ومن وسائل التحصين من الشيطان الرجيم ملازمة الذكر، وهو من خير الأعمال وأزكاها كما في الحديث:

( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذكر الله) ([1]) .

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة، فمرَّ على جبل يقال لـه: جمدان، فقال: (سيروا، هذا جمدان، سبق المفرِّدون، قيل: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات) ([2]) .

وفي حديث الحارث الأشعري – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (... وآمركم بذكر الله كثيراً، ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعاً في أثره حتى أتى حصناً حصيناً أحرز نفسه منه، وكذلك العبد لا ينجو من الشيطان إلا بذكر الله) ([3]) .

وفي الأثر عن ابن عباس – رضي الله عنه – قال: (الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وَسْوَسَ، فإذا ذكر الله تعالى خنس)([4]).

«فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة، لكان حقيقا بالعبد ألا يفتر لسانه عن ذكر الله تعالى، وألا يزال لهجاً بذكره، فإنه لا يحرز نفسه من عدوه إلا بالذكر، ولا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة، فهو يرصده، فإذا غفل وثب عليه وافترسه، وإذا ذكر الله تعالى انخنس وتصاغر وانقمع» أ. هـ ([5]) .

ولهذا يحاول الشيطان أن يصده عن الذكر ويشغله، كما في الحديث عن عبدالله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خصلتان أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة، هما يسير، ومن يعمل بهما قليل يسبح في دبر كل صلاة عشراً ويحمد عشراً ويكبر عشراً، فذلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان، ويكبر أربعاً وثلاثين إذا أخذ مضجعه ويحمد ثلاثاً وثلاثين ويسبح ثلاثاً وثلاثين، فذلك مائه باللسان وألف في الميزان، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده، قالوا يا رسول الله كيف هما يسير ومن يعمل بهما قليل، قال: يأتي أحدكم يعني الشيطان في منامه فينومه قبل أن يقوله ويأتيه في صلاته فيذكره حاجة قبل أن يقوله) ([6]) .

ومن وسائل طرد الشيطان بالذكر:

1- المداومة على التسمية

يعنى: قول بسم الله الرحمن الرحيم، وقد يزاد في بعض المواضع، الرحمن الرحيم، وقول بسم الله يتضمن اسم الله العظيم، ومعناه: «ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين» ([7]) .

وقال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – : «الله علم على ربنا تبارك وتعالى معناه الإله أي المعبود» أ. هـ ([8]) .

وقيل معناه: «واجب الوجود الذي لم يزل ولا يزال» ([9]) .

ولهذا الاسم العظيم خواصٌ ليست لغيره من الأسماء ومنها:

1-  دلالته على جميع الأسماء والصفات بسائر الدلالات.

2-  إضافة سائر الأسماء الحسنى إليه، كقولـه تعالى:(هوالله الخلق البارئ المصور)

3-  ، وقولـه تعالى ((ولله الأسماء الحسنى))

4-  الابتداء به في جميع الأمور وتعليق حل الذبائح بذكره عليها.

5-  أن من قال (لا إله إلا الله) عصم دمه، وماله، وحسابه على الله تعالى.

6-  اختصاصه بالقسم.

7-  افتتاح الصلاة به.

8- إنه خاص بالله تعالى، فلا يتسمى به غيره، فلذلك لا يثنى ولا يجمع ([10]) ، ولهذا عده بعض العلماء اسم الله الأعظم، فعن جابر بن زيد ([11]) في قولـه تعالى: ((بسم الله)، قال: «اسم الله الأعظم هو الله، ألا ترى أنه في جميع القرآن يبدأ به قبل كل اسم»([12])، ورجح ذلك ابن كثير([13])، وابن العربي([14])
 – رحمهما الله تعالى – .

وهي أول ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله، كما في قولـه تعالى: ((أقراء باسم ربك الذي خلق))

قال ابن عباس – رضي الله عنه – : «أول ما نزل جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم قال لـه جبريل قال: بسم الله يا محمد، يقول: اقرأ بذكر ربك، وقم واقعد بذكره ([15]) .

وهناك مواضع عدة تتأكد التسمية فيها لطرد الشيطان ومنها:

الأكل

عن عمرو بن أبي سلمة – رضي الله عنه – قال: كنت في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة ([16]) ، فقال لي: (يا غلام! سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك) ([17]) ، فمازالت تلك طعمتي بعد.

