والأماكن المهجورة.

هـ- أن يتحرك كما يريد، ويفكر كما يريد، ويتكلم بما يريد ويمارس الجنس كما يريد.

يقول كراولي: «خذ حاجتك من الجنس، كما تريد وأين ومتى ومع من تريد وواجب على من تشتهيه ذكراً أو أنثى أن يمنحك المتعة التي تبحث عنها بالشكل الطبيعي أو الشاذ» ا.هـ.

و- للإنسان الحق أن يقتل أولئك الذين يقفون عائقاً أمام تحقيق هذه الحقوق([72]) .

وعندما سئل أحد عبدة الشيطان (المعاصرين) عن علاقتهم بالشيطان. أجاب بقولـه: «نعبده وتكاد تكون عبادتنا له مشابهة لعبادتكم أنتم لله .. فنحن نتضرع إلى إبليس ونتوسل إليه ونقدم لـه القرابين والصلوات خوفاً من أن يبطش بنا، فنحن نشكر الله كما ترى ونخشى الشيطان» ([73]) !!

ويزعمون أنهم يشكرون الله، أما العبادة فلا يصرفونها لـه خوفاً من الشيطان!! حيث يصرح أحدهم بقوله: عندما سئل هل تعبدون الله..؟! «نعم نعبده إلا أن عبادتنا له تختلف عن عبادتكم، سواء كنتم من المسلمين أو المسيحيين، أو حتى اليهود، فأنتم تصلون لله وتتضرعون .. أما نحن فنكتفي بشكره على ما صنع، على خلق الأرض .. على خلق الناس من العدم .. ولكننا لا نتضرع إليه ولا نطلب منه شيئاً» ([74]) ا.هـ !!

بالنسبة للطوائف التي ظهرت في الغرب فيعتقد أن سبب ظهورها هو الاضطهاد والتعذيب ومحاكم التفتيش الذي كانت تمارسه الكنيسة ([75]) .

وقد ذكر بعض الباحثين أن سبب تعظيمهم للشيطان يعود إلى أن غلاة الصوفية في حال خلوتهم يشطحون بكلمات كفرية .. وقد نسب لهم كثير من ذلك وكان بعضهم يتعصب لإبليس ويدعي أنه سيد الموحدين، لأنه أمر أن يسجد لغير الله فأبى.

واليزيدية فرقة منشأها من الصوفية، ورجالها يترجم لهم مع رجال الصوفية ولهذا أخذت بعض الكلمات من بعض أئمتها .. فأدت بهم إلى تعظيم الشيطان وتقديسه([76]) .

لكن هذا القول بعيد، لأنه لم يذكر ذلك أحد ممن كتب في هذه الديانة ومثل ذلك لا يمكن أن يخفى، ولأن أصل اعتقادهم قائم على تعظيم الشيطان، فلا يبعد أن يكون وسوس لهم وزين موالاته وحبه، والخوف منه حتى ألهوه وسموه طاووساً ملكاً.

وبعد ما سبق ذكره من هذه الفرقة الشاذة توصلت إلى ما يلي:

1- لا شك أن أصحاب هذه الفرقة هم صنع إبليس، وقد كادهم بكل ألوان حيله ومكره، بل هم حزبه وأعوانه في نشر كل باطل وكل رذيلة، ومما يلفت إليه النظر تحريم القراءة والكتابة واعتمادهم على علم الصدر، وهذا من أعظم مكايده إذ ضمن عدم رجوعهم عنه حيث أحكم عليهم باب الجهل فلا يعرفون للحق سبيلاً.

2- إن هذه الفرقة خليط من عقائد الصوفية والنصرانية والمجوسية والبوذية واللاوية واليهودية والوثنية، فمثلاً: بالنصرانية في إقامة الأعياد والحفلات، وقال بعض الباحثين: إنهم كانوا في البداية نصارى ثم دخلوا الإسلام. وتأثرت المجوسية: حيث يعتقدون بوجود الشيطان أو كما يسمونه «إله البشر» وترتكز في عبادته على اتقاء شره، وتقدم لـه القرابين والطقوس وتقيم المعابد الضخمة المزينة والمرصَّعة بالأحجار الكريمة.

وأما البوذية فتعتقد بوجود الشيطان وأنه إله مختص بالرغائب الخمس وعدو الحقيقة.

واللاويّة تقدس الشياطين ومردة الجن ولكن لم تعبدها ([77]) .

والمجوسية والزردراشتية تعظم الشمس، وهناك تشابه في بعض رموزهم.

3- إن لها علاقات سرية بالماسونية والصهيونية العالمية، ومما يؤيد ذلك محاربتها للأديان، ودعوتها إلى التحلل من الأخلاق والقيم، كما هي دعوة الماسونية كما أن لهم نفس الرموز التي تستخدمها الماسونية مثل النجمة، والمثلث المتساوي الأضلاع،و العين الثالثة، والهلال.

كما أن مؤسس هذا الفكر في العصر الحديث أليستر كراولي قد اختير رئيساً للمحفل الماسوني في بريطانيا في العقد الثاني من القرن العشرين!!

وفي عام 1770م  أقيم أول محفل في المرحلة الثانية للماسونية سمي المحفل النوراني نسبة إلى الشيطان مما يدل على تقديسهم له ([78]) .

4- إن لليهود في  إسرائيل دور مهم في انتشارها حيث ظهرت في مصر بعد اتفاقية (كامب ديفيد) وانفتاح مصر على إسرائيل.

ومما يؤكد ذلك أن أكثر أشرطة واسطوانات عبدة الشيطان تحمل شعار أشهر الشركات الإسرائيلية ([79]) .

