أولاً:عقيدة أهل السنة والجماعة في مسألة الروح:

الرُّوْح بالضم في اللغة: «النَّفْسُ، يذكر ويؤنث والجمع الأرواح»([1]) .

وقيل: «ما به حياة الأنفس» ([2]) .

وقيل المراد بالروح: ما يقوم به الجسد وتكون به الحياة» ([3]) .

ويطلق الروح على عدة معانٍ في القرآن الكريم ([4]) منها:

جبريل عليه السلام : ( نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ ) ([5]) .

والوحي، قال تعالى: ( يُلۡقِي ٱلرُّوحَ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ لِيُنذِرَ يَوۡمَ ٱلتَّلَاقِ ) ([6])

وعيسى عليه السلام قال تعالى: ( وَكَلِمَتُهُۥٓ أَلۡقَىٰهَآ إِلَىٰ مَرۡيَمَ وَرُوحٞ مِّنۡهُۖ ) ([7]) .

والرَّوْح بالفتح بمعنى الراحة، والرحمة، والسرور والفرح ([8]) .

قال تعالى: ( مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِۖ ) ([9]) ، أي رحمته.

وأما الرُّوح في الشرع فعرفها العلماء بأنها: «ذات لطيفة تدخل الجسم وتحل فيه، كما يحل الماء في الطين اليابس، ولهذا يقبضها الملك عند الموت، وتكفن ويصعد بها ويراه الإنسان عند موته»([10]) .

وقال البعض: إنها عرض وهو قول مرجوح ([11]) .

قال ابن القيم رحمه الله :

«تظاهرت أدلة القرآن والسنة والآثار والاعتبار والعقل والقول إنها  أي الروح  ذات قائمة بنفسها تصعد وتنزل وتتصل وتنفصل وتخرج وتذهب وتجيء وتتحرك وتسكن، وعلى هذا أكثر من مائة دليل»أ. هـ .

كما أن من مذهب سلف الأمة وأئمتها أن الميت بعد موته إما في نعيم، وإما في عذاب، وأن النعيم أو العذاب يحصل للروح والبدن، وأن للروح نوع اتصال بالبدن لا يعلمه إلا الله ([12]) ، فإذا كان يوم القيامة أعيدت الأرواح إلى أجسادها كما هو متفق عليه بين المسلمين، وأهل الكتاب ([13]) .

وهي من علم الغيب التي استأثر الله بعلمه، قال تعالى:( وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا )([14]).

روى البخاري عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: (بينا أنا مع النبي  في حرث وهو متكئ على عسيب ([15]) إذ مر اليهود، فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح، فقال: ما رأيكم إليه وقال بعضهم لا يستقبلكم بشيء تكرهونه فقالوا: سلوه، فسألوه عن الروح فأمسك النبي  فلم يرد عليهم شيئاً، فعلمت أنه يوحى إليه فقمت مقامي فلما نزل الوحي قال: ( وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا ) ) ([16]) .

وقد اختلف العلماء في المراد بالروح في الآية الكريمة على أقوال:

الأول: أن المراد الروح المعروفة أي روح الإنسان وهو قول الأكثر ورجحه القرطبي.

الثاني: أن المراد جبريل عليه السلام .

الثالث: أن المراد بالروح عيسى عليه السلام  .

الرابع: أن المراد القرآن الكريم ([17]) .

والحكمة  والله أعلم  في إبهام حقيقة الروح وكيفية مسالكها وامتزاجها بالبدن، ليعلم العباد مدى عجزهم وضعفهم، حيث لم يتمكنوا من معرفة ما بين جنوبهم مع القطع بوجوده، فعجزه عن معرفة غيره من باب أولى ([18]) .

ومن ذلك تحريم الخوض في كيفية أسماء الله وصفاته وذاته تعالى، مع الإيمان بها وبمعانيها.

قال ابن القيم رحمه الله : «قال بعض السلف إن الأرواح تتلاقى في الهواء فتتعارف أو تتذاكر فيأتيها ملك الرؤيا بما هو لاقيها من خير أو شر قال وقد وكل الله بالرؤيا الصادقة ملكاً علمه وألهمه معرفة كل نفس...» ([19]) .

وبين رحمه الله أن لها بالبدن خمس متعلقات:

الأول: حينما يكون جنيناً في بطن أمه.

الثاني: حينما يخرج إلى وجه الأرض.

الثالث: في حال نومه فهي تفارقه من وجه ومتعلقة به من وجه آخر.

الرابع: في حياة البرزخ فلها نوع تعلق بهذا البدن، حيث ترد السلام على من سلم عليها، ويتنعم البدن والروح فيها فاتصالها بالبدن مستمر.

الخامس: بعد البعث والنشور وهنا يكمل تعلقها بالبدن فلا موت بعد ذلك ولا فساد ([20]) .

والأرواح مخلوقة، وقال أقوام من غلاة الرافضة والمتصوفة والصابئة والفلاسفة بقدم الروح، وانقسموا في هذا القول إلى طائفتين:

الأولى: تزعم أنها أزلية لكنها ليست من ذات الله تعالى، وهؤلاء هم الصابئة والفلاسفة.

والثانية: تزعم أنها من ذات الله، وهؤلاء هم الزنادقة من غلاة الرافضة والمتصوفة ([21]) .

وهذا قول باطل وبطلانه يظهر من عدة أوجه:

منها: إن هذا القول مخالف لإجماع الأمة واتفاق سلفها وأئمتها فإجماعهم على أنها مخلوقة ([22]).

ومنها: استفاضة الأدلة على أن الروح تخرج وتقبض وتصعد وتنزل وتسرح ومن هذه الأحاديث، ما رواه أبو هريرة في الصحيح قال: قال رسول الله  : (إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها) ([23]) .

وفي الصحيح أيضاً من حديث ابن مسعود رضي الله عنه  في تفسير قولـه تعالى: ( وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ )([24]) قال  : (أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش تسرح في الجنة حيث تشاء؛ ثم تأوي على تلك القناديل...) ([25]) .

وفي حديث بلال عندما فاتتهم صلاة الفجر قال  : (إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردها عليكم حين شاء، يا بلال قم فأذن بالناس بالصلاة...).

قال شيخ الإسلام رحمه الله بعد ذكر الأدلة في الرد عليهم:

«فقد بان بما ذكرناه أن من قال: إن أرواح بني آدم قديمة غير مخلوقة، فهو من أعظم أهل البدع الحلولية، الذين يجر قولهم إلى التعطيل، بجعل العبد هو الرب، وغير ذلك من البدع الكاذبة المضلة»أ. هـ ([26]) .

وهناك من عبد الأرواح واتخذ على صورها الأصنام ([27]) .

