الإخلاص حصن عظيم من الشيطان الرجيم، فأهله لا يصل إليهم ولا يظفر منهم بشيء، قال تعالى:

(قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)

قال الله تعالى (إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ )

قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ ﴿٢٠٢

             وقال تعالى: (فبعزتك لأغوينهم أجمعين (82)إلاعبادك منهم المخلصين )

والإخلاص في اللغة لـه معانٍ عدة، وهو من خلص الشيء يخلص خلوصاً، أي صار خالصاً.

وخلَص بالفتح بمعنى نجا وسلم، يقال: خلصت، وأخلص الشيء بمعنى اختار، وخلصت إلى فلان وصلته وبلغته والمخلصون الموحدون.

والمخلصون الذين أخلصهم الله عز وجل واختارهم فوحدوه، ولم يشركوا به شيئاً.

وخَلَصَ، أي نصح، يأتي بمعنى النجاة والسلامة، خلّصه تَخَلُّصاً، أي نجاه، وبمعنى الوصول، وبمعنى التميز، والخالص من الألوان: ما صفا ونصع.

فالإخلاص إذن تدور معانيه على الصفاء، والنقاء، والتميز عن الأخلاط والشوائب ([1]) .

ومن هذه المعاني يظهر المعنى الشرعي، وأذكر جملة من أقوال العلماء في تعريفه.

قال ابن القيم – رحمه الله – في تعريف الإخلاص هو «إفراد المعبود عن غيره»([2]) ، وقال أيضاً: هو «توحيد مطلوبه» ([3]) .

هو «الإخلاص تصفية العمل من كلِّ شوب» ([4]) ، وقيل: «تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين» ([5]) .

وقال العز بن عبدالسلام ([6]) – رحمه الله – :

«الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده، لا يريد
بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً ولا جلب نفع ديني، ولا دفع ضرر دنيوي»
([7]) .

وقيل: «الإخلاص استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن، والرياء أن يكون ظاهره خيراً من باطنه، والصدق في الإخلاص أن يكون باطنه أعمر من ظاهره» ([8]) .

وأُثر عن معاذ بن جبل قولـه عندما سئل عن الإخلاص، قال: «فطرة الله التي فطر الناس عليها» ([9]) .

وقال شارح الطحاوية: «والإخلاص خلوص القلب من تأليه ما سوى الله تعالى وإرادته ومحبته فخلص لله فلم يتمكن منه الشيطان» أ. هـ ([10]) .

والإخلاص من الأعمال القلبية التي هي من أصول الإيمان وقواعد الدين وهي «واجبة على جميع الخلق... باتفاق أئمة الدين» ([11]) .

وهو بمنزلة الروح للجسد الذي إذا فارقها، فارقت الحياة ([12]) .

والإخلاص هو حقيقة الدين، ومضمون دعوة الرسل، قال تعالى:
.

والمعنى «اعملوا لربكم مخلصين لـه الدين والطاعة لا تخلطوا ذلك بشرك ولا تجعلوا في شيء مما تعملون لـه شريكاً...» ([13]) . وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴿٥﴾

ومعنى (حنفاء) «أي مائلين عن الأديان كلها إلى دين الإسلام»([14]) ، وأخذ بعض العلماء هذه الآية وجوب النية في العبادات([15]).

وقال تعالى: (الأوَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴿١٢٥

قال ابن القيم – رحمه الله – : «فإسلام الوجه: إخلاص القصد والعمل لله والإحسان فيه، متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته» أ. هـ ([16]) .

وهما شرطا قبول الاعمالقال تعالى:(. إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : «الناس لهم في هذه الآية ثلاثة أقوال: طرفان ووسط، فالخوارج والمعتزلة يقولون: لا يقبل الله إلا ممن اتقى الكبائر، وعندهم صاحب الكبيرة لا يقبل منه حسنة بحال... والمرجئة يقولون: من اتقى الشرك... والسلف والأئمة يقولون: لا
يتقبل إلا من اتقاه في ذلك العمل ففعله كما أمر به خالصاً لوجه الله تعالى» أ. هـ
([17]) .

