توحيد الأسماء والصفات

الإيمان بأسماء الله وصفاته هو القسم الثالث من أقسام التوحيد، وهو يندرج ضمن التوحيد العلمي، الاعتقادي، الخبري، ومعرفة هذا التوحيد والإيمان به من أكبر عوامل جلب محبة الله عز وجل في القلب وزيادة الإيمان فيه ([1]) .

ومعناه: الإيمان بكل ما وصف الله به نفسه في كتابه، أو وصفه به رسول × فيما ثبت عنه على الحقيقة من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ولا تحريف ونفي ما نفي سبحانه عن نفسه أو نفاه رسوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه.

وأسماء الله تعالى كلها حسنى، قال تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٨٠﴾

 

ومعنى كونها حسنى أن «كل اسم دال على صفة كمال عظيمة،

 

 

وبذلك كانت حسنى، فإنها لو دلت على غير صفة؛ بل كانت علماً محضاً، لم تكن حسنى، وكذلك لو دلت على صفة، ليست بصفة كمال، بل إما صفة نقص أو صفة منقسمة إلى المدح والقدح، لم تكن حسنى» ([2]) .

«وقد اتفق الصحابة والتابعون على إقرارها وإمرارها مع فهم معانيها وإثبات حقائقها» ([3]) .

والذي عليه السلف في هذا التوحيد أنهم اجتنبوا التعطيل في مقام النفي والتنزيه، وتجنبوا التمثيل في مقام الإثبات، وضابطهم في هذا الباب إن أسماء الله وصفاته توقيفية، فلا نسمي الله جل وعلا إلا بما سمىَّ به نفسه، وكذلك لا نصفه إلا بما وصف به نفسه، أو جاء على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فلا نثبت إلا ما أثبته الله ولا ننفي إلا ما نفاه الله عن نفسه وأسماؤه جل وعلا حق على حقيقتها، وليس فيها ألغاز، بل معناه واضح معروف لا سيما وهو كلام الله وكلام رسوله الذي هو أعلم الخلق بربه وأفصحهم بياناً ([4]) .

وهذا مذهب السلف قاطبة روى الدارقطني عن الوليد بن
مسلم
([5]) قال: «سألت الأوزاعي ومالك بن أنس وسفيان الثوري، والليث بن سعد، عن هذه الأحاديث التي فيها الرؤية وغير ذلك، فقال امضها بلا كيف» ([6]) .

ومن منهجهم إن كل اسم من أسمائه تعالى، إذا أطلق عليه فهو يتضمن إثبات صفة له سبحانه وتعالى لأن أسماءه تعالى أعلام وأوصاف، ولو كانت أعلاماً محضة لم تكن محمودة، ولساغ إبدال بعضها ببعض، ولأصبح معنى العزيز، والرحيم، والقوى... واحداً ولأصبحت من المتردافات، وهذا من أبطل الباطل، وهذا الإلحاد في أسماء الله تعالى، حيث قال: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٨٠﴾

 

قال أبو حنيفة – رحمه الله – في الفقه الأكبر بعد ذكره الصفات وأنها على قسمين ذاتية وفعلية: «لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته لم يحدث له اسم ولا صفة لم يزل عالماً بعلمه، والعلم صفة في الأزل، وقادراً بقدرته، والقدرة صفة في الأزل ومتكلماً بكلامه، والكلام صفة في الأزل، وخالقاً بتخليقه والتخليق صفة في الأزل، وفعل الله تعالى غير مخلوق وصفاته في الأزل غير محدثة ولا مخلوقة، فمن قال: إنها مخلوقة أو محدثة، أو وقف أو شكَّ فيها فهو كافر بالله تعالى»أ. هـ ([7]) .

وروى الذهبي عن يونس بن عبدالأعلى ([8]) قال: سمعت الشافعي يقول: «لله تعالى أسماء وصفات لا يسع أحد قامت عليه الحجة ردها»([9]).

وروى اللالكائي عن محمد بن الحسن قال: «اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب عز وجل من غير تغيير ولا وصف، ولا تشبيه، فمن فسر اليوم شيئاً من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وفارق الجماعة، فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا ولكن أفتوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة، لأنه قد وصفه بصفة لا شيء» ([10]) .

ونقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن الإمام أحمد – رحمهما الله – قوله: «لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تخريف، ولا تعطيل ومن غير تكييف، ولا تمثيل، بل يثبتون لـه ما أثبته لنفسه من الأسماء الحسنى، والصفات العليا، ويعلمون أنه:(ليس كمثله شي وهوالسميع البصير) ، لا في صفاته، ولا في ذاته، ولا في أفعاله»أ. هـ ([11]) .

ويقول الإمام الأوزاعي – رحمه الله – : «كنا والتابعون متوافرون – نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من الصفات» ([12]) .

ويقول – رحمه الله – : «كان الزهري ومكحول يقولان: أمروا الأحاديث كما جاءت» ([13]) .

وأما مكايد الشيطان في هذا التوحيد، فهي عظيمة جداً، إذ ضلَّ في فهمه أقوام كثيرة، وحيث إنه متعلق بذات الرب تعالى، وأسمائه وصفاته، فدعاهم الشيطان إلى الخوض في الكيفية والقول على الله بلا علم لهم به، ثم ألقى عليهم شبهات كثيرة للإحكام عليهم في  فهم هذا التوحيد.