وقولـه تطيش: «أي تتحرك وتمتد إلى نواحي الصحفة ولا تقصر على موضع واحد» ([18]) .

وعن حذيفة – رضي الله عنه – قال: كنا إذا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً، لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده، وإنا حضرنا معه مرة طعاماً فجاءت جارية كأنها تدفع، فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع، فأخذ بيده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الشيطان يستحل الطعام ألا يذكر اسم الله عليه، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذ بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها) ([19]) .

يؤخذ من هذا الحديث الحرص على تذكير الصغير وتعليم الجاهل لئلا يجد الشيطان من خلالهما مدخلاً إلى أكل الطعام وغير ذلك من مداخله التي يحرص عليها.

وقال النووي – رحمه الله – في معنى قولـه صلى الله عليه وسلم : (إن الشيطان يستحل الطعام ألا يذكر اسم الله تعالى عليه): «معنى يستحل يتمكن من أكله ومعناه أنه يتمكن من أكل الطعام إذا شرع فيه إنسان بغير ذكر الله تعالى، وأما إذا لم يشرع فيه أحد فلا يتمكن، وإن كان جماعة فذكر اسم الله بعضهم دون بعض لم يتمكن منه» ([20]) .أ. هـ.

وأكل الشيطان للطعام يحمل على الحقيقة، لثبوته شرعاً وعدم استحالته عقلاً، وعلى ذلك اتفق العلماء من السلف والخلف ([21]) ، وأن الحديث يجري على ظاهره، كما تجري أحاديث البول والضراط وغير ذلك مما ثبت فعله للشيطان.

ويؤخذ من الحديث استحباب التسمية في أول الأكل، وإن نسي فليقل بسم الله في أوله وآخره لما ثبت في حديث.

ويؤخذ استحباب الجهر بها ليسمعه غيره فيقتدي به.

واستحباب التسمية لكل واحد من الآكلين، وإن سمي واحداً منهم حصل أصل السنة، ولا يتمكن الشيطان من الأكل ([22]) .

ورجحه النووي وقال: «نص عليه الشافعي – رضي الله عنه – ويستدل لـه بأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الشيطان إنما يتمكن من الطعام إذا لم يذكر اسم الله تعالى عليه، ولأن المقصود يحصل بواحدة ويؤيده أيضاً ما سيأتي في حديث الذكر عند دخول البيت»أ.هـ([23]) .

عند الخروج من البيت

عن أنس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قال «يعني إذا خرج من بيته» بسم الله توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقال لـه: كفيت ووقيت، وهديت، وتنحى عنه الشيطان) ([24]) .

وفي رواية: فيقول لـه شيطان آخر: (كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي؟)([25]).

وعن أم سلمة – رضي الله عنها – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من بيت قال: (بسم الله، رب أعوذ بك أن أزل أو أضل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يجهل علي)([26]).

عند دخول البيت

عن جابر – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله تعالى عند دخولـه وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخولـه، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء) ([27]) .

وفي الذكر الذي يقال عند دخول المنزل، ما روى أبو مالك الأشعري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا ولج الرجل بيته فليقل: اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج، بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى ربنا توكلنا ثم يسلم على أهله) ([28]) .

عند عثور الدابة

في الحديث عن أبي المليح عن رجل قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فعثرت دابته، فقلت: تعس الشيطان، فقال: (لا تقل تعس الشيطان، فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت، ويقول: بقوتي، ولكن قل: بسم الله، فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب) ([29]) .

وفي الحديث عن ابن مسعود – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا ركب الرجل الدابة فلم يذكر الله ردفه الشيطان، فقال له: تغن، فإن لم يحسن قال لـه تمن)([30]).

عند دخول الخلاء

عن علي – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم، إذا دخل الكنيف أن يقول: بسم الله) ([31]) .

قال النووي – رحمه الله – وهذا الأدب متفق على استحبابه ويستوي فيه الصحراء والبنيان» ([32]) ا.هـ.

عند الجماع

عن ابن عباس – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضي بينهما ولد لم يضره) ([33]) ، وقد سبق شرحه.

في أذكار الصباح والمساء

فعن عثمان بن عفان – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبد يقول في صباح كل يوم، ومساء كل ليلة، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، ثلاث مرات لم يضره شيء) ([34]) .