والإخلاص سبب لصلاح القلب، وإخراج دغله وغله، وتنقيته فلا يبقى فيه غل ولا يحمل الغل ([18]) .

كما في حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم) ([19]) ، وهو سبب الخير ورفعة الدرجات عند الله.

كما في حديث سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – وفيه (... إنك لن تخلَّف فتعمل عملاً تبتغي به وجه الله تعالى إلا ازددت به خيراً، ودرجة، ورفعة) ([20]) .

وهو سبب لطرد الشيطان والوقاية منه، قال تعالى: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٨٣

 

 وقد قرئت بكسر اللام (المخلصين)وهم الذين اخلصوا لله في العبادة وأتوا بالتوحيد خالصاً، فسلمت عباداتهم من الرياء والسمعة، وكل ما يضاد الإخلاص.

وقرئت بالفتح  (المخلصين) وهم الذين استخلصهم الله، فهداهم واصطفاهم فحققوا كمال ولايته ([21]) .

وفي وصفهم يقول الحسن – رحمه الله – : «يؤتون الإخلاص ويخافون ألا يقبل منهم» ([22]) .

والإخلاص سبب لعظم الجزاء، ومضاعفة الأجر مع قلة العمل، ومن أمثلة هذا، حديث الرجل الذي أماط الأذى عن الطريق فكان سبباً لمغفرة ذنوبه ودخوله الجنة.

كما في الصحيح عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك فأخذه فشكر الله لـه فغفر لـه) ([23]) .

يقول شيخ الإسلام – معلقاً على هذا الحديث – :

«... هذا الذي نحى غصن الشوك عن الطريق، فعله إذ ذاك بإيمان خالص، وإخلاص قائم بقلبه فغفر لـه بذلك، فإن الإيمان يتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص» ([24]) .

والإخلاص مانع من الوقوع في السوء والفحشاء ([25]) ، قال
تعالى
(كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴿٢٤

ولا يقبل من الأعمال إلا ما توفر فيه الإخلاص، وهي التي يتحقق بها المحو والتكفير عن السيئات ([26]) .

والإخلاص يحتاج العبد لتحقيقه مج

 

اهدة ومحاسبة مستمرة للنفس، لأنه من أشق الأمور على النفوس وأعزها، لذا حرص العلماء الأفذاذ على مجاهدة النفس في تحصيله ودفع ما يعارضه، وقد أثر عن
سفيان الثوري قولـه: «ما عالجت شيئاً عليّ أشد من نيتي، إنها تتقلب علي»
([27]) .

قال تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ﴿١٥﴾

([28]) ، والآية عامة في كل من كانت لـه نية غير خالصة لله تعالى سواء كان معه أصل الإيمان أم لا ([29]) .

وفي الحديث عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ فقال: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) ([30]) .

ومن علامات المخلص أنه لا يبالي بمدح الخلق ولا ذمهم فالأمر سواء، وهمه منصرف على إصلاح قلبه مع الله.

ومنها إخفاء العمل، فلا يحب المخلص أن يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله، وقد أثر عن الشافعي – رحمه الله – قولـه: «وددت أن الخلق تعلموا هذا العلم على ألا ينسب إليَّ منه حرف» أ. هـ ([31]) .

ومنها أن عملهم لله، وهدفهم رضاه، فغاية أعمالهم وأقوالهم نشر الدين ورفعته وسموه دون نظر إلى حظوظ أنفسهم، فمثلاً عند المحاورة همهم ظهور الحق لا غلبة الخصم.

ومن أقوال الشافعي – رحمه الله – في هذا الشأن: «ما ناظرت أحداً قط على الغلبة، وددت إذا ناظرت أحداً أن يظهر الحق على
يديه»أ. هـ
([32]).

ومنها: اتهام أنفسهم في الإخلاص، فلا يرون في إخلاصهم إخلاصاً، ولهذا لا يطلبون عليه العوض، بل يرون عظم المنة والتقصير عن الشكر، فجمعوا إحساناً في مخافة مع سوء ظن بالنفس، وهذه مرتبة الـمُخلَّص ([33]) .

قال تعالى:( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴿٦٠

روى الترمذي عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴿٦٠﴾

 قالت عائشة أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون، قال: (لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات) ([34]) .