ومنها: أن قولهم هذا مشابه لقول النصارى في المسيح: إن فيه جزء لا هوتي، وجزء ناسوتي وهذا القول نابع من قول النصارى، ثم تلقته جهمية هذه الأمة ([28]) .

ولقد وجد الشيطان الرجيم  لعنه الله  في الروح مجالاً رحباً لإضلال الخلق لأنها من عالم الغيب وهي سر استأثر الله تعالى بعلمه فنهى عن الخوض في ماهيتها وأحوالها التي لم ترد بها النصوص ([29]) .

فلبس إبليس على أقوام من الفلاسفة والمتصوفة حتى أوقعهم في كثير من الضلال.

وللشيطان في مسألة الروح مكايد لا تخفى، ونظراً لكثرة تشعب الموضوع وتعدد مسائله حصرت البحث في ثلاث مسائل:

الأولى: تحضير الأرواح.

الثانية: الهامة.

الثالثة: التناسخ.

تحضير الأرواح:

وهي من المسائل التي كثر الخوض فيها، ولها مؤيدون، وانتشرت في الغرب والشرق ([30]) ، وهي تعرف بما يسمى الاسبرتزم ويعني الاتصال بالكائنات غير المنظورة([31]) .

ولها علاقة بما يسمى «الاكتوبلازم» ([32])

وما يسمى «بالجسم الأثيري » ([33]) و«التلباثي» ([34]) .

وكلها مصطلحات تدل على معانٍ وهمية، وقد فسرت ظواهر هذه الحالة بأنها إما قوى شيطانية أو قوى خفية ([35]) غير معروفة تفعل ما تؤمر به دون رؤيتها أو عقول منتشرة في الكون يجذبها الوسيط بما وصل إليه من حالات من الشفافية!!

وإما وجود أحياء لا ترى أو أنها من الحيل  والخداع أو الاستهواء الذاتي الذي يجعل الإنسان يرى ما لا وجود له ويسمع أصواتاً لا حقيقة لها ([36]) .

ويدخل في ذلك ما يسمى بالتنويم المغناطيسي ([37]) .

وعن التحقيق نجد أنها مكيدة شيطانية، وفكرة إبليسية، روج لها إبليس وتستر من خلالها لإيقاع البشر في الشرك والبدعة، وادعاء علم الغيب والتوكل على غير الله، وهي باختصار قائمة على أن «القرين من الجن لـه قدرة على تقليد صاحبه في صوته، وقد يتشكل بشكله، وهو على دراية واسعة بحاله الظاهرة والباطنة، وللقرناء صلة ببعضهم يعرفون عن طريقها الأخبار التي تحدث للناس، فيمكن لقرين سعد مثلاً أن يعرف أحوال سعيد عن طريق سؤال قرينه... فإذا قام إنسان على مواصفات معينة وبطرق مختلفة بتحضير روح إنسان فهو يحضر روح قرينه، الذي يستطيع أن يقلد صوته، ويخبر عن كثير من أحواله، وعن أمور غائبة عرفها القرناء وتبادلوا أخبارها... وقد يكذب القرناء في أخبارهم، فيقول قرين الكافر مثلاً، إنه في نعيم، وهو بنص القرآن في عذاب أليم، والروح الحقيقية لأي إنسان لا تكذب بعد الموت، فهو في دار الحق التي لا كذب فيها، ولم يحدث أن ادعى من يزاولون تحضير الأرواح أنهم احضروا روح نبي من الأنبياء، وذلك لأن الشياطين لا تتمثل بهم، ولا تستطيع تقليد أصواتهم...» ([38]) .

يقول د. عمر الأشقر  حفظه الله  : «انتشر في عصرنا القول بتحضير الأرواح وصدق بهذه الفرية كثير من الذين يعدهم الناس عقلاء وعلماء، وتحضير الأرواح المزعوم سبيله ليس واحداً فمنه ما هو كذب صراح يستعمل فيه الإيحاء النفسي والمؤثرات المختلفة، والحيل العلمية، ومنه ما هو استخدام للجن والشياطين»أ. هـ ([39]) .

وعقب  حفظه الله  بقولـه: «وأرى أن غالبية الدعوات التي يزعم فيها تحضير الأرواح هي من هذا القبيل»أ. هـ ([40]) .

الهدف من وراء التحضير لهذه الأرواح إما معالجة المرضى ([41]) ، وإما كشف غيب مجهول كما يزعمون، وإما العثور على مفقود، وإما إيهام العامة أنهم يلتقون أمواتهم الذين سبق أن فارقوهم ويسألون عن أحوالهم وكيف يعيشون!!

ويظهر تلبيس الشياطين عليهم من خلال:

-سماع أصوات تصدر من هذه الأرواح المزعومة.

-تحريك بعض الأجسام الموجودة في الغرفة كالطاولة أو القلم والكتابة أحياناً، وربما الرسم والنحت، وغير ذلك مما لا يستطيعه المهرة.

-إحضار بعض الأمتعة والأطعمة من خارج غرفة التحضير.

-تغير درجة حرارة الشخص المنوم، وارتفاع نبضه.

-سماع أصوات موسيقية ([42]) .

-استعمالهم لألفاظ من الأدعية والاستغفار والتهليل لخداع العوام، وقد زعم أحد أنصارهم ([43]) أن جبريل حضر إحدى جلساته وأبدى ندمه لعدم وجود كاميرا التصوير.

-الدلالة على مسروق أو غائب.

-اعتراف بعض من دخل فيه وجربه بأنه دجل وكذب وخداع على أيدي الشياطين زيادة في الإضلال وتمويها على العباد، ومن أولئك أحمد عزالدين البيانوني صاحب كتاب الإيمان بالملائكة.

وقد كانت لـه تجربة شخصية مع أحد محضري الأرواح الذي بدأت بدعوته للقاء فلان وفلانة من الجن لحديث مهم، وعند اللقاء جلس مع الوسيط في غرفة وأخذ يردد أذكاره حتى أغفى الوسيط فغطاه بغطاء كما أمره أن يفعل، وإذا بصوت خافت يسلم عليه ويظهر خفاوته به ويقول له أنه مخلوق ليس من الملائكة ولا من الجن ولكنه خلق آخر... وأن الجن لا تصدر إلا عن أمره وأنه يتلقى الأوامر من الله بعد أربعة وسائط خامسهم جبريل، ثم وعده بوعود مغرية وتتابعت اللقاءات المليئة بالوعود الحسنة، والمستقبل المشرق، والنفع العظيم، وهكذا وأصبحت هذه الأصوات تدعي أنها من الملائكة مرة ومن الصحابة، أو من الأولياء أو من الجن مرات أخر. حتى قالوا مرة بأن الزائر أبو هريرة رضي الله عنه  وغيره من أهل العلم والفضل، وفي الأخير وعدوه بزيارة والده المتوفى، وطلبوا منه ألا يسأله عن شيء فجاء وأوصاه بالوسيط وأبدى لـه فرحه بصلته بهذه الأرواح وختم حديثه بالصلاة الإبراهيمية.