5- إن هناك منظمات سرية من عبدة الشيطان تفوق منظمات (المافيا) ومنتشرة في أنحاء العالم، وتمارس القتل والاختطاف وضحاياها في كل عام بمئات الألوف!! ولهذا أخذ الغرب في التحذير من هذه الظواهر، وتنادى المختصون لعلاج هذه الظاهرة «فأنشأوا قرية حديثة تدعى (قرية الحرية الأمريكية) وتقوم باستقبال المراهقين من الجنسين ممن وقعوا في شباك عباد الشيطان ووضعهم تحت العلاج النفسي فترة من الزمن حتى يستطيعوا أن يمارسوا حياتهم الطبيعية مرة أخرى .. كما تحتوي هذه القرية على أربعين محطة إذاعية وتلفزيونية لبث النصائح والتحذيرات من عباد الشيطان وموسيقاهم إلى جميع الولايات الأمريكية، وتدعو الآباء والأمهات لمراقبة أطفالهم، والبحث في غرفهم عن الصور أو الرموز التي تدل على عباد الشيطان، حتى يستطيعوا أن ينقذوهم قبل أن يجرفهم التيار» ([80]) .

ولقد أصبح قادة اليزيدية – وللأسف – ينادون بالاعتراف بهم كديانة ..

يقول أنور معاوية الأموي أمير اليزيدية في العراق في بيان صادر عن رئاسة الملة اليزيدية في العالم – طالب فيه بعدة مطالب سياسية ومنها – «..المطالبة بنظام ديمقراطي علماني [!!] حر تصان فيه حقوق جميع أبنائه على حد سواء ..

- الاعتراف بالديانة اليزيدية أسوة بباقي الديانات والمذاهب الأخرى، وإدراجها بنداً في دستور العراق المقبل» ([81]) .

5- الإلحاد في أسماء الله وصفاته:

قد سبق فيما مضى الحديث عن معنى الإلحاد في أسماء الله وصفاته وعن مكايد الشيطان في هذا النوع من التوحيد.

وأذكر هنا أمثلة لمن ضلَّ في هذا التوحيد وألحد في أسماء الله وصفاته وأعظم هذه الفرق وأشدها خطراً الفلاسفة والباطنية والنصيرية والجهمية.

ومن أقوال الفلاسفة يقول سقراط: «النطق والعقل قاصران عن اكتناه وصفه وتحققه، وتسميته وإدراكه لأن قدرته وجوده، وحكمته بلا نهاية، ولا يبلغ العقل أن يصفها، ولو وصفها لكانت متناهية، والإنسان المحدود المتناهي لا يدرك ولا يحيط بالله اللامحدود اللامتناهي إلا ضمن المعقول والحس، وضمن الزمان والمكان، إدراكاً جزئياً لا كلياً» ([82]) .

وعلى نهجه سار الفلاسفة الذين ظهروا في الإسلام.

والإسماعيلية الذين أخذوا من الفلاسفة فقالوا لا نقول موجوداً ولا لا موجود ولا عالماً ولا جاهلاً، ولا قادراً ولا عاجزاً، فعطلوا ذات الله عن الوجود ونفوا جميع الصفات ([83]) .

ومنهم الدروز ومن أقوالهم:

«والله سبحانه وتعالى منزه عن التحديد والبشرية، لا تلحقه صفة ولا لـه صفة، ولا يمكن الوصول إليه، إلا بأسمائه وصفاته المجازية، إنه تعالى لا يدخل تحت اسم ولا صفة ولا لغة لأن الاسم المسمى والصفة لموصوف، واللغة تشير إلى معروف. فبظاهر ناسوته عرفنا بلا هوته، وإلا فما عرفناه ولا أدركناه، وصورة الناسوت التي تراها الأعين، لا تحس ولا تلمس، ولا جسم لها، ولا تخاطيط [!!] ولا تأكل ولا تشرب، ولا تنام ولا تتعب، ولا لها لحم ولا دم، هي صورة روحية كالمرآة، يرى الناظر فيها شبيه صورته بغير لمس ولا إدراك كيفية ...» ([84]) .

ومن الفرق المعاصرة فرقة الأحباش، وهي «طائفة ضالة تنسب إلى عبدالله الحبشي ([85]) ظهرت حديثاً في لبنان مستغلة ما خلفته الحروب الأهلية اللبنانية من الجهل والفقر والدعوة إلى إحياء مناهج أهل الكلام والصوفية والباطنية بهدف إفساد العقيدة وتفكيك وحدة المسلمين ..»([86]) . حيث يؤولون صفات الله تعالى، والقرآن عندهم ليس كلام الله حقيقة، وينكرون علوا الله تعالى واستوائه على عرشه وغير ذلك من التحريف والتعطيل والإلحاد في أسماء الله وصفاته ([87]) .

ومن أقوالهم في نفي العلو – والعياذ بالله – : «من قال لا إله إلا الله وهو يعتقد أن الله في السماء فإن هذه الشهادة لا تنفعه وهو كافر، لأن الشهادة تنفع مع الاعتقاد الصحيح، أما تلفظ بها بلسانه وعقيدته فاسدة فإنها لا تنفعه» ([88]) !!

وفرقة المعتزلة وهم فرق كثيرة كلها متفقة على نفي الصفات.

قال البغدادي ([89]) – رحمه الله – :

«إن المعتزلة افترقت فيما بينها عشرين فرقة .. يجمعها كلها في بدعتها أمور: منها: نفيها كلها عن الله عز وجل صفاته الأزلية، وقولها: إنه ليس لله عز وجل علم، ولا قدرة ولا حياة، ولا سمع ولا بصر، ولا صفة أزلية وزادوا على هذا بقولهم: إن الله تعالى لم يكن لـه في الأزل اسم ولا صفة»([90]) ا.هـ.

وقالوا «لا يجوز أن يوصف البارئ تعالى بصفة يوصف بها خلقه، لأن ذلك يقتضي تشبيها [و] .. لا يجوز أن يعلم الشيء قبل خلقه» ([91]) .

ومن أقوالهم في نفي صفة الرؤية قول زعيم المعتزلة القاضي عبدالجبار ([92]) :

«اختلف الناس في ذلك: فأما أهل العدل ([93]) بأسرهم والزيدية والخوارج وأكثر المرجئة، فإنهم قالوا لا يجوز أن يرى الله تعالى بالبصر، ولا يدرك به على وجه، لا لحجاب ومانع ولكن ذلك يستحيل» ([94]) ا.هـ.