قال تعالى:(إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله مالاتعلمون) ([14]) .

قال ابن القيم – رحمه الله – في بيان مكايد الشيطان في هذا التوحيد:

«وقصر [أي الشيطان] بقوم حتى قالوا: إن رب العالمين ليس داخلاً في خلقه ولا بائنا عنهم، ولا هو فوقهم ولا تحتهم ولا خلفهم ولا أمامهم ولا عن أيمانهم ولا عن شمائلهم، وتجاوز بآخرين حتى قالوا: هو في كل مكان بذاته... وقصر بقوم حتى نفوا حقائق أسماء الرب تعالى وصفاته وعطلوه منها، وتجاوز بآخرين حتى شبهوه بخلقه ومثلوه بهم»أ. هـ ([15]) .

وأعظم ما أوقعهم فيه الإلحاد، قال تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فآدعوه بها وذرواالذين يلحدون في أسمئه سيجزون ماكانوا يعملون)، وأصل الإلحاد والميل  والعدول والجور ومنه اللحد في القبر الانحراف لجهة القبلة ([16]) .

قال ابن جرير – رحمه الله – :

«يعني به المشركين، وكان إلحادهم في أسماء الله أنهم عدلوا بها عما هي عليه، فسموا بها آلهتهم وأوثانهم، وزادوا فيها ونقصوا منها، فسموا بعضها اللات اشتقاقا منهم لها من اسم الله الذي هو الله، وسموا بعضها العزى، اشتقاقا لها من اسم الله الذي هو العزيز» أ. هـ ([17]) .

ويقول ابن القيم – رحمه الله – : «الإلحاد هو العدول بأسماء الله وصفاته وآياته عن الحق الثابت»أ. هـ.

وقيل: الإلحاد هو تحريف اللفظ أو المعنى ([18]) .

وقيل: «هو الشرك في العبادة، لأن أسماءه تعالى تدل على التوحيد فالإشراك بغيره إلحاد في معاني أسمائه سبحانه وتعالى ولا سيما مع الإقرار بها» ([19]) ، ولذلك قيل: أنه أصل الشرك ([20]) .

والإلحاد في أسماء الله وصفاته أنواع:

الأول: الإلحاد بالتغيير والتبديل، كما فعل المشركون، الذين شبهوا المخلوق بالخالق واستقوا لآلهتهم أسماء من أسماء الله تعالى، فسموا اللات من الإله والعزى من العزيز، ومناة من المنان، كما ذكر ذلك ابن عباس ومجاهد وغيرهما.

الثاني: الإلحاد بالزيادة عليها وذلك بأن يسمي الله بما لم يسم به نفسه في كتابه، أو على لسان نبيه محمد × ، كأن يقال: يا سخي بدل جواد أو يا جلد بدل قوي، لأن أسماء الله تعالى توقيفية.

«وقد أنكر ابن عباس على رجل قال: يا رب القرآن» ([21]) .

الثالث: الإلحاد بالنقصان بأن ينفي بعض أسماء الله تعالى أو صفاته، كحال المعطلة الذين عطلوا أسماء الله تعالى وما تضمنته من صفات الكمال، أو أثبتوا أسماءً مجردة من المعاني.

قال ابن القيم – رحمه الله – : «ونفي معاني أسمائه الحسنى من أعظم الإلحاد، ولأنها لو لم تدل على معان وأوصاف لم يجز أن يخبر عنها بمصادرها، ويوصف بها لكن الله أخبر عن نفسه بمصادرها وأثبتها لنفسه وأثبتها له رسوله..» أ. هـ ([22]) .

الرابع: الإلحاد بالتشبيه كقول المشبه لـه يد كيدنا، وبصر كبصرنا وتسميته بما لا يليق كتسمية النصارى لـه (أب)، وإطلاق الفلاسفة عليه العلة الفاعلة أو موجباً بذاته.، ووصفه بما لا يليق كقول اليهود:(إن الله فقير ونحن أغنياء)  ([23]) ، وكقولهم (إن الله استراح بعد أن خلق الخلق)، على غير ذلك من أنواع الكفر والفحش تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ([24]) .

فوقع هؤلاء الملاحدة في التعطيل والتحريف الذي سموه تأويلاً، كما وقعوا في التكييف والتمثيل والتشبيه، وإليك بيان ما وقعوا فيه بكيد إبليس وتلبسه عليهم بشبه واهية وفلسفات عقيمة:

1- التعطيل:

ومعناه: تخلية الله سبحانه من صفاته أي نفي صفاته سبحانه وإنكار قيامها بذاته جل شأنه ([25]) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :

«قال عمرو بن عثمان المكي ([26]) في كتابه الذي سماه: «التعرف بأحوال العباد والمتعبدين»، قال: باب (ما يجيء به الشيطان للتائبين) وذكر أنه يوقعهم في القنوط، ثم في الغرور وطول الأمل، ثم في التوحيد فقال: من أعظم ما يوسوس في التوحيد، بالتشكيك أو صفات الرب، بالتمثيل والتشبيه، أو بالجحد لها والتعطيل... إلى أن قال:».