ثم تبين له بعد رحلة طويلة مع هؤلاء الشياطين أن الوسيط المزعوم تارك للصلاة، وأنه أمر قائم على الكذب والبهتان بعيد عن الدين والتقوى، ثم ختم كلامه بقولـه: «فهذه الأرواح التي تدعي أنها أرواح رجال من الصحابة والأولياء والصالحين كلها شياطين، لا ينبغي لمؤمن عاقل أن ينخدع بها، وجميع الصور التي اعتادها مستحضرو الأرواح كذب وباطل... ومن عجيب الأمر أني قرأت بعد ذلك كتباً مؤلفة في هذا الموضوع، فإذا بالمجرمين العاقلين وصلوا إلى مثل ما وصلت إليه، وحكموا على تلك الأرواح أنها قرناء بني آدم من الجن، كما هداني الله تعالى إلى ذلك من قبل، والحمد لله» ([44]) .

وأما بيان كذب هذه الدعوى والأدلة على أنها من أحوال الشياطين فكثيرة منها:

1- ادعاء علم الغيب ومعرفة أحوال أشخاص لم يرهم.

2- ادعاء رؤية الأرواح ومخاطبتها ومعرفة أحوالها مع استحالة ذلك كما نص على ذلك الرب تعالى في قولـه: ( وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا ) ([45]) .

والمعنى «( مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي ) أي من شأنه، ومما استأثر بعلمه دونكم... ( وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا ) أي وما أطلعكم من علمه إلا على القليل فإنه لا يحيط أحد بشيء من علمه» ([46]) .

3- الظلام الحالك الذي يصاحب هذه العمليات ووجود خباء وهي حجرة جانبية مفصولة عن غرفة التحضير بحجاب سميك  زيادة في الظلام  وهي تعد لجلوس الوسيط، ومنه تخرج الأرواح المتجسدة.

4- عدم السماح لأحد بلمس الأشباح.

5- ادعاء ما يعرف بالوسيط واتصافه بصفات معينة يطالبون بها من الشفافية ووجود مادة (الاكتوبلازم)  كما سبق  وهذه كلها أمور لا يعقلها العاقل، وقد تبين أن هؤلاء الوسطاء ما هم إلا دجالون منافقون يتعاملون مع الجن والشياطين ويتقربون إليهم بالشرك بالله.

6- الكلام والعبارات التي تصدرها هذه الأرواح  بزعمهم  على لسان هؤلاء الوسطاء، وكل ذلك من التخرص والقول علىالله بلا علم، ومنها ما هو بمساعدة الشياطين أو القرين وأنقل هذه العبارات التي ذكرها أحدهم، والتي تدل دلالة واضحة على أن هذه الدعوى دعوة شيطانية يقول فيها:

«يجب أن نتحد في هذه الحركة، في هذا الدين الجديد، يجب أن تسودنا المحبة، ويجب أن تكون لنا قدرة على الاحتمال والتفاهم.. رسالتي أن أواسي المحروم، وأساعد الإنسان على تحرره في نفسه من الله تعالى ([47]) [!!] الإنسان إله مكسو بعناصر الأرض وهو لن يدرك ما في مقدوره هو ما لم يحس بجزئه الملائكي الإلهي... الروحية ستكون أقدر من غيرها على تأسيس دين جديد واسع للعالم كله» ([48]) .

7- ظهور أصوات وحركات دون رؤية أحد، وهذا لا يستبعد إنها شياطين، فالله تعالى يقول: ( إِنَّهُۥ يَرَىٰكُمۡ هُوَ وَقَبِيلُهُۥ مِنۡ حَيۡثُ لَا تَرَوۡنَهُمۡۗ )  ([49]).

8- إن هذه دعوة تهدف إلى إبطال النبوة والرسالة، وادعاء الرسالة كما نقل عنهم قولهم: «نحن مرسلون من عند الله كما أرسل المرسلون قبلنا، غير أن تعاليمنا أرقى من تعاليمهم، فإلهنا هو إلههم، إلا أن إلهنا أظهر من إلههم وأقل في صفات بشرية .. وأكثر صفات إلهية .. لا تخضع لأي عقيدة مذهبية ...»([50]) .

ويقول أحد زعمائهم ([51]) عن الأنبياء: «وسطاء في درجة عالية من درجات الوساطة والمعجزات التي جرت على أيديهم ليست إلا ظواهر روحية كالظواهر التي تحدث في حجرة تحضير الأرواح» ([52]) .

9- مخالفة هذه الدعوى للنصوص الصريحة والصحيحة بأن الأرواح بعد الموت تنتقل إلى عالم البرزخ، وأنه لا سلطان لأحد عليها، وأن الله يتوفاها سبحانه وهي بعد الموت إما معذبة وإما منعمة وثبت أن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في رياض الجنة، تأكل من ثمارها وتشرب من أنهارها، وتأوي إلى قناديل معلقة في سقف عرش الرحمن.

وفي حديث البراء بن عازب قال خرجنا مع النبي  في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولم يلحد فجلس رسول الله  وجلسنا حولـه وكأن على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت في الأرض، فرفع رأسه فقال أستعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاث ثم قال: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال إلى الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه، فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي  إلى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن، وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، قال فيصعدون بها، فلا يمرون يعني بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذه الروح الطيب، فيقولون فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون لـسه فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي به إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى قال فتعاد روحه في جسده،س فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان لـه من ربك فيقول ربي الله، فيقولان له ما دينك فيقول ديني الإسلام، فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله  ، فيقولون لـه وما علمك فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادي مناد في السماء إن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا لـه باباً إلى الجنة، قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح لـه في قبره مد بصره، قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول لـه من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول أنا عملك الصالح، فيقول رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي. قال وأن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح، فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول يا أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب قال فتفرق في جسده، فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الخبيث فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له، ثم قرأ رسول الله  : (  لَا تُفَتَّحُ لَهُمۡ أَبۡوَٰبُ ٱلسَّمَآءِ وَلَا يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلۡجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلۡخِيَاطِۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُجۡرِمِينَ ) فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحاً، ثم قرأ( وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَتَخۡطَفُهُ ٱلطَّيۡرُ أَوۡ تَهۡوِي بِهِ ٱلرِّيحُ فِي مَكَانٖ سَحِيقٖ)  .

فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان لـه ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء ان كذب فافرشوا لـه من النار وافتحوا له باباً إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة)([53]).