قال ابن القيم – رحمه الله – : «والتعطيل شر من الشرك فإن المعطل جاحد للذات، أو لكمالها، وهو جحد لحقيقة الألوهية، فإن ذاتاً لا تسمع ولا تبصر ولا تغضب ولا ترضى، ولا تفعل شيئاً، وليست داخل العالم ولا خارجه، ولا متصلة بالعالم، ولا منفصلة، ولا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال، هو والعدم سواء والشرك مقر بالله، لكن عبد معه غيره، فهو خير من المعطل للذات والصفات» ([95]) ا.هـ.

وقال أيضاً – رحمه الله – :

«فلما اعتقدوا التعطيل وانتفاء الصفات في نفس الأمر ورأوا أنه لابد للنصوص من معنى بقوا مترددين بين الإيمان باللفظ، وتفويض المعنى، وهذا الذي هو طريقة السلف عندهم، وبين صرف اللفظ عن حقيقته، وما وضع له إلى ما لم يوضع له ولا دل عليه بأنواع من المجازات، وبالتكلفات التي هي بالألغاز والأحاجي أشبه منها بالبيان والهدى، فصار هذا الباطل مركباً من فساد العقل والجهل بالسمع فلا عقل ولا سمع..» ([96]) ا.هـ.

فلازم قولهم: إنه ليس فوق العرش إله يعبد، نتجه  إليه بقولنا ونرفع إليه أكف الضراعة، ولا يصعد إليه عمل صالح، بل لازم قولهم إنكار الخالق ([97]) .

وقد نتج من هذا التعطيل للصفات فتن عظيمة منها فتنة القول (بخلق القرآن) بناء على نفي صفة الكلام لله تعالى.

وهي من المسائل العظيمة التي أفردت بها المصنفات، وتصدى السلف لإبطالها، وقد قال بها عدد من الفرق الضالة ومنهم الجهمية والمعتزلة والخوارج.

ولم تظهر هذه البدعة إلا بعد ظهور الجعد بن درهم، ثم ظهور الجهم بن صفوان من بعد سنة 124هـ.

ومن أقوال المعتزلة كما يقول القاضي عبدالجبار:

«وأما مذهبنا في ذلك فهو أن القرآن كلام الله ووحيه، وهو مخلوق محدث، أنزله الله على نبيه ليكون علماً ودالاً على نبوته ..» ([98]) ا.هـ.

وقالت الأشاعرة: «هو القول القائم بالنفس الذي تدل عليه العبارات وما يصطلح عليه من الإشارات» ([99]) .

وهناك الواقفة، وهم الذين يقولون لا نقول مخلوقاً ولا غير مخلوق وهم فرقتان:

الأولى: تقول لا نقول: إنه مخلوق ولا غير مخلوق وهم الشاكّة.

الثانية: تقول لا نقول هو مخلوق ولا غير مخلوق مع إيمانهم بأنه كلام الله، تورعاً([100]) .

وجميع هذه الأقوال خالف أصحابها إجماع الأمة كما نصَّ على ذلك عدد منهم سفيان بن عيينة، كما روى البخاري –  رحمه الله –  قال: «أدركت مشايخنا منذ سبعين سنة منهم عمرو بن دينار ([101]) يقولون: القرآن كلام الله، وليس بمخلوق» ([102]) .

وقال القاسم الأصبهاني ([103]) – رحمه الله – : «أجمع المسلمون أن القرآن كلام الله، وإذا صح أنه كلام الله صح أنه صفته تعالى، وأنه عز وجل موصوف به، وهذه الصفة لازمة لذاته»

 

 

 

 



(*)   أفردت الحديث هنا عن عبدة الشيطان مع دخوله ضمن الشرك في الألوهية، وذلك لقوة صلة الموضوع بالبحث ولأهميته وظهوره في هذا العصر.

([2])   سورة يس، الآية: 60 .

([3])   انظر ص

([4])   انظر في ظلال القرآن سيد قطب (2/760).

([5])   سورة سبأ، الآية: 20 .

([6])   انظر اليزيدية ومنشأ نحلتهم أحمد تيمور باشا ص46 .

([7])   يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي ولد عام 25هـ، تولى الخلافة بعد والده معاوية رضي الله عنه عام 10هـ نشأ في دمشق، ولما تولى الخلافة لم يبايعه عبدالله بن الزبير، والحسين بن علي – رضي الله عنهما – فانصرف عبدالله بن الزبير إلى مكة، والحسين بن علي – رضي الله عنهم – إلى الكوفة بدعوة من أهلها الذين خذلوه بعد ذلك، فقتل في الكوفة، وخلع أهل المدينة طاعته سنة 63هـ، فأرسل إليهم مسلم بن عقبة المري (وهو قائد من الدهاة القساة .. شهد مع معاوية صفين) فاستباح المدينة وقتل ونهب ومات في هذه الموقعة عدد من الصحابة وخيار التابعين، وقد دامت خلافته ثلاث سنين وتسعة أشهر توفي سنة 64هـ. قال ابن تيمية – رحمه الله – : «فإن يزيد بن معاوية ولد في خلافة عثمان بن عفان – رضي الله عنه – ولم يدرك النبي × ؛ ولا كان من الصحابة باتفاق العلماء؛ ولا كان من المشهورين بالدين والصلاح، وكان من شبان المسلمين؛ ولا كان كافراً ولا زنديقاً، وتولى بعد أبيه على كراهة من بعض المسلمين ورضا من بعضهم، وكان فيه شجاعة وكرم، ولم يكن مظهراً للفواحش كما يحكى عنه خصومه، وجرت في إمارته أمور عظيمة: أحدها: مقتل الحسين رضي الله عنه؛ وهو لم يأمر بقتل الحسين، ولا أظهر الفرح بقتله؛ لكن أمر بمنع الحسين – رضي الله عنه –  وبدفعه عن الأمر، ولو كان بقتاله ...

