ومن وسائل التحصين من الشيطان الرجيم التوبة والاستغفار.

«فالتوبة هي حقيقة دين الإسلام، والدين كله داخل في مسمى «التوبة»، وبهذا استحق التائب أن يكون حبيب الله» ([1]) .

        قال تعالى   (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)

؛ ولهذا يحاول الشيطان أن يصده عنها بكل وسيلة، وفي الحديث في صحيح الجامع أن الشيطان قال لرب العزة والجلال: (وعزتك وجلالك ما أزال أغوي عبادك مادامت أرواحهم في أجسادهم فقال الرب وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني) ([2]) ، ويدل عليه قولـه تعالى: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٨٣

فأشد ما يكون حنقاً وغيظاً إذا رأى رحمات الله ومغفرته تنزل على العباد، كما في الحديث: (ما رؤي الشيطان يوماً هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما أرى يوم بدر، قيل وما رأي يوم بدر يا رسول الله، قال: أما أنه قد رأى جبريل يزع الملائكة) ([3]) .

ومعنى التوبة: «العزم على فعل المأمور والتزامه» ([4]) .

وقال الإمام الطبراي – رحمه الله – : «الأوبة مما يكرهه الله إلى ما يرضاه من طاعته» ([5]) .

وقال ابن القيم – رحمه الله – : «الرجوع مما يكرهه الله ظاهراً وباطناً إلى ما يحبه ظاهراً وباطناً» ([6]) .

وهي ما تعرف بالتوبة النصوح، ومعنى النصوح، قيل: «الصادقة التي يشعر العبد فيها بالندم على الذنب وحب الرجوع إلى الطاعة» ([7]) .

وقيل: «تامة الشروط» ([8]) .

والمعنى: «تخليصها من كل غش ونقص وفساد، وإيقاعها على أكمل الوجوه»([9]).

ولها شروط:

الأول: الإقلاع عن الذنب في الحال.

الثاني: عزم القلب على عدم العودة.

الثالث: الندم على الماضي.

الرابع: الإخلاص بأن يكون تركه للذنب خالصاً لوجه الله تعالى، لا يريد به شيئاً من الدنيا، قال تعالى:

الخامس: أن تكون التوبة في وقتها المحدد سواء العام أو الخاص، فالعام أن يكون قبل طلوع الشمس من مغربها، كما سيأتي، والخاص أن يكون قبل الغرغرة وبلوغ الروح الحلقوم ([10]) .

قال تعالى: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿١٧وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٨.

وإن كان الذنب يتعلق بمال أو جناية فيضاف إليه شرط سادس وهو: التحلل من المجني عليه ([11]) .

(من كان له عند أخيه مظلمة من ماله أو عرضه شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم إن كان لـه عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن لـه حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه)([12]).

وإن كانت بعرض كقذف وغيبة وبهتان، فقال بعض العلماء: لا تتم إلا بالإعلام والتحلل، لأن الجناية فيها حقين، حق لله، وحق للآدمي، فلا بد من أداء حق الآدمي.

وقيل: لا يشترط الإعلام ويكفي التوبة فيما بين العبد وربه ويذكر المغتاب والمقذوف... بخير في مواطن ذكره بسوء، ويكثر من الاستغفار له، لما يؤدي الإخبار من المفاسد المترتبة عليه من الغل والميل للانتقام وغير ذلك.

وهذا قول للإمام أحمد واختار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – رحمهم الله – ([13]) .

والتوبة واجبة على جميع الخلق باتفاق الأمة على الفور، ولا يجوز تأخيرها أو التسويف بها، وهي لا تسقط حداً، بل هي بين العبد وربه([14]).

وهي نوعان:

1-  التوبة عن ترك الحسنات المأمور بها، وهذا قسم لا يتنبه له.