10- عجز أصحابها عن إقامة دليل صحيح على صدق دعواهم مع التقدم العلمي والتكنولوجي، فقد «وضعت مجلة (سينفيك أمريكان) جائزة مالية ضخمة لمن يقيم الحجة على صدق الظواهر الروحية، ولا تزال الجائزة قائمة لم يظفر بها أحد رغم انتشار الروحيين ونفوذهم وبراعتهم في أمريكا، وقد ضم إلى هذه الجائزة جائزة أخرى تبرع بها الساحر الأمريكي دنسجر للغرض نفسه ولم يظفر بها أحد أيضاً» ([54]) .

ويقول أحد منشئي تحضير الأرواح:

«إن كل ما اطلعنا عليه من هذا القبيل، وكل ما امتحناه بأنفسنا لم نجد فيه ما يخرج عن التخييل والخداع والانخداع، أو ما لا يفسَّر بالاستهواء الذاتي أو ببعض النواميس الطبيعية المعروفة، أو ما لا يمكن ردُّه إلى غيره مما لا يتعذر تفسيره أو ما في صحته شبهة قويّة» ([55]) ا.هـ.

11- أن هذه الأرواح قد تختلف مع الوسطاء فتخذلهم وينكشف أمرهم وهذا حصل لبعض مدعي تحضير الأرواح ([56]) .

12- إن الوسطاء قبل التحضير يلتزمون بقراءة تعاويذ معينة يخدعون بها العوام.

13- إن الصوت الذي يصدر يختلف تماماً مع صوت الوسيط مما يدل على أ ن هناك جناً تلبست به، وربما تكلم بلغة لا يفهمها الحاضرون([57]) .

ومن هنا نرتكز في إبطال هذه الدعوى على عدة ركائز ثابتة في عقيدة الإسلام ومنها:

- إن من عقيدتنا في مسألة الروح أن الروح مشتركة مع البدن في الحياة الدنيا في السعي والعمل، وبعد الموت .. لا يبقى إلا الجزاء، فلا تكليف حينئذ فهي إما منعمة أو معذبة.

- إن من المسلمات عندنا اتباع سنة نبينا محمد  والخلفاء الراشدين المهديين من بعده، ومن المعلوم أنه لم ينقل لنا فعلهم لهذا وليس له أصل في كتاب ولا سنة.

- كذلك من عقيدة المسلم أن لكل إنسان شيطاناً قريناً ملازماً لـه إلى موته وقد دلَّ على ذلك القرآن والسنة، ومن الآيات قوله تعالى: (  قَالَ قَرِينُهُۥ رَبَّنَا مَآ أَطۡغَيۡتُهُۥ وَلَٰكِن كَانَ فِي ضَلَٰلِۢ بَعِيدٖ ) ([58]) .

وقوله تعالى: ( وَقَالَ قَرِينُهُۥ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ) ([59]).

وقوله تعالى:( وَمَن يَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ نُقَيِّضۡ لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٞ )([60]).

وفي الحديث الصحيح: (ليس منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الشياطين قالوا وأنت يا رسول الله: قال نعم ولكن الله أعانني عليه فأسلم).

- كما أن من عقيدة المسلم أن للجن قدرة على التشكل بأشكال مختلفة، فقد تظهر بصورة إنس أو حيوان أو حيات .. كما سبق بيانه ([61]. وهذا يرتبط بفهم هذه الدعوى، لأن تدخل الشياطين والجن فيها واضح. ويدل عليه عجزهم عن تحضير روح النبي  ، حيث طالبهم أحد المفكرين لهذه الدعوى بتحضيرها فاعتذر مدعي تحضير الأرواح بقوله: «إن هذه روح عالية لا يمكن إحضارها» ([62].

- إنها دعوة إلى دين جديد كما يقول أحد دعاتها ([63]) البارزين.

«إن هذه المنظمة ستكون لكل البشرية، وعن طريقها سوف يوضح لنا سكان العالم الروحي طريقة جديدة للحياة، ويعطوننا فكرة جديدة عن الله ومشيئته إنهم سوف يأتوننا بالسلام والطمأنينة الروحية وبسعادة النفس والقلب، سوف يحطمون الحواجز بين الشعوب والأفراد بين العقائد والأديان» ([64]) .

ويقف وراءها اليهود والنصارى، ولهذا تلمس من أقوالهم الدعوة إلى النصرانية، وتفضيل المسيح عيسى عليه السلام على جميع الأنبياء ([65]) .

- اعتراف بعض من دخل فيه وجربه بأنه كذب ودجل وخداع، وأنه تلاعب تتلاعبه الشياطين بأولئك المحضرين زيادة في إضلالهم وخداعاً وتمويهاً  كما سبق  .

وأجمل القول بما قاله العلامة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عندما سئل عن تحضير الأرواح فقال: «لقد تأملت هذا الموضوع كثيراً، فاتضح لي أنه علم باطل، وأنه شعوذة شيطانية يراد منها إفساد العقائد والأخلاق والتلبيس على المسلمين والتوصل إلى دعوى علم الغيب في أشياء كثيرة .. ثم أضاف: «.. وما يدعيه هؤلاء الدجّالون من تحضير الأرواح، إنما هي أرواح شياطين يخدمها بعبادتها وتحقيق مطالبها وتخدمه بما يطلب منها كذباً وزوراً في انتحالها أسماء من يدعونه من الأموات .. » ([66]) ا.هـ.


([1])   لسان العرب، لابن منظور (2/462).

([2])   بصائر ذوي التمييز، للفيروزآبادي (3/103).

([3])   النهاية لابن الأثير (2/271).

([4])   انظر: لسان العرب، لابن منظور (2/462-463)، بصائر ذوي التمييز، للفيروزآبادي (3/105)، النهاية، لابن الأثير (2/271).

([5])   سورة الشعراء، الآية: 193.

([6])   سورة غافر، الآية: 15.

([7])   سورة النساء، الآية: 171.

([8])   انظر: لسان العرب لابن منظور (2/459)، بصائر ذوي التمييز (3/103).

([9])   سورة يوسف، الآية: 87.

([10])   القول المفيد، لابن عثيمين (2/345)، وانظر: مدارج السالكين، لابن القيم (3/429)، وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير (3/62).

([11])   انظر: القول المفيد، لابن عثيمين (2/345)، وانظر: الرد عليه في شرح قصيدة ابن القيم، لأحمد بن عيسى (2/151 وما بعدها)، وانظر: شرح الطحاوية، لأبي العز الحنفي (1/444).

([12])   هناك من أهل البدع من يقول: إن الروح لا تبقى بعد فراق البدن، كما هو قول بعض أهل الكلام من المعتزلة والأشعرية، وهو قول باطل يرده الكتاب والسنة واتفاق الأمة على بقاء الروح بعد فراق البدن، انظر: الروح، ص 72.

([13])   انظر: الروح، لابن القيم، ص 72.

([14])   سورة الإسراء، الآية: 85.

([15])   العسيب: الجريدة التي لا خوص فيها، انظر: النهاية في غريب الحديث (3/234).