الثاني: فإن أهل المدينة نقضوا بيعته وأخرجوا نوابه وأهله، فبعث إليهم جيشاً؛ يقتلون وينهبون، ويفتضون الفروج المحرمة ... ولهذا كان الذي عليه معتقد أهل السنة وأئمة الأمة أنه لا يسب ولا يحب ..» ا.هـ، مجموع الفتاوى (3/410-412) وانظر تطهير الجنان واللسان لأحمد بن حجر الهيثمي ص80 وما بعدها، مطبوع مع الصواعق المحرقة، وانظر في ترجمة يزيد: تاريخ الطبري حوادث سنة 64، البداية والنهاية (8/222 وما بعدها)، الأعلام للزركلي (8/189).

([8])   انظر: ذيل الملل والنحل للشهرستاني (2/34)، إبليس للعقاد ص138، عبدة الشيطان ممدوح الزوبي ص39-40 ط. الأولى 1418هـ - 1998م المكتبة الثقافية، بيروت، الشباب بين التطرف والانحراف د. إسماعيل إبراهيم ص24 .

([9])   هم أصحاب شيطان الطاق، وهو أبو جعفر محمد بن علي بن النعمان بن أبي طريفة البجلي الكوفي الأصول، ويعرف بشيطان طاق ويسميه الشيعة بمؤمن الطاق، وهي فرقة من فرق الروافض، ومن معتقداتهم: أن الله لا يعلم الأشياء إلا إذا قدرها وأرادها، ويقولون «محال أن يعلمها لا لأنه ليس بعالم ولكن الشيء لا يكون شيئاً حتى يقدره ويشيئه بالتقدير والتقدير عندهم الإرادة» منهاج السنة لابن تيمية (2/237)، وانظر الملل والنحل للشهرستاني (1/166-168) لسان الميزان (5/300-301) الأعلام للزركلي (7/154)، عباد الشيطان يوسف البنعلي ص62.

([10])   زعيم إحدى فرقة الإباضية التي يسمون باليزيدية، نسبة إليه .. كان بالبصرة، ثم انتقل إلى أرض فارس، ودعا إلى مذهبه وأن الله سيرسل إليهم رسولاً من العجم .. فتبعه أناس وتسمت هذه الفرقة باسمه، وزعم أن من شهد بنبوة محمد × من أهل الكتاب فهو مؤمن، وإن لم يدخل في الإسلام، فمن الإباضية من وقف فيه، ومنهم من تبرأ منه، وجُلّهم تبرأ منه.

انظر: المقالات لأبي الحسن الأشعري 103-104، واليزيدية أحمد تيمور ص12، واليزيدون د. محمد التونجي ص70.

([11])   يقع في شمال العراق، (انظر اليزيدية أحمد تيمور ص12).

([12])   اليزيدون، د. محمد التونجي ص70 .

([13])   المرجع السابق ص71، وانظر اليزيدية أحمد تيمور ص12.

([14])   داسن: «اسم جبل عظيم في شمال الموصل من جانب دجلة الشرقي فيه خلق كثير من طوائف الأكراد يقال لهم الداسنية» معجم البدان (2/432).

([15])   ستأتي ترجمته مفصلة.

([16])   انظر: اليزيدون ومنشا نحلتهم، أحمد تيمور ص70 ، واليزيدون د. محمد ألتونجي ص68-69،
ط. الأولى 1420 – 1999م.

([17])   نقلاً من كتاب اليزيدون لأحمد تيمور ص48.

([18])   انظر: اليزيدية، أحمد تيمور ص48 ، اليزيدون د. محمد التونجي ص71-73، ص48 ، عباد الشيطان يوسف البنعلي ص45، تطهير الجنان واللسان لأحمد بن حجر الهيثمي المكي ص2-3 .

([19])   اليزيدون، د. محمد التونجي ص71 .

([20])   المرجع السابق، ص73 .

([21])   أظنه يقصد الشيخ عدي بن مسافر.

([22])   نقلاً من موقع مكتبة العقائد الإمامية.

([23])   تسمى رسالة «اعتقاد أهل السنة والجماعة» نقلها كاملة د. محمد التونجي في كتابه اليزيدون ص27 وما بعدها، وقد ذكر أنها حققت من محققين هما العدواني والنعمة، وطبعها في بغداد عام 1975م.

([24])   أبو الفرج عبدالواحد بن محمد بن علي الشيرازي المقدسي ثم الدمشقي، الأنصاري الخزرجي كان شيخ الشام في وقته، من الحنابلة .. تفقه ببغداد ثم سكن بيت المقدس، واستقر في دمشق، ونشر المذهب الحنبلي: له مؤلفات منها: المنتخب، المبهج، التبصرة في أصول الدين، توفي بدمشق عام 486هـ، انظر: الأعلام للزركلي (4/177).

([25])   مجموع الفتاوى لابن تيمية (3/377).

([26])   انظر في ترجمته: وفيات الأعيان لابن خلكان (1/316) المطبعة الميمية، القاهرة، سير أعلام النبلاء (20/342-344) شذرات الذهب لابن العماد (4/179)، اليزيدية أحمد تيمور ص14 وما بعدها، الأعلام للزركلي (4/221).

([27])   انظر: ذيل الملل والنحل للشهرستاني (2/37).

([28])   وفيات الأعيان (1/316).

([29])   في عهد رئيسهم إسماعيل جول أباح لهم التعليم ودخول المدارس بعد أن كان محرماً عليهم نسأل الله العافية، انظر ذيل الملل والنحل للشهرستاني (2/37).

([30])   انظر اليزيدية ومنشأ نحلتهم أحمد تيمور ص47، عبدة الشيطان تاريخهم ومعتقداتهم ممدوح الزوبي ص42، الشباب بين التطرف والانحراف د.إسماعيل إبراهيم ص24.