2-  التوبة من فعل السيئات المنهي عنها ([15]) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :

«فالتوبة المشروعة هي الرجوع إلى الله، وإلى فعل ما أمر به وترك ما نهى عنه، وليست التوبة من فعل السيئات فقط، كما يظن كثير من الجهال لا يتصورون التوبة إلا عما يفعله العبد من القبائح، كالفواحش والمظالم، بل التوبة من ترك الحسنات المأمور بها أهم من التوبة من فعل السيئات المنهي عنها، فأكثر الخلق يتركون كثيراً مما أمرهم الله به من أقوال القلوب وأعمالها، وأقوال البدن وأعماله...» أ. هـ ([16]) .

وهي عامة لكل ذنب أذنبه العبد، وليس لذنب دون ذنب، وهذا ما عليه أهل السنة.

وقبولها من الله بمشيئته تعالى، وليس واجباً عليه «لأن الخلق لا يوجبون على الله شيئاً أو يحرمون عليه شيئاً، بل هم أعجز من ذلك، وأقل من ذلك، وكل نعمة منه فضل وكل نقمة منه عدل» ([17]) .

والعبد بعد التوبة أفضل منه قبل الذنب الذي أوجب لـه التوبة، وتصبح بعد نقضها بالعودة إلى الذنب، وهو في الحالة الثانية أكمل من الأولى.

قال القرطبي – رحمه الله – :

«والعود إلى الذنب وإن كان أقبح من ابتدائه لأنه أضاف إلى الذنب نقض التوبة، فالعودة على التوبة أحسن من ابتدائها؛ لأنه أضاف إليها ملازمة الإلحاح بباب الكريم، وأنه لا غافر للذنوب سواه» ([18]) .

وفي سيد الاستغفار يقول × : (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال: ومن قالها في النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة) ([19]) .

وفي الحديث اعتراف بالنعمة، واعتراف بوقوع الذنب، فالمؤمن ما بين عبادة واستعانة، عبادة اتباعاً للأمر، واستعانة إيماناً بالقدر ([20]) .

وهناك توبة مستحبة، وهي التوبة من ترك المستحبات من المأمورات وفعل المنهيات ([21]) .

وهل تصح التوبة من الذنب مع الإصرار على غيره؟!

الذي عليه المحققون من أهل العلم إن كل ذنب لـه توبة تخصه، وأنها تصح التوبة من الذنب مع وجود غيره، وهذا متفق مع أصول أهل السنة، بأن الشخص الواحد تجتمع فيه ولاية لله وعداوة من وجهين مختلفين، ويكون فيه إيمان ونفاق، وقد ثبت دخول أهل الكبائر النار يعذبون بقدر ذنوبهم ثم يخرجون منها ويدخلون الجنة([22]).

والتوبة مقبولة مادام العبد حياً ولا تنقطع إلا بوقوع أمرين:

الأول: نزول الموت

قال تعالى((إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿١٧وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٨

قيل: في معنى قريب، أي: «على قرب عهد من الذنب من غير إصرار» ([23])، والذي عليه جمهور المفسرين: أنها التوبة قبل المعاينة أي نزول الموت ([24]) .

وفي الحديث عن ابن عمر عن النبي × قال: (عن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر) ([25]) .

الثاني: طلوع الشمس من مغربها

عن أبي موسى عن النبي × قال: (إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها) ([26]) .

وفي الصحيح عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله ×: (ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً، إيمانها لم تكن آمنت من قبل
أو كسبت في إيمانها خيراً طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض)
([27]) .

وهناك مانع ثالث، وهو باختيار العبد وهو الإصرار على مواقعة الذنب، وقال تعالى((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٣٥

«والإصرار عقد القلب على ارتكاب الذنب متى ظفر به، فهذا الذي يمنع مغفرته» ([28]) .

وقال تعالى إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴿٢٠١

والطائف هو: الهمّ بالذنب، وقيل: إصابة الذنب، وقيل: اللمة من الشيطان، وقيل: الوسوسة والخطرة الشيطانية ([29]) .

يقول ابن الجوزي – رحمه الله – :

«واعلم أن مثل إبليس مع التقي والمخلط كرجل جالس بين يديه طعام ولحم فمر به كلب، فقال له: اخسأ فذهب، فمر بآخر بين يديه طعام ولحم، فكلما أخسأه طرده، لم يبرح فالأول مثل المتقي يمر به الشيطان فيكفيه في طرده الذكر، والثاني مثل المخلط لا يفارقه الشيطان لمكان تخليطه» ([30]) .