([16])   رواه البخاري في كتاب: «التفسير»، باب: (ويسألونك عن الروح)، رقم: 4444، (4/1749)، ومسلم في كتاب: «صفات المنافقين وأحكامهم»، رقم: 2794، (4/2152).

([17])   انظر: فتح الباري، لابن حجر (8/402-403)، ط. دار المعرفة، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (10/324)، جامع البيان، لابن جرير (15/156)، تفسير ابن كثير (3/62)، ط. دار الفكر، الدر المنثور للسيوطي (5/332 وما بعدها).

([18])   انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (10/324)، وفتح الباري، لابن حجر (8/403)، تفسير ابن كثير (3/62)، ط. دار الفكر.

([19])   المرجع السابق، ص45.

([20])   انظر: المرجع السابق ص 61.

([21])   انظر أقوالهم في: مجموع الفتاوى، لابن تيمية (4/221-222)، فتح الباري، لابن حجر (8/404)، الروح، لابن القيم ص 194-197.

([22])   انظر: مجموع الفتاوى، لابن تيمية (4/216).

([23])   رواه مسلم في كتاب: «الجنة وصفة نعيمها»، رقم: 2872)، (4/2202).

([24])   سورة آل عمران، الآية: 169.

([25])   رواه مسلم في كتاب: «الإمارة»، رقم: 1887، (3/1502).

([26])   مجموع الفتاوى، لابن تيمية (4/216).

([27])   نظر: دقائق التفسير، لابن تيمية (2/123).

([28])   انظر تفصيل الرد عليهم في: مجموع الفتاوى، لابن تيمية (4/216 وما بعدها)، شرح الطحاوية، لأبي العز الحنفي، ص 441 وما بعدها، الروح، لابن القيم، ص 194 وما بعدها.

([29])   قال ابن تيمية ♫ : «ليس في الكتاب والسنة أن المسلمين نهوا أن يتكلموا في الروح بما دلّ عليه الكتاب والسنة لا في ذاتها ولا في صفاتها، وأما الكلام بغير علم فذلك محرم في كل شيء»أ. هـ، مجموع الفتاوى (4/231).

([30])   يقال أن بداية نشأتها في أمريكا، على يد رجل يدعى فيكمان كان يسمع في كل ليلة طرقات متعددة، وكانت ابنته تشعر بأن هناك يد تلمسها... فهجر المنزل.. وسكنه بعده آخر يدعى (جون فوكس) فقامت زوجته بالتخاطب مع هذه الأرواح، وطلبت منها أن تطرق عشر طرقات، وهكذا استمرت في التخاطب معه حتى توصلت إلى أنها روح رجل كان يسكن هذا البيت، وقد قتله جاره ليسرق ماله ويدفنه فيه... وضبطت الجريمة واعترف الجاني...!! انظر: دائرة معارف القرن العشرين، محمد وجدي (1/248-249)، عقيدة البعث في الإسلام، للتهامي نقرة، ص 88 وما بعدها، ط. عام 1395هـ، الشركة التونسية.

([31])   عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة، لفواز عبيد، ص 427.

* ويعرفه مورسلي بأنه «العلم الذي يثبت بقاء الروح بعد موت الجسد، وإمكان اتصالها بالأحياء بواسطة أساليب تدلهم بها على مرادها، إلا أن الأحياء الذين تتصل بهم ويفهمون مرادها تكون لهم قوى مخصوصة، ويطلق عليها اسم الوسطاء... وتقوم هذه القوى بالأمور الآتية:

أولاً: بحلول الروح في الوسيط وتكلمها بلسانها وكتابتها بيده.

ثانياً: بإصدارها سائلاً أو جسماً روحياً يتشكل بشكل خاص حتى يمكن أن يلمس ويرى ويصور ويفعل بالأجسام ولو كانت بيعدة عنه [!!]

ثالثاً: بإدراك الحالات النفسية في أشخاض يشاركونها في الشعور أو يجعلهم يدركون أحوالها ولو كانوا بعيدين عنها…» أ. هـ، رسائل الأرواح، ص 90، د. فؤاد صروف، نشر دار العرب، دائرة القرن العشرين (11/245).

([32])   أي المادة الخارجة من الجسم ، يقول: د. كروفرد، ود. جيلى – وهما من دعاتها - : «إن هذه المادة تخرج من رأس الوسيط بهيئة شرائط وعقد وأهداب مزركشة، وهي في بعض الأحيان جامدة، وفي البعض الآخر لينة مطاطة، ولكنها تنقبض دائماً عندما تمس شيئاً مادياً... أما الدكتور كروفرد فقال: «إن الاكتوبلازم يخرج من القسم الأسفل من جسم وسيطته [!!] ويقرع على الأرض قرعاً شديداً، ويرفع الموائد ويضرب من أمامه حتى يشعر بالمضروب كأن قضيباً من الحديد الصلب تخره، وقال جيلي: إن الأكتوبلازم نيِّر وقال في مكان آخر: إن وجود النور يدفع جسد الوسيط لامتصاصه...»ا.هـ، رسائل الأرواح، د. فؤاد صروف، ص 18.

وقد اتضح كذب القائلين بها حيث صرحوا إنه لا يحلل مطلقاً.. وقال آخرون: إنه مركب من كربونات وفصفات ومادة أخرى لا يعلمها إنسان!!

انظر: تفصيل ذلك في المرجع السابق من ص 18-20، وهو عبارة عن مقال لأحد الأجانب ويدعى المستمر بلاك.

([33])   يعرفه أصحاب الروحية الحديثة بأنه: «لطيف شفاف، مطابق تماماً للجسم المادي، ولا يراه عامة الناس، إلا الموهوبون، هبات روحية [!!] ويتصل هذان الجسدان بعضهما ببعض اتصالاً وثيقاً طيلة حياة الإنسان الأرضية، فإذا انفصل الجسم الأثيري انفصالاً مؤقتاً كما في حالة النوم أو الغيبوبة سمي طرحاً مؤقتاً، وإذا انفصل انفصالاً تاماً حدوث الموت، سمي طرحاً دائماً، فيعود الجسم المادي إلى الأرض التي خلق منها، ويعود الجسم الأثيري للعالم الذي هبط منه، وهو عالم الروح والبرزخ...» موسوعة الظواهر الخارقة، د. أحمد توفيق حجازي، ص 194، دار أسامة للنشر، الأردن، عمان، ط. الأولى، 2001م.

وللشيعة اعتقاد في الجسم الأثيري وملخصه بأن الروح تتلبس به بعد الموت وتنتقل إلى حيث شاءت، وربما حضرت في مكانين في آن واحد، وهذا ما صرح به أحد علمائهم وهو حميد المبارك في موقعه على الشبكة في محاضرة بتاريخ 6/2/2003م، حيث زعم أن فاطمة رضي الله عنها تحضر مجالس العزاء التي تقام لمقتل الحسين كل عام في كل مكان في الشرق أو الغرب...!!