«فالله تعالى... أعظم وأجل، وأكبر ألا تسمع لقولـه:(ليس كمثله شي) ([27]) ، أي لا شبيه ولا نظير ولا مساوي ولا مثل... فإن اعتصمت بها وامتنعت منه أتاك من قبل التعطيل لصفات الرب – تعالى وتقدس – في كتابه وسنة رسوله محمد ×، فقال لك: إذا كان موصوفاً بكذا أو وصفته أوجب لـه التشبيه فأكذبه، لأنه اللعين، إنما يريد أن يستزلك ويغويك، ويدخلك في صفات الملحدين، الزائغين الجاحدين لصفة الرب تعالى...» ([28]) .

2- التحريف:

وهو مأخوذ من التغيير والإمالة والعدول ([29]) .

 

ومعناه: تغيير ألفاظ أسماء الله تعالى، سواء ألفاظها أو معانيها ([30]) ، وقد سموه تأويلاً ، ليقبل منهم وزخرفوه بباطل القول، وعارضوا أدلة الحق ([31]) .

والتحريف نوعان:

1- لفظي كنصب لفظ الجلالة في قوله تعالى: ¼ (وكلم الله موسى تكليما ، أو تغيير اللفظ بزيادة أو نقصان.

2- معنوي، ومعناه العدول بالمعنى إلى معنى آخر، يشترك معه في اللفظ كتحريفهم المعنى في قولـه تعالى: (وكلم الله موسى تكليما)فقالوا معناه: «جرّح الله موسى بأظفاره المحسن ومخالب الفتن» ([32]) .

وكتحريفهم المعنى في قولـه تعالى: (لماخلقت بيدي)([33]) ، المضافتين على الله تعالى، بالقوة والنعمة.

فقالوا: «ظاهر الآية يقتضي اقتضاء السجود لاختصاص آدم بما تضمنته الآية، فالظاهر متروك إذاً، والعقل حاكم بأن الذي يقع الخلق به القدرة ([34]) .

وقالوا في تحريف قوله تعالى: ( تجري بأعيننا)  «ولم يثبت أحد من المنتمين إلى التحقيق أعينا لله تعالى، والمعنى بالآية أنها تجري بأعيننا، وهي منا بالمكان المحوط بالملائكة والحفظ الرعاية...»([35]).

وأهل التحريف قد ورثوه من سلفهم اليهود، حيث لم يتمكنوا من تحريف اللفظ، كما فعل سلفهم فآلوا إلى تحريف المعنى، لأن الله تعالى قد تعهد بحفظ كتابه جل وعلا، فقال: (إنانحن نزلنا الذكروإناله لحافظون)

ومن الأمثلة على تحريفهم للكلم عن مواضعه، تحريفهم معنى الاستواء بالاستيلاء والغلبة، وتحريفهم للعرش بالملك ([36]) .

يقول البغدادي – رحمه الله – : «واختلف أصحابنا في هذا فمنهم من قال: إن آية الاستواء من المتشابه ([37]) ، الذي لا يعلم تأويله إلا الله، وهذا قول مالك بن أنس وفقهاء المدينة والأصمعي، ومنهم من قال: إن استواءه على العرش فعل أحدثه في العرش سماه استواء...»، ثم ساق الأقوال إلى أن قال: «والصحيح عندنا تأويل العرش في هذه الآية على معنى الملك كأنه أراد أن الملك ما استوى لأحد غيره...» أ. هـ ([38]) .

«وقال بعض أصحاب بن كلاب ([39]) : إن الاستواء صفة ذات ومعناه نفي الاعوجاج» ([40]) .

ولشناعة هذه الأقوال أبسط القول في الرد عليهم مستعينة بالله تعالى:

فالاستواء من الصفات الفعلية ([41]) التي أثبتها أهل السنة والجماعة.

قال سبحانه وتعالى:(إن ربكم خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم آستوى على العرش يدبرالأمر مامن شفيع إلامن بعد إذنه ذالكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون).

وقد انعقد إجماع سلف الأمة على إثبات صفة الاستواء ([42]) .

روى البيهقي بسنده عن محمد بن كثير المصيصي ([43]) قال: سمعت الأوزاعي يقول: «كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه، ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته جلا وعلا» ([44]) .

      وذكر البخاري عن أبي العالية([45])في معنى(آستوى إلى العرش) ارتفع، وعن مجاهد استوى: علا على العرش ([46]) .

وقد أبطل شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – تأويل المعطلة للاستواء بالاستيلاء من اثني عشر وجهاً منها:

إن هذا التفسير مخالف لما فسره سلف الأمة – رحمهم الله – كما سلف وأول من أحدثه هم الجهمية والمعتزلة، ولم يختلفوا عليه، فكل تفسير حدث بعد ذلك لا يلتفت إليه.

ومنها: إن معنى الاستواء مشهور ومعلوم عند العلماء من السلف، ولو لم يكن معلوماً ما قال الإمام مالك – رحمه الله – (الكيف مجهول) فنفي الكيف دلالة على العلم بالأصل.