ومما ينافي الإخلاص الرياء وهو مصدر راءى يرائي مراءاة، ورياء، وهو أن يري الناس أنه يعمل عملاً على صفة، وهو يضمر في قلبه صفة أخرى ([35]) .

وهو الشهوة الخفية، وهي محبة إطلاع الناس على العمل ([36]) .

وقال القرطبي – رحمه الله – : «حقيقة الرياء طلب ما في الدنيا بالعبادة، وأصله طلب المنزلة في قلوب الناس» أ. هـ ([37]) .

وعرفه ابن حجر بأنه: «إظهار الخير لقصد الشهرة مع إبطان
غيره»
([38]) .

وعرفه الصنعاني – رحمه الله – بقولـه: «الرياء أن يفعل الطاعة، ويترك المعصية، مع ملاحظة غير الله، أو يخبر بها، أو يحب أن يطلع عليها لمقصد دنيوي، من مال أو نحوه» ([39]) .

وجميع هذه التعاريف مترادفة يجمعها ميل القلب لغير الله في التوجه بالعبادة، والرياء يكون بالعلم وبالعبادة وبالصدقة وغيرهما.

كما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمته فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال هو جريء فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمته فعرفها، قال: فما فعلت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت ليقال عالم، وقرأت ليقال هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسَّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كلَّه فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما علمت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار) ([40]) .

وفي الحديث بيان تحريم الرياء والتغليظ في تحريمه وشدة عقوبته، فهؤلاء الثلاثة بذلوا دماءهم وأموالهم وأعمارهم في عبادات، لم تنفعهم مع شدتها على النفس، ولكنهم لم يطلبوا بها وجه الله، وإنما أرادوا المدح والشهرة فصارت عذاباً لهم والعياذ بالله ([41]) .

ولهذا اشتد خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من الرياء، ففي حديث أبي سعيد الخدري قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر الدجال، فقال: (ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟) فقلنا: بلى يا رسول الله، قال: (الشرك الخفي، أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته، لما يرى من نظر رجل) ([42]) .

وينبغي على العبد أن يستمر في العمل ويزيد فيه كلما أحس بخاطر الرياء ولا يلتفت إلى وساوس الشيطان ومكايده، لأن إبليس إن خفر منه بالجدال والوقوف سيستمر معه إلى ما هو أشد من ذلك، وهو إيقاعه في مراءاة الناس ومراقبتهم، لذلك على العبد أن يحدث عملاً صالحاً كلما وسوس لـه إبليس بالرياء ويضاعف العمل.

ويعلم أن مدح الناس وثناءهم لا يفيده شيئاً، كذلك مذمتهم فيراقب الله تعالى وحده بالعمل، ويجعل نصب عينيه لحظة الوقوف أمام الله، وأن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً صواباً ([43]) .

ومن الرياء السمعة، وهو العمل لأجل سماع الناس، فالرياء يتعلق بحاسة البصر، والسمعة بحاسة السمع، وقيل: السمعة هو التحديث بالطاعات التي لم يرها الناس، والرياء فعلها أمامهم ([44]) .

وهناك فرق آخر وهو أن التسميع يكون بعد الفراغ من العمل، بخلاف الرياء الذي يكون مقارناً للعمل ([45]) .

والرياء ينقسم باعتبار إبطال العبادة إلى قسمين:

الأول: أن يكون الدافع للعبادة، والمحرض عليها، فيكون في أصلها، فهذا لا ينفع صاحبه، بل عمله مردود عليه(*)([46])، وفي الحديث (أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه).

الثاني: يكون الدافع للعبادة، بل طارئاً عليها مع قيامها في الأصل على الإخلاص فهنا له حالتان.

الأولى: أن يجاهده ويدافعه فهذا لا يضره.

الثانية: أن يسترسل معه ويغلب عليه فهنا يكون لدفعه حالتان أيضاً:

الأولى: أن تكون العبادة متصلة بآخرها، أي بمعنى أن يكون أولها مبنياً على آخرها كالصلاة مثلاً. فهنا تبطل العبادة لغلبة الرياء عليها.

الثانية أن تكون منفصلة، أي أن أولها منفصل عن آخرها كالصدقة مثلاً ، وصيام أيام متعددة.