واستحب بعض العلماء: صلاة ركعتين للتوبة ([31]) .

وقد ورد حديث في صلاة التوبة، عن أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – عن النبي × أنه قال: (ما من عبد يذنب ذنباً ثم يتوضأ ويصلي ركعتين ويستغفر الله إلا غفر لـه، ثم تلا هذه الآية: ((ومن يعمل سوءاأويظلم نفسه ثم يستغفرالله يجدالله غفورارحيما))

واستحب بعض العلماء أيضاً الصدقة بما يقدر عليه من المال عند التوبة ([32]) .

وللتوبة فضائل كثيرة ومزايا عظيمة منها:

* إنها سبب لحصول الندم والانكسار والقرب من الله تعالى، ودوام التضرع والدعاء، مما يكون سبباً في دخول الجنة، وهذا معنى قول بعض السلف أن العبد ليعمل بالذنب يدخله به الجنة، ويعمل الحسنة يدخل بها النار ([33]) .

* إنها لنجاته من بغي وتسلط أعدائه من الجن والإنس وشياطينهم.

قال ابن القيم – رحمه الله – :

«فليس للعبد إذا بغي عليه وأوذي وتسلط عليه خصومه شيء أنفع له من التوبة النصوح، وعلامة سعادته أن يعكس فكره ونظره على نفسه وذنوبه وعيوبه، فيشغل بها وبإصلاحها، وبالتوبة منها... والله يتولى نصرته وحفظه والدفع عنه» ([34]) .

* إنها سبب انشراح الصدر، وحصول حلاوة الإيمان، وأنوار
الهداية
([35]) ، قال تعالى ((والذين جهدوا فينا لنهدينهم سبلنا))

* إنها سبب لإحباط جميع السيئات والمعاصي، صغيرها
وكبيرها
([36]).

وأما الاستغفار، فهو مأخوذ من الغفر وهو الستر والتغطية ([37]) .

وهو «طلب المغفرة من الله، وهو محو الذنب، وإزالة أثره، ووقاية شره» ([38]) .

وفي الصحيح عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله ×: (والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ويستغفرون فيغفر لهم) ([39]) .

والفرق بينه وبين التوبة أن الاستغفار أعم، فكل من الاستغفار والتوبة يتضمن أحدهما الآخر، ويدخل في مسماه عند الإطلاق، ولكن الاستغفار أعم، فليس كل مستغفر تائباً، وكل تائب مستغفر ([40]) .

كما أن الاستغفار طلب إزالة الضرر ودفع الشر، وأما التوبة فطلب جلب المنفعة، وحصول ما يحب ([41]) .

والاستغفار قد يكون باللسان فقط والقلب مصر على الذنب، بخلاف التوبة لا بد فيها من تواطؤ القلب واللسان ([42]) .

ويستحب أن يكون خاتمة كل عمل صالح الاستغفار كالصلاة والحج وقيام الليل والوضوء.

وقد شرع ذلك في الوضوء أن يقال بعد الفراغ منه «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين».

ولهذا السبب فهم عبدالله بن عباس – رضي الله عنهما – أن أجل النبي × قرب بعد نزول سورة النصر، لأن فيها إعلاماً بأن النبي × قد بلغ الرسالة، ونصح الأمة، وأدى ما عليه، فجعل خاتمة الكمال
الاستغفار
([43]) .

ومن فضائل الاستغفار:

-      الاستغفار سبب لتفريج الهم، فمن لزمه جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ([44]) .

وهو سبب لنزول الخيرات والمتاع الحسن في الدنيا، قال تعالى ((وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ﴿٣


وهو سبب لدفع العذاب عن الأمة، قال تعالى: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿٣٣

«فأخبر تعالى أنه لا يعذب من استغفر، لأن الاستغفار سبب لمحو الذنوب التي هي سبب نزول العذاب، وهي سبب لحصول السيئات»([45]).