([31])   أمريكي ولد عام 1875م من عائلة عادية متوسطة الحال بين  أبوين مسيحيين، وتخرج من جامعة كامبريدج في بريطانيا واهتم في البداية بالظواهر والعبادات الغريبة، ودافع عن الإثارة والشهوات الجنسية في كتابه (الشيطان الأبيض)، انضم إلى نظام العهد الذهبي وهي جماعة سرية كانت تضم الشعراء .. مثل ويليام باتس .. وأصبح فيما بعد المعلم العظيم لهذه الجماعة، ثم أوجد نظاماً خاصاً به عام 1900م سماه (النجم الفضي) وراح يسافر عبر العالم وانتشر عنه تعاطيه وترويجه للمخدرات، مما جعل السلطات الإيطالية تطرده من البلاد، فذهب إلى جزيرة سيلان حيث ارتبط مجدداً بالرجل الذي ربطته معه علاقة شاذة وقضى كراولي عمره مسافراً من بلد إلى آخر يبحث عن لذاته الجنسية مع النساء والرجال، وفي آخر حياته أصبح كراولي يعتقد أنه مصاص الدماء، وراح يحقن نفسه بالهيروين حتى وجد في النهاية ميتاً بين زجاجات الخمر، وحقن المخدرات عام 1947م» بتصرف واختصار من: عبدة الشيطان ص17-18.

وقد أحرقت جثته حسب وصيته، وأُرسل الرماد إلى ولاية كاليفورنيا بأمريكا حسب وصيته، أشهر كتبه (القانون) دعا فيه إلى تحطيم القيود الاجتماعية والدينية الأخلاقية، انظر عباد الشيطان يوسف البنعلي ص80 .

([32])   انظر عبدة الشيطان لممدوح الزوبي ص12 .

([33])   عباد الشيطان يوسف البنعلي ص77 .

([34])   انظر المرجع السابق ص78 .

([35])   انظر دائرة معارف القرن العشرين (2/334)، عبادة الشيطان لممدوح الزوبي ص105 – 110.

([36])   كاهن، عاش حياة غير مستقرة، ففي بداية عمره ترك بيته ليعيش في مدينة «أوكلاند» والتحق بسيرك ليعمل في أقفاص الحيوانات، وترويض الأسود، ثم انضم إلى إحدى مدن الملا ليمارس العرافة والسحر، وأصبح ماهراً في التنويم المغناطيسي، ثم درس علم الجريمة وعمل مصوراً لإدارة الشرطة في سان فرانسسيكو فرأى من الجرائم ما تقشعر منه الأبدان، فآثر الابتعاد عن الله تعالى، وأكب على تعلم السحر والشعوذة ثم أسس هذه الكنيسة !! انظر: عباد الشيطان يوسف البنعلي ص85 .

(*)   ومما يتعجب له أنها اعتبرت كنيسة رسمية معترف بها عندهم، حيث عوملت كغيرها من الديانات الأخرى، فأعفيت من الضرائب ومرتادوها في ازدياد مستمر ولها مواقع على الإنترنت!! وهذا يدل على الفساد العقدي الذي يعيشه الغرب!!.

([38])   انظر عباد الشيطان يوسف البنعلي ص105-110، دائرة معارف القرن العشرين محمد وحدي (2/333-337).

([39])   انظر: دائرة معارف القرن العشرين (2/333-334).

([40])   انظر: عباد الشيطان ص86-87، وقد نقلها من كتاب: The satanic Bilrle, p.26

([41])   انظر: موقع بيان الكتب.

([42])   انظر: الموسوعة الميسرة

([43])   انظر موقع الجزيرة نت، يوم الخميس 2/2/1422هـ.

([44])   الملل والنحل للشهرستاني (1/140).

([45])   عبدة الشيطان تاريخهم ومعتقداتهم ممدوح الزوبي ص33 .

([46])   انظر المرجع السابق نفس الصفحة.

([47])   عبدة الشيطان تاريخهم ومعتقداتهم ممدوح الزوبي ص71، وانظر: مجلة البيان العدد 113 في محرم 1418هـ، والعدد 111 في ذي القعدة 1417هـ.

([48])   مجلة البيان العدد 113، محرم 1418هـ.

([49])   انظر: عبدة الشيطان، ممدوح الزوبي ص71-80 .

([50])   عبدة الشيطان، ممدوح الزوبي ص93، وانظر مجلة البيان العدد 113 في محرم 1418هـ.

([51])   المرجع السابق ص95 .

([52])   وتعني: المعدن الثقيل.

([53])   تعني الحجر القاسي أو الصلب.

([54])   عباد الشيطان يوسف البنعلي ص117 .

([55])   المرجع السابق، ص117 – 119.

([56])   انظر: عباد الشيطان يوسف البنعلي ص119 .

([57])   ويرى علماء النفس أن لهذه الموسيقى تأثيراً على جميع الجسم، وأن إيحاءاتها تصل إلى اللاوعي عند المستمع، وإن كانت بغير لغته وغير مفهومة وأنه يفك رموزها ويفهمها وأن لها تأثيراً على حاسة السمع والبصر والعمود الفقري، والقلب فيصيبه الخفقان الزائد، وتؤثر على عملية التنفس وتسبب إفرازات هرمونية مكثفة مما يؤدي  إلى انقباض في الحنجرة، وأنها تؤثر على الأعصاب وتؤدي إلى عدم التركيز .. والانهيار النفسي، وأن موسيقى (البلاك ميتال) وتعني (المعدن الأسود) تنشئ في نفس المستمع ميلاً نحو الانتحار وتشويه الذات وتدمير النفس والتحريض على التدمير والتخريب والهيجان، ويصف أحد الأطباء النفسانيين هذه الحالة قائلاً: «إن موسيقى (الهارد روك) تلعب على الجسد، وكأنه آلة موسيقية تماماً كما يحدث أثناء تناول المخدرات.