فهنا يكون الأول صحيحاً مقبولاً، والآخر الذي خالطه الرياء مردوداً ([47]) .

ومن مكايد الشيطان للعبد في شأن الرياء، إنه يخوفه من الرياء حتى يترك العمل مخافة الوقوع في الرياء، وهذا من مكايده الخفية، لذا يقول إبراهيم النخعي – رحمه الله – «إذا أتاك الشيطان وأنت في صلاة، فقال: إنك مراءٍ فزدها طولاً» أ. هـ ([48]) .

وقال الفضيل بن عياض – رحمه الله – : «ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل لأجل الناس شرك» ([49]) .

قال النووي – رحمه الله – معلقاً على قول الفضيل: «ومعنى كلامه – رحمه الله – أن من عزم على عبادة وتركها مخافة أن يراه الناس فهو مراء، لأنه ترك العمل لأجل الناس، أما لو تركها ليصليها في الخلوة فهذا مستحب إلا أن تكون فريضة أو زكاة واجبة أو يكون عالماً يقتدى به فالجهر بالعبادة في ذلك أفضل...» ([50]) .

وقال شيخ الإسلام – رحمه الله – :

«ومن كان لـه ورد مشروع من صلاة الضحى أو قيام ليل أو غير ذلك، فإنه  يصليه حيث كان، ولا ينبغي لـه أن يدع ورده المشروع لأجل كونه بين الناس إذا علم الله من قلبه أنه يفعله سراً لله مع اجتهاده في سلامته من الرياء ومفسدات الإخلاص...».

إلى أن قال: «ومن نهي عن أمر مشروع بمجرد زعمه أن ذلك رياء فنهيه مردود عليه من وجوه:

أحدها: أن الأعمال المشروعة لا ينهى عنها خوفاً من الرياء بل يؤمر بها، وبالإخلاص فيها.

الثانية: أن الإنكار إنما يقع على ما أنكرته الشريعة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إني لم أؤمر أن أنقب قلوب الناس ولا أشق بطونهم) ([51]) .

الثالثة: إن تسويغ مثل هذا يفضي إلى أن أهل الشرك والفساد ينكرون على أهل الخير والدين إذا رأوا من يظهر أمراً مشروعاً قالوا: هذا مراءٍ، فيترك أهل الصدق إظهار الأمور المشروعة حذراً من لمزهم فيتعطل الخير.

الرابعة: إن هذا من شعائر المنافقين، وهو الطعن على من يظهر الأعمال المشروعة، قال الله تعالى:(. الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٩

ويقول المقدسي – رحمه الله – : «قد يبيت الرجل مع المتهجدين، فيصلون أكثر الليل، وعادته قيام ساعة، فيوافقهم، أو يصومون فيصوم، ولولاهم ما انبعث هذا النشاط، فربما ظن ظان أن هذا رياء، وليس كذلك على الإطلاق، بل فيه تفصيل، وهو أن كل مؤمن يرغب في عبادة الله تعالى، ولكن تعوقه العوائق، وتستهويه الغفلة، فربما كانت مشاهدة الغير سبباً لزوال الغفلة واندفاع العوائق... وقد يعسر عليه الصوم في منزله لكثرة المطاعم، بخلاف غيره، ففي مثل هذه الأحوال ينتدب الشيطان للصد عن الطاعة، ويقول: إذا عملت غير عادتك كنت مرائياً، فلا ينبغي أن يلتفت إليه، وإنما ينبغي أن ينظر إلى قصده الباطن، ولا يلتفت إلى وسواس الشيطان، ويختبر أمره بأن يمثل القوم في مكان يراهم ولا يرونه، فإن رأى نفسه تسخو بالتعبد فهو لله، وإن لم تسخ كان سخاؤها عندهم رياء وقس على هذا» أ. هـ ([52]) .

وما ذكره المقدسي – رحمه الله – هنا يصلح أن تكون قاعدة يجعلها الإنسان بينه وبين نفسه، فيختبر قلبه في كل عمل يقدم عليه ما الدافع إليه؟

ومتى لم يكن وجود العبادة كعدمها في كل ما يتعلق بالخلق لم يكن خالياً عن شوب خفي من الرياء ([53]) .