([34])   أحد الملكات النفسية التي تتجاز ما تألفه الحواس الإنسانية، ويعرف بالشعور عن بعد وقد يطلق عليها تراسل الأفكار أو البصر المغناطيسي، وتعني هذه الملكة: أن أناساً يستحضرون في أخلادهم سيرة إنسان بعيد بغير سبب يعلمونه، فإذا هو ماثل أمامهم ساعة استحضاره، أو يقلقون لغير سبب في لحظة من اللحظات، ثم يعلمون بعد ذلك أن إنساناً عزيز عليهم كان يتألم...، الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب، (2/1020)، ط. الرابعة.

([35])   ظهر في هذا الزمن من يبالغ في تقديس ما يسمى بقوة العقل الباطن، ويعطيه منزلاً من القداسة حتى زعم بعضهم أن لديه الحل لكافة المشاكل!! وأن بيده الشفاء من جميع الأمراض!! وأنه يمنح القوة والعزيمة، انظر: كتاب الإيمان وإيقاظ القوى الخفية، أ.د. توفيق يوسف الواعي، ص 36-38، دار البحوث العلمية، الكويت.

([36])   انظر: رسائل الأرواح، د. فؤاد صروف، ص 99-100.

* وتأمل هذا القول للدكتور فؤاد صروف حيث يقول: «استعمل الدكتور جيلي والبارون شرنك... وسيطة وكان عليهما أن يبحثا عن وسطاء أمناء يعاونونهما على البحث بإخلاص وحسن نية، وقد أكد الدكتور جيلي أنه كان يستحيل على هذه الوسيطة أن تخدعه... وقد أجرى تجاربه في الظلام الحالك [!!] دخلت الوسيطة حجرة الامتحان فاستولت عليها الغيبوبة حالاً وبدأ الاكتوبلازم يخرج منها  وتكونت منه أيد وأرجل ورؤوس عليها شعر...»أ. هـ، المرجع السابق ص 19.

([37])  أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى عن التنويم المغناطيسي ونصها: «التنويم المغناطيسي ضرب من ضروب الكهانة باستخدام جني يسلطه المنِّوم على المنَّوم فيتكلم بلسانه ويكسبه قوة على بعض الأعمال بسيطرته عليه إن صدق مع المنوم، وكان طوعاً لـه مقابل ما يتقرب به المنوم إليه، وتجعل ذلك الجني المنَّوم طوع إرادة المنِّوم يقوم بما يطلبه منه من الأعمال بمساعدة الجني لـه إن صدق ذلك الجني مع المنوم، وعلى ذلك يكون استغلال التنويم المغناطيسي واتخاذه طريقاً أو وسيلة للدلالة على مكان سرقة أو ضالة أو علاج مريض، أو القيام بأي عمل آخر بواسطة المنِّوم غير جائز، بل هو شرك لما تقدم، ولأنه التجاء إلى غير الله فيما هو من وراء الأسباب العادية التي جعلها الله سبحانه إلى المخلوقات وأباحها لهم»، مجموع فتاوى ومقالات سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز (3/313-314).

«وفي ندوة عقدتها جريدة الدستور الأردنية ونشرتها في العدد 7082 السنة 21 في الخميس 7/5/1987م على صفحة 14-15 اشترك فيها العلماء وأساتذة علم النفس وبعض رجال الفكر الإسلامي كانت نتائج الندوة: أن هناك نوعين من المغناطيسي طبي مقبول، ومسرحي مفروض، وأن الأخير يتبع الشعوذة والدجل»ا.هـ، نقلاً من التنويم المغناطيسي بين الحقيقة والخرافة، تأليف مجدي الشهاوي ص56.

([38])   من فتاوى الشيخ عطية صقر نقلاً من موقع إسلام أون لاين.

([39])   عالم الجن والشياطين، د. عمر الأشقر، ص 100.

([40])   المرجع السابق، ص 102,

([41])   انظر: كتاب حوداث خارقة للطبيعة، إعداد: سيد عبدالكريم، ص 3 وما بعدها، دار قتيبة، ط. الأولى، 1991م.

* وللأسف حتى بعض المتعلمين انخدعوا بهذا التلبيس، انظر: كتاب بلغة الأمل على الشفاء العاجل بالطب الروحاني لمصطفى مرتضي العاملي، وكتاب رحلتي إلى عالم الجن والعلاج الروحاني، د. نادية رضوان، وقد ذكرت قصصاً طويلة تمثلت في رحلتها مع عالم المشعوذين والخرافيين لعلاجها من صداع تعاني منه.

تقول في كتابها الآنف الذكر: «ولفت نظري في أثناء ترددي على الجمعية [جمعية بريطانيا العظمى الروحية] هذه الأعداد الكبيرة التي تؤمن بالعلاج الروحي، التي تفضله عن العلاج لدى الأطباء...

ويحضرني هنا حال مريضة شابة كانت متطوعة للعمل في مكتبة الجمعية الروحية تحمل والتي كانت تحتل جانباً كبيراً من الدور الأول بها، حيث كانت هذه الشابة تحمل كلية مزروعة منذ سنوات، وأنها دأبت على تلقى جلسات أسبوعية للعلاج من قبل المعالجين الروحيين، وأن حالتها الصحية تسوء من خلال نتائج الفحوصات الدورية، كلما انقطعت عن جلسات العلاج الروحي مما حدا بها إلى التطوع للعمل في المكتبة!!» ا.هـ، ص 257، دار الشروق.

وأظن أن خير شاهد على هذه القصة حديث زوجة ابن مسعود – رضي الله عنهما – عندما قالت: إن عبدالله رأى في عنقي خيطاً، فقال: ما هذا؟ قلت: خيط رقي لي فيه، قالت: فأخذه ثم قطعه، ثم قال: أنتم آل عبدالله لأغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله ﷺ يقول: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) فقلت: لقد كانت عيني تقذف، وكنت أختلف إلى فلان اليهودي، فإذا رقى سكنت، فقال عبدالله: إنما ذاك عمل الشيطان، كان ينخسها بيده، فإذا رقى كف عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله ﷺ يقول: (اذهب البأس، رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً) الحديث رواه أبو داود في سننه، كتاب الطب باب ما جاء ف العين رقم 3883 (4/4) وأبو يعلى في مسنده برقم 5208 (9/133)، والبيهقي في السنن الكبرى رقم 19387 (9/350).