إن الأجهزة المستعملة والمكبرة للصوت تصيب آذان الشباب، والتأثيرات الضوئية تؤثر سلباً على النظر» ا.هـ.

انظر: عباد الشيطان يوسف البنعلي ص117-120، مجلة الأسرة العدد 90 ص37، مجلة الشراع العدد 691 ص22 نقلاً من المرجع السابق ص144.

وإنه لمن المؤسف ما نراه اليوم في كثير من بلاد المسلمين من التعلق الشديد بسماع الموسيقى والغناء، وإعلانه في البيوت والأسواق والسيارات، بل والأخطر من ذلك اندفاع بعض الشباب لترديد الموسيقى الغربية وسماع كلماتها .. فهل ينتبه شبابنا لهذا الخطر؟!! وما أجمل قول الشاعر في وصفها:

خفتا لموسيقى كأن لأهلها
ليت الذي اخترع الضجيج أعارني

 

 

ثأراً على الأعصاب والأوداج
صم الصخور ترفقاً بمزاجي

عباد الشيطان ص120 .

([58])   نقلاً من كتاب عباد الشيطان يوسف البنعلي ص53، وقد نشر كامل الكتاب ضمن كتابه مترجماً عن اللغة الكردية مع مصحف رش ونشرهما أيضاً د. محمد التونجي في كتابه اليزيدون ص205، وذكر أنهما نشرا وطبعا مرات عديدة.

([59])   المرجع السابق 54-55 .

([60])   المرجع السابق ص55-56 .

([61])   المرجع السابق ص56 .

     * ويلاحظ ركاكة الأسلوب، وتشابهه  وأخطاء نحوية مع عبارات النصارى المحرفة في أناجيلهم .. فواعجباً من قوم تشربت قلوبهم هذا الباطل !! ومن  عقول استخف بها الشيطان وقادها كما يشاء !! اللهم اهدنا صراطك المستقيم .. آمين.

([62])   انظر المرجع السابق ص58-60، واليزيدون ص214 وما بعدها.

([63])   الصليب المقلوب: يعبر عن رفض أعضاء الجماعة لجميع الأديان السماوية والتقدير للأفكار النازية العدوانية.

انظر: عبدة الشيطان لممدوح الزوبي ص67-68 والشباب بين التطرف والانحراف، عباد الشيطان، يوسف ص152.

([64])   الجمجمة: تعبير قديم لأعضاء الجماعة عن الموت أو القتل، وفي العصر الحديث أصبح رمزاً لتعاطي المخدرات وخاصة الهيروين والكوكايين. انظر: المراجع السابق.

([65])   أفعىمحيطة بالكرة الأرضية كلها بشكل بيضاوي يلتقي الرأس بالذيل في عملية الالتفاف مما يعني كمال خطتهم لحكم الأرض والسيطرة عليها .. وهي شعار لقوة الشيطان، وهي مسروقة من الفراعنة، انظر: المراجع السابقة.

([66])   انظر عباد الشيطان يوسف البنعلي ص150-154 ، وانظر: الملاحق آخر الكتاب ص 1296 ملحق رقم (5) ورقم (6).

([67])   وادي لات: في منطقة شيخان بالعراق.

([68])   التقية عند الرافضة تعني التستر والكتمان على باطلهم، وهي من أشهر عقائدهم، ويروون فيها روايات تؤيد تمسكهم بها ومنها قولهم: «التقية ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له» وينسبونه لأبي جعفر الإمام الخامس عندهم. الكافي في الأصول للكليني باب التقية (2/219) وهي تعني الكذب المحض والنفاق البين كما هو معروف عن الرافضة.

انظر: الشيعة والسنة لإحسان إلهي ظهير ص127، بطلان عقائد الشيعة محمد عبدالستار التونسي ص77-78، ط. دار الاعتصام.

([69])   يلاحظ أنها مما يخالف الفطرة – والعياذ بالله – وتدل على القاذورات والنجاسات، وهذا شأن الشيطان في التعلق بمكان القذارة والنجاسة، أعاذنا الله منه.

([70])   وقد نصَّ على تواترها عنهم الكلاباذي في شرح التعرف لمذهب التصوف نقلها عنه أحمد تيمور في اليزيدية ومنشأ نحلتهم ص10-11.

وانظر في عقائدهم: ذيل الملل والنحل للشهرستاني (2/40)، إبليس للعقاد ص138-139، الموسوعة الميسرة، عبدة الشيطان تاريخهم ومعتقداتهم ممدوح الزوبي ص33، ص44-48، الشباب بين التطرف والانحراف د. إسماعيل إبراهيم ص25 ، اليزيدية ومنشأ نحلتهم أحمد تيمور ص10-11 ، عباد الشيطان يوسف البنعلي ص60 – 61، اليزيدون د. محمد التونجي، ص117 وما بعدها، دائرة معارف القرن العشرين (2/333-337).

([71])   انظر: عبدة الشيطان ممدوح الزوبي ص43-44، والشباب بين التطرف والانحراف د. إسماعيل إبراهيم ص24، الملل والنحل للشهرستاني (2/36، وما بعدها)، ومواقع عبدة الشيطان على شبكة الإنترنت، وهي أهم وسيلة لهم حيث وجد لهم على الشبكة سبعة وثلاثون ألفاً وأربع مائة وخمسة وتسعون موقعاً، انظر عبدة الشيطان ص59 .

([72])   عبدة الشيطان ممدوح الزوبي ص16-17 (بتصرف واختصار).

([73])   جريدة الشرق الأوسط في لقاء أجراه د. نجم عبدالكريم عندما زار منطقة كردستان، نقلاً من موقع الرسالة، ولم يذكر رقم عدد الجريدة ولا تاريخها.

([74])   المرجع السابق.

([75])   انظر: عباد الشيطان يوسف البنعلي ص77 .

([76])   انظر اليزيدية أحمد تيمورباشا ص50-52 .

([77])   انظر: ذيل الملل والنحل للشهرستاني (2/36) (2/39-40)، دائرة المعارف للبستاني (1/338).