ومنها: لو جاز تفسير الاستواء بالاستيلاء لجازم أن نقول: إنه مستو على السماء والأرض، ولجاز أن يقال: إنه مستو على الهواء والبحار... ولما منع ذلك دلَّ اختصاص الاستواء بالعرش.

ومنها: إن تفسير الاستواء بالاستيلاء يفهم منه أن الرب جل وعلا لم يكن مستوياً على العرش حتى خلق السموات والأرض وهذا باطل.

إن هذا التفسير لم يثبت في اللغة، وعمدتهم في ذلك بيت من
الشعر
([47]) ، وهو بيت مصنوع مختلق لا يعرف في اللغة.

إن الاستواء لو حمل على هذا المعنى لفهم منه إنه كان عاجزاً، ثم غلب كما ذكر ذلك بعض علماء اللغة في تفسير معنى الاستيلاء، كما إنه يأتي بمعنى المنازعة والمغالبة فمن نازع الرب جل وعلا في العرش؟!!

إن لفظ الاستواء تكرر في جميع المواطن التي ذكر فيها بهذا اللفظ، ولو كان بمعنى الاستيلاء لذكر ولو لموضع واحد، فلما لم يذكر وجب تفسيره بما دل عليه القرآن والسنة واللغة ([48]) .

كما أبطله ابن القيم – رحمه الله – من اثنين وأربعين وجهاً، أوجز بعضها فيما يلي:

- إن لفظ الاستواء يأتي مطلقاً ويأتي مقيداً، والمطلق من أمثال قوله تعالى: (ولمابلغ أشده وآستوى)، ومعناه كمل وتم، والمبتدأ يأتي مقيداً (بإلى) أو (على) أو (مقروناً بالواو)، وفي الأولى يكون معناه العلو والارتفاع، كما في قولـه تعالى:(ثم آستوى إلى السماء)» ، والثاني أيضاً معناه العلو والارتفاع والاعتدال، كما في قولـه تعالى:( فاستوى على سوقه) وقولـه: (لتستوعلى ظهوره)، والثالث في مثل نحو استوى على الخشبة بمعنى ساواها، وهذه معاني الاستواء في اللغة ولم يرد فيها الاستيلاء البتة.

- إنه لو كان الاستواء على العرش بمعنى الاستيلاء، لم يكن لذكر الاستواء على العرش فائدة أصلاً، لأن الله عز وجل مستولٍ على كل شيء.

- إنه أتى بلفظ (ثم) التي معناها الترتيب مع التراخي، ولو كان معنى الاستواء الاستيلاء، لكان يعنى أن الرب جل وعلا لم يستول على العرش إلا بعد خلق السموات والأرض، ومعلوم بطلانه.

- إن الإجماع منعقد على أن الله عز وجل مستو على عرشه حقيقة، وقد نقل هذا الإجماع عدد من أئمة أهل السنة.

أن البيت الذي استدلوا به محرف والصحيح أنه هكذا...

بشر قد استولى على العراق....

وهذا لو كان لـه قائل معروف، فكيف وهو غير معروف في دواوين العرب وأشعارهم، وعلى فرض صحته فلا دليل فيه، لأن معناه الاستواء حقيقة على سرير الملك حيث إن بشراً نائب لعبدالملك بن مروان على العراق، ولم يكن مستولياً على العراق، وإنما الذي استولى عليها هو عبدالملك بن مروان، ولم يكن بشر منازعاً لأخيه ملكه.

كما أنه لو أراد ذلك اللفظ المجازي البعيد لذكر في اللفظ قرينة دالة على ذلك، فلما لم يكن، بل دل اللفظ على بطلانه لم يجز حمله عليه!!

أن الرب جل شأنه عبر بالفوقية على العرش، وهذا معنى الاستواء على العرش، وقالت الجهمية: إن معنى ذلك أن الرب خير من العرش وأفضل منه، وهذا يلزم منه معنى قبيح، يعد ذماً وهو من جنس قول القائل السماء فوق الأرض والثلج بارد، والشمس أضوأ من السراج وفي المثل السائر نظما:

ألم تر أن السيف ينقص قدره

 

إذا قيل إن السيف أمضى من العصا

بخلاف ما إذا كان الأمر احتجاجاً على مبطل أو مشرك، كما في قولـه تعالى(.

أن حقيقة قولهم هذا إخلاء العرش من الله سبحانه وتعالى ([49]) .

ونقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن أبي حنيفة قوله فمن قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض، قال: «قد كفر لأن الله يقول: (الرحمن على العرش آستوى)([50]) ، وعرشه فوق سبع سموات» ([51]) .

ويقول الإمام الدارمي – رحمه الله – : «وما ظننا أن نضطر إلى الاحتجاج على أحد ممن يدعي الإسلام في إثبات العرش والإيمان به، حتى ابتلينا بهذه العصابة الملحدة في آيات الله، فشغلونا بالاحتجاج لما لم تختلف فيه الأمم قبلنا» أ. هـ ([52]) .

3- التكييف:

«وهو تعيين كنه الصفة، يقال: كيَّف الشيء: أي جعل لـه كيفية معلومة، وكيفية الشيء صفته وحاله... وهذا مما استأثر الله به، فلا سبيل على الوصول إليه...» ([53]) .