وينبغي للإنسان ألا ييأس من حصول الإخلاص بل يجاهد آفات الرياء ودوافعه حتى يستقيم لـه قلبه، وتصفو لـه نيته، وهذا كان شأن السلف في مجاهدة القلب لحصول الإخلاص.

يقول سفيان الثوري – رحمه الله – مع غزارة علمه وجلالته، ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نيتي إنها تتقلب عليَّ.

ومما ينافي الإخلاص، العجب وهو «عبارة عن تصور استحقاق الشخص رتبة لا يكون مستحقاً لها، وتغير النفس بما خفي سببه وخرج عن العادة مثله» ([54]) .

وهو قرين الرياء، وفرق بينهما  شيخ الإسلام ابن تيمية، فقال: «الرياء من باب الإشراك بالخلق والعجب من باب الإشراك بالنفس»([55]).

ولكسر العجب على المرء أن ينظر لأربعة أمور:

الأول: توفيق الله تعالى لـه على القيام بهذا العمل، وهذا يدعوه إلى الشكر.

الثاني: أن يقارن ذلك بنعم الله تعالى عليه، مما يجعله مشتغلاً بها محتقراً لعمله.

الثالث: أن يخشى عدم القبول لهذا العمل، فيزداد خوفه ووجله وبالتالي لن يرى هذا العمل، والله تعالى إنما يتقبل من المتقين، قال تعالى: (:(. إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)

الرابع: أن يتذكر ذنوبه ومعاصيه، فيخشى أن يؤخذ بها، أو ترجح بكف الحسنات.

وإذا وقف على هذه الوقفات الأربع زال العجب من القلب بتوفيق الله ([56]) .

ومما ينافي الإخلاص حب الجاه والشهوة، والجاه يعني طلب المنزلة والقدر ([57]) ، وهو الداء الدفين، والشهرة الخفية التي «يعجز عن الوقوف على غوائلها كبار العلماء فضلاً عن عامة العباد، وإنما يبتلى بها العلماء والعباد المشمرون عن ساق الجد لسلوك سبيل الآخرة، فإنهم لما قهروا نفوسهم وفطموها عن الشهوات... فاستراحت إلى التظاهر بالعلم والعمل، ووجدت مخلصاً من شدة المجاهدة في لذة القبول عند الخلق، ونظرهم إليه بعين الوقار والتعظيم» ([58]) .

والشهرة تعني ظهور الشيء ووضوحه، وانتشاره بين الناس، وهي من شهرت الأمر فاشْتَهر واشْتَهرْتُه.. وشهَّرته ([59]) أيضاً تشهيراً وشهيراً وشهر سيفه من باب قطع أي سلَّه ومعناها الانتشار،وقد كان الصحابة والسلف يذمونها ويفرون منها.

عن عامر بن سعد قال: كان سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – في إبله فجاءه ابنه عمر، فلما رآه سعد قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب، فنزل فقال لـه: أنزلت في إبلك وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم؟ فضرب سعد في صدره، فقال: اسكت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي).

فأما إذا جاءت الشهرة والمدح من غير طلبها ولا حرصاً عليها فلا يذم عليها ([60]) ، كما في حديث مسلم عن أبي ذر قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت الرجل يعمل من الخير ويحمده الناس عليه، قال: (تلك عاجل بشرى المؤمن) ([61]) .

قال النووي – رحمه الله – : «قال العلماء معناه هذه البشرى المعجلة لـه بالخير، وهي دليل على رضاء الله تعالى عنه ومحبته لـه فيحببه إلى الخلق... هذا كله إذا حمده الناس من غير تعرض منه لحمدهم وإلا فالتعرض مذموم»أ. هـ ([62]) .

قال ابن قدامة المقدسي – رحمه الله – : «أن يكون قصده إخفاء الطاعة والإخلاص لله، ولكن لما اطلع عليه الخلق علم أن الله تعالى أطلعهم وأظهر لهم الجميل من أحواله، فيسر بحسن صنع الله ونظره لـه ولطفه به، حيث كان يستر الطاعة والمعصية، فأظهر الله سبحانه عليه الطاعة، وستر عليه المعصية... فيكون فرحه بذلك، لا يحمد الناس وقيام المنزلة في قلوبهم» ([63]) .