2- كلمة التوحيد

قال ابن القيم – رحمه الله – : «اعلم أن أشعة لا إله إلا الله تبدد من جنبات الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه فلها نور، وتفاوت أهلها في ذلك القوة قوة وضعفاً لا يحصيه إلا الله، فمن الناس من نور هذه الكلمة في قلبه كالشمس ومنهم من نورها في قلبه كالكوكب الدري ومنهم من نورها في قلبه كالمشعل العظيم» ([35]) ا.هـ.

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، لـه الملك ولـه الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائه مرة، كانت لـه عدل عشر رقاب، وكتبت لـه مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت لـه حرزاً من الشيطان يومه
ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك)
([36]) .

وعن أبي ذر – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال في دبر صلاة الصبح وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه الملك، ولـه الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات محي عنه عشر سيئات ورفع لـه عشر درجات، وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه، وحرس من الشيطان ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله تعالى) ([37]) .

وعن أم سلمة – رضي الله عنها – أن فاطمة جاء ت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشتكي إليه الخدمة، فقالت: يا رسول الله، والله لقد مجلت ([38]) يدي من الرحى، أطحن مرة وأعجن مرة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن يرزقك الله شيئاً يأتك، وسأدلك على خير من ذلك إذا لزمت مضجعك فسبحي الله ثلاثاً وثلاثين وكبري ثلاثاً وثلاثين واحمدي أربعاً وثلاثين؛ فذلك مائة فهو خير لك من الخادم، وإذا صليت صلاة الصبح فقولي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لـه الملك وله الحمد، يحيي ويميت بيده، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير؛ عشر مرات بعد صلاة الصبح، وعشر مرات بعد صلاة المغرب؛ فإن كل واحدة منهن تكتب عشر حسنات، وتحط عشر سيئات، وكل واحدة منهن كعتق رقبة من ولد إسماعيل، ولا يحل لذنب كسب ذلك اليوم أن يدركه؛ إلا أن يكون الشرك، لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه وهو حرسك ما بين أن تقوليه غدوة إلى أن تقوليه عشية من كل شيطان ومن كل سوء) ([39]) .

3- الذكر عند التشكيك في العقائد

وقد سبق في الاستعاذة ذكر حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته) ([40]) .

وفي رواية: (لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل: آمنت بالله ورسله) ([41]) .

4- المحافظة على أذكار النوم والاستيقاظ والفزع منه

عن حذيفة – رضي الله عنه – قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام قال: (باسمك اللهم أموت وأحيا)ن وإذا استيقظ من منامه قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور) ([42]) .

وعن البراء بن عازب – رضي الله عنه – قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، لا ملجأ ولا منجي منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك مت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول) ([43]) ، وفي الحديث الندب بالوضوء قبل النوم والمبيت على طهارة حسية ومعنوية والاستعداد للموت بطهارة القلب، وتفويض الأمر لله ([44]) .

وعن جابر – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخل الرجل بيته أو أوى إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان فيقول الملك افتح بخير، ويقول الشيطان: افتح بشر؛ فإذا ذكر الله طرد الملك الشيطان وظل يكلؤه، فإذا انتبه من منامه ابتدره ملك وشيطان، فيقول الملك: افتح بخير، ويقول الشيطان: افتح بشر؛ فإن هو قال: الحمد لله الذي رد إلي نفسي بعد موتها ولم يمتها في منامها الحمد لله الذي يمسك السماوات أن تقع على الأرض إلا بإذنه إلى آخر الآية ([45]) ، فإن هو خرَّ من فراشه فمات كان شهيداً، وإن هو قام يصلي صلى في فضائل) ([46]) .

وليذكر الله عند قيامه من النوم ليحل عقد الشيطان التي عقدها عليه عند منامه، كما في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام، ثلاث عقد يضرب على كل عقدة مكانه، عليك ليل طويل فارقد، فإذا استيقظ وذكر الله تعالى انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة كلها، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان)([47]).

وأمر صلى الله عليه وسلم بنفض الفراش قبل النوم لما في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قام أحدكم عن فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصفة إزاره ثلاث مرات، فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده، وإذا اضطجع فليقل: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين، فإذا استيقظ فليقل: الحمد لله الذي عافاني في جسدي، وردَّ عليَّ روحي، وأذن لي بذكره) ([48]) ، والحكمة من النفض بالثوب دون اليد لئلا يكون في فراشه ما يكره فيصيب يده.

وقولـه لا يدري ما خلفه عليه بعده: أي من تراب أو قذاة أو
هوام
([49]) .