ولهذا لما سئل الإمام مالك – رحمه الله – عن الاستواء، قال السائل: كيف استوى؟ قال الراوي: فما رأينا مالكاً وجد من شيء كوجده من مقالته، وعلاه الرمضاء، وأطرق، وجعلنا ننتظر ما يأمر به فيه، قال: ثم سرى عن مالك، فقال: «الكيف غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وإني لأخاف أن تكون ضالاً» ثم أمر به فأخرج ([54]) .

والفرق بين التشبيه والتكييف: «أن التكييف أن يحكي كيفية الشيء سواء كانت مطلقة أم مقيدة بشبيه، وأما التمثيل والتشبيه فيدلان على كيفية مقيدة بالمماثل والمشابه»([55]) ، ومن هنا فالتكييف أعم من وجه وأخص من وجه آخر، فالعموم ما سبق، وأما الخصوص فلكونه خاصاً بالصفات دون القدر والذات.

4- التمثيل:

وهو بمعنى التشبيه، يقال: مثل الشيء بالشيء، أي سوَّاه وشبهه به وجعله مثله وعلى مثاله، فالـمِثْل والـمَثَل والـمَثَيِل، كالشِبْه والشَبَه والشبيه لفظاً ومعنى ([56]) .

وفي نفي المثل والشبيه، يقول تعالى: (ليس كمثله شي وهوالسميع البصير)

والتمثيل والتشبيه على قسمين:

الأول: تشبيه المخلوق بالخالق كتشبيه النصارى عيسى بن مريم بالله تعالى في صفات الألوهية والربوبية، وتشبيه المشركين آلهتهم بالله واشتقاقهم لها اسماً من أسماء الله كقولهم العزى من العزيز ومناة من المنان واللات من الإله ([57]) .

الثاني: تشبيه الخالق بالمخلوق كتشبيه اليهود حيث شبهوا الخالق بالمخلوق، ووصفوه بصفات النقص والعجز، فقالوا: فقير وبخيل، ووصفوه بالبكاء والحزن تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، ، وكما زعمت المشبهة  ([58]) – أخزاهم الله – فقالوا: «أن معبودهم جسم لـه نهاية، وحد طويل عريض، عميق، طوله مثل عرضه، وعرضه مثل عمقه ذو لون وطعم ورائحة مجسة...» ([59]) .

ويزعمون: «أن الله تعالى على صورة الإنسان، وأنه نور ساطع يتلألأ بياضاً، وأنه لـه حواس خمس كحواس الإنسان، سمعه غير بصره، وكذلك سائر حواسه...» ([60]) .

إلى آخر ما قالوا – تعالى الله عن قولهم هذا علواً كبيراً – وأكثرهم من الشيعة.: «وكلا النوعين كفر، وكل مشبه معطل وبالعكس، فإن المعطل لم يفهم من صفات الله إلا ما يليق بالمخلوق، فشبه أولاً وعطل ثانياً وشبهه ثالثاً بالمعدومات والناقصات، وكذلك المشبه عطل الصفة التي تليق بالله ووصفه بصفات المخلوق، فعطل أولاً وشبهه ثانياً: فكل معطل مشبه وبالعكس» ([61]) .

وقد دخل الشيطان على هؤلاء المشبهة من باب (الغلو)، ومن خلال هذا الغلو في الإثبات، أثبتوا الله صفات ليست لـه تعالى وشبهوه بالمخلوق!! كقولهم: «إنه ينزل عشية عرفة على جمل أورق فيصافح المشاة، ويعانق الركبان»، و«أن النبي × رآه في الطواف»أو «في بعض سكك المدينة» و«أن مواضع الرياض هو موضع خطواته»، ونحو ذلك مما فيه من وصفه بالتحيز أمر باطل مبني على أحاديث موضوعة ومفتراة ([62]) .

يقول أبو الحسن الأشعري ناقلاً أقوالهم:

«واختلفوا – أي المجسمة – في مقدار الباري بعد أن جعلوه جسماً، فقال قائلون: هو جسم، وهو في كل مكان، غير أن مساحته أكثر من مساحة العالم؛ لأنه أكبر من كل شيء، وقال بعضهم: ليس لمساحة الباري نهاية ولا غاية، وأنه ذاهب في الجهات الست اليمين والشمال والأمام والخلف والفوق والتحت... وقال قوم: إن معبودهم هو الفضاء، وهو جسم تحل الأشياء فيه، ليس بذي غاية ولا نهاية...»ألخ أقوالهم الشنيعة والمنكرة، وقال بعضهم: «إن ربه في مكان دون مكان، وأن مكانه هو العرش، وأنه مما س للعرش، وأن العرش قد حواه وحده...» ([63]) !!

 



([1])   انظر: مدارج السالكين (3/17).

([2])   تيسير الكريم الرحمن، لابن سعدي (3/120)، وانظر: مجموع الفتاوى (3/4).

([3])   مختصر الصواعق المرسلة، على الجهمية والمعطلة، لابن القيم، اختصار محمد الموصلي (1/21)، وانظر: شرح العقيدة الأصفهانية، لابن تيمية (2/24)، العقيدة الواسطية، لابن تيمية، ص 6، ص 23، ص 29.

([4])   انظر: مجموع الفتاوى (5/26-27).