وممن يتزعم العلاج الروحاني والطب البديل في هذه الأيام من تعرف بمريم نور وهي نصرانية لبنانية نقل عنها في شبكة الدفاع عن السنة بأن هناك موقع نصراني يحذر منها (وأنها من عبدة الشيطان وتروج الأفكار طائفة دينية إلحادية منتشرة في أمريكا يطلق عليها (حركة العصر الجديد – new age more ment ) وأن على كل مسيحي أن يكون على حذر من الأفكار والطرق التي تقوم على خلط الأساطير الهندوسية والبوذية والتاوية وما له صلة بعبدة الشيطان وممارسي اليوغا وأن مريم نور ملحدة ومن عبدة الشيطان) ا.هـ.

ومما ينبغي الحذر منه أن لهذه المرأة وجود في بعض القنوات الفضائية ولها موقع ثبت من خلاله سمومها.

من أقوالها: «أنا مواطنة أميريكية ولكن اعتبر نفسي مواطنة هذا الكوكب .. وليس لدي حياة اجتماعية .. فجل ما أقوم به هو ما أحب أن أكون عليه .. بغض النظر عما أقوله .. وذلك لأن الصمت هو اللغة الوحيدة للحقيقة، ولأن الصمت هو لغة اللغات، فمعرفة ذاتك هي الخطوة الأولى في الرحلة هذه .. فلنشبك أيادينا ولنوحد قلوبنا ولنشف حياتنا وأمنا الأرض .. وليحل السلام على الأرض .. كلنا عائلة واحدة في أرض يعم فيها السلام» ا.هـ.

ومن أقوالها: «يزعم البعض بأنني أقوم بغسل عقول البشر، كلا، لست بغاسلة لعقول الناس، فأنا أغسل عقولهم بالتأكيد، ولكني أؤمن بطريقة التنظيف الجاف .. لنغسل أفكارنا وأجسادنا وعقولنا ونسير معاً إلى الفناء بالله» نقلاً من موقعها على الشبكة.

انظر ما كتب عنها في شبكة الدفاع عن السنة، وما كتب عنها في منتدى شموخ بعنوان «بحث عن الروحانية مريم نور حقائق لأول مرة، ابتدأه الكاتب بقوله «ساهموا معنا لكي نكشف الحقيقة للمخدوعين فإن مريم نور صارت تشكل خطر حقيقي على بناتنا وشبابنا ...» إلخ.

([42])   انظر: عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة، لفواز عبيد، ص 429.

([43])   هو د. علي راضي، انظر: التفاصيل في كتاب الروحية الحديثة، لمحمد حسين، ص 16-18.

([44])   الإيمان بالملائكة، لأحمد عزالدين البيانوني، ص 179-180.

* نشر موقع إسلام آن لاين قصة لأحد التائبين قال فيها: «ذات يوم قرأت الطلاسم كالعادة كي يحضر الجني وأطرح عليه أسئلة، وانتظرت فلم يأت بعد لحظات وجدت الفنجان قد تحرك، سألته من معي؟ فلان!!! وإذا به يجيب وعبر طريقة مع الأحرف..... الأبجدية التي على الطاولة، لا ولكني جني مسلم، كنت أراقب ما تفعله وأردت أن أحذرك مما تقوم به، هل تعلم أنك تقوم بتأليه وتعظيم أحد عفاريت الجن الكافر عبر قراءتك هذه الكلمات المليئة بالشرك، ألا تتقي الله؟ وأنت مسلم.... انصدمت كثيراً وانتابني خوف كبير لما قاله ذلك الجني الدخيل... وتبت إلى الله توبة نصوحاً... وها أنا اليوم أعمل على تحذير من ألتقي به...»أ. هـ.

ومما يتعجب لـه تأييد الشيخ طنطاوي جوهري لهذه الدعوى ولي أعناق النصوص لتأييد رأيه فاستدل بقوله تعالى في قصة موسى رضي الله عنه في قوله تعالى: ( وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تَذۡبَحُواْ بَقَرَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوٗاۖ قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ ) سورة البقرة، الآيات: 67-73.

على ثبوت علم تحضير الأرواح وقال: «لأن الله ذكر لنا في سورة البقرة هنا إنهم ضربوا القتيل فحيي وأخبر عمن قتله، وهو الذي كان وارثا لـه...». الجواهر في تفسير القرآن، للشيخ طنطاوي جوهري (1/84).

وقال أيضاً: «إن هذه الآية تتلى والمسلمون يؤمنون بها، حتى ظهر علم تحضير الأرواح بأمريكا أولاً، ثم بسائر أوروبا ثانياً، وفائدة هذا العلم أن من صحت عنده أحوال الأرواح وظهورها أيقن بالآخرة وبالحياة بعد الموت إيقاناً تاماً...»أ. هـ!! المرجع السابق (1/84).

واستدل بقولـه تعالى: ( وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِ‍ۧمُ رَبِّ أَرِنِي كَيۡفَ تُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ قَالَ أَوَ لَمۡ تُؤۡمِنۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطۡمَئِنَّ قَلۡبِيۖ ) سورة البقرة الآية: 260.

وعلق عليها بقولـه: «فإذن كان إبراهيم يطلب اليقين بالمعاينة فنحن أولى، والأنبياء أعلم منا، فكان يجب على المسلمين أن يكونوا هم البادئين بعلم إحضار الأرواح لا أمريكا...»أ. هـ، (1/84) المرجع نفسه.

ويقول أيضاً: «وكان الاولى بأمة الإسلام أن تكون السابقة في مضماره المجدة في تعلمه، المتقدمة على سائر الأمم في تحصيله، لتهدي الناس إلى سواء الصراط...»ا.هـ.

وهذا القول الذي فسر به الشيخ طنطاوي الآيات قول لم يسبقه إليه أحد من المفسرين لا في القديم ولا الحديث، وقد وقع في شر مما فر منه، حيث أراد إثبات بقاء الروح، وعدم فنائها والرد على الماديين ومنكري اليوم الآخر، فوقع في تأييد هذه الفكرة الخبيثة التي هي دعوة نصرانية تهدف إلى إبطال النبوات كما سيأتي.

وحيث إنه يشترط فيمن يقوم به أن يكون «ذا قلب خالص على قدم الأنبياء والمرسلين...» فأقول: من الذين تصدروا هذا العلم؟ أليسو دجاجلة الغرب، وعندما انتقل إلى الشرق مَن مِنَ العلماء ومِن الصالحين ومَن ورثة الأنبياء تصدى لتحضير الأرواح ونادى بها وجعلها واجبة على المسلمين؟!! إن كل من يسمى بالوسطاء ليسوا سوى خدم للشياطين والجن!! ويشترك فيهم توفر مادة (الاكتوبلازم) التي لا يعرف ما هيتها، واستمع إلى ماذا تقول روح!! أحد الكفرة واسمه (ريموند) ووالده أحد دعاة تحضير الأرواح وهو (السر أوليفرلودج) حين سألها أين تعيشون الآن فأجابته: «إن مساكننا من الطوب الأحمر، وبعضها من الآجر، وإنه يدخن السجائر بلذة، وأن زملاءه يطلبون الوسكي وأخرون يطلبون الصودا» من كتاب ريموند للسر أوليفرلودج نقلاً من عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة، ص451.