 

 



([1])   مدارج السالكين، لابن القيم (1/306)، وانظر: طريق الهجرتين، ص 355.

([2])   رواه أحمد في المسند (3/29)، والبغوي في شرح السنة (1/146)، وهو في مشكاة المصابيح، رقم: 2344، (2/724).

([3])   رواه مالك في موطأ عن طلحة بن عبيدالله، رقم: 944، (1/422)، دار إحياء التراث العربي، والفاكهي في أخبار مكة، رقم: 2762، (5/26)، تحقيق: د/ عبدالملك بن دهيش، ط. الثانية، 1414هـ، وقال إسناده مرسل أ. هـ، دار خضر، بيروت، وقال: «إسناده مرسل» أ. هـ.

وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (2/129)، وقال: «رواه مالك والبيهقي من طريقه وغيرهما وهو مرسل»أ. هـ.

ولـه شاهد عن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله × يوم عرفة: (أيها الناس إن الله عز وجل تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لكم إلا التبعات فيما بينكم ووهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى لمحسنكم ما سأل فادفعوا باسم الله، فلما كان بجمع قال: إن الله عز وجل قد غفر لصالحيكم وشفع صالحيكم في طالحيكم تنزل الرحمة فتعمهم ثم تفرق المغفرة في الأرض فتقع على كل تائب ممن حفظ لسانه ويده، وإبليس وجنوده على جبال عرفات ينظرون ما يصنع الله بهم فإذا نزلت الرحمة دعا إبليس وجنوده بالويل والثبور)، رواه عبدالرزاق في مصنفه، رقم: 8831، (5/17)، ورواه ابن جرير في تفسيره عن ابن عمر (2/295)، دار الفكر، وأبو نعيم في الحلية (8/199).

قال المنذري في الترغيب والترهيب (2/129): «رواه الطبراني في الكبير ورواته محتج بهم في الصحيح إلا أن فيهم رجلاً لم يسم» أ. هـ.

ولـه شاهد آخر ذكره السيوطي في الدر  المنثور (1/553)، وقال: «أخرج ابن ماجه والحكيم الترمذي في نوادر الأوصول وعبدالله بن أحمد في زوائد المسند والطبراني والبيهقي في سننه عن العباس بن مرداس السلمي أ، رسول الله × (دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة فأكثر الدعاء فأوحى الله إليه أني قد فعلت إلا ظلم بعضهم بعضا،ً وأما ذنوبهم فيما بيني وبينهم فقد غفرتها فقال: يا رب إنك قادر على أن تثيب هذا المظلوم خيراً من مظلمته وتغفر لهذا الظالم فلم يجبه تلك العشية، فلما كان غداة المزدلفة أعاد الدعاء فأجابه الله أني قد غفرت لهم، فتبسم رسول الله × فسأله أصحابه، قال: تبسمت من عدو الله إبليس أنه لما علم أن الله قد استجاب لي في أمتي أهوى يدعو بالويل والثبور ويحثو التراب على رأسه)، رواه البيهقي في السنن الكبرى، رقم: 9264، (5/118)، ورواه أبو يعلى في مسنده، رقم: 1578، (3/149)، والإمام أحمد في المسند، رقم: 16252، (4/14)، مؤسسة قرطبة.

وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (2/130)، وقال: «رواه البيهقي من حديث ابن كنانة بن العباس بن مرداس السلمي ولم يسمه عن أبيه عن جده عباس، ثم قال وهذا الحديث له شواهد كثيرة، وقد ذكرناها في كتاب «البعث» فإن صح بشواهده ففيه الحجة، وإن لم يصح فقد قال الله تعالى: ¼ S£YÉpTTçÅWÿWè †WÚ WÜèS  ðÐYÖ.V¢ ÝWÙYÖ &Sò:†W­Wÿ » ، النساء: 48، وظلم بعضهم بعضاً دون الشرك» أ. هـ، وانظر: ما قاله ابن عبدالبر في التمهيد (1/122، والمزي في تهذيب الكمال (14/251).

([4])   مدارج السالكين (1/305)، وانظر: طريق الهجرتين، ص 355.