إبليس عباس العقاد ص138، عبدة الشيطان ممدوح الزوبي ص 25-38 .

([78])   انظر: الموسوعة الميسرة ص450، وعباد الشيطان يوسف البنعلي ص136 – 139 .

([79])   انظر عبدة الشيطان ممدوح الزوبي ص20، ص85 .

* ومما يؤكد ذلك اعترافات بعض المتهمين من عبدة الشيطان في مصر حيث قا لوا بأن جذور اعتناق الشباب المصري لهذه الأفكار من خلال مجموعة من الإسرائيليين عبر منفذ طابا عن طريق استدراجهم بالجنس والمخدرات والخمور، نقلاً من موقع موسوعة الأديان.

([80])   عباد الشيطان يوسف البنعلي ص119-120، وقد نقلها من البرناج الوثائقي Dancing with the Devil ومعناه: الرقص مع الشيطان.

([81])   مجلة فرقونو على الإنترنت.

* من هنا أقول: لا يستبعد أن يكونوا قوة في مساعدة الأمريكان على المسلمين، كما ساعدوا الإنجليز في الحرب العالمية في العراق لطرد العثمانيين من العراق والجزيرة.

انظر: اليزيديون د. محمد التونجي ص5-6 .

وإني لأعجب – بعد ما سبق – من ميل بعض الباحثين إلى تأييدهم والدفاع عنهم والتماس الأعذار لهم مع اطلاعهم على جلّ عقائدهم الباطلة، ومن أمثال هؤلاء د. محمد التونجي حيث يقول في خاتمة كتابه اليزيدون، والرأي عندنا أن هذه الطائفة ذات تأثر إسلامي وعربي، فقد مرت بنا أسماء أبنائها الإسلامية [!!]، وذكرنا أن معابدهم مزدانة بآيات من الذكر الحكيم. أما تهاونهم في أداء الصوم والصلاة فلهم مثيل في بعض الفرق الإسلامية المتطرفة. لكننا لا ننفي دخول بعض الأوهام إليهم عن طريق الترسبات العتيقة الدخيلة والوافدة .. أما مسألة عبادة الشيطان فهم أولاً يعبدون الله الواحد خالق الأكوان،ويؤمنون بأنه إله الرحمة والغفران، .. لكنهم يقدرون الملائكة السبعة، ويعلمون أن الشيطان إله الشر [!!] .. الذي يعرف الخير ولا يفعله، ومثله مثل الحاكم الجائر الفاتك الذي يضطر الشعب الآمن إلى ممالأته ومراعاته اتقاء شروره، [!!] ولذلك هم مضطرون إلى مداهنة الشيطان خوفاً من شروره وآثامه ..»ا.هـ. ثم أخذ يسرد أدعية يقولونها يبين أن فيها تعلقاً بالله وبقدرته .. فلماذا إذن قاتل رسول الله × المشركين وهم يعترفون بأن الله هو الخالق الرازق الذي ينزل المطر ويحيي الموتى، وكان أحدهم يقول: أعبد إلهاً في السماء وستة في الأرض؟!! ومن هؤلاء الباحثين د. خلف الجراد في كتابه اليزيدية واليزيديون ط. الأولى دار الحوار اللاذقية فعند حديثه عن أعيادهم ذكر أن منها ما يسمى بعيد الجماعية أو عيد الحج، وفيه يحجون إلى قبر الشيخ عدي لمدة سبعة أيام، وفي هذه الأيام لا يسمح لهم بمعاشرة النساء فيعلق عليها بقوله: (وهو ما يذكرنا بنص الآية القرآنية التي تقول: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ الآية. } [البقرة: 197]. ا.هـ، ص182 .

ويعلق على أعياد رأس السنة عندما يجتمع اليزيدية على قبور الأولياء للتعبد والطواف مختلطين رجالاً ونساءً وهم يرقصون ويشربون الخمور ص182 بقوله:

«وهم في جميع هذه الطوافات يتعاطون المشروبات الروحية،ويذبحون الذبائح ويأكلون أفخر الطعام، ويتبادلون أنواع المغازلات البريئة» ا.هـ!!

ويقول – أيضاً – : «إن بعض الكتّاب يأتي بمجموعة من الأدلة والبراهين التي تثبت إسلام اليزيديين، ومن ذلك – مثلاً – أن أسماءهم في معظمها  إسلامية، مثل علي، حسن، خضر، عمر، درويش، وإن كان يلاحظ ندرة اسم محمد بينها» ا.هـ ص87 .

ويختم كتابه بقولـه: «هؤلاء هم اليزيديون، المشهود لهم بطيب المعشر، والتهذيب الرفيع، والسلوك القويم، وذلك انسجاماً مع مبادئهم الأولية القائمة على الأفكار الطيبة، والكلام، والكلام الطيب، والعمل الطيب» ا.هـ، ص183 .

ولا أعلم ما معنى التهذيب الرفيع، والسلوك القويم، والعمل الطيب؟! مع قوم يعبدون الشيطان .. ويشربون الخمر، ويأتون بألوان الفواحش والمنكرات .. قوم لا يعرفون صلاة ولا صوماً ولا زكاة!!

ولقد تناول يوسف البنعلي في كتابه عباد الشيطان الرد على د. خلف الجراد وعبدالرازق الحسيني في كتابه اليزيديون في حاضرهم ومستقبلهم، ولكن رده كان مجملاً .. من ص47-51 فحبذا أن تفرد الهمم في إبطال هذه العقيدة، ويتناولها العلماء وطلبة العلم الشرعي، فقد لاحظت أن أكثر من كتب عنهم ليسوا من ذوي الاختصاص بالعلم الشرعي، ولهذا وقعوا في مدحهم والتماس الأعذار لهم، وهذا من الجهل بالعقيدة الإسلامية ونواقضها.

([82])   من هم الموحدون الدروز تأليف جميل أبو ترابي ص16 .