وللمؤمن الصادق المخلص نوعان من البشائر:

الأولى: المدح والثناء من المؤمنين، وهناك بشرى ثانية وهي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى لـه ([64]) ، كما في الصحيح عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله  يقول: (لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قال: الرؤيا الصالحة)([65]).


 

 

 



([1])   انظر: لسان العرب، لابن منظور (7/26)، (2/615)، القاموس المحيط (1/796)، مختار الصحاح (1/77)، العين (4/186)، المغرب (1/265)، الفائق في غريب الحديث (2/192)، النهاية، لابن الأثير (2/61-62).

([2])   مدارج السالكين (1/110).

([3])   المرجع السابق، الجزء والصفحة نفسها.

([4])   تهذيب مدارج السالكين (1/516).

([5])   الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (2/146).

([6])   عبدالعزيز بن عبدالسلام بن أبي القاسم بن الحسن السلمي الدمشقي، يلقب بسلطان العلماء، ولد ونشأ في دمشق سنة 577هـ، لـه مواقف مشهورة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي نصح الولاة، كان إماماً مجتهداً، يعد من علماء الشافعية، تولى القضاء والخطابة في زمن الصالح نجم الدين أيوب، توفي سنة 660هـ، لـه مؤلفات كثيرة منها: التفسير الكبير، قواعد الأحكام، بداية السول وغيرها، انظر: طبقات السبكي (5/80)، الأعلام (4/21.

([7])   قواعد الأحكام (1/146)، ط. عام 1388هـ/ 1968م، مكتبة الكليات الأزهرية، للعز بن عبدالسلام.

([8])   تهذيب مدارج السالكين (1/515).

([9])   رواه ابن جرير في التفسير (21/4).

([10])   شرح الطحاوية، ص 498، ط. المكتب الإسلامي.

([11])   مجموع الفتاوى، لابن تيمية (10/5).

([12])   بدائع الفوائد (3/224)، وانظر: مجموع الفتاوى (11/381).

([13])   جامع البيان، لابن جرير (8/156).

([14])   الجامع لأحكام القرآن (20/144).

([15])   المرجع السابق، نفس الجزء والصفحة.

([16])   تهذيب مدارج السالكين (1/513).

([17])   منهاج السنة، لابن تيمية (6/216)، وانظر: المنار المنيف، ص 31.

([18])   انظر: مجموع الفتاوى (1/18)، (16/58)، (35/7)، تهذيب مدارج السالكين (1/514)، التمهيد، لابن عبدالبر (21/277).

([19])   رواه أبو داود في كتاب «العلم»، باب (فضل نشر العلم)، رقم: 3660، (2/346)، والترمذي عن ابن مسعود في كتاب «العلم»، باب (ما جاء في الحث على تبليغ العلم)، رقم: 2660، (7/307) واللفظ لـه.

وابن ماجه في المقدمة، باب (من بلَّغ علماً)، رقم: 230، (1/84)، وفي صحيح ابن حبان، رقم: 680، (2/454-455).

وفي المستدرك، رقم: 294، (1/162)، وقال: «هذا صحيح على شرط الشيخين»أ. هـ،

قال ابن عبدالبر في التمهيد: «هذا حديث ثابت»، (21/275).

([20])   رواه البخاري في كتاب «فضائل الصحابة»، باب (قول النبي × اللهم أمض لأصحابي هجرتهم)، رقم: 3721، (3/1431)، ومسلم في كتاب «الوصية»، رقم: 1627، (3/1249-1250).

([21])   انظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (10/28)، (15/76)، معالم التنزيل، للبغوي(3/50-51)، تفسير الرازي (26/162)، تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (4/162).

([22])   ذكره القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (12/132).

([23])   رواه البخاري في كتاب «المظالم»، باب: (من أخذ الغصن وما يؤذي الناس في الطريق فرمى به)، رقم: 2340، (2/874)، ومسلم في كتاب «الجهاد»، رقم: 1914، (3/1521) بأطول منه.

([24])   منهاج السنة، لابن تيمية (6/221).