([5])   «الوليد بن مسلم القرشي، أبو العباس الدمشقي، ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية مات سنة 195»، التقريب، ص 584، وانظر: ترجمته في ميزان الاعتدال (4/347-348)، وتهذيب التهذيب (11/133-134).

([6])   رواه الدارقطني، في كتاب: «الصفات»، ص 75، ورواه الذهبي في العلو عن الوليد بن مسلم (المختصر رقم 137، ص 143)، وروى أيضاً نحوه، رقم 134، ص 142، وقال الألباني في المختصر: «إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات...»، أ. هـ، مختصر العلو، ص 142. للحافظ الذهبي، ط. الثانية 1412هـ/ 1991م، ط. المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني.

([7])   الفقه الأكبر مع شرحه، ص 180، وانظر: قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر، محمد صديق، ص 48 وما بعدها.

([8])   يونس بن عبدالأعلى، أبو موسى الصدفي، وثقه أبو حاتم، ونعتوه بالحفظ والعقل ووثقه ابن حجر، مات سنة 164هـ، (انظر: ميزان الاعتدال 4/481)، والتقريب، ص 613.

([9])   رواه الذهبي (المختصر، ص 177)، وقال الذهبي: قد تواتر عن الشافعي ذم الكلام وأهله وكان شديد الاتباع للآثار في الأصول والفروع... أ. هـ.

([10])   شرح أصول الاعتقاد اللالكائي، رقم: 740، (3/432-433).

([11])   مجموع الفتاوى، لابن تيمية (5/257)، وانظر: المجموع (5/58-59)، معارج القبول، لحافظ الحكمي (1/362-365).

([12])   رواه البيهقي في الأسماء والصفات (2/150)، دار الكتاب العربي، ط. الأولى 1405هـ/ 1985م، تحقيق: عمادالدين أحمد حيدر، دار الكتاب العربي، بيروت، وصححه ابن تيمية في الحموية، ص23، ط. السلفية، والذهبي في العلو، انظر: المختصر للألباني، ص 138، وذكره ابن القيم محتجاً به في اجتماع الجيوش الإسلامية، لابن القيم، ص 126، ط. الأولى، 1408هـ/ 1988م، نشر دار الكتاب العربي، تحقيق: فواز زمرلي.

([13])   شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة اللالكائي (3/430-431)، رقم: 735.

([14])   سورة البقرة، الآية: 169.

([15])   إغاثة اللهفان، لابن القيم 01/94)، ط. المكتبة الثقافية.

([16])   انظر: بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي (4/420)، لسان العرب لابن منظور (3/388).، المفردات في غريب القرآن، للراغب الأصفهاني، ص 448.

([17])   جامع البيان، لابن جرير (6/133)، وانظر: تفسير ابن كثير، ص 556، د. دار السلام.

([18])   انظر: زبدة التفسير مختصر تفسير الإمام الشوكاني، لمحمد سليمان الأشقر، ص 222.

([19])   شرح كتاب التوحيد، لسليمان بن عبدالله، ص 581، مكتبة الرياض الحديثة.

([20])   انظر: مدارج السالكين (1/28 وما بعدها).

([21])   زاد المسير، لابن الجوزي (3/293).

([22])   مدارج السالكين (1/28).

([23])   سورة المائدة، الآية: 64.

([24])   انظر: فيما سبق في أنواع الإلحاد، جامع البيان، لابن جرير (6/133)، الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (7/328)، تفسير ابن كثير (2/270)، ط. دار الفكر، التدمرية، لابن تيمية، ص 7-8، مختصر الصواعق المرسلة (2/110-111)، مدارج السالكين، لابن القيم (1/28 وما بعدها)، فتح القدير، للشوكاني (2/68)، مختصر معارج القبول للشيخ حافظ حكمي، اختصار سعد القحطاني، ص 58-59، التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية، ص 29، تأليف الشيخ عبدالعزيز الرشيد، ط. الثانية 1400هـ/ 1980م، مكتبة الرياض الحديثة،  شرح كتاب التوحيد، لسليمان بن عبدالله، ص 28، وص 580، مكتبة الرياض الحديثة، تلخيص الحموية ضمن رسائل في العقيدة لابن عثيمين، ص 56، ط. دار طيبة.

([25])   انظر: بدائع الفوائد (1/169)، التنبهات السنية، ص 23.

([26])   عمرو بن عثمان بن كرب، أو عبدالله المكي، قال أبو نعيم في الحلية: العارف البصير والعالم الخبير لـه اللسان الشافي، والبيان الكافي، معدود في الأولياء، محمود في الأطباء، أحكم الأصول وأخلص في الوصول»أ. هـ، حلية الأولياء (10/291)، من أهل مكة لـه مصنفات في التصوف، زار أصبهان ومات ببغداد، انظر ترجمته: حلية الأولياء (10/291 وما بعدها)، تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي (12/223-225)، الأعلام للزركلي (5/81-82).

([27])   سورة الإخلاص، الآية: 4.

([28])   مجموع الفتاوى، (5/63).

([29])   انظر: التوقيف على مهمات التعاريف للمناوي (2/163)، التعريفات، للجرجاني (2/75)، المفردات، للراغب، ص 114.