([83])   انظر الملل والنحل للشهرستاني (1/192-193)، وانظر بيان مذهب الباطنية وبطلانه تأليف محمد بن الحسن الديلمي ص72.

([84])   من هم الموحدود الدروز، جميل أبو ترابي ص16 .

([85])   عبدالله الهرري الحبشي هو عبدالله بن محمد الشيبي العبدري نسبا الهرري موطناً نسبة إلى مدينة هرر بالحبشة التي ولد بها، ثم قدم بعد فتنة أحدثها هناك إلى لبنان عام 1950 وعمل على بث الأحقاد والضغائن ونشر عقيدة الجهمية في الصفات والإرجاء والجبر والتصوف والرفض .. إلى غير ذلك من العقائد الباطلة.

انظر: الموسوعة الميسرة (1/427-430) ط. الرابعة، وموقع التعريف بالأحباش، شبهات أهل الفتنة وأجوبة أهل السنة عبدالرحمن دمشقية، ص3 وما بعدها.

([86])   نقلاً من موقع التعريف بالأحباش.

([87])   انظر فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم: 19606 وتاريخ 24/4/1418هـ برئاسة سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز – رحمه الله – ، في الموسوعة الميسرة (1/431) ط. الرابعة.

([88])   شريط بعنوان «مجالس الهدى» لنبيل شريف وهو من الأحباش (الوجه الأول) نقلاً من موقع التعريف بالأحباش.

([89])   عبدالقاهر بن طاهر بن محمد بن عبدالله البغدادي التميمي، أبو منصور، ولد ونشأ في بغداد وتوفي في إسفرائيل سنة 42هـ، متكلم لـه تصانيف كثيرة منها: الفرق بين الفرق، الملل والنحل وأصول الدين وغيرها.

انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (5/136وما بعدها) والأعلام للزركلي (4/48).

([90])   الفرق بين الفرق ص114 .

([91])   الملل والنحل للشهرستاني (1/73)، وانظر رد شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (13/147)، ومنهاج السنة (8/5)، (1/157)، (1/309، وشرح قصيدة ابن القيم لأحمد بن عيسى (1/33-35) ط. المكتب الإسلامي، أقاويل الثقات لمرعي الكرمي ص140 وما بعدها.

([92])   «عبدالجبار أحمد بن عبدالجبار الهمذاني الأسد آبادي، أبو الحسين: قاض أصولي كان شيخ المعتزلة في عصره .. ولي باري مات فيها سنة 415هـ. له تصانيف كثيرة منها: تنزيه القرآن عن المطاعن، وشرح الأصول الخمسة، والمغني وغيرها».

الأعلام للزركلي (3/273)، وانظر تاريخ بغداد (11/112).

([93])   يقصد (المعتزلة).

([94])   المغني في أبواب التوحيد والعدل (4/139).

([95])   مدارج السالكين لابن القيم (2/402-403).

([96])   مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية المعطلة لابن القيم (1/9).

([97])   انظر المرجع السابق (1/36-37)، وانظر ما نقله الإمام أحمد عن الجهم بن صفوان إمام المعطلة في الرد على الجهمية والزنادقة ص101 – 105.

([98])   الأصول الخمسة للقاضي عبدالجبار ص528، وانظر مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري ص153، ص191 .

([99])   الإرشاد للجويني ص108، وانظر ص109 وما بعدها، الإنصاف للباقلاني ص58، شرح الفقه الأكبر بشرح ملا علي القاري ص15 .

([100])   انظر: الرد على الجهمية للدارمي ص102، السنة لعبدالله بن الإمام أحمد ص43، الشريعة للآجري ص87، شرح أصول الاعتقاد للالكائي (2/324)، الفصل في الملل والنحل (3/11)، كتاب التوحيد لابن خزيمة (1/329) التحقيق.

([101])   عمرو بن دينار المكي أبو محمد الأثرم الجمحي مولاهم أحد الأعلام، كان مفتي أهل مكة، ولد بصنعاء عام 46هـ وهو فارسي الأصل قال عنه ابن عيينة: ثقة ثقة وحديث أسمعه من عمرو أحب إلي من عشرين حديثاً من غيره» ا.هـ.

وقال الزهري: «ما رأيت شيخاً أنص للحديث الجيد من هذا الشيخ» ا.هـ.

وقال النسائي: «ثقة ثبت»  ا.هـ.

توفي بمكة عام 126هـ انظر: تهذيب التهذيب لابن حجر (8/26-27) الأعلام للزركلي (5/77).

([102])   رواه البخاري في كتاب خلق أفعال العباد ص7، والبيهقي في الأسماء و الصفات (1/381)، ورواه الدارمي في الرد على المريسي ص116-117 وزاد «الله الخالق وما سواه مخلوق والقرآن كلام الله منه خرج وإليه يعود».

ورواه الذهبي في العلو بلفظ الدارمي (مختصر العلو ص164) وقال: «وقد تواتر هذا عن ابن عيينة»ا.هـ.

ومشايخ سفيان بن عيينة هم عدد من الصحابة من أمثال ابن عباس وابن عمر وجابر بن عبدالله وعبدالله بن الزبير – رضي الله عنهم – وأكابر التابعين كعمرو بن دينار –  رحمهم الله –  انظر شعب الإيمان للبيهقي (1/458-459).

([103])   هو شيخ الإسلام الحافظ الكبير إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي بن أحمد بن طاهر التيمي الطلحي الأصبهاني، يكنى أبا القاسم، ويلقب بشيخ الإسلام ولد سنة 457هـ بأصبهان من بلاد خراسان، وتوفي بهمذان سنة 526هـ، وله مؤلفات كثيرة في التفسير والحديث والعقائد ومن أبرزها: كتاب الحجة في بيان المحجة، والمعتمد في التفسير والأمالي في الحديث .. وغيرها. انظر: شذرات الذهب (4/105-106)، البداية والنهاية لابن كثير (12/217)، مقدمة كتابه الحجة في بيان المحجة (1/13 وما بعدها).