([25])   انظر: مجموع الفتاوى، لابن تيمية (8/222)، تهذيب مدارج السالكين (1/516)، شرح الطحاوية، لابن أبي العز، ص 498-499، ط. المكتب الإسلامي.

([26])   انظر: منهاج السنة، لابن تيمية (6/218)، وفتح الباري، لابن حجر (1/261).

([27])   المجموع، للنووي (1/29).

([28])   سورة هود، الآية: 15.

([29])   انظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (9/15).

([30])   رواه البخاري في كتاب «الجهاد»، باب: (من قاتل للمغنم هل ينقص أجره؟)، رقم: 2958، (3/1137)، ومسلم في كتاب «الجهاد»، رقم: 1904، (3/1512).

([31])   مقاصد المكلفين، د/ عمر الأشقر، ص 473، وانظر: رسالة الإخلاص، د/ عبدالعزيز بن عبداللطيف.

([32])   المرجع السابق، الصفحة نفسها.

([33])   انظر: تهذيب مدارج السالكين (1/516-519).

([34])   رواه الترمذي، كتاب «التفسر»، باب: (سورة المؤمنون)، رقم: 3175، (5/327)، وابن ماجه في كتاب «   »، باب: (التوفي على العمل)، رقم: 4198، (2/1404)، والإمام أحمد في المسند (6/159)، (6/205)، والحاكم في المستدرك، رقم: 3486، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»أ. هـ.

([35])   انظر: لسان العرب، لابن منظور (14/296)، الفائق في غريب الحديث (4/11).

([36])   انظر: لسان العرب (14/445)، غريب الحديث، لابن سلام (4/170)، غريب الحديث، لابن الجوزي (1/570)، بصائر ذوي التمييز (3/116).

([37])   الجامع لأحكام القرآن (20/212).

([38])   فتح الباري، لابن حجر (1/126).

([39])   سبل السلام، للصنعاني (4/184).

([40])   رواه مسلم في كتاب «الجهاد»، رقم: 1905، (3/1513)، والنسائي في كتاب «الجهاد»، باب: (من قاتل ليقال فلان جريء)، رقم: 3137، (6/23-24).

([41])   انظر: شرح مسلم للنووي (13/51).

([42])   رواه ابن ماجه في كتاب: الزهد، باب: الرياء والسمعة رقم: 4204 (2/1406)، والإمام أحمد في مسنده رقم: 11270 (3/30) بنحوه، مؤسسة قرطبة والحاكم في المستدرك رقم: 7936 (4/365) مختصراً وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ا.هـ، ووافقه الذهبي.

([43])   انظر: إحياء علوم الدين، 1896، وقاية الإنسان من الجان، ص 226-227.

([44])   انظر: فتح الباري، لابن حجر (11/336)، قواعد الأحكام، للعز بن عبدالسلام (1/147)، شرح الأربعين، للنووي، ص 11، ط. الثالثة 1393هـ/ 1973م.

([45])   انظر: قواعد الأحكام (1/146)، مقاصد المكلفين، د/ عمر الأشقر، ص 437.

(*)   ولا يدخل في ذلك مسألة التشريك في العبادة، حيث فصل العلماء فيها ، فإن كان التشريك بعبادة أخرى كمن يصوم ليحصن فرجه ويغض طرفه، أو يصلى لأجل ترك الخوض بالباطل، فهذا لا خلاف في صحة عبادته، وفعله ذلك لا يؤثر على الإخلاص ولا يعد رياءً، وإن كان العمل الخالص لله تعالى الذي لا يشركه فيه شيء أفضل وأعلى.

أما إن كان التشريك بأمر مباح كمن يجاهد في سبيل الله ويريد الغنيمة تبعاً، أو يدخل في الصلاة ليترك خطاب من لا يريده، أو يصوم ليخفف من الطعام، فهذا محل خلاف بين العلماء منهم من أجازه، ومنهم من منعه.