([30])   انظر: التنبيهات السنية، تأليف الشيخ عبدالعزيز الرشيد، ص 23، تلخيص الحموية، لابن عثيمين (ضمن رسائل العقيدة)، ص 54.

([31])   انظر: شرح الطحاوية، ص 232، شرح نونية ابن القيم، لأحمد بن عيسى (2/16)، والتأويل يطلق على معان منها:

1- حقيقة المعنى الذي يؤول اللفظ إليه، وهي الحقيقة الموجودة في الخارج.

2- «المعنى والبيان» في إصطلاح المفسرين.

3- عند أهل الكلام «صرف الفظ عن ظاهره إلى معنى مرجوح..»

انظر: تفصيل ذلك في مجموع الفتاوى (5/35-36)، مختصر الصواعق (1/12-14)، شرح العقيدة الطحاوية، ص 69-70، ط. المكتب الإسلامي.

([32])   تفسير الكشاف للزمخشري نقلاً من موسوعة جامع التفاسير الإلكترونية، شركة عريس، وانظر: التنبيهات السنية، ص 23.

([33])   سورة ص، الآية: 75.

([34])   الإرشاد، للجويني، ص 147، وانظر: المواقف، للإبجي، ص 298.

([35])   الإرشاد، ص 147، وانظر: المواقف، للإبجي، ص 298، وانظر: في رد التحريف وإبطاله، درء تعارض النقل والعقل (1/205 وما بعدها).

([36])   انظر: شرح الأصول الخمسة، للقاضي عبدالجبار، ص 226، وانظر: الإرشاد، للجويني، ص 59-60، والمواقف، للإبجي، ص 273، ص 297، نشر مكتبة المتنبي، القاهرة.

([37])   إن نسبة القول أن الاستواء من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله إلى الإمام مالك وفقهاء المدينة، افتراء عليهم، فمذهبهم معلوم، وقول مالك المشهور في الاستواء عندما سأله رجل كيف استوى ربنا؟ فقال: «الكيف غير معقول والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وإني لأخاف أن تكون ضالاً، ثم أمر به فأخرج»، رواه الدارمي في الرد على الجهمية، ص 280، والبيهقي في الاعتقاد من طريق أخرى، وقال ابن حجر في الفتح (13/417): «سنده جيد».

وفي هذا دليل على أنه يرى رأي أهل السنة في أن الاستواء معلوم غير مجهول المعنى.

وقد نقل عنه أنه نقل الإجماع على إثبات الاستواء على العرش، انظر: مجموع الفتاوى (5/39)، واجتماع الجيوش الإسلامية، لابن القيم، ص 111.

([38])   أصول الدين، للبغدادي، ص 112-113، وانظر: لمع الأدلة في قواعد أهل السنة، للجويني، ص 108، ط. الثانية، 1407هـ/ 1987م، عالم الكتب، تحقيق: د. نوقية حسين محمود.

([39])   «عبدالله بن سعيد بن كلاب، أبو محمد القطان، متكلم يقال له ابن كلاب، قيل: لقب بها لأنه كان يجتذب الناس إلى معتقده إذا ناظر عليه... له كتب منها (الصفات) و(خلق الأفعال)، و(الرد على المعتزلة)، توفي سنة 245»، الأعلام، للزركلي (4/90).

([40])   انظر: الفصل في الملل والنحل (2/289)ن وانظر: الرد عليه في المرجع نفسه ونفس الجزء والصفحة.

([41])   صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين:

أولاً: صفات ثبوتية كالسميع، والعليم، والقدير، والحي... وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:

أ- صفات ذاتية: وهي الصفات الملازمة لذاته سبحانه لم يزل ولا يزال متصفاً بها، كالعلم، والحياة، والسمع، والبصر، والقدرة، والوجه، واليدين..

ب- صفات فعلية تتعلق بإرادته ومشيئته تعالى، كالنزول والاستواء والمجيء...إلخ.

جـ- صفات ذاتية فعلية: أي أن الله تعالى متصف بها أزلاً وأبداً، وأنها في الوقت نفسه تحدث آحادها بمشيئته وإرادته، كالكلام.

ثانياً: صفات سلبية: وهي صفات النقص التي نفاها الله عز وجل عن نفسه، كقوله تعالى: ¼ ‚WWè ñyYÕpÀ¹WTÿ ðÐQSTŠW¤ …_ŸWšVK… » ، الكهف، الآية: 49.

فهي لا تقتضي النفي المطلق بل النفي فيها لإثبات كمال الضد، لأن النفي المحض لا كمال فيه ولا مدح، ويوصف به الجماد، كما يقال: الجدار لا يظلم، لعجزه وعدم مقدرته، وهذا نقص ينزه الرب عنه.

انظر: مجموع الفتاوى، لابن تيمية (14/133)، التدمرية، لابن تيمية، ص 57-59، الحق الواضح المبين، لابن سعدي، ص 6 وما بعدها، مكتبة المعارف، القواعد المثلى، لابن عثيمين، ص 21 وما بعدها.

([42])   انظر: مجموع الفتاوى، لابن تيمية (5/39)، (5/164)، اجتماع الجيوش الإسلامية، لابن القيم، ص 111 وما بعدها، ص 122، مختصر العلو للذهبي، ص 128 وما بعدها، كتاب العرش، لابن شيبة، ص 12 وما بعدها.