عن بريدة – رضي الله عنه – قال: شكا خالد بن الوليد – رضي الله عنه – إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! ما أنام الليل من الأرض، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم رب السموات السبع وما أظلت، ورب الأرضين وما أقلت، ورب الشياطين، وما أضلت كن لي جاراً من شر خلقك كهم جميعاً، أن يفرط عليَّ أحد منهم، وأن يبغي عليَّ. عز جارك، وجلَّ ثناؤك ولا إله غيرك، ولا إله إلا أنت) ([50]) .

وعند الفزع يقول: كما في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات: (أعوذ بكلمات الله التامات، من غضبه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون)([51]).

ومعنى همزات الشياطين، أي نزغاتهم ووساوسهم وفيه الاستعاذة منهم ومن حضورهم للإغواء والإضلال والإيذاء ([52]) .

وعن خالد بن الوليد – رضي الله عنه – أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أجد فزعاً بالليل، فقال: (ألا أعلمك كلمات علمنيهن جبريل – عليه السلام – وزعم أن عفريتاً يكيدني، قال: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها، ومن شر فتن الليل وفتن النهار، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن) ([53]) .

5- الأذان والإقامة

ومن الذكر الذي يطرد به الشيطان الأذان والإقامة، كما في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا نودي بالصلاة، أدبر الشيطان ولـه ضراط، فإذا قضي أقبل، فإذا ثُوِّب بها أدبر، فإذا قضي أقبل حتى يخطر بين الإنسان وقلبه، فيقول: أذكر كذا وكذا، حتى لا يدري أثلاثاً صلى أم أربعاً، فإذا لم يدر ثلاثاً صلى أو أربعاً، سجد سجدتي السهو) ([54]) .

وليس الأذان مختصاً بوقته، بل يشرع لطرد الشيطان في جميع الأوقات التي يعرض للعبد فيها ([55]) .

ودليله حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – فيما رواه عنه سهيل قال: أرسلني أبي إلى بني حارثة، قال: ومعي غلام لنا أو صاحب لنا، فناداه منادٍ من حائط باسمه، قال: وأشرف الذي معي على الحائط، فلم ير شيئاً، فذكرت ذلك لأبي، فقال: لو شعرت أنك تلقى هذا، لم أرسلك، ولكن إذا سمعت صوتاً فناد بالصلاة، فإني سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ولىَّ ولـه حصاص) ([56]) .

وحصاص: «بحاء مهملة مضمومة وصادين مهملتين أي ضراط، وقيل: الحصاص: شدة العدو» ([57]) .

«وأدبار الشيطان عند الأذان لعظم أمر الأذان لما اشتمل عليه من قواعد التوحيد وإظهار شعائر الإسلام وإعلانه، وقيل: ليأسه من وسوسة الإنسان عند الإعلان بالتوحيد» ([58]) .

6- ملازمة الذكر عند دخول المسجد وعند الخروج منه

فعن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخلت المسجد فصل على النبي صلى الله عليه وسلم وقل اللهم اغفر لي  ذنوبي وافتح لي أبواب
رحمتك)
([59]) .

وفي رواية أخرى في مسلم: (فليسلم وليصل ويقول إذا خرج اللهم إني أسألك من فضلك) ([60]) .

وفي أخرى: (اللهم احفظني من الشيطان) ([61]) .

والشيطان يحاول أن يصد العبد عن الذكر حتى وهو في أشرف البقاع عند الله، ففي الحديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن أحدكم إذا كان في المسجد جاء الشيطان فأبس ([62]) به كما يَبَسُّ الرجل بدابته، فإذا سكن زنقه([63]) ، أو ألجمه)، قال أبو هريرة: «فأنتم ترون ذلك، أما المزنوق فتراه مائلاً كذا لا يذكر الله، وأما الملجوم ففاتح فاه لا يذكر الله عز وجل» ([64]) .

ومعنى الحديث: «إن الشيطان يحتال على العبد كما يفعل الراعي مع ناقته حين يريدها أن تنقاد لـه ليحلبها، فلا يزال يوسوس للعبد ويسكنه حتى ينقاد لـه فلا يذكر الله تعالى» ([65]) .

7- الذكر عند استفتاح الصلاة

عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر، ثم يقول: سبحانك الله وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، ثم يقول: لا إله إلا الله ثلاثاً، ثم يقول: الله أكبر كبيرا ثلاثاً، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ثم يقرأ) ([66]) .