قال ابن دقيق العيد – رحمه الله – تعليقاً على الحديث الذي رواه مسلم عن الزهري، قال: بلغني عن ابن عمر قال: (نفل رسول الله × سرية بعثها قبل نجد من إبل جاءوا بها نفلاً سوى نصيبهم من المغنم) -

«وللحديث تعلق بمسائل الإخلاص في الأعمال، وهو موضع دقيق المأخذ ووجه تعلقه به أن التنفيل يقع للترغيب في زيادة العمل والمخاطرة في الجهاد، ولكن لم يضرهم ذلك قطعاً لكونه صدر لهم من النبي ×، فيدل على أن بعض المقاصد الخارجة عن محض التعبد لا تقدح في الإخلاص، لكن ضبط قانونها وتمييزها مما تضر مداخلته مشكل جداً»أ. هـ، نقله ابن حجر في الفتح (6/296)، وانظر: فتح الباري (9/112)، سبل السلام، للصنعاني (3/110).

قال الشيخ عبدالله بن سليمان بن محمد بن عبدالوهاب في شرح كتاب التوحيد بعد ذكر الخلاف في هذه المسألة «هذا يدل على الفرق بين ما كانت نية الدنيا مخالطة لـه من أول مرة بحيث تكون هي الباعث لـه على العمل أو من جملة ما يبعث عليه كالذي يلتمس الأجر والذكر فهذا الأجر لـه. وبين ما كانت النية خالصة لله من أول مرة ثم عرض له أمر من الدنيا لا يبالي به سواء حصل له أو لم يحصل كالذي أجمع على الغزو سواء أعطى أو لم يعط فهذا لا يضره ونحوه التجارة في الحج كما قال  تعالى: (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم) ..» ا.هـ، ص469.

جامع البيان لابن جرير (12/12) (12/11)، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (9/14).

([47])   انظر: فتح الباري، لابن حجر (1/18)، وحاشية الطحاوي على مراقي الفلاح، ص 145، لأحمد بن إسماعيل الطحاوي الحنفي، ط. الثالثة، 1318هـ، مصر مكتبة البابي الحلبي، شرح كتاب التوحيد للشيخ عبدالله بن سليمان، ص468-470، القول المفيد لشرح كتاب التوحيد، لابن عثيمين (1/114-116).

([48])   مختصر منهاج القاصدين، لابن قدامة، ص 250، نشر دار الكتاب العربي.

([49])   مجموع الفتاوى، لابن تيمية (23/174).

([50])   شرح الأربعين، للنووي، ص 11.

([51])   رواه البخاري في كتاب «المغازي»، باب: (بعث علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – وخالد بن الوليد – رضي الله عنه – إلى اليمن قبل حجة الوداع)، رقم: 4094، (4/1581)، ومسلم في كتاب «الزكاة»، رقم: 1064، (2/742).

([52])   مختصر منهاج القاصدين، ص 250، نشر: دار الكتاب العربي.

([53])   انظر: القول المفيد، لابن عثيمين (1/116).

([54])   التعريفات، للجرجاني، ص 190، وانظر: التوقيف على مهمات التعاريف، ص 503.

([55])   مجموع الفتاوى، لابن تيمية (10/277).

([56])   انظر: تنبيه الغافلين، أبو الليث السمر قندي، ص 252، ط. دار الفكر.

([57])   انظر: لسان العرب (13/487)، القاموس المحيط، ص 1607)، مختار الصحاح (1/1736).

([58])   مختصر منهاج القاصدين، ص 233، نشر: دار الكتاب العربي.

([59])   مختار الصحاح (1/147)، المصباح المنير (1/325)، غريب ألفاظ التنبيه (1/44)، غريب الحديث للحربي (2/846)، النهاية في غريب الحديث (2/515)، الفائق في غريب الحديث (2/270).

([60])   انظر: مختصر منهاج القاصدين، ص 235، مجموع الفتاوى (18/162).

([61])   رواه مسلم في كتاب «البر والصلة والآداب»، رقم: 2642، (4/2034).

([62])   شرح مسلم، للنووي (16/189)، وقد بوب – رحمه الله – على الباب بقوله: «باب إذا أثني على الصالح فهي بشرى ولا تضره».

([63])   مختصر منهاج القاصدين، ص 245.

([64])   انظر: مجموع الفتاوى (10/8).

([65])   رواه البخاري في كتاب: «  »، باب: (المبشرات)، رقم: 6589، ومسلم في كتاب «الصلاة»، رقم: 479، (1/348).