([43])   «محمد بن أبي كثير النفعي، نزيل المصيصة، صدوق كثير الغلط، مات سنة مائة وبضع عشرة»، التقريب، رقم:6250، انظر: تهذيب التهذيب، لابن حجر (9/369-370).

([44])   سبق تخريجه.

([45])   رفيع بن مهران أبو العالية الرياحي، أدرك الجاهلية، وأسلم بعد وفاة النبي × بسنتين، مات سنة 90هـ، وقيل: غير ذلك، قال العجلي، تابعي ثقة من كبار التابعين، انظر: تهذيب التهذيب، لابن حجر (3/246-247)، التقريب، رقم: 1593، ص 210.

([46])   ذكره البخاري في كتاب: «التوحيد»، باب: (وكان عرشه على الماء9، معلقاً بصيغة الجزم (6/2698)، وانظر: فتح الباري، لابن حجر (13/415)، جامع البيان، لابن جرير (1/191-1929، الحجة في بيان المحجة، للإمام الأصبهاني (2/258).

([47])   البيت هو قول الشاعر:

قد استوى بشر على العراق     من غير سيف ودم مـهراق

انظر: شرح الأصول الخمسة، ص 226.

([48])   انظر: مجموع الفتاوى، لابن تيمية (5/144-149).

([49])   انظر: مختصر الصواعق، لابن القيم، اختصار محمد الموصلي (2/126، 152).

([50])   سورة طه، الآية: 5.

([51])   نقلها ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/47)، (5/52)، وشارح الطحاوية،ص 322، والشيخ أحمد بن عيسى في شرح قصيدة ابن القيم (1/447)، ونسبها لـه علي القاري في الفقه الأكبر، ورواها عنه صاحب الفاروق شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري بسند عن أبي بكر نصير بن يحي عن أبي مطيع الحكم بن عبدالله البلخي.

([52])   الرد على الجهمية، للدارمي، ص 263، ضمن عقائد السلف.

([53])   التنبيهات السنية، للشيخ عبدالعزيز الرشيد، ص 24، وانظر: تلخيص الحموية، ص 55، ضمن رسائل في العقيدة.

([54])   رواه الدارمي في الرد على الجهمية، ص 280. ورواه البيهقي في الاعتقاد، من طريق أخرى، ص 51، ونقله الذهبي في العلو عن البيهقي، ص 103، وقال: «إسناده صحيح»، قول ابن حجر، في الفتح (13/417): «سنده جيد»، وقال ابن تيمية: «إسناده كلهم ثقات» أ. هـ، مجموع الفتاوى (5/40-41).

([55])   تلخيص الحموية لابن عثيمين، ص 55، ضمن رسائل في العقيدة.

([56])   انظر: بصائر ذوي التمييز، للفيروزآبادي (4/481)، المفردات في غريب القرآن، للراغب، ص  ، التنبيهات السنية، ص 25.

وقد فرق بينهما الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله – فقال: «التمثيل: إثبات مثيل للشيء، والتشبيه: إثبات مشابه لـه، فالتمثيل يقتضي المماثلة، وهي المساواة من كل وجه، والتشبيه يقتضي المشابهة، وهي المساواة في أكثر الصفات»أ. هـ، تلخيص الحموية، ص 55، ضمن رسائل في العقيدة، وانظر: معجم ألفاظ العقيدة، ص 99.

([57])   انظر: المرجع السابق، ص 25، وانظر: التحفة العراقية، ص 40، مطبوع ضمن الرسائل المنيرية، الجزء الثاني، ط. 1346هـ، توزيع مكتبة طيبة، الرياض.

([58])   المشبهة: أصحاب هشام بن الحكم الرافضي، المتوفى سنة 190، في خلافة المأمون ، وهم صنف شبهوا ذات الباري بذات غيره، وصنف شبهوا صفاته بصفات غيره، وهم فرق شتى: منهم السبابية، والبيانية اتباع بيان بن سمعان، والمغيرية، والمنصورية، ومنهم: الخطابية والحلولية... وغيرهم.

انظر: مقالات الإسلاميين، لأبي الحسن الأشعري، ص 209، والفرق بين الفرق، للبغدادي، 214-219، والملل والنحل، للشهرستاني (1/103 وما بعدها)، والأعلام، للزركلي (8/85).

([59])   مقالات الإسلاميين، لأبي الحسن الأشعري، ص 310-312، وانظر: الفصل في الملل والنحل (2/277)، والملل والنحل (1/92).

([60])   مقالات الإسلاميين، ص 209.

([61])   التنبيهات السنية على الواسطية، ص 25، وانظر: التوحيد، لابن خزيمة (1/196) ط. الثانية 1411هـ/ 1991م، نشر مكتبة الرشد، الرياض، تحقيق: عبدالشيخ د. عبدالعزيز الشهوان، ومجموع الفتاوى (5/27)، والتحفة العراقية، ص 40، مطبوع ضمن الرسائل المنيرية.

([62])   تلبيس الجهمية، لابن تيمية (2/14).

([63])   مقالات الإسلاميين، لأبي الحسن الأشعري.