8- السلام

فالسلام سبب لحصول البركة، وهي مطردة للشياطين، ففي الحديث عن أنس بن مالك أنه صلى قال لـه: (إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهلك)([67]) .

وروى عن إبراهيم النخعي – رحمه الله – قال: «إذا دخلت المسجد فقل السلام على رسول الله، وإذا دخلت على أهلك فسلم عليهم، وإذا دخلت بيتاً ليس فيه أحد فقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين»([68]).

9- المداومة على أذكار الصباح والمساء

عن أبي بكر – رضي الله عنه – قال: يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: (قل اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره على مسلم قله إذا أصبحت، وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك) ([69]) .

وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: (اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي) ([70]) .

والأمر بالذكر والأحاديث الواردة فيه كثيرة، قد أفردت لها المصنفات فلكل شأن من شئون العبد ذكر يختص به ([71]) ، وإنما اقتصرت على ما سبق لاختصاصه بالموضوع.

ومن أعظم الذكر قراءة القرآن، كما سيأتي في المبحث القادم.

 



([1])   رواه الترمذي في كتاب:«الدعوات»، باب: (خير الأعمال)، رقم: 3374)، (9/95)، وابن ماجه في كتاب: «الأدب»، باب: (فضل الذكر)، رقم: 3790، (2/1245)، والحاكم في المستدرك (1/496)، وصححه ووافقه الذهبي.

وقال المناوي في فيض القدير (5/457): «وقد رواه الطبراني عن جابر يرفعه بسند رجاله رجال الصحيح»أ. هـ، وصححه الألباني في صحيح الجامع، رقم: 2629، (1/513).

([2])   رواه مسلم في كتاب: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار رقم: 2676 (4/2062).

([3])   جزء من حديث رواه ابن خزيمة في صحيحه، رقم: 1895، (3/195)، واللفظ لـه، والحاكم في المستدرك، برقم: 1534، (1/582)، وقال: «هذا حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه» أ.هـ، وأحمد في مسند، رقم: 17209، (4/130)، (4/202)، مؤسسة قرطبة، والطيالسي في مسنده، رقم: 1161، (1/159)، دار المعرفة، بيروت، والطبراني في المعجم الكبير، رقم: 3427(3/286).

([4])   سبق تخريجه مرفوعاً، وهذا الأثر رواه ابن جرير الطبراي في تفسيره (3/28)، دار الفكر، وذكره ابن الأثير في جامع الأصول، برقم: 897، (2/524)، ط. الثالثة، 1403هـ/ 1983م، دار إحياء التراث العربي، بيروت، وهو في مشكاة المصابيح، رقم: 2281، (2/705)، ولم يعلق عليه الألباني – رحمه الله – .

([5])   الوابل الصيب، ص56 ، وذكر فيه أكثر من مائة فائدة.

([6])   رواه أبو داود في سننه في كتاب: «الأدب»، باب: (التسبيح عند النوم)، رقم: 5065، (2/736-737)، رواه الترمذي في سننه في كتاب: «الدعوات»، باب: (كم يسبح بعد الصلاة؟)، رقم: 3410، (9/115)، وقال: «هذا حديث حسن صحيح»أ. هـ، وابن حبان في صحيحه، رقم: 2018، (5/361)، وعبدالرازق في مصنفه، رقم: 3189، (2/233-234)، وأحمد في المسند، رقم: 6498، (2/160)، مؤسسة قرطبة، وعبد بن حميد في مسنده، رقم: 356، (1/139).

([7])   روي هذا القول عن ابن عباس – رضي الله عنه – رواه ابن جرير في تفسيره(1/54).

([8])   مؤلفات محمد بن عبدالوهاب (4/11).

([9])   الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (1/102).

([10])   انظر: التوحيد، لابن مندة (2/21 وما بعدها)، مدارج السالكين (1/32، (1/35) وما بعدها، وبصائر ذوي التمييز (2/20).

([11])   جابر بن زيد الأزدي اليحمدي أبو الشعثاء الجوفي البصري روى عن ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وغيرهم، عالم من العلماء وفقيه قال عنه ابن  عباس رضي الله عنه: «لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علماً من كتاب الله» ا.هـ. ولما مات قال قتادة: اليوم مات أعلم أهل العراق، وكان الحسن يستخلفه في الفتيا إذا غزا، مات سنة 93هـ، وقيل 103هـ.

انظر: تهذيب التهذيب (2/34).

([12])   رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (1/11)، تحقيق: د/ أحمد بن عبدالله العماري الزهراني، نشر: دار مكتبة الدار وطيبة وابن القيم، ط. الأولى، 1408هـ، وذكره السيوطي، في الدرر المنثور (1/23)، وعزاه إلى ابن أبي شيبة، والبخاري في تاريخه، وابن الضريس في فضائله.

وقال محقق تفسير ابن أبي حاتم: «في سنده أبو هلال الراسبي وهو محمد بن سليم الراسبي متكلم فيه»أ. هـ.

قال عنه ابن حجر في التقريب: «صدوق فيه لين»، رقم: 5923، ص 481.

([13])   انظر: تفسير ابن كثير (1/35).

([14])   انظر: عارضة الأحوذي (13/34)، وانظر: ما ذكره ابن حجر حول الخلاف في تحديد اسم الله الأعظم في فتح الباري (11/227-228).

([15])   رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (1/11)، وابن جرير في تفسيره (1/50-51)، ونقله ابن كثير في تفسيره (1/29)، وقال: «وهذا الأثر غريب، وإنما ذكرناه ليعرف، فإن في إسناده) ضعفاً وانقطاعاً والله أعلم» أ. هـ.

([16])   الصحفة: دون القصعة، وهي ما تسع ما يشبع خمسه فالقصعة تشبع عشرة»، شرح النووي (13/193).

([17])   رواه البخاري في كتاب: «الأطعمة»، باب: (التسمية على الطعام والأكل باليمين)، رقم: 5061، (5/2056)، ومسلم في كتاب الأشربة، رقم: 2022، (3/1599).

([18])   شرح صحيح مسلم، للنووي (13/193)، وانظر: فتح الباري (9/522)، دار المعرفة، التمهيد، لابن عبدالبر (23/17).

([19])   رواه مسلم، في كتاب «الأشربة»، رقم: 2017، (3/1597).

([20])   مسلم بشرح النووي (13/189-190).

([21])   انظر: المرجع السابق (13/190).

([22])   انظر المرجع السابق نفس الجزء والصفحة.

([23])   المرجع السابق (13/189)، وسيأتي حديث الذكر عند دخول البيت.

([24])   رواه الترمذي في كتاب:«الدعوات»، باب: (ما يقول إذا خرج من بيته)، رقم:3426، (5/490)، ط. دار إحياء التراث،و قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» أ. هـ. وابن حبان في صحيحه، رقم: 822 (3/104)، وصححه الألباني، انظر صحيح الكلم الطيب ص44 .

([25])   رواه أبو داود في سننه، في كتاب: «الأدب»، باب: (ما يقول إذا خرج من بيته)، رقم: 5095، (2/746-747).

([26])   رواه الحاكم في المستدرك، رقم: 1907، (1/700) وصححه، والبيهقي في السنن الكبرى، رقم: 7923.

([27])   سبق تخريجه.

([28])   رواه أبو داود في سننه في كتاب: «الأدب»، باب: (ما جاء فيمن دخل بيته ما يقول)، رقم: 5066، (2/747)، والطبراني في المعجم الكبير، رقم: 3452، (3/296)، صححه الألباني: تخريج الكلم الطيب (43).

([29])   رواه أبو داود في كتاب: «الادب»، باب: (لم يسمه)، رقم: 4982، (4/296)، وأحمد في المسند، والنسائي في عمل اليوم والليلة، رقم: 10388، (6/142)، والحاكم في المستدرك، رقم:  (4/292)، وصححه، وابن السني في عمل اليوم والليلة، رقم: 510، ص 190، وقال ابن كثير في تفسيره (4/92): «إسناد جيد قوي والله أعلم» أ. هـ، وصححه الألباني في الجامع الصغير، رقم: 7401، (2/1234).

([30])   رواه الطبراني في الكبير، رقم: 8781، (9/156)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/131): «رجاله رجال الصحيح» أ. هـ.

([31])   رواه الترمذي في كتاب «الطهارة» ، باب: (ما ذكر من التسمية عند دخول الخلاء)، رقم: 606 (2/503) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإسناده ليس بذاك القوي وقد روي عن أنس عن النبي × أشياء في هذا وأكثر الروايات تذكر في آخره قصة ابان بن عثمان وأنه أصابه الفالج، فجعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه، فقال له: «ما لك تنظر إليَّ؟ فوالله ما كذبت على عثمان ولا كذب عثمان على النبي × ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني غضبت فنسيت أن أقولها». ط. إحياء التراث، وابن ماجه في كتاب «الطهارة وسننها»، باب: (ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء)، رقم: 297، (1/109)، وصححه الألباني، انظر  إرواء الغليل (1/88)، ط. الثانية، عام 1405هـ/ 1985م، المكتب الإسلامي.

([32])   المجموع (2/93).

([33])   سبق تخريجه.

([34])   رواه أبو داود في السنن في كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، باب ما يدعو الرجل إذا أصبح وإذا أمسى رقم: 3869 ، وابن ماجة في السنن في كتاب: الدعاء (2/1273)، والترمذي في كتاب: الدعوات، باب: ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى رقم: 3388 (5/465) ط. إحياء التراث، والنسائي في السنن الكبرى رقم: 10178 (6/94).

([35])   مدارج السالكين (1/329).

([36])   رواه البخاري في كتاب: «بدء الخلق»، باب: (صفة إبليس وجنوده)، رقم: 3119، (3/1198)، ومسلم في كتاب:«الذكر والدعاء والتوبة»، رقم: 2691، (4/2071).

([37])   ورواه الترمذي في كتاب: «الدعوات»، باب لم يسمه رقم: (64)، رقم: 3474، (5/515)، ط. دار إحياء التراث، وقال: «هذا حديث حسن غريب صحيح»أ. هـ، ورواه النسائي في السنن الكبرى، رقم: 9955، (6/37)، ورواه الطبراني في المعجم الكبير، رقم 4015، (4/164)، عن أبي أيوب الأنصاري – رضي الله عنه – ، ورواه من طريق آخر، رقم: 4092، (4/186)، قال عنها الهيثمي في مجمع الزوائد (10/104): «رجاله ثقات»ا. هـ.

([38])   مجلت يدي: «أي تخن جلدها وتعجر وظهر فيها ما يشبه البثر، من العمل بالأشياء الصلبة الخشنة»، النهاية في غريب الحديث، (4/300).

([39])   رواه الإمام أحمد في المسند (6/298)، وقد درست إسناده، د/ إلهام الجابري في رسالتها: «الأحاديث الواردة في الشيطان»، ص 1158-1160، وقالت: «إسناده حسن لوجود راويين صدوقين هما عبدالحميد بن بهرام وشهر بن حوشب» أ. هـ.

وحديث مجيء فاطمة – رضي الله عنها – إلى رسول الله وطلبها للخادم ثابت في الصحيحين في البخاري في كتاب: «فضائل الصحابة»، باب: (مناقب علي بن أبي طالب)، رقم: 3502، (3/1358-1359)، ومسلم في كتاب: «الذكر والدعاء والتوبة»، رقم: 2727، (4/2091).

([40])   سبق تخريجه.

([41])   رواه البخاري في كتاب: «بدء الخلق»، باب: (صفة إبليس وجنوده)، (4/149)، الفتح.

([42])   رواه البخاري في كتاب: «الدعوات»، باب: (ما يقول إذا نام)، رقم: 5953، (5/2326)، ومسلم في كتاب:«الذكر والدعاء والتوبة»، رقم: 2711، (4/2082).

([43])   رواه البخاري في كتاب: «الدعوات»، باب: (إذا بات طاهراً)، رقم: 5953، (5/2326)، ومسلم في كتاب:«الذكر والدعاء والتوبة»، رقم: 2710، (4/2082).

([44])   انظر: فتح الباري، لابن حجر (11/110)، ط. دار المعرفة.

([45])   وهي قولـه تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴿٦٥﴾

، سورة الحج، الآية: 65.

([46])   رواه النسائي في السنن الكبرى، في كتاب: «عمل اليوم والليلة»، باب: (ما يقول إذا انتبه من منامه9ن رقم: 1689، (6/213)، وابن السني في عمل اليوم والليلة، رقم: 12، ص 15، وأبو يعلى في مسنده، رقم: 1791، (3/326)، والبخاري في الأدب المفرد، رقم: 1214، ص 416، والحاكم في المستدرك، رقم:    ، (1/548)، وقال: «صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي.

([47])   سبق تخريجه.

([48])   رواه البخاري في كتاب: «الدعوات»، باب: (التعوذ والقراءة عند النوم)، رقم:5961، (5/2329)، ومسلم في كتاب: «الذكر والدعاء والتوبة»، رقم: 2714، (   ).