فهل هذا ينطق على ما نعتقده في أرواح الكفار، وأنها معذبة إلى أن تقوم الساعة؟!

وهل هذا الوسيط خالص على قدم الأنبياء والمرسلين كما يشترط الشيخ طنطاوي.

لذا أقوال: إن عقيدة الإسلام واضحة جلية بأدلتها العقلية والشرعية وليست بحاجة إلى تأييد بأدلة مشكوك فيها، أو معلوم بطلانها، فلا يرد على الباطل إلا الحق.

وللأسف تبع الشيخ طنطاوي بعض العلماء من أمثال محمد فريد وجدي صاحب كتاب دائرة معارف القرن العشرين ومن أقواله:

«لما انتشر هذا المذهب بين علماء أوروبا تألفت سنة 1869م جمعية من أكابر علماء لوندرة لفحص هذه الخوارق فحصاً دقيقاً علمياً، فاستمرت في البحث المتواصل ثمانية عشر شهراً، وكانت النتيجة تأكيدها صحة تلك المشاهدات الخارقة للعادة...إلخ» دائرة معارف القرن العشرين(1/246-247).

ومن أقواله: «أخذ هذا المذهب من ذلك الحين في الانتشار حتى وصل إلى ما هو عليه الآن لـه ملايين من المعضدين وأكثر من 200 مجلة تدافع عنه وتنشره، وقد طعن مذهب الماديين طعنة لا برء له منها إلى يوم الدين....إلخ» المرجع السابق (1/249).

والشيخ محمد حسنين مخلوف في كتابه المطالب القدسية في أحكام الروح وآثارها الكونية فيقول: «ما أظن ذا فهم مستقيم يرتاب في كرامات الأنبياء وتصرفات أرواحهم حال الحياة وبعد الممات، أو يستغرب حوادث التنويم والتحضير»، نقلاً من كتاب الإنسان روح لا جسد، رؤوف عبيد (1/447)، ط. الثالثة، مطبعة نهضة مصر.

وإني أتساءل بناء على هذا القول وهل مدعي علم تحضير الأرواح اليوم في أوروبا تكون لهم كرامات نؤمن بها؟!!

([45])   سورة الإسراء، الآية: 85.

([46])   تفسير القرآن، لابن كثير (3/62).

([47])   هي نفس دعوة الشيطان (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغۡوِيَنَّهُمۡ أَجۡمَعِينَ)

([48])   مجلة الروح مقال بعنوان (حديث الروح الكبير هوايت هوك) نقلاً عن الروحية الحديثة د. محمد محمد حسين ص 57 .

([49])   عالم الجن والشياطين، د. عمر الأشقر ص110 .

([50])   المرجع السابق.

([51])   وهو آدثر فندلاي في كتابه «على حافة العالم الأثيري».

([52])   على حافة العالم الأثيري نقلاً من كتاب مجموع فتاوى ومقالات سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز 
(3/315) ط. الرابعة، رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء.

([53])   رواه الإمام أحمد في المسند برقم 18557 (4/287) مؤسسة قرطبة، وأبو داود وفي المسند في كتاب: الجنائز باب: الجلوس عند القبر رقم: 3212، والحاكم في المستدرك رقم: 107 ورقم: 113 ، وابن أبي شيبة في مصنفه رقم: 12059 (3/54)، والطيالسي في مسنده رقم: 753 (1/102) وقال المنذري: «رواه أحمد بإسناد رواته محتج بهم في الصحيح» ا.هـ، الترغيب والترهيب (4/196).

([54])   عالم الجن والشياطين د. عمر الأشقر ص111 .

([55])   هو د. يعقوب صروف نقل قوله هذا د. فؤاد صروف في كتاب رسائل الأرواح ص10 .

([56])   نشرت جريدة القبس الكويتية في ملحقها بتاريخ 12/6/78 مقالاً  عن العالم البريطاني الروحاني بيترغودوين الذي اشتهر صيته في معالجة المرضى، ومعرفة السارق، وتسخير الأرواح وكان يرى في أكثر من مكان وربما تجمع أشباح لـه في مكان واحد بنفس شكله وصورته. ومن المعلوم أن الشياطين لهم القدرة على التشكل بأشكال أشخاص وفجأة فقد كل ذلك وتبين أن السبب هو أنه حاول استغلال ذلك لتحقيق مكاسب مادية وقد جاءته رسالة أكثر من مرة من الأرواح تحذره من استغلال ذلك في مكاسب مادية فلم يلتفت لها فسلب كل ذلك وأصبح شخصاً عادياً!! فتأمل ذلك !! انظر عالم الجن والشياطين د. عمر الأشقر ص113 – 116 .

([57])   انظر فيما سبق: عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة فواز عبيد ص425 وما بعدها، الروحية الحديثة محمد محمد حسين، عالم الجن والشياطين د. عمر الأشقر، ص100 وما بعدها، موقع إسلام أون لاين، مجموع فتاوى ومقالات سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز (3/309 وما بعدها)، الإيمان بالملائكة لأحمد عز الدين البيانوني، الإيمان بالغيب، بسام سلامة ص119-127، مكتبة المنار – الأردن، ط. الأولى 1403-1983م.

([58])   سورة ق، الآية: 27 .

([59])   سورة ق، الآية: 23 .

([60])   سورة الزخرف، الآية: 36 .

([61])   انظر ص 43-45.

([62])   انظر الإيمان بالغيب تأليف بسام سلامة ص126، مكتبة المنار، الأردن، ط. الأولى، 1403هـ - 1983م.

([63])   وهو د. علي راضي.

([64])   نقلاً من الروحية الحديثة لمحمد محمد حسين ص59 .

([65])   انظر عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة لفواز عبيد ص446 .

([66])   فتاوى ومقالات سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز (3/309، 312).

([67])   انظر: فتح الباري لابن حجحر (10/295 – 296). عون المعبود لأبي الطيب محمد شمس الحق (10/411) المكتبة السلفية، المدينة. فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ ص362 . القول المفيد على كتاب التوحيد للشيخ محمد بن صالح العثيمين (2/81-82).

([68])   القول المفيد لابن عثيمين (2/81).

([69])   انظر فتح الباري (10/296)، والملل والنحل للشهرستاني (2/237).

([70])   رواه البخاري في كتاب الطب، باب لا هامة رقم 5770 الفتح (10/295).

([71])   رواه أبو داود في كتاب الكهانة والتطير باب في الكهان رقم 3894، أبو داود مع عون المعبود (10/411).

([72])   جامع الرسائل لابن تيمية ص194 – 195 .

([73])   مجموع الفتاوى لابن تيمية (11/288).