لا شك أن العبد كلما أكثر من الطاعات والقربات كانت سبباً لقوة الإيمان الذي هو سبب في طرد الشياطين، بل وفرارهم من هذا العبد، قال تعالى: إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿٤٢

وجاء في مسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله × قال: (إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكى يقول: يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار) ([1]) .

وفي الحديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي ×: (إن المؤمن ليضني شياطينه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر).

«لأنه كلما اعترضه صب عليه سياط الذكر، والتوجه والاستغفار والطاعة، فشيطانه معه في عذاب شديد، ليس بمنزلة شيطان الفاجر الذي هو معه في راحة ودعة، ولهذا يكون قوياً عاتياً» ([2]).

وكثرة الطاعات سبب لإغاظة إبليس؛ لأنها سبب لتكفير السيئات، كما ثبت في الصحيح عن النبي × قال: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر) ([3]) .

والكبائر تكفرها وتمحوها التوبة النصوح، كما سيأتي في المبحث القادم – إن شاء الله – .

* * *

 

 



([1])   رواه مسلم في كتاب: «الإيمان»، رقم: 81، (1/87).

([2])   تفسير المعوذتين، لابن القيم، ص 105.

([3])   رواه مسلم في كتاب: «الطهارة»، رقم: 233، (1/209).