([5])   جامع البيان (1/286)، ط. دار الفكر.

([6])   مدارج السالكين (1/306).

([7])   انظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (28/168)، وتفسير جامع البيان، للطبري (28/167)، ومدارج السالكين (1/309).

([8])   الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (5/91).

([9])   مدارج السالكين، لابن القيم (1/309).

([10])  الشرطان الرابع والخامس استفدتهما من توجيهات المشرف – وفقه الله – .

([11])   انظر: المرجع السابق (1/286-291)، تفسير القرطبي (5/91)، (4/211).

([12])   رواه البخاري في كتاب: «المظالم»، باب: (من كانت لـه مظلمة عند الرجل فحللها له هل يبين مظلمته؟)، رقم: 2317، (2/865).

([13])   انظر: مدارج السالكين (1/289-291)، مختصر منهاج القاصدين.

([14])   انظر: مجموع الفتاوى (10/310)، الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (5/90-91)، الفوائد، ص 16، مدارج السالكين (1/272).

([15])   انظر: رسالة التوبة، لابن تيمية، ص 227.

([16])   المرجع السابق، ص 228.

([17])   مجموع الفتاوى (8/73).

([18])   الجامع لأحكام القرآن (4/213).

([19])   رواه البخاري عن شداد بن أوس – رضي الله عنه – في كتاب: «الدعوات»، باب: (أفضل الاسغفار)، رقم: 5947، (5/2323).

([20])   انظر: مجموع الفتاوى (8/73).

([21])   انظر: رسالة التوبة، لابن تيمية، ص 227.

([22])   انظر: مدارج السالكين (1/273-282).

([23])   الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (5/93).

([24])   انظر: مدارج السالكين (1/284).

([25])   رواه الترمذي في كتاب: «الدعوات» ، باب: (فضل التوبة والاستغفار)، رقم:3537، (5/547)، وقال: «هذا حديث حسن غريب» أ. هـ، وابن حبان في صحيحه، رقم: 628، (2/395)، والحاكم في المستدرك، رقم: 7659، (4/286)، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» أ. هـ، وابن ماجه في كتاب: «الزهد»، باب: (ذكر التوبة)، رقم: 4253، (2/1420)، وابن أبي شيبة في مصنفه، رقم: 35077، (7/173)، وأبي يعلى في مسنده، رقم: 5717، (10/81).

([26])   رواه مسلم في كتاب: «التوبة»، رقم: 2759، (4/2113).

([27])   رواه مسلم في كتاب: «الإيمان»، رقم: 158، (1/138).

([28])   مدارج السالكين (1/283).

([29])   انظر: زاد المسير، لابن الجوزي (3/309-310)، تفسير القرآن العظيم، لابن كثير   (7/349-350)، تيسير الكريم الرحمن، لابن سعدي (3/135-136).

([30])   تلبيس إبليس، ص 48، وانظر: في ظلال القرآن (3/1420).

([31])   انظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (5/380).

([32])   انظر: زاد المعاد (3/586)، ودليله حديث كعب بن مالك في قصة الثلاثة الذين خلفوا وفيه قول كعب( يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي).

([33])   انظر: الوابل الصيب، لابن القيم، ص 13.

([34])   بدائع الفوائد، لابن القيم (2/467)، وانظر: الجواب الكافي، ص 60.

([35])   انظر: مجموع الفتاوى (11/390).

([36])   انظر: الاستقامة، لشيخ الإسلام ابن تيمية (1/463).

([37])   انظر لسان العرب لابن منظور (5/25).

([38])   مدارج السالكين (1/307).

([39])   رواه مسلم، في كتاب: «الذكر والدعاء والتوبة»، رقم: 2749، (4/2106).

([40])   انظر: مدارج السالكين (1/307-308).

([41])   انظر: المرجع السابق (1/309).

([42])   الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (5/380)،مجموع الفتاوى (10/655)،(7/488).

([43])   انظر: مدارج السالكين، لابن القيم (1/176).

([44])   انظر: مجموع الفتاوى (8/163).

([45])   مجموع الفتاوى، لابن تيمية (8/163).