([49])   انظر: فتح الباري (11/126)، ط. دار الفكر.

([50])   رواه الترمذي في كتاب: «الدعوات»، باب: (دعاء من أوى إلى فراشه)، رقم: 3523، (9/183)، والطبراني في المعجم الكبير، رقم: 3839، (4/115)، بنحوه.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/126): «رواه الطبراني في الأوسط... ورجاله رجال الصحيح إلا أن عبدالرحمن بن سابط لم يسمع من خلد بن الوليد ورواه في الكبير بسند ضعيف بنحوه» أ. هـ.

([51])   سبق تخريجه.

([52])   انظر: مصائب الإنسان، لابن مفلح، ص 22-23، عون المعبود، لأبي الطيب، (10/386).

([53])   رواه الطبراني في المعجم الكبير، رقم: 3838، (4/114-1159، وعبدالرزاق في مصنفه، رقم: 19831، (11/35)، والبيهقي في شعب الإيمان، رقم: 4387، (9/129)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/127): «وفيه المسيب بن واضح وقد وثقه غير واحد وضعفه جماعة، وكذلك الحسن بن علي المعمري وبقية رجاله رجال الصحيح» أ. هـ.

([54])   رواه البخاري في كتاب: «الصلاة»، باب: (فضل التأذين)، رقم: 583، (1/220)، وفي كتاب: «بدء الخلق»، باب: (صفة إبليس وجنوده)، رقم: 3110، (3/1196)، ومسلم في كتاب: «الصلاة»، رقم: 389، (1/399.

([55])   انظر: مقامع الشيطان، سليم الهلالي، ص 59.

([56])   رواه مسلم في كتاب: «الصلاة»، رقم: 389، (1/291).

([57])   صحيح مسلم بشرح النووي (4/92).

([58])   المرجع السابق، الجزء والصفحة نفسها.

([59])   رواه مسلم في كتاب: «الصلاة»، رقم: 713، (1/494).

([60])   رواه مسلم في كتاب: «الصلاة»، رقم: 713، (1/494).

([61])   رواه النسائي في السنن الكبرى، رقم: 9919، (6/27)، وابن أبي شيبه في مصنفه، رقم: 3415، (1/298)، والنسائي في عمل اليوم والليلة، رقم: 90، ص 178، ط. الثانية، 1406هـ، مؤسسة الرسالة، بيروت، وأبو نعيم في الحلية، (8/139).

([62])   فأبس: «يقال بسست الناقة وأبسستها إذا سقتها وزجرته، وقلت لها بِسْ بِسْ بكر الباء وفتحها» النهاية في غريب الحديث (1/127).

([63])   زنقه المزنوق: المربوط بالزناق، وهو حلقه توضع تحت حنك الدابة، ثم يجعل فيها خيط يشد برأسها تمنع جماجها، وقال: المزنوق أصله من الزنقة وهو ميل في جدار أو سكة أو عرقوب واد» النهاية في غريب الحديث (2/3159.

([64])   رواه الإمام أحمد في المسند رقم (2/330),وابن كثير في تفسيره (4/576) وقال«تفرد به أحمد» أ.هـ.

([65])   انظر: الفتح الرباني، أحمد البنا (2/77).

([66])   سبق تخريجه.

([67])   رواه الترمذي ، كتاب: «الدعوات»، باب: (ما جاء في التسليم إذا دخل بيته)، رقم: 2698، (5/59)، ط. دار إحياء التراث العربي، وقال: «هذا حديث حسن غريب» أ. هـ، ورواه ابن جرير في تفسيره عن جابر – رضي الله عنه – موقوفاً (8/173)، ط. دار الفكر.

([68])   رواه ابن جرير الطبراي في تفسيره (18/174)، ط. دار الفكر، ذكره ابن كثير في تفسيره عن مجاهد (3/306)، ط. دار الفكر، وروي أيضاً عن قتادة وزاد «فإنه كان يؤمر بذلك وحدثنا أن الملائكة ترد عليه» أ. هـ.

([69])   سبق تخريجه.

([70])   سبق تخريجه.

([71])   انظر: الوابل الصيب لابن القيم، والكلم الطيب لابن تيمية، والأذكار للنووي، والأذكار لابن السنى، وعمل اليوم والليلة للدينوري، وعمل اليوم والليلة للنسائي، وتحفة الذاكرين للشوكاني، وانظر: الكتب والأبواب التي أفردت في كتب الصحاح